أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محفوظ فرج - ميلاد اللوتس














المزيد.....

ميلاد اللوتس


محفوظ فرج

الحوار المتمدن-العدد: 2536 - 2009 / 1 / 24 - 08:14
المحور: الادب والفن
    


قبلتك الأولى
ميلاد لبذور اللوتس

حين يقبّلها الماء بقاع الرمل

تمسّد شعر حشائش روحي

كالسمك البني بحوض الثرثار

ينقّّر في خديّ فيسري خَدَر أخّاذ

تبعثه أنفاسك

رائحة الغرين تحت ضفاف خريسان

ألقى نفسي في زورق صيد

أتمعن في نور الشمس وراء الغيم

علّي أمسك في منعطفات خيالي

قبضة شعر ذهبي من خصلاتك

وهي تلامس وجهي

فتصفق أجنحة الزاجل فوقي

من في البال ؟

قولي نأتك من أقصى مدن الهجرة

بالأخبار

أقول حبيبي

ما غادر قيعان الخلان

حبيبي

مازال على الضفة

يرقبني


يرقب أسراب صبايا الكسرة

يدلفن إلى قاعات الدرس

بأحلام تتعدى الصبوة

يبرق من أعينهن السحر البغدادي

ويلتف حزاما حول الخصر الأهيف

يسأل عني

كل صباح في جرمانة

وفي ساحة سعد

في بيروت وفي عمان

هل مرت فاتنة وعباءتها

الشعر المسدول

يغطي قامتها الفرعاء

يقولون

انتبهوا لمجانين العشاق

من المس

لم نلمحها حتى في الحلم

لم نلمح ذلك إلا ما قيل

بوصف عرائس دجلة

حين ترى الموج

يحاكي أرجلهن البيضاء

لم نلمح ذلك إلا عند الحوريات

يحاذين النخل النجفي

وأعينهن فضاءات لجنان

سبح فيها الليل

وصلى لله وأسرف في الأذكار

يتخللني نور بهائك

حين يخامرني أن تحضن روحي

بسمة عينيك

أقول دعيها مرود هدبك

لتبصر كيف تموج نهر ديالى

وغطى النارنج سهول بلادي


أقول دعيها تألف لحظك

كي تتعلم من لفتاتك

كيف تبرعم ورد النرجس في أفياء قميصك

وكيف وكيف

تناغم صف الأزرار على جيب التفاح

وتعلم سرب النحل بالهام أزلي

كيف يقبّل ثغر القداح
فكنت رحيقا مكتوما باركه الرب

وأهداه لسومر منذ ملايين سنين ضوئية

منذ الحزن الرابض بين النهرين

على من غابوا

قربانا للنخل السامق

في بدرة تأوي تحت ذراريه

ملكات الحسن

من قال بأني أسعى لجمال أيا كان

وأنت أعدت الىّ طفولتك الأولى

وأنا بين براءتها

أذهب بالعقل إلى أوطان

تغفر للمجنون نوازعه

وتنام كما برقة يغسلها المطر النوراني

وتلبس ثوب عرائس بابل

حين يميل الجسر على وقع خطاهن الملكية

أقول لدابا قطع أجنحة الريح

الشرقية والغربية

حتى لاينفلت الزورق في مجرى

مكحول

وافقد صيدي وهي قريب مني

لا تحرمني من رقة طلعتها

القزحية

أمهلني

أركض عبر الساحل

كفا في كف تحت رذاذ المطر

النيساني

أمهلني الثمها من ضفة الشرق

إلى مغربها

فصبايا الكحلاء

يراودهن السمك العائم

تحت البردي

فينفرن تباعا يتشهى الورد الجوري

أناملهن

ويهتز جنى الرمان على وقع

خطاهن
وحين يمررن بأطراف الشعر

على الماء يرتجف الفيروز بأعماق

النهر

يحلم أن يغفو في طيات ملابسهن

لينعم في سحنتهن الآشورية

ما أبهى تربتك الخمرية

يا نور العين

كل تمن لا يجدي لكني احلم

أن أتماهى فيك

على طول الأزمان

أتناسل نبتة حناء

أو نورسة

ليس تفارق دجلة

أو واحدة من بعض فسائل برحي

تتغذى من فرط حنانك

لا أقوى يا ماء العين أفارق هذا العبق

النافح في عمق شراييني

لا أقوى أن تبعدني الغربة

عن نجواك

وعن فتنتك السامرائية

للورد المترع في ريّا خديك

تعددت القبلات على شجر الخابور

حين انسربت دجلة

تغري البط البري الراحل يمضي

أجمل ساعات العمر على صدر الموج

من غيرك أسأل عنه

وأنت سؤال

حير ألباب الشعراء

وغيب فيه الحلاج



#محفوظ_فرج (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بنت جنوب الروح
- غالية
- أهرب من هذياني فيك إليك
- الهجرة الآشورية
- غرامي بك أوليفيرا
- أقول لدجلة
- أبحث عنك
- الفارعة بنت البحر
- أربع رسائل ل......................حبيبة
- أولئك الذين أحبهم غادروا
- الغربة في منافي الوطن
- شهرزاد تغمرني بتفاصيلها المغرية
- flowerstory قصة الوردة
- موسيقى الغياب
- ورد النار
- سارة
- هطول شهرزاد
- حوار مع الطابعة
- خطوط السلاحف
- قصائد التضاد


المزيد.....




- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محفوظ فرج - ميلاد اللوتس