أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - علي شايع - عرب العراق،أم عراق العرب؟!















المزيد.....

عرب العراق،أم عراق العرب؟!


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 789 - 2004 / 3 / 30 - 08:08
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


في مقاله المنشور في صحيفة السيد عبد الباري عطوان الصادرة في لندن، يعترض الكاتب العراقي هارون محمد على فقرة من القانون العراقي الجديد تكاد تكون من أكثر حسنات هذا القانون، والمتعلقة بعروبة العراق، قائلا عنها :" المادة التي لم يجرؤ حاكم او حكومة في السابق علي حذفها او شطبها، وهي المادة التي تقول: ان العراق جزء لا يتجزأ من الأمة العربية".وأجدني أتساءل مع نفسي مكررا لكلام سابق لي استفهمت فيه عن تسمية افترضتها لدولة العراق" الجمهورية العربية العراقية" والتي تبدو غريبة وغير مألوفة، بل ان أحدا من حكام العراق لم يجرأ على القول بها، على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم منذ تأسيس الدولة العراقية في 1920 ،مرورا بفنطازيات صدام حسين في تذكيره لاسم الجمهورية العراقية ب جمهورية العراق!.
ولم ترد هذه التسمية( الجمهورية العربية العراقية) في خاطر أي متحدث عن العراق، على الرغم من بداهة كلماتها في القول عن بلدان عربية يعلن انتمائها العربي في الاسم مثل الجمهورية العربية السورية او جمهورية مصر العربية ...الخ.
فهل كان ثمة سرّ عراقي في هذا؟.
السرّ فيما لا يدركه السيد هارون محمد وهو يزج اسم الزعيم العراقي الوطني عبد الكريم قاسم ضمن قائمة عرّفهم :"الذين أرادوا فصم العراق عن عروبته، وعزله عن هويته القومية، واجهوا جميعاً مصيراً اسود". واسترسل في مغالطة كبيرة ومحاولة لتمجيد الثامن من شباط العروبي، ورغم ذكره صدام حسين بسوء ووصفه إياه ب"العربي المزيف"،سندرك سريعا مغزى الكاتب في ذكر صدام في هذا السياق، لحظة يعلن لنا عن ديموقراطية صدام وعدالته في توزيع المناصب والسلطات في العراق دون ان يبخس الأقليات الأخرى حقها بل يتهمه بالميل الى الأكراد ومحبتهم بشكل كبير: "ولا تصدقوا ما تردده الأحزاب الكردية عن معاداة صدام للأكراد، فهو لحين سقوطه ظل يحتفظ بنائبين كرديين له (طه جزراوي وطه محيي الدين معروف) وهما عضوان أيضا في اعلي هيئة رسمية وحزبية (مجلس قيادة الثورة) وكانت آخر حكومة له تضم ستة وزراء ؛ عبدالوهاب الاتروشي، وارشد زيباري، ومنذر النقشبندي، واوميد مدحت مبارك، وجعفر برزنجي، وبهاء احمد".
على ما سبق لي ملاحظات سريعة:
أولا- فيما يخص حديث السيد هارون عن الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم، أجده يشطح بعيدا في اتهاماته للزعيم ويعتبر منجزه الوطني مشروع الدولة العراقية القطرية مثلبة عليه،في الوقت الذي ينظر فيه كل شرفاء العراق الى منجز هذا الإنسان كعطاء وطني كبير نال العرب الكثير من هباته و بما لا يحصى من أوهام العروبين الذين أعدموه وتربعوا على أنفاس العراق لأربعة عقود، جروا فيها الويلات على العرب وغيرهم.
ثانيا- أتساءل: أي عاقل في الأرض سيقتنع ان صدام حسين كان محبا للأكراد؟، واي عاقل سيقتنع انه كان ديموقراطيا وعادلا وزّر في حكومته الكرد ومنحهم نفوذا كبيرا؟،واي عاقل سينسى ما جره نظام البعث من ويلات على الأكراد في حربه الطويلة منذ السبعينيات،مرورا بمذبحة حلبجة والأنفال؟.
ان حديث السيد هارون محمد، الطويل، وقوائمه التخوينية لكل من يريد بالأمة العربية وأمجادها الشرّ يدور في الفراغ العتيق للترويج للنزعة القومية الشوفينية الضيقة التي لم تعد صالحة للاستهلاك المحلي في عراق حرّ متعدد الأعراق، والتي تجاوزتها الشعوب الى تحالفات اقتصادية ووشائج ربط قاري ودولي ، بل ان الباحثين في الشأن القومي يعتبرون هذه الأفكار مما عفى عليه الزمن من رومانسيات القرن التاسع عشر،ووصلت الى العرب بشكل مشوه عن تجارب دموية لقوى سياسية غيرت مجرى تاريخ أوربا يوم وصل النازيون والفاشيون الى السلطة.واخذ عنها الفكر القومي العربي طبيعتها العسكرية الانقلابية التي حكمت رؤى الكثير من أحزابهم أكثر من التنظيرات التي كانت ترى في التغيير السلمي منهجا طيعا في حركة التاريخ، وكلما دخلت أمة باسم تصحيح أخطاء السالفين، لعنت أختها.
ان مد القومية على أنقاض ملتقى لوزان القادم من تركيا ، ومحاولاته المستميتة لتشيكل نفسه بصياغات عروبية وشعارات وتنظيرات تربط العرب كجغرافيا وفق وحدتين أساسيتين في اللغة والتاريخ، اثبت فشلا ذريعا منذ أيامه الأولى في العراق، غير ان ساطع الحصري فعل جهده باعتماد أراء الفيلسوف الألماني فِخته الذي كان يرى ضرورة زرع الأفكار عند الناشئة واعتماد التعليم وسيلة أساسية في نشر الوعي بالأفكار. وحالما قدم الملك فيصل الى العراق استدعاه ليصبح مديرا عاما للتربية،ليمكنه ذلك من نشر الفكر العربي القومي الجديد.
وعلى الرغم من ابتعاد الحصري عن المصادمات السياسية الكبيرة إلا ان أفكاره وجدت من يتبناها منهجا حزبيا ارتفع مده بقوة.وجاءوا دعاة القومية من بعده ليطبقوا منهجه الشوفيني الكريه، فالجواهري شاعر الأمة الكبير الذي فصله الحصري من وظيفته عام 1926بتهم شعوبية،جاء صدام حسين ليسقط عنه الجنسية العراقية.
ربما نسمع من بعض القوميين اليوم اللعن لصدام وأيامه، في محاولة تصحيحية زائفة من اجل إعادة تأهيل هذه الأفكار التي تعد الآن تجاوزا كبيرا على الاستحقاق الوطني العراقي.
ولسنا لننسى سريعا أهوال المد القومجي البليد،الذي كان يستعدي أبناء العراق في تقسيمات ومسميات أجد ان السيد هارون يكررها بشغف ولهفة الآن وهو يتحدث عن الشعوبية وقوى الشر والريح الصفراء النازلة من أعالي جبال الكرد، او القادمة من حدود الشرق!!.
ولست أظن ان ثمة من عربي سوي ستمرّ عليه هذه الطروحات بنزوعها العدائية وشوفينية طروحاتها،وعدم استيعابها الحاضر بمتغيرات قطرية،والتي ساقت واقع العرب كأمة الى نتائج عكسية متقاطعة مع الشعارات البراقة لهذا الفكر،و لا ضير من تكرار كلام سابق في الحديث عن الخسائر المادية والمعنوية للعرب المتفاقمه في ظلالها.
ان الكثير من الآراء الحديثة ترى ان الفكر القومي العربي بشوفينيته هذه يشكل نتاجا ونسخة عن شوفينية وعداء ترددت في الأوساط الصهيونية، لتكرر نموذجها كمعادل موضوعي في العداء الطويل، يحاول الآن السيد هارون وغيره نقله الى ساحة معركة طالما تخندق فيها صدام حسين في استعداء الكرد والقوميات والطوائف الأخرى.
لقد اسقط صدام بانهيار دكتاتوريته كل أمل تصحيحي واهم او معتكز جديد لاستنهاض هذا الوهم،وتداعت معه أحلام القوميين بكل أوهام الأمة الواحدة وخلود الرسالة العروبي،الأمة الراسخة في الشعار، والمتعالية عن مقدور سعيها للانطلاق من العراق كوطن مشترك للجميع لا يبدأ انتمائه من خارج الحدود بل ينطلق من الداخل الى الجوار العربي، لشعب يحمل طموحاته الوطنية المتقاطعة مع واحدية الفكر القومي الذي أهمل بناء دولة قطرية تكون منطلقا مقنعا ومثالا لما يريده من وحدة شاملة، بل أهملتْ الدولة بشكل تعسفي كبير، الى رهان الركض خلف طريدتين تتنافران بالاتجاه. الأولى لماض عتيد والثانية طريدة مستقبل رهن الحلم. وبقي المواطن يواطن واقعه العراقي العروبي بذلا كأقصى الجهد من اجل البراءة من التخوين، خشية المس بكرامات الماضي او عدم مواكبة الحلم القومي العربي رغم نكوصه المتلاحق وإسرافه في الوهم.
ايضا أحب ان الفت نظر السيد هارون محمد الى أني ترددت كثيرا في المقدمة من ان ذكر اسم الصحيفة التي نشر فيها مقاله وذكرت اسم رئيس تحريرها الفلسطيني عبد الباري عطوان، لأني حين اذكر اسم "القدس العربي" ..ستجفل قلوب اكثر شعب العراق من الخوف والرهبة لوقع هذا الاسم وتشابهه مع اسم "جيش القدس!" ، الاسم الذي شوهه بطل التحرير القومي! صدام حسين، وأخرجه الى معنى الرعب والخوف ضاربا بالمقدس العربي والإسلامي الى مجاهل الخراب، أقول الإسلامي أيضا لأن جرائم صدام باسم حزبه القومي الشوفيني التعبان! حول الكثير من مفردات القرآن الى مستهلك قمعي ودكتاتوري فج، وحسبك من الأمثلة اسم الأنفال.
ولى زمن صدام واستئساده على الشعب العراقي.. وما أشبهه بين يدي المجندات بجده الحجاج الهارب من مبارزة امرأة(تدعى غزالة) طلبته اليها فولاها الفرار:
أسد عليّ، وفي الحروب نعامة فتخاء تنفر من صفير الصافر
هلا برزت إلي غزالة في الوغي بل كان قلبك في جناحي طائر
إذن.. انه واقع العراق الجديد ومبارزته الفكرية، و لا سلاح في جنباتها وسوح وغاها! ،بل صناديق للديموقراطية التي ستأتي حتما. و ان هذا الواقع العراقي الجديد سيتأثر بلا ريب وبشكل كبير في نظرته المستقبلية،تأملا للتراكمات التي أوصلته الى هذه النتيجة، وسيكون رهانه في البعد القومي رهانا مغايرا بشكل يفارق كل طروحات القوميين العرب والتصحيحين العراقيين،لأنه سينطلق بلا ثوابت ماضية، ووفق مثل هذا الانطلاق سيكون الحاضر هو البدء في نهوضه طيفا عراقيا لا وهم فيه لشعارات تحاكي وتتباكى على أعتاب مجد عروبي تليد، بل الواقع بكل ملابساته ومشاكله التي لا يحلها التأجيل المغلف بشعار المستقبل القومي،الذي يهمل الولاية القطرية و يريد بناء الولايات العربية المتحدة!. البناء العراقي الجديد سيبدأ من الداخل الى الخارج وليس العكس، والعرب في العراق يربطهم بغيرهم من العرب ما يربط هارون بموسى!، وكجزء من الأمة العربية!!، ولكن أين هي الأمة أصلا؟.
أيضا ثمة فارق جديد على الجميع معرفته للتمييز بين عرب العراق وعراق العرب.



#علي_شايع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بئر سومري
- صحيفة مضيئة
- الانتفاضة الموسيقية !
- بيضة الديك تاتور !
- مقترح لمتحف جديد
- صورة الدكتاتور في احتفاله الأخير
- آلام المغني
- الإرهاب الحميري!
- حواس مخادعة
- قيامة أيوب
- بلاغة المثقف وبغلته
- العودة الى العراق بعد غياب 4536 يوم
- طوبى لمن يُمسك صغاركِ ويلقي بهم إلى الصخر!
- 11 نوفمبر و 11 سبتمبر !! وأعياد نستها الطفولة
- رسالة إلى بغداد
- لا ينقذ النخاس من نخاس
- جذور العنف..في الحديث عن الشخصية العراقية
- ايها العرب.. -تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم
- رسالة الى الكاتب بسّام درويش
- في ذكرى ميلادي/ النكسة


المزيد.....




- تربية أخطبوط أليف بمنزل عائلة تتحول إلى مفاجأة لم يتوقعها أح ...
- البيت الأبيض: إسرائيل أبلغتنا أنها لن تغزو رفح إلا بعد هذه ا ...
- فاغنر بعد 7 أشهر من مقتل بريغوجين.. 4 مجموعات تحت سيطرة الكر ...
- وزير الخارجية الفرنسي من بيروت: نرفض السيناريو الأسوأ في لبن ...
- شاهد: أشباح الفاشية تعود إلى إيطاليا.. مسيرة في الذكرى الـ 7 ...
- وفد سياحي سعودي وبحريني يصل في أول رحلة سياحية إلى مدينة سوت ...
- -حماس- تنفي ما ورد في تقارير إعلامية حول إمكانية خروج بعض قا ...
- نائب البرهان يبحث مع نائب وزير الخارجية الروسي تعزيز العلاقت ...
- حقائق عن الدماغ يعجز العلم عن تفسيرها
- كيف تتعامل مع كذب المراهقين؟ ومتى تلجأ لأخصائي نفسي؟


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - علي شايع - عرب العراق،أم عراق العرب؟!