أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - باسنت موسى - حوار مع د .أمال قرامى















المزيد.....

حوار مع د .أمال قرامى


باسنت موسى

الحوار المتمدن-العدد: 2202 - 2008 / 2 / 25 - 10:06
المحور: مقابلات و حوارات
    


المتابع الجيد لما يكتب بشكل علمي دقيق وغير متحيز عن مشكلات وقضايا مجتمعاتنا العربية يعرف جيدا اسم د " أمال قرامى " الأستاذة بكلية الأداب منوبه بتونس والتي تؤمن أن العقل قيمة ينبغي أن تحترم لذلك لا تملى على قرائها رؤية بعينها لمجرد أنها رؤيتها بل تجعلنا من خلال أطروحاتها نفكر ونسأل وبعد ذلك نستنتج وتلك عمليات عقلية راقية تحتاج لكاتب متميز قادر على صياغة أفكاره بما يناسب إتمام تلك العمليات في عقل المتلقي بعد القراءة . وقد صدر لها كتابان هما " قضية الردة في الفكر الإسلامي الحديث " و" حرية المعتقد في الإسلام " بالإضافة لعدد ليس بقليل من مقالات الرأي إلى المزيد .........


** هل يستمد المثقف برأيك أفكاره للإصلاح والتغيير من الواقع الذي يحياه أم من القيم
الأعلى التي ترسم الحياة كما ينبغي أن تكون ؟

من المعروف أن المثقف هو نتاج البيئة التي نشأ فيها فهو يتأثر إلى حد ما بالموروث الثقافي السائد في مجتمعه، إن كان ذلك على مستوى التقاليد والعادات والمنظومة القيمية والسلوك وغيرها. وهو إن حاول تقديم مشروع إصلاحي يروم من ورائه تغيير بعض الظواهر المتفشية في عصره فإنه يبقى، متأرجحا بين. مقتضيات الواقع التي لا يمكن تجاهلها والعالم المنشود الذي يرغب في تشييده.


** هل يمكن أن نقول أن هناك مثقفين يخونون أفكارهم ؟

ينبغي أن نتفق أولا حول مفهوم الخيانة فهل هي التنكر للمبادئ التي ظل المثقف يدافع عنها في مرحلة من حياته أم يقصد بها التراجع عن المسار الفكري الذي تبناه البعض؟ يبدو لي أن ما وصلنا من روايات بخصوص المعري أو الغزالي أو غيرهما من العلماء الذين غيروا أفكارهم وما نشهده اليوم من تصريحات يدلي بها عدد من المفكرين الذين قرروا في لحظة ما تغيير مواقفهم معبر عن أزمة قد تكون نفسية أو سياسية أو اجتماعية أو فكرية كما أنه علامة دالة على خصوصيات الثقافة السائدة، وهي ثقافة مهيمنة تمارس ضغطا على المثقفين وتفرض عليهم مجموعة من الإكراهات ولعلّ ظاهرة التكفير والاتهام بالردة خير دليل على ما ذكرناه.

** معارضة سياسة النظم العربية الحاكمة أمر قد يراه البعض إيجابي لكنه دون قصد يدفع إلى تدعيم الإسلاميين داخل تلك المجتمعات لأنهم العنصر البديل للحكومات الحالية العربية فما رأيك ؟

إننا ننأى بأنفسنا عن التعامل مع المشهد العربي المعاصر من منظور الثنائيات المتقابلة (يمين/يسار، خير/شرّ ، أسود /أبيض...)التي حكمت البني الذهنية منذ قرون ومازالت تهيمن. هناك نظم متسلطة فشلت في تحقيق الرخاء وتوفير الأمن والحاجات الأساسية وهناك حركات إسلامية متعددة يتجه أغلبها نحو الطرح الإسلامي السياسي ولكن بين هؤلاء وهؤلاء هناك حركات أخرى ومجموعات معبرة عن طموحات مغايرة لا يجب أن نهمشها وأن نلغي وجودها.


** التيارات الدينية في كثير من الدول العربية هي قوى تعمل تحت الأرض في صورة جماعات محظورة أمنيا ومع ذلك تحقق نجاح وتأثير كبير فهل برأيك أن تلك التيارات اتخذت العمل في الظلام وسيلة لأنه لا توجد تعددية حقيقية في مجتمعات نشأتها ؟؟ أم أن عملها تحت الأرض هذا راجع لكونها تحمل رغبة في انقلابات للحصول على السلطة وليس مجرد المشاركة في الحكم ؟

ينبغي الحذر من الوقوع في التعميم والنظر إلى الأمور من منظور أحادي تبسيطي .فالجماعات الإسلامية مختلفة من مجتمع عربي أو إسلامي إلى آخر. وفي ظلّ غياب الدراسات الإحصائية المعمقة يصعب تقديم إجابات شافية. فالعمل السري أو التقية أو الظلام كلها صيغ تعبيرية توضح صعوبة تجذ ير التعددية من جهة وموقع حرية التعبير في البلدان العربية. كما أنها تميط النقاب عن سمة أساسية في الشخصية العربية وهي الخشية من المواجهة وتحمل المسؤولية في العلن ولعلنا نجتر تجارب سابقة للثورات الاجتماعية ثورة الزنج وطريقة عمل الحشاشين والشطار والعيارين وغيرهم من الفئات التي لم تجد لها مكانا في الساحة السياسية الاجتماعية فراحت تدبر في الخفاء ، لتثبت وجودها .

** إلى أي مدى برأيك ساهمت المؤسسات الدينية الرسمية في المجتمعات العربية في تنمية أو تهيئه العقل العربي لما يسمى الإسلام السياسي ؟

أغلب المؤسسات الدينية إن لم نقل كلها ساهمت بمقدار كبير في شيوع الفكر الأحادي وفي ضرب الوصاية على الفرد وإلزامه بالخضوع والطاعة لمن ينطق نيابة عن الله. إنها مؤسسات عقيمة لا تنتج فكرا بل تجتر أقوال السابقين ولا تريد أن تخرج من دائرة الزمن الأسطوري.

** هناك من يرى أن الشرائع الدينية ظلمت المرأة" وطالبتها في كثير من الأحيان بفرائض ضد إنسانيتها" فهل تتفقي مع تلك الرؤية ؟

إننا نود تغيير وجهة الطرح: بدل الحديث عن المرأة لم لا نتطرق إلى موقع الفرد؟ فلقد سئمنا التركيز على المرأة وكأنها كائن من كوكب آخر، معبر عن فئة لها سمات مميزة تختلف عن الكائن البشري. الفرد في منظومة حقوق الإنسان حيادي ينبغي أن يتمتع بكامل حقوقه سواء كان رجلا أو امرأة غنيا أو فقيرا مؤمنا أوغير ذلك ...الشرائع الدينية وليدة سياق تاريخي ثقافي مخصوص معبر عن وضع كان فيه الذكر هو المهيمن وهو صاحب المنزلة الرفيعة والدرجة وفق بنية المجتمع ألبطريكي وقد نطق النص الديني بهذه الحقائق فلا غرو أن يكون وضع المرأة متدنيا بالقياس إلى وضع الرجل.

** التراث الديني برأيك ماهى أفضل الطرق لقراءته في ظل متغيرات العصر الحالي هل القراءة الإنتقائيه التي تستبعد نصوص بعينها أم القراءة بعين التجديد والاعتماد على روح النص ؟؟

القراءة الانتقائية تعزل السياق وتشوه تاريخية الأحداث والقراءة المقاصدية التي توظف مناهج العلوم الحديثة إن كان ذلك على مستوى بنية اللغة وأنساقها أو أنتربولوجيا النص وخصوصيات القراءة والهرمنوطيقيا وغيرها مفيدة في هذا السياق لأنها تعطي أبعادا أخرى للنص وتجعله متعدد الدلالات ومنفتحا أي ثريا.

** هل يمكننا وصف ما تعانيه المرأة العربية بأنه قهر ؟؟

لا يمكن الحديث عن المرأة في المطلق فمن هي المرأة التي تعاني القهر؟ هل هي الحضرية المنتمية إلى الطبقة الميسورة أم الريفية البسيطة غير المتعلمة؟ هل هي المرأة التي خضعت لقانون العشيرة ودخلنت قيم المجتمع الذكوري؟ التصنيفات متعددة وفي نظرنا القهر له تجليات متعددة منها القهر المادي الذي يتجلى في حرمان المرأة من أبسط حقوقها كالاستحواذ على ميراثها تحت غطاء الأعراف السائدة ومنها القهر التي تعانيه مجموعة من النساء في المجتمعات التي تعيش أوضاعا هيمن فيها الاقتصاد الرأسمالي ومنها القهر الرمزي الذي يبرز في التعامل مع المرأة وكأنها نصف إنسان وإذلالها من خلال سلطة القوانين والأعراف . وليس أمام الفرد رجلا كان أو امرأة إلا انتهاج كل السبل التي تحقق اكتساب الوعي من ذلك المعرفة والرغبة في تفكيك البني المتحكمة في مصيره والعمل على المقاومة عله بذلك يحقق بعضا من أهدافه.



#باسنت_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صديقتي الصعيدية
- نساء وصراع
- عرض كتاب لمرأة والصراع النفسي للدكتورة نوال السعداوى
- عمل المرأة في مصر القديمة
- حوار مع نهاد أبو القمصان
- المخرجة الشابة أمل رمسيس
- عرض كتاب -دفاعاً عن تراثنا القبطي- للكاتب بيومي قنديل
- الإيمان ليس عقل متخم بالعقائد
- -شراب- قذر
- حوار مع السيدة نرمين رياض
- البنت بتتعلم ليه؟
- التلميذة والأستاذ
- عرض كتاب - الأخر ..الحوار .. المواطنة .. - للباحث سمير مرقص
- النخبة المصرية تفاعل غائب وشارع غير واعي
- حوار مع الكاتبة والأديبة نعمات البحيري
- حالة من عدم الرضا
- عرض كتاب -ثقافة العنف في العالم العربي- للدكتور وحيد عبد الم ...
- الأسرة هل تعرض مشكلاتها على مراكز المشورة؟
- قصص الحياة المبكية
- المرأة في عالم الإبداع ....... كيف تحيا؟؟


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - باسنت موسى - حوار مع د .أمال قرامى