أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر الناشف - الإسلاميون أنصار الديكتاتورية














المزيد.....

الإسلاميون أنصار الديكتاتورية


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 2597 - 2009 / 3 / 26 - 09:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حتى الأمس القريب ، ظلت سمة الديتكاتورية ، ملازمة للتيارات القومية وملاصقة لفكرهم ومنهجهم السياسي ، ولا تختلف ، بطبيعة الحال ، سماتها ، سواء أكانت ديكتاتورية عسكرية أو ديكتاتورية سياسية ، فهي تبقى في القول مثلما هي في الفعل ، لأن نتائجها الوخيمة على المجتمع تدل عليها وتكشف عنها في كل المراحل التي يمر بها أي مجتمع في العالم ، فما بالنا في مجتمعاتنا العربية والإسلامية ، سيما وأن الدلائل والشواهد كثيرة على وجودها وتغلغلها في حياة أفراده ، ولا تحتاج إلى مجهر للوقوف عليها من الداخل .
لا شك أن الديتكاتورية التي كانت قائمة في العراق ، هي مزيج مركب من العشائرية والطائفية والقومية ، بحيث تداخلت سلطات الشيخ والإمام والزعيم مع بعضها ، فأنتجت جميعها ثقافة التسلط ، وفيما بعد جرى اختزالها والتعبير عنها بشخص صدام حسين ، ولا يختلف الأمر كثيراً في سورية ، التي تحتوي هي الأخرى على ذات المزيج وذات المركب الهجين .
لكن ما يدعو إلى الحيرة ، أنه وبرغم أن تجربة الإسلاميين في سورية كانت مريرة مع السلطة المتفردة ووصلت حد إقصاء الآخر وإلغاء وجوده بل وقهره ، كان الإسلاميون السوريون يبررون صراعهم مع النظام السوري في فترة الثمانيات ، لعدة أسباب أهمها ، ديكتاتورية النظام وإلغاءه لهم فرادى وجماعات ، فغدا الصراع بينهم وكأنه صراع بين دعاة الانعتاق ودعاة الانغلاق ،لكن الواقع غير ذلك إطلاقاً ، فهّم الاثنين وهوسهما يتجه نحو الاستيلاء على السلطة ، ومَن يحكم مَن أولاً وأخيراً ، وبالتالي لا معنى ولا قيمة فعلية لطروحات مَن يتدثر بعباءة العروبة وآخر يتلطى خلف الإسلام .
وليس الإسلام كدين ورسالة منعقدة ، مقصود به في معنى وحقيقة الديكتاتورية ، بل كأشخاص ، وقد يقول قائل ، إن أساس الديكتاتورية يكمن في أسها ، أي في الإسلام ، وهذا مجافياً للمنطق والحقيقة ، بحد ذاته ، لأنه عندما يُقرأ الإسلام ويُفهم من اليمين إلى اليسار سيؤدي إلى نتيجة تختلف عما هي عليه فيما لو قُرأ من اليسار إلى اليمين .
عندما يكون الإسلام ديناً خاصاً وخالصاً بين المخلوق وخالقه ، فالأمر يغدو حينها خارج عن سلطة الوصاية البشرية ، التي من أبرز سماتها الديكتاتورية ، أما عندما يتداخل الديني بالسياسي ، يبدأ التداخل بين ما هو أخلاقي ( الدين ) مع ما هو غير أخلاقي ( السياسة) وفي الغالب تتغلب السياسة بمنطق العقل والمصالح بكل أدرانها وعللها الدنيوية على الإيمان المركون في القلب .
ودليلنا الأكيد على ديكتاتورية الإسلاميين نسوقه هذه المرة ، ليس من بيان جماعة الإخوان المسلمين في سورية حول تعليق نشاطهم المعارض للنظام السوري الذي لا يزال يقصيهم بنفس الآلية التي يقصون بها بعضهم ، وكذلك الأمر ليس من موقف الإخوان في مصر واعتبارهم النظام السوري – الذي لم يحرك ساكناً جراء الغارات الإسرائيلية – بأنه النظام الأكثر دفاعاً عن القضية الفلسطينية ، إنما ما أدلى به الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري ، من أن محاكمة الرئيس السوداني عمر البشير جزء من المشروع " الصليبي" الذي يستهدف الأمة ، يجعلنا نضع علامة استفهام كبيرة ، هل يبرر ذلك الدفاع عن نظام يعتبره الإسلاميون كافر ومرتد ؟ .
أما الدليل الأكبر على أن الإسلاميين هم أنصار الديكتاتورية ، أن مجرد تفكيرهم بتعليق نشاطهم المعارض للنظام السوري ، مؤشر على تأييدهم لنظام لا يتعرف بهم ويستبد برفاقهم في السجون مثلما تستبد إسرائيل بإخوانهم في غزة التي هبوا لنجدتها تعاطفاً مع حماس ، كما أن انبهار إخوان مصر في مواقف النظام السوري أثناء الحرب على غزة التي لم تتعدَ مواقف الآخرين ، عرت حقيقة معارضتهم للدولة المصرية ، وأظهرتهم وكأنهم جزء من السياسة الدولية من خلال دعمهم لنظم أشد ديكتاتورية ، أما رفض الظواهري للعدالة ، فهو انحياز واضح باتجاه الديتكاتورية التي قتلت وشردت الملايين .
مَن يدعم ويساند الديكتاتورية اليوم ، فماذا يرتجى منه في الغد ؟.



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سورية قبل المصالحة وبعدها
- ((همجية)) رافسنجاني .. وسقطة طالباني
- الإرهاب العابر للعقول
- لماذا تغير النازيون ولم تتغير أميركا ؟ عسر التغيير في أميركا
- هويتنا ليست للهواية
- حقيقة الرسالة السعودية للأسد !
- بيروت - سورية ... وغزة - فلسطين
- دينامية التغيير في إسرائيل
- حماس : ثنائية المقاومة والمقاولة
- حزب (( خدا )) وبازار غزستان
- المصالحة العربية في ذمة (الممانعين)
- حماس : (( انتصار)) بحجم المأساة
- تحايل العرب على أنفسهم
- أيهما أخطر إيران أم إسرائيل؟
- إيران/ إسرائيل : حرب الرسائل الساخنة
- عرفات يتلوى في قبره
- صراع وجود أم صراع فناء ؟
- العرب وإسرائيل : مَن يقول ومَن يفعل ؟
- -حزب الله- وعبرية الخصم
- السلام أم الاعتراف في إسرائيل؟


المزيد.....




- هطول أمطار على المسجد الحرام ومشعر منى وسط موجة حر قياسية
- أقوى الاناشيد الجديدة للاطفال .. تردد قناة طيور الجنة الجديد ...
- قائد الثورة الاسلامية يهنئ المسلمين بعيد الاضحي المبارك
- الفاتيكان يوضح سبب امتناعه عن التوقيع على البيان الأوكراني ف ...
- اليابان.. حشود غفيرة وخطبة بأربع لغات في صلاة العيد بالجامع ...
- -حركة طالبان الباكستانية- تعلن وقف إطلاق النار لمدة 3 أيام ب ...
- “أسعدي صغارك بأغاني البيبي” ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي عر ...
- أحلى أغاني البيبي في العيد..تردد قناة طيور الجنة بيبي على نا ...
- روسيا: -تصفية- مساجين من تنظيم -الدولة الإسلامية- إثر احتجاز ...
- رغم جراحهم.. غزيون يحتفلون بعيد الأضحى ويعايدون الأمة العربي ...


المزيد.....

- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر الناشف - الإسلاميون أنصار الديكتاتورية