أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شامل عبد العزيز - هل الشورى هي الديمقراطية ؟















المزيد.....

هل الشورى هي الديمقراطية ؟


شامل عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 2592 - 2009 / 3 / 21 - 09:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اللغة : هي الألفاظ والتراكيب ألموضوعة للمعاني وهي وسيلة للتفاهم بين ألناس.
وباستقراء الألفاظ نجد هناك ثلاثة حقائق :
1.الحقيقة اللغوية الوضعية : وهي الألفاظ ألتي وضعها العرب أصلاً لتدل على معان معينة مثل ( رجل وأسد وحجر) للأشياء وكلمة (أكل وشرب وقال ) للأفعال.
2.الحقيقة اللغوية العرفية : هو النقل من معنى اللغة الوضعي إلى معنى أخر . مثل كلمة دابة وهي أصلاً تدل على كل مايدب على الأرض من إنسان أو حيوان ثم نقلوه على ذوات الأربع من الحيوان.
3.الحقيقة اللغوية الشرعية :هو اللفظ الذي نقله الشرع لمعنى غير المعنى اللغوي مثل الصلاة والتي معناها ألدعاء فنقلها ألشرع إلى أفعال مخصوصة كالركوع والسجود وبقية أركان ألصلاة.

هذا مايخص ألفاظ ومصطلحات اللغة العربية
أما مايخص المصطلحات الحديثة مثل الديمقراطية . الأيدلوجية. الإستراتيجية. وما تُرجم إلى العربية كالحريات العامة والعدالة ألاجتماعية وحقوق الإنسان فأن لهذه ألمصطلحات معان وضعها أهلها وقصدوا بها معان محددة ومعينة فأن استعملناها لتدل على غير معناها الأصلي أصبح المصطلح الواحد دالاً على أكثر من معنى وهذا يسبب خلطاً في الفهم وقد نهى الإسلام عن استعمال الألفاظ والمصطلحات لغير ما وُضعت له. لذلك لايجوز أن نقول في الإسلام حريات عامة لأنها مصطلح غربي رأسمالي يعني حرية العقيدة لأنه غير موجود في الإسلام كذلك الديمقراطية .
الاصطلاح : أتفاق طائفة من الناس على شيء إذا ذُكر تبادر معناه إلى الأذهان .
أو هو : لفظ خاص أصطلح بعض الناس على معنى معين له .
أما قاعدته فهي كل لفظ يحمل اصطلاحا موجوداً معناه في الإسلام فلا مانع شرعاً من جواز استعماله بذكره أو بالدعوة إليه.
أما إذا كان الاصطلاح يخالف معناه في الإسلام عن معان فلا يجوز ذكره على سبيل الدعوة إليه
بمعنى أخر : كل لفظ أجنبي يحمل اصطلاحاً معيناً فان كان موجوداً في الإسلام جاز استعماله بالدعوة إليه وإلا فلا .
من هذه المقدمة اللغوية والمصطلحات نقول : لماذا يحاول قسم من الكُتاب الإسلاميين جعل كلمة الشورى مرادفة للديمقراطية وينزلقون بعيداً ويضربون الأمثال لذلك.
الشورى لغة : أسم من المشاورة وتشاور أي استخراج ماعنده من رأي.
الشورى اصطلاحاً : استخراج الرأي لمراجعة البعض للبعض ( الأصفهاني). أو الاجتماع على الرأي ليستشير كل واحد صاحبه ويستخرج ماعنده ( ابن العربي).
وردت كلمة الشورى في القران في آيتين : في سورة آل عمران ( وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله) وفس سورة الشورى( وأمرهم شورى بينهم).
يستند هولاء السادة الذين يعتبرون أن الشورى هي الديمقراطية على أدلة معينة منها الآيتان السابقتان وكذلك آيات أخرى لم ترد كلمة الشورى فيها بل توضح معناها مثل ماورد في سورة طه ( وأجعل لي وزيراً من أهلي ) وفي سورة النمل على لسان بلقيس ( قالت يأيها الملأ أفتوني في أمري) . ثم يذهبون بعيداً ويضربون الأمثال على الأفعال التي قام بها النبي مثل :
غزوة بدر عندما تقدم الخباب بن المنذر لتعيين مكان القتال . وفي غزوة أحد أراد النبي أن يُقيم في المدينة ولايخرج إلى قريش إلا أن قسماً من الشباب أشاروا عليه بالخروج إليهم . وفي صلح الحديبية عندما أشار أبو بكر بعدم قتل الذراري . ويوردون أحاديث مثل ماندم من أستشار ولا خاب من أستخار وحديث المستشار مؤتمن .
وبعيداً عن من هم أهل الشورى وماهي شروطهم من حيث الكيف والكم . نقول :
ماعلاقة كل هذه الآيات والأحاديث والوقائع بالديمقراطية إذا كانت كلمة الشورى تُعطي نفس معنى الديمقراطية أو تكون الشورى هي الكلمة المرادفة للديمقراطية.
هناك خلط والتباس عند من يقول أن الشورى هي الديمقراطية لان الديمقراطية شكل من أشكال الحكم السياسي لها مفاهيم وقيم ومبادئ . فهل كانت الآيات والأحاديث والوقائع هي شكل من أشكال الحكم ؟
هل أستشار النبي في محاربة المخالفين وقتلهم وفي رجم ماعز والغا مدية في حادثة الزنا وهل أستشار في الأسرى والرق ومُلك اليمين والزواج والخمر والميراث والوصية ولو أردنا أن نعدد فسوف نتناول كل الأحكام.
الإسلام مبدأ وتعريف المبدأ هو العقيدة ألتي ينبثق عنها نظام وهذا النظام هو الأحكام الشرعية التي تعالج الحياة فكيف نستطيع أن نحشر معنى الشورى ونجعلها الديمقراطية ؟
الديمقراطية : كلمة مركبة من كلمتين وهي كلمة يونانية ( ديموس وهي تعني الشعب وكراتوس وهي تعني الحكم أو السلطة). وفيها مبدأ تداول السلطات رسمياً وحكم الأكثرية وفصل السلطات ( وهذا هو المهم ) والتمثيل والانتخاب ومفهوم المعارضة وسيادة القانون واللامركزية .
فأين الإسلام من كل هذه المبادئ ؟ هل هناك في الإسلام مبدأ تداول السلطة رسمياً ومتى حدث وعلى امتداد أكثر من 14 قرناً ؟ وأين حكم الأكثرية؟ وهل هناك فصل بين السلطات ؟؟
إن من يحاول أن يجعل الشورى في الإسلام هي الديمقراطية فقد ذهب بعيداً في أفكاره وخرج عن مألوف المسلمين بالنسبة لمفاهيم الإسلام مع العلم أن الغالبية من المسلمين يعتبرون الإيمان بالديمقراطية كفر بواح يُخرج المسلم من المِلة.
سوف نكتفي بالرد على أهل الشورى من قبل الإسلاميين أنفسهم بما يلي:
إن نظام الديمقراطية من حيث هو نظام مصدره العقل والعقل لايمكن أن يدرك حقيقة المصلحة وحقيقة المفسدة لذلك نجد العقول تختلف في فهم الغرائز وتتناقض في الأمزجة وتتباين في الأفكار وبالتالي تختلف في تعيين المصلحة وتحديد المفسدة ..
لم تجد الديمقراطية في تاريخها كله رواجاً مثلما وجدت في عصرنا هذا فأن الدعاية الواسعة لها أعمت كثيراً من الناس لاسيما في بلادنا عن عيوبها التي يعرفها منظورها الغربيون بل أن المفتونين بها المروجين لها صاروا يصورونها كالبلسم الشافي لكل مشكلات المجتمع السياسية وغير السياسية لذلك رأيت ( حسب رأي الكاتب الذي صرح بذلك) أن أشارك في تصحيح هذه الصورة الكاذبة عن مشكلات الديمقراطية.
الديمقراطية تفتح الباب على مصراعيه للردة والزندقة حيث يمكن في ظل هذا النظام الطاغوتي لكل صاحب ملة أو مذهب أو نحلة أن يُكون حزباً وينشئ صحيفة تدعو إلى مروقه من الدين الله بحجة إفساح المجال للرأي والرأي الآخر وكذلك تفتح الباب على مصراعيه للشهوات والإباحية من خمر ومجون وأغان وفسق وزنا ودور سينما . ( دعه يعمل مايشاء دعه يمر من حيث يشاء وتحت شعار حماية الحرية الشخصية . وتفتح الباب أيضا للتفرق والاختلاف استجابة للمخططات الاستعمارية الرامية إلى تمزيق العالم الإسلامي إلى قوميات ووطنيات ودويلات وعصبيات وأحزاب وقي هذا مخالفة لقوله تعالى ( وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون)
سوف نترك التعليقات لأهل الشورى لنرى ماذا لديهم بهذا الخصوص .. أما نحن فنقول :
إن محاولات جعل الإسلام صالح لكل زمان ومكان بهذه الدعاوى لن يقدم شيئاً.
إن محاولات جعل القران قد ذكر كل الحقائق العلمية عن الكون والحياة والإنسان وأن الغرب أعتمد في اكتشافاته العلمية عليه والغوص في الإعجاز العلمي هو من قبيل المحاولات البائسة لتحسين صورة الواقع الذي يعيشه المسلمون .
إن الدخول للحداثة ومواكبة التطور واللحاق بالأمم الأخرى بهذه الدعوات لن تفيد الإسلام بشيء.
هناك واقع ملموس ومحسوس يعيشه العالم الأخر لابد أن نفهمه كما فهموه وأن نعمل عليه وبغير هذه الرؤى فأن مجتمعاتنا سوف تبقى تجتر ماضيها وتتأمل خلاصها بأوهام أهل الإعجاز والأعداد والأرقام وأهل الشورى وغيرهم .
فهل سوف يتمكن المسلمون من فهم حقيقة واقعهم الذي يعيشونه والعمل على ذلك بكل جدية ووضوح بعيداً عن ترقيعات فكرية وإعجازات علمية وخاصة من قبل الذين يعتبرون أنفسهم من النخبة والمدافعين عن الإسلام؟



#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاج عند الكفار ...
- عدنان عاكف وحقبة عبد الناصر التاريخية...
- عبد العالي الحراك والغثيان ...
- الوصايا العشرة
- أراء في الحوار .. فؤاد النمري نموذجاً
- هذه المرة ... طارق حجي ونادر قريط
- بين أماني حامد حمودي عباس وكتابات سيد ألقمني
- طارق حجي بين أنياب فؤاد النمري
- مرة واحدة بالعمر ...
- كوكو ... كوكو...
- الليبرالية ... مرة أخرى
- الليبرالية وغيرها من المفاهيم ...
- الاسلام والمفاهيم الحديثة ..
- مقتطفات أخرى من التراث .. هل من خروج ؟
- الليبرالية القديمة والليبرالية الجديدة ...
- نحنُ أخر أمة أُخرجت للناس ...
- الفكر المخالف ...
- إدريس جنداري ووفاء سلطان ...
- المُثقفون الجُدد ...
- في الرد على مقالتي الاستاذ إدريس جنداري ...


المزيد.....




- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شامل عبد العزيز - هل الشورى هي الديمقراطية ؟