حكامنا الكرويين والطموح التطويري

عزيز الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2553 - 2009 / 2 / 10 - 01:40
المحور: عالم الرياضة
    

يتعرض حكامنا الكرويين دائما الى أقسى الاتهامات من الجمهور والنقاد والصحافة في أي خطأ تحكيمي ونجد الجمهور الرياضي قلمّا يخرج من ملعب كرة القدم دون ان يوعز خسارة فريقه الكروي الى سوء إدارة الحكم وقراراته ومن خلال متابعاتي للمباريات المحلية والدولية ميدانيا وبالتلفاز وجدت جملة ملاحظات أعطت حكامنا هذه الصورة المشوشة القاتمة باخسة جهدهم ومثابرتهم وطموحهم ولا تنصفهم عند القساوة النقدية التحليلية. هذه الملاحظات لو تلافاها الحكام لوجدوا أنفسهم في أجمل إطار لا يقلون شانا عن أي حكم عالمي الذين نستعين بهم بآلاف الدولارات لتحكيم مباريات محلية متحملين نفقات الإقامة أدون الملاحظات
1. عدم التركيز على اللياقة البدنية وهي سلاح الحكم في الاقتراب من مكان رصد المخالفة برشاقة وتضعه قريبا من موقع الحدث وتجعل قراره انضج ويساعده والحمد لله ان اغلب طابع مبارياتنا العربية هو البطء وتفاوت السرعة واللعب المزاجي والخطط الكيفية التي يكون فيها اللعب الاحترافي المدروس لحظات او دقائق والا لو شارك أي حكم عربي بمباريات الدوري الانكليزي او الألماني وهو بهذه اللياقة البدنية المتدنية لصار متفرجا منذهلا من تنسيقات سير المباريات وسرعتها التنفيذية!
2. إن من اكبر أخطاء محكمينا هو اعتقادهم ان البسمة والتسامح والحوار مع اللاعبين هو انتقاص من حدية إدارتهم للمباراة او تساهل تحكيمي في تطبيق القانون،أما الحكم الأجنبي فنراه يبتسم ويحاور ويشرح المخالفة حتى في اللحظات التي ينذر او يطرد فيها لاعبا لأنه رجل القانون الوحيد في الملعب وكل اللاعبين ملزمين بالامتثال لقراراته التزاما جدليا لامناص منه وما أعظم التزام اللاعبين عندما يتعامل معهم الحكم بروح رياضية وابتسامية وتسامحية دون عنف او زجر اوتلويح بالاصابع او هز ّ بالايادي للتهديد والوعيد يشعرون معه بإنتقاص الشخصية واما م جمهور وشاشات تراقبها الملايين فالحكم حتما يملك صيغة للحوار وإيصال القرار للاعبين أفضل من صيغ التهديد.
3. حالة التردد عند القرارات الجريئة وهي حالة تصاحب اغلب محكمينا العرب ومرد ذلك التردد اما لحساسية المباريات وإتقاء غضب الجماهير وهو يهز أركان الملعب او لبعد الحكم عن الحالة او مزاولة الاجتهاد اللا مدروس فلا تترد أيها الحكم العربي في أن تحتسب ثلاث ضربات جزاء وتطرد ثلاث لاعبين حدثت في ثلاث دقائق افتراضا مادمت تطبق القانون اما اذا ترددت فستصبح أول من خالف القانون وتتوجه اليك اصابع الاتهام من الجمهور والصحافة لان الجراة سمة الحكم الناجح مادامت العدالة في صفارته!
4. قول لجمهورنا الرياضي.. لاتظلموا حكامنا وانتم ترون عزوف الكثيرين عن هذا الاتجاه الرياضي فهم بشر مثلنا لهم اجتهاداتهم وهم غير معصومين وقول للحكام لاترهبنكم حساسية أي مباراة كالجمهور ويرهبكم اللقاء بل اجعلوا الجميع يرهبكم لأنكم ممثلو العدالة في الملعب والنجاح بالجرأة.
5. يجب عدم التشهير بالحكام ونريد من الاتحاد العربي فتح مدار س عربية خاصة للتحكيم والاستفادة من الفئات الشبابية واللاعبين المعتزلين كطاقات لصقل المواهب بالدورات التدريبية والتعريفية واللغوية والمحاضرات للارتقاء للمستويات العالمية لأننا نشاهد عزوفا شديدا عن التحكيم والاتجاه للتدريب لان مسؤوليته النفسية اقل نصيبا من سهام النقد والسيوف المسلطة على الرقاب التحكيمية فلنمزق شرنقة التخوف من التحكيم ونغرس قيم إعداد جيل تحكيمي مؤهل للنهضة الكروية العالمية بعلمية.
6. ندعو الإعلام المرئي والمقروء ان يزيد وعي الجمهور بالتحليلات التحكيمية وبرامج تطوير المستوى التحكيمي وخاصة للحالات النادرة الخافية على الجمهور موثقة بالصور والتحليلات من خبراء التحكيم لتصب في خدمة هذا الهدف الرياضي الصعب صناعته الشخصية في الرياضة!

#عزيز_الحافظ (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات