أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - باسنت موسى - حالة من عدم الرضا














المزيد.....

حالة من عدم الرضا


باسنت موسى

الحوار المتمدن-العدد: 2186 - 2008 / 2 / 9 - 10:48
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أشعر بحالة من عدم الرضا ويأس كبير من الحياة وإمكانية تغيير مفرداتها الجامدة لما هو أفضل، لا أعرف لماذا تنتابني هذه الحالة الآن وبتلك الحدة من الألم؟ ربما لأنني أدركت العديد من الأشياء بالحياة، نعم أدركت أنني أعيش تناقضات كبيرة في الحياة بين قلبي وعقلي، بين المجتمع وطموحاتي، بين عملي وحياتي الخاصة. تلك التناقضات تقتلني وتشعرني بحالة صعبة من عدم الاتزان بالحياة.
"التناقض الأول" :-
أنا أحب بقلبي فمن خلاله تتحرك مشاعري هنا يأتي عقلي ويقول لي "كيف هذا؟ تلك المشاعر لن تصل بك لشيء، إن من تحبيه لا يناسبك من حيث وحيث ثم أنه وأنه" وتلك الرسائل من عقلي الذي لا يريد أبداً أن يأخذ إجازة ويتركني أستمتع كيفما أريد بأي مشاعر أجدها مفرحة، يقف دائماً حجر أمام مشاعري. ليست فقط الموجة تجاه الرجل وإنما أيضا تجاه الأفراد بشكل عام في حياتي، فدوماً قبل أن أنشئ أي علاقة اجتماعية بين من أراهم أحباء، يأتي عقلي ويحلل طبيعة وشكل وحدود هذا الحب بتلك العلاقة، فأبدأ العلاقات بشكل محسوب جداً وفق مقاييس العقل التي تكونت لديّ من قراءاتي لعلم الاجتماع وفنون العلاقات.
"التناقض الثاني" :-
المجتمع الذي أحيا به مليء بما يزعجني إن لم يكن كل ما به من تقاليد وأعراف ومسلمات، يزعجني ولا أعرف منذ متى تحديداً؟ أصبحت معترضة ومتمردة. آه تذكرت منذ أن منحني والدي الحبيب رحمه الله مساحة حرية للانطلاق في الحياة، وبين صفحات الكتب جعلني أفهم وأحلل وأقول لماذا؟ وكان وهو بالحياة يحميني من اتهامات المجتمع لي، حيث كان يسندني ويقول لي تابعي مسيرتك.. لاتخافي من أحد.. ثقي في ذاتك.. احترمي إمكاناتك.. لا تجعلي رجلاً يسيطر عليك، وفى ذات الوقت لا تسيطري أنت على رجل أو إمرأة.. استخدمي الإقناع والحوار. كنت أقول له في بداية المرحلة الجامعية أريد أن أكون كإقبال بركة، كان يقول لي ليس بعيداً اقرأي وافهمي وستصبحي يوماً مثلها، ثم غيرت رأيي مع بداية عملي الصحفي، وقلت له لا أريد أن أصبح كنوال السعداوي، فقال لي هل تمتلكي جرئتها على المواجهة؟ قلت له بإجابة سريعة نعم أمتلك جرئتها أنا لا أخاف، لكنه الآن بعد أن رحل عن الحياة لم يعد أحد يحميني ويشجعني على مواجهة المجتمع والاستمرار في تحقيق ما أطمح له، أصبحت بمفردي أواجه المجتمع البالي دون سند منه هو أو من رجل يؤثر بداخلي كما أثر هو، وقواي أصبحت خائرة الآن. لا أستطيع مواجهة جبروت هذا المجتمع البالي في كل شيء أو أي شيء، بل ومن تضخم شعوري باليأس الذي يزداد يومياً وألمسه عندما لا أستطيع أن أرتدي ملابسي التي أحبها لأنها ستعرضني لخطر التحرش بالشارع، وعندما لا أعبر عما بداخلي من أفكار حتى لا أتهم بالفجور أو يطاردني أصحاب العقول الفارغة بدعوات قضائية، كيف سأواجه مجتمع نساءه سعيدات بأوضاع ذلهم وغبنهم؟ كيف سأواجه مجتمع به ذئاب بشرية تغتصب طفولة وبراءة فتاة لم تتجاوز الثانية عشر؟ كيف سأواجه مجتمع الأمية شعاره، وملء البطون والجنس هدفه الوحيد من الحياة؟ كيف سأواجه مجتمع يعتبرني نصف مواطنة ونصف كائن عاقل؟ لقد أصبحت كتب مكتبتي هم لي بالحياة، كثيراً ما أقول عندما أشعر باليأس في أعماقي ليتني كنت فتاة تسعد بأدوارها التقليدية، لكان حالي الآن أفضل حتماً. رأسي كانت ستكون عامرة بقصص المسلسلات التليفزيونية ووصفات الطعام اللذيذ، وربما كنت أنجبت طفلاً أو إثنين؛ لكنني الآن كرهت مجتمعي، بل وغير قادرة على الإطلاق أن أؤدي وظائفي كزوجة وأم بداخله، لا أريد لأبنائي أن يحيوا التناقضات والضغوط التي أحياها، ذلك خوفاً عليهم لا شك فأنا أحبهم حتى قبل أن أراهم من سيكونوا، وكيف سيكونوا. بل حتى قبل أن أعرف من هو والدهم.
"التناقض الثالث" :-
عملي.. ربما جاءت مصادفة أنني أحبه لا.. إنني أعشقه، من خلاله أتنفس وأحيا وأعبر عن ذاتي، لكنه دوماً مهدد من حياتي الشخصية وتحديداً من قبل من سيحتل بحياتي مكان شريك الحياة، فحتى الآن كل من يريد أن يكون شريكاً لحياتي يبدأ علاقاته بي بامتعاض من عملي ووقتي الذي أعطيه له، وكأن عملي هو شريكه اللدود معه في قلبي وعقلي، وهذا يشعرني بالخوف ربما لأنني لن أضحي بالحب الذي اختبرته وتذوقت حلاوته من أجل حب لم أختبره بصورة كاملة، ربما يرى كثيرين أنني غبية أو غير منطقية في حكمي وحبي، لكنني عندما أبتعد عن عملي الحبيب أشعر كمن يلفظ أنفاس موته، وما أصعب لحظات لفظ الأنفاس حتى لو كنت في حضن الأحباب! ذلك لأن هذا معناه الموت.




#باسنت_موسى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرض كتاب -ثقافة العنف في العالم العربي- للدكتور وحيد عبد الم ...
- الأسرة هل تعرض مشكلاتها على مراكز المشورة؟
- قصص الحياة المبكية
- المرأة في عالم الإبداع ....... كيف تحيا؟؟
- خبرة شاب في بيت للدعارة
- سلامة موسى واتهامات الإسلاميين لمشروعه الفكري
- صناعة العقد النفسية
- عرض كتاب حياتنا بعد الخمسين للراحل سلامة موسى
- كيف تحيا امرأة بلا رجل فى مجتمعات الذكورة ؟؟
- دائرة الخداع
- المرأة ومعنى الأنوثة... تساؤلات حائرة!!
- عرض كتاب فن الحب والحياة للراحل سلامة موسى
- الخلع.. دراسات تحليلية 2-2
- ثورة بعربة السيدات
- مهن أصحابها .. كاتم أسرار المرأة
- عرض كتاب التثقيف الذاتي أو كيف نربي أنفسنا للراحل سلامة موسى
- هل أنا ضد الرجل ؟
- أمهات بلاقيمة
- هزي يا نواعم
- أسطوانة وجمهور يطلب النجدة


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يرصد دفعة صواريخ إيرانية جديدة.. وموسوى يدع ...
- -لا تحاولون العودة-.. الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا عاجلا إلى ...
- هل ينجر ترامب لحرب إسرائيل ضد إيران؟
- مصدر أمني إيراني: طهران على تواصل مع موسكو وتعول على دور روس ...
- الخارجية الروسية: حياة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ف ...
- الرئيس الإسرائيلي يزور معهد -وايزمان- المتضرر جراء القصف الإ ...
- -سي إن إن- ترجح ميل ترامب لاستخدام القوات الأمريكية لضرب الم ...
- باكستان تجلي عائلات الدبلوماسيين من إيران والبعثات لا تزال م ...
- الجيش الإيراني يعلن تدمير 28 هدفا إسرائيليا معاديا خلال الـ ...
- مباحثات مصرية أمريكية إيرانية لوقف التصعيد بين طهران وتل أبي ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - باسنت موسى - حالة من عدم الرضا