أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - باسنت موسى - مأساة شابين














المزيد.....

مأساة شابين


باسنت موسى

الحوار المتمدن-العدد: 2508 - 2008 / 12 / 27 - 09:54
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


مأسي الحياة عندما تظهر قسوة تأثيرها في عيون الشباب يتحول بفعلها ربيع عمرهم إلى خريف تسوده البرودة والجفاف والتصحر في كل شيء فلا يضيفوا للحياة من حيوية شبابهم أي شيء فيخسرون هم أولاً وتخسر كذلك المجتمعات التي يحيون بها إذ تظل متجمدة في أفضل النتائج أو قد تتأخر للوراء سنوات وسنوات.

مجتمعنا يحوى الكثير من الشباب عمراً الكهول حالاً ونفساً لا لعيب فيهم وإنما لسوء حظهم الذي أوجدهم في مجتمع غارق في الأزمات ومن ثم لا يعترف بأي حقوق لمواطنيه وإنما يقتلهم سريعاً ويقصيهم بعيداً ليستمتع العائمين في فساده المغرق بمزيد من الراحة وهم فاسدين، منذ أيام تقابلت مع شابين يجسدا بمأساتهم الحياتية حجم فساد مجتمعنا.
الأول شاب في الرابعة والعشرين تخرج من كلية التربية ليصبح معلماً ومربياً للأجيال ولإيمانه بأن المعلم صاحب رسالة مقدسة أخذ يبحث عن عمل في الحقل التعليمي فإذا به يجد أن أمثاله من الشباب يريد لهم مجتمعهم وقادته واضعي الخطط والمعايير أن يعملوا كالمتطوعين بحيث يتقاضى راتب لا يتعدى المائتين جنيه وعليه بهذا المرتب أن يتزوج ويطور مهاراته وقدراته كمعلم إضافة لأن يعتمد على ذاته في مصروفاته الشخصية!!
درب من الخيال أن يحقق هذا المسكين أي شيء من خلال راتبه هذا لذلك هو يائس من الحياة لأن الحياة جمدته كما يقول ولم تمنح له فرصه واحدة للنجاة من طوق اليأس الخانق الذي يعيشه وحقيقة ورغم أنني دائماً أرى أن الإنسان يمكنه دائماً بإرادته أن ينجح إلا أنني أرى أن هذا الشاب مجمد لأسباب أعلى من أن تغيرها إرادة صلبة له أو طموح مرسوم بدقة.
فهو تعلم... لكن داخل نظام لا يخرج إلا بواقي أدمغة لا تصلح لعالم اليوم، لقد خدع أهله بتعليمه وربما كان من الأنسب لإبنهم أن يمتهن أي حرفة خير له من الكتاب والمدرسة والتعليم لسنوات طوال من أجل مائتين جنيه في نهاية المطاف.

لو رغب هذا المسكين الآن في الحصول على وظيفة تتناسب ولو نسبياً مع سنوات تعليمه الطوال لأصبح لزاماً عليه أن يبدأ تعليم من أول وجديد بمصروفات جديدة ليعيد بناءه كعقل وإنسان خاصة وأنه إن لم يمتلك المال لتحقيق ذلك سيظل هكذا مجمد على هامش الحياة.

الشاب الثاني أو صاحب المأساة الثانية لم يتخطى أيضاً الرابعة والعشرين نال تعليم متوسط ثم بدأ رحلة العمل ونجح في أن يتحقق مادياً ونفسياً بفضل ما يتكسبه من عمله الحر، لكن ولأن الفوضى تغمر شوارعنا وعقولنا وكل مفردات حياتنا تعرض لحادث مروع نتيجة خطأ سائق جعله يفقد القدرة على السير بطريقة طبيعية إضافة لفقدانه الثقة بالنفس وبكل شيء وتحولت حياته من اللون المتفائل للون أخر أسود مخيف بل مرعب، يواسيه من حوله ويقولون له أن الحوادث قدر والتجارب القاسية من السماء, هم بذلك تناسوا أن الحوادث إهمال وفوضى ورخص سيارات تخرج من المرور بحفنة أموال لتهدر حياة أفراد وتدمر حياة البعض الأخر تحت دعاوى القدر والمكتوب وما شابه.



#باسنت_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرض كتاب -عصا الحكيم- ل -توفيق الحكيم-
- أنه يحبني أليس كذلك؟
- في الوقت الضائع- للراحل توفيق الحكيم
- مكتئبات بدعوى الأمومة
- عرض كتاب أحاديث إلى الشباب للراحل سلامة موسى
- حوار مع بائعة متجولة
- حوار مع د. يحيى الجمل
- هل سبق وأن تعرضتِ لتحرش جنسي؟
- عمل المرأة وإحساس الرجل بذاته
- حوار مع . نادية عيلبوني
- التوائم مفاجأة سارة ومخيفة معاً للأم
- نساء وحيدات
- الدعوة الدينية هل أصبحت الطريق الأسرع للثروة؟
- حوار مع د.هالة مصطفى
- أحتاج إليك
- شاب يصر على التحرش بي
- حوار مع د. بسمة موسى
- علاقات خاصة
- حوار مع د. منى راداميس
- نقطة حوار تناقش مجدداً أزمة الرسوم الدنمركية


المزيد.....




- مخيّمات المهاجرين في تونس: صفاقس.. -كاليه- التونسية؟
- منظمات إغاثة: عملية إسرائيل في رفح تعطل الخدمات الطبية
- منظمات إغاثة دولية: تعطل الخدمات الطبية بعد بدء إسرائيل عملي ...
- الأمم المتحدة تنتقد قرار إخلاء مدينة رفح وتعتبره -غير إنساني ...
- الجيش الأمريكي يعلق على اعتقال جندي أمريكي في روسيا
- صحيفة إسرائيلية: السجون لم تعد تتسع للمعتقلين الفلسطينيين
- NBC: اعتقال عسكري أمريكي في روسيا
- إعدام دفعة جديد من المدانين بـ-جرائم إرهابية- في العراق
- عاجل | مكتب نتنياهو: مجلس الحرب قرر بالإجماع استمرار العملية ...
- اليونيسيف تحذر : الهجوم البري على رفح الفلسطينية سيهدد 600 أ ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - باسنت موسى - مأساة شابين