أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - باسنت موسى - حوار مع د.هالة مصطفى















المزيد.....

حوار مع د.هالة مصطفى


باسنت موسى

الحوار المتمدن-العدد: 2212 - 2008 / 3 / 6 - 11:22
المحور: مقابلات و حوارات
    


العمالة والخيانة وانعدام الوطنية كلمات نسمعها ونقرأها يومياً عندما يختلف أصحاب الرأي حول رؤية ما في أي من المجالات التي تحتاج لرسم خطة إصلاحية، وتلك الكلمات أو بمعنى أدق الاتهامات تدل على أن هناك كثيرين فقدوا القدرة على قبول الاختلاف فكل فرد أو جماعه فكرية يعتقدوا فقط برؤيتهم وبصدق مرجعيتهم . ونحن اليوم نحاور شخصية لها وجهة نظر تخالف السائد من رؤى فكان مصيرها قدراً كبيراً من الاتهامات التي تهدم دون نقد حقيقي للأفكار ولكنها ومع ذلك لم تتدنى للغة المختلفين معها فكانت بذلك نموذج جيد للكاتب المتسق مع ما ينادي من قيم أنها د/ هالة مصطفى رئيس تحرير مجلة الديموقراطية الفصلية والمحاضر بعدد من المعاهد الدراسية وعضو أمانة السياسات بالحزب الوطني فإلى المزيد .......


**كيف ترين مستقبل الحركات الراديكالية الإسلامية في ضوء الأوضاع الحالية على الساحة العربية؟

المنطقة العربية الآن تعيش فترة الحقبة الإسلامية إن جاز التعبير، والمشروع الأقليمي السياسي الإسلامي تختلف مكوناته من دولة لأخرى لكن بشكل عام هناك مجموعة من العوامل الإقليمية والداخلية التي تدفع بقوة لصالح هذا المشروع الإسلامي الإقليمي ليحل محل مشروع القومية العربية الذي بدأ كأيدولوجية وفكر في أربعينات القرن الماضي وأنتقل في الخمسينات والستينات لاعتلاء الحكم في كثير من الدول العربية مثال عبد الناصر بمصر والحركة البعثية بالشام أي أن الأنظمة العربية الحالية هي الوريث الطبيعي لحركة القومية العربية ولكن تلك الأنظمة بعد انتهاء فترة الزخم الثوري والتحرر من الاستعمار وقيام نظم حكم مستقرة فشلت في تطوير ما يجب أن تقدمه لشعوبها من مشروعات تنموية وبناء الدول التي تحكمها بشكل حديث كما أن تلك الأنظمة لم تقدم تجارب سياسية ناجحة . وعلى الرغم من أن الحركات الإسلامية ليست المعارض الوحيد داخل أي نظام عربي إلا أنها هي البديل الجاهز لتلك الأنظمة كما أن تلك الحركات ونشاطها رمز للمشروع الإقليمي الإسلامي حيث أن تلك الحركات أصبحت هي المعنية بالتحرر الوطني وهذا أضفى نمط أيديولوجي إسلامي على المقاومة فحزب الله وحماس ليست مجرد حركات مقاومة ولكنها حركات لها مشروعها السياسي الخاص والذي حتماً ستنفذه عندما تحقق الاستقلال مثلما كان الحال مع الحركات القومية العربية القديمة . إضافة للدور المحوري الكبير الذي تلعبه إيران في المنطقة وتدعيمها لتلك الحركات لتصل بها لسده الحكم، كما أن تلك الحركات أصبحت الآن مكتسبه شرعية سياسية طبيعية بحكم أنها تواجه والشعوب ملتفة حولها ومزايدة الأنظمة العربية على لغة تلك الحركات الإسلامية يعطي شرعية لتلك الحركات صاحبة المشروع الإقليمي الإسلامي .

** لماذا برأيك تلتف الشعوب العربية حول تلك الحركات الإسلامية ؟ وهل تعتقدي أنه التفاف ناتج عن وعي كامل بفكرها ؟

هناك زيادة مستمرة في عمليات الأسلمة التي تمر بها المجتمعات العربية فوسائل الإعلام تركز دائماً على المكون الديني في الخطاب السياسي بل أصبح رجال الدين يقومون بدور المحلل السياسي لتوجيه الرأي العام ومع احترامنا لهم إلا أن تجارب الدول المتقدمة تقول أنه لابد أن يكون لكل طرف داخل الدولة مساحته بحيث لايضغي على الدور والمساحة الذي يجب أن يتحرك بداخلها غيره حتى لا يحدث خلل كما نرى اليوم في مجتمعاتنا . كما أن الفضائيات العربية أصبحت تعيد تشكيل الوعي العربي وفق رؤية الحركات الإسلامية ففضائية كالجزيرة مثلاً تدعم وبقوة المشروع الإسلامي الإقليمي والكثير من الأسر العربية يستوعبون ما تبثه بحب كبير .

** هناك تنافس شديد بين الوهابية والخومينية مَن سينتصر بهذه المعركة ؟ وماهي احتمالات حدوث مواجهة شيعية سنية ؟

السعودية اعتادت لعب الدور الإقليمي الأكثر نفوذاً منذ حرب 1973 ونستطيع أن نقول أننا نعيش الحقبة السعودية منذ ذلك التاريخ وحتى الآن . إيران هي المنافس الحقيقي للنفوذ السعودي وبحكم الأمور الجارية الآن نستطيع أن نقول أن إيران تمتلك أدوات أكبر من السعودية لزيادة دورها القيادي في المنطقة وذلك من خلال تحالفها مع الحركات المسلحة مثل حماس وحزب الله أو مع أنظمة قائمة بالفعل مثل سوريا . وأعتقد أن المشروع الإيراني الثوري إذا تصادم بشكل أكثر قوة ووضوحاً مع السعودية سيكون الانتصار حليف المشروع الإيراني لأن الجماهير العربية أصبحت أكثر استعداداً لقبول مشروعات ثورية كما أن الحركات السنية المسلحة مثل حماس تجد في القيادة والمشروع الإيراني ما يريحها .

** هل الحركات الراديكالية الإسلامية أصبحت أقوى أم أضعف بعد 11 سبتمبر ؟ وماهو موقع حزب الله وسط هذه الحركات الراديكالية ؟

بعد 11 سبتمبر أصبحت الأنظمة العربية تعتقد أن مواجهة جماعات العنف الإسلامي لديها مسؤلية أمريكا وحدها بل واعتقدت وذلك لا يخضع لحسابات المكسب والخسارة البسيطة أن أمريكا والمعتدلين من الكتّاب هم أعداء تلك النظم وبالتالي ساندت دون أن تدري الحركات الإسلامية من خلال المزايدة على الموجة الإسلامية . فأين هو رد فعل الأنظمة والدول التي تطلق على ذاتها معتدلة عندما يدلي زعماء إسلاميين من أمثال بن لادن والظواهري بأحاديث وكأن الأمر لا يعنيها . التعامل على ذلك النحو مع حزب الله حيث يعتقد البعض أنه من الحركات التي ستهدم أمريكا والحقيقة أن تلك الحركات تهدم تلك المجتمعات بمواطنيها فأمريكا ومواطنيها لا يعيشون هنا .

** تأييد بعض الدول العربية صراحة لإسرائيل في جهودها للقضاء على ميليشيا عربية إسلامية مسلحة كيف ترين هذا التحول وماهي أسبابه ؟

أقدر موقف السعودية والدول العربية التي وصفت سلوك حزب الله بأنه مغامرة غير محسوبة وأعتقد أن هذا التحول نابع من إتباع الزعامة السعودية في المنطقة والتي ترى أن المشروع الثوري الإيراني يحمل خطراً على النفوذ السعودي أولاً وسيدفع بالمنطقة في حرب إقليمية قاسية ومدمرة . السياسة الخارجية العربية أعتقد أنها تتخذ خطوطاً مزدوجة مما يفقدها مصداقيتها أمام المجتمع الدولي وفقدان احترام شعوبها فمثلاً القرار 1559 وخارطة الطريق وافقت عليها الأنظمة العربية ثم أتت بتصريحات واتخذت خطوات عكسها، فالمشكلة ليست في مدى تشدد أو اعتدال موقف اتخذه نظام عربي وإنما في مدى مصداقيته وتنفيذه لموقفه وربما تكون بعض الأنظمة العربية أدركت أن سياساتها مزدوجة وبلاطعم أو ولون وقررت أن تعلن عن رأيها الحقيقي .

** صرح مرشد الإخوان المسلمين محمد عاكف بأنه يرغب في إرسال عشرة ألاف مجاهد للقتال بجانب حزب الله ذلك التصريح منذ شهور لكن ترك في أذهاننا تساؤل هل يملك الإخوان ميليشيات عسكرية مسلحة ومدربة للقتال ؟ وماهو المستقبل السياسي للإخوان برأيك ؟

الإخوان المسلمين حركة قديمة جداً وكان لها في كثير من الأحيان جناح عسكري لذلك لا أستبعد أن يكون لها ذات القدرات اليوم فليس هناك مؤشرات تنفي ذلك عن الجماعة كما أن هناك الكثير من الأشياء الغامضة مثل تنظيمات الجماعة والتركيبة الداخلية لها . أعتقد أن المشروع السياسي السني الخارج عن نطاق الحكم مثال الإخوان المسلمين يقترب جداً من المشروع الشيعي الثوري لأنهم يشتركون في أهداف إقليمية واحدة داخل مشروع إسلامي .

** هل فشلت الأنظمة العربية في مشروع إدماج الحركات الإسلامية في العملية الديموقراطية وإن كان كذلك فما هي الأسباب ؟

الحركات الإسلامية ليست حركات إصلاحية لأنها قوى تعمل تحت الأرض وتهدف إلى قلب أنظمة الحكم كما أن دمجها بصورة ديموقراطية داخل أنظمة الحكم سيخلق تنافساً وصراعاً بينها وبين النظام على مرجعية إسلامية واحدة تحديداً في كيفية النظر لتلك المرجعية ودورها . ولكن ومع ذلك الأنظمة تعتقد أن الإصلاحيين هم أعداء أيضاً وتكيل لهم الاتهامات دائماً لهم فتهدم الفئة الخلاقة لديها وتدعم عن غير وعي الحركات الإسلامية التي ستطيح أولاً بتلك الأنظمة لتحقق مشروعها لكن الإصلاحيين والليبراليين يهدفون للتجديد من داخل النظام وليس من خلال الإطاحة به .

** ذكرت سيادتكِ أن الإصلاح لابد أن يأتي من داخل النظام بمبادرات المصلحين فهل نفهم أنك تختلفي مع دعوات بعض المضطهدين بتدخل دولي وليس أجنبي لأخذ حقوقهم ؟

هناك بالتأكيد ضغوط على كثير من دول العالم التي لا تلتزم بالحقوق التي أقرتها المواثيق العالمية لحقوق الإنسان على اعتبار أن هناك الآن قيم عالمية إنسانية تجعل العالم أكثر سعادة . والدستور المصري بالمادة 40 يؤكد على المساواة بين الجميع بغض النظر عن أي انتماءات دينية أو فكرية أو جنس أو لون ، ولكي تتحقق تلك المساواة وقيم العدل والمواطنة لابد أن يدرك النظام أن ذلك أصلح للمجتمع وأحياناً يتحقق ذلك بالضغط الخارجي .

** كيف تقيمين حالة عنف الحركات الإسلامية بمصر ؟

الحركات الإسلامية داخل بمصر غير منفصلة عن الحركات الإسلامية بالعالم العربي وكلما فشل النظام المصري في تحقيق طموحات شعبه وارتفعت حده الصراعات الإقليمية ترتفع أصوات وتأثير الحركات العنيفة الإسلامية ولو كان لدى الأفراد لدينا توازن ديني لكان الاعتراض ضمته حركات اعتراض اجتماعية وليست دينية.

** تصريحات سيادتك بالاستقالة من الحزب الوطني قوبلت ببعض التحليلات التي تقول أن الحزب الوطني لن يتأثر بخروج أحد من النخبة لأنه حزب قائم على الكتل الضخمة الموجودة في المراكز وقيادات الحزب في المحليات والمشايخ والعمد ؟

تعرضت لهجوم غير نقدي بالمعنى السليم من بعض الأعضاء بالحزب واللغة التي تقترب من السفاهة السياسية التي أستخدمها هؤلاء الأفراد أكدت لي أننا لا نعرف كيف نختلف في أحيان كثيرة فنهدم دون وعى ولكنني مع ذلك لم أستقيل . لكن ما أود الإشارة إليه أن هناك فرق بين الإصلاح والحسابات الانتخابية بمعنى أن النخبة هي التي ترسم خطة الإصلاح كما أن النخبة طوال التاريخ المصري هي التي صنعت النهضة ومازالت أسماء هؤلاء عالقة بأذهاننا كقاسم أمين وطه حسين هؤلاء كانوا من النخبة وأي حزب يحتاج للنخبة كما يحتاج للكتل الشعبية لكنه لا يقوم فقط على تلك الكتل .



#باسنت_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحتاج إليك
- شاب يصر على التحرش بي
- حوار مع د. بسمة موسى
- علاقات خاصة
- حوار مع د. منى راداميس
- نقطة حوار تناقش مجدداً أزمة الرسوم الدنمركية
- وثيقة وزراء الإعلام العرب برأي أهل الصحافة
- تعاطف عائلي مع حالتي
- لؤلوة وأنطوانيت تجارب نسائية من العراق
- حوار مع د .أمال قرامى
- صديقتي الصعيدية
- نساء وصراع
- عرض كتاب لمرأة والصراع النفسي للدكتورة نوال السعداوى
- عمل المرأة في مصر القديمة
- حوار مع نهاد أبو القمصان
- المخرجة الشابة أمل رمسيس
- عرض كتاب -دفاعاً عن تراثنا القبطي- للكاتب بيومي قنديل
- الإيمان ليس عقل متخم بالعقائد
- -شراب- قذر
- حوار مع السيدة نرمين رياض


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - باسنت موسى - حوار مع د.هالة مصطفى