أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - للعدالة دائما ،نورس















المزيد.....

للعدالة دائما ،نورس


عزيز الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2595 - 2009 / 3 / 24 - 04:48
المحور: الادب والفن
    


كان الفاشستيون ينقلون المعتقلين من مدينة لاخرى بعيدة عن مدنهم الاصلية والسبب لتضييع تقصي الاثر لمن يتقصى مع ان التقصي لوحده محال بل جريمة عقابها التغييب الابدي .توقفت السيارة المغلقة النوافذ في محطة وقود كان السائق وجنبه شخص فقط يظهران للمشاهد البسيط بالرؤية العادية للناظر لا للمحدق مثله فقد وجد خلفهما بابا وجدارا حديديا مصنوع يدويا بصورة لايمكن الاللمتفرس ان ينتبه لصياغتها الفنية فهي بوابة سجن متنقل مقفل غير مرئي داخل السيارة العارية من نوافذ هاوالتي تشبه برادات المثلجات اوناقلات البسكويت مع انها تحمل بسكويت بشري محشى لموت محقق القدوم والسطوع.كان السجناء يبحثون عن فتحة مستحيلة للنظر في الجدار الصفيحي للسيارة السجن المتنقل و نائمين بعصير غذائي ومقيدين بالاغلال مكممة افواهم حتى من التاوه التلقائي،غادرت السيارة محطة الوقود لجهة مجهولة فلم يكن هناك من يتعقبهابل لايجرؤ على ذاك حتى المترصد. بعد برهة وجيزة توقفت على حافة الشارع العام وانحرفت نحو شارع ترابي محاذي يوصل لحافة اهوار وقصب ومياه تضفي تموجاتها الخلابة سرورا حتى لوجوه الاجرام التي تحمل سجناء. استدار السائق وجعل مؤخرة السيارة باتجاه الهوروفتح الابواب المغلق ةللسجناء وظل يدردش مع زميله بتفاصيل مشقة الرحلة وايصال البضاعة لسوق الذبح وجلب الايصالات لمراجعه الحكومية، كان التعب يطغو على المشهد وبعد الاكل السريع تناعسا وسلب النوم منهما اليقظة فلاخوف من هروب احد مقيد ومكمم ومكبل وفي مساحة ارض مسطحة وشارع عام بعيد وهما مسلحان ومخولان بالقتل على الظن والشبهةأستيقظا بارتباك فلم يكن مخططا لهما قيلولة في توقيتات نقل شحنات سيق البشر للموت بادرا فورا لغلق الباب المفتوح دون التامل في الاجساد المتكورة والصامتة داخل البوكس المقلي قيظا والذي لم تسعفه ابدا نسيمات ماء الهور الغائر الضفاف صعد السائق خلف المقود وهمّ صاحبه بالصعود فساله هل احكمت إغلاق الباب؟ قال نعم قال هل أحصيت المجرمين؟ قال لا لاخوف منهم قال انزل وتاكد رجاءا ،فتح الباب واحصاهم على قرفصائهم المرسوم فاذا هم خمسة وليسوا ستةّ لم يصدق صعد مذهولا وصفع الاول وركل الثاني وبركبته دمر وجه الثالث فانزف انفه اين السادس؟ لم يجبه احد فهم مكمموا الافواه نساها في فورة هيجانه ،هرع لصاحبه مرتبكا بشدة لقد هرب واحدّّّ!!! مالعمل؟ سيعدموننا حتما بدلا عنه قال السائق لاتهتم سنتصرف ولكن يجب ان تكون اقوالنا متشابهة حتى لوكان التحقيق معنا فرديا سنقول التاخير لعطل السيارة ثم نفكر بهدوء كيف نوفربديلا عن السجين الهارب. جلسا على حافة الماء والصمت يخيم على تفكيرهما ولكن الاحشاء كانت مرجلا يغلي من الغضب والخوف من القصاص فحتى الجلاد لايسلم عند سقوط هيبته بالخطا مهما كان صغيرا وبينما هما غارقين في التيه والبحث عن حل تراى لهم من بعيد زورقا خشبيا في المياه العميقة للهورمع مجذاف يحركه شاب ملتفع من حرارة القيظ صاحا عليه وسط سكون المكان واضطرابهما ياخي يااخي اقدم الينا اقترب منهم بعد الانتباه لجلوسهما قرب الضفة ترجل وخاض في الماء ووصل لهم ملبيا استدعائهما كطبيعته الريفية المعروفة الصفات تجاه الغرباء، فورا سالوه هل رايت احدا هنا؟ هل صادفت شخصا مريب المظهر؟ مخاطبيه باللهجة التي يفهم قال لا فحتى السباحة هنا لاتنفع للهرب لان اليابسة بعيدة ولاتؤدي لطريق نجاةثم أستدرك هل معكم ماء؟ قالوا نعم وبارد ايضا فسقاه السائق واعطاه بعض البسكويت ثم نادى زميله بفكرة شيطانيةلماذا لانقبض على البلام بديلا عن الهارب؟ وافق صاحبه على الفور وقبضوا عليه سويه وكبلوه وادخلوه السيارة وهو مذهول وصارخ هذا جزاءالمساعدة لكم ماذا فعلت؟ من انتم؟ ولكن دردماته بعد الصراخ انكمشت بعد التكميم القاسي والوثاق ثم انطلقا لوجهتما وصلا وكان الوقت ليلا وارتاب المسؤول بتاخرهما فعنفهما بشدة واتصل بالهاتف بمسووليه بوصول الشحنة البشرية بالعدد نفسه فلايهم عندهم قرار محكمة او تمييز واوراق واسماء بل واجبهم قطع الاعناق واسعاد المشانق!
انزلوا السجناء فتحوا التكميم لم ينبس الخمسة ببنت شفة عدا البلاّم السادس كان يصرخ بجنون ليس انا !! انا بريء! لست منهم!! فقد كان يظن انهم سيصدقوه ويعاقبون الخاطفين فلم يكن يعلم ان هذا الحوار هنا ممجوج من كثرة التكرار...تحركت السيارة الفارغة المنتشي رجالها وتهادت في المسير مبتعدة عن نواظر البلام وهو لازال يصرخ ويصرخ بلاطائل امسكوهم انا بريء انا مخطوف؟! ثم ادخلوهم الزنزانة غدا تلامس رقابهم حبال المشنقة المنصوبة بالجوار.مر الليل عليه يقظا مهموما باكيا صارخا حتى بح صوته في غياهب التحسر مذهولا ذهولا مستحيل التصديق من يسمع شكواه؟ لااحد بزغ شمس الصباح وتنفس فتحوا باب الزنزانة واخرجوهم لغرفة الشنق وهو يصيح راجعوا الاسماء؟ هذه هويتي لست معهم انا بلام انا انا فلم يابه له احد ادخلوا السجناء واحدا تلوا الاخر للموت فبقي هو الاخيرومامور السجن لامباليا ينظر جنونه واضطرابه حتى حملوه للموت فالتفت الى السجان مرتجيا كلمة واحدة قبل مواجهة المصير اللامرسوم الخريطة... قبل استعطافه وقال له تكلم!قال الان عرفت الحقيقة والقصاص فلم يعد يهمكم من انا ولا محكمتي ولابرائتي ولكن ساحكي قصة جريمة لم اتوقع مطلقا القصاص فيها ابدا
فقد كنت اعمل على زورقي لنقل الناس من ضفاف لضفاف كوني خبرت اليابسة هناك في الاهوار ويوم ما نقلت فتاة تحمل رضيعا لها وفي طول المسافة بين المكانين راودتني نفسي وهي معي لوحدي بان اغتصبها فتركت المجذاف وتوقفت لااغتصابها فقاومتني وتوسلت بها فلم تقبل وضربتها فلم تقبل ثم اهتديت لفكرة مجنونة وشيطانية هي ان اخلع من صدرها رضيعها واهددها برميه في اعماق الهور فجن جنونها وقاومتني باقسى مقاومة ورفضت تسليم نفسها لشهوتي وافتراسي فرميت الطفل في اعماق الهور وسط ذهولها الساطع وحزنها الصارخ فتمسكت بملابسها وشققت ثوبها لاشرع ياغتصابها مستغلا ذهولها بفقدان رضيعها فكانت لبوة جسور افقدتني وقاربي التوازن ورمت نفسها في اعماق الهور خلف رضيعها ليبتلعهما الموت سوية!ربحت عفافها وخسرت كل شيء! مرت سنوات فمن يظن النجاة من موقف لم يشاهده الاهاتين الحدقتين واليدين الاثمتين فطويت الامر حتى اقتربت العدالة مني وها انا الان امام الموت يقتص مني جريمة ارتكبتها دون قرار محكمة فلم اكن اظن ان نوارس العدالة ستحلق فوق جثتي ابدا!!!
عزيز الحافظ



#عزيز_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرباوية فاشستي
- كيف يتم تطوير الرياضة العراقية؟
- بسمتان بلاسحاب
- أحزان تمتطي المكوث
- راضي شنيشل والخطوة الجريئة
- فاصل.... فلن تتحدثوا!
- منقوشات حناء حزن.. تبحث عن كفين!
- نسمة هربت من قيظ الفاشست!
- دخان مجزرة خانق - من قصص الفاشست
- مرابية بين مخالب المغيب
- لماذا خسر الحزب الشيوعي العراقي الانتخابات؟
- ترحال
- من قصص الفاشست
- التطور الكروي العراقي
- الترقب وبطولة القارات
- غصّة
- حكامنا الكرويين والطموح التطويري
- جنون صدفة
- أهلا براضي شنيشل للالق الكروي القادم
- الانتخابات الإسرائيلية- رؤية


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - للعدالة دائما ،نورس