أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - باسنت موسى - عرض كتاب -ثقافة العنف في العالم العربي- للدكتور وحيد عبد المجيد















المزيد.....

عرض كتاب -ثقافة العنف في العالم العربي- للدكتور وحيد عبد المجيد


باسنت موسى

الحوار المتمدن-العدد: 2185 - 2008 / 2 / 8 - 12:03
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


العنف العشوائي أو العنف المقدس تسميات عديدة نطلقها يوميا على أحداث التفجيرات والقتل التي تتطاير فيها الأشلاء الإنسانية يوميا . ذلك العنف في الغالب ما يكون أفراد العرب هم أبطاله الأساسيين سواء من جانب التنفيذ أو حتى من جانب التعاطف مع حادثة العنف واليوم نحن نعرض كتاب بحق متميز يتناول بتحليل منطقي العنف ومسبباته في العالم العربي فإلى المزيد .........

يرى الكاتب أن الميل تجاه العنف العشوائي يتنامى في عقل المواطن العربي بدرجة كبير وذلك استنادا إلى نزعة ثأرية تتغذى على الفشل العربي المتراكم الذي يبرر في كثير من الأحوال بأنه إخفاق نتيجة عوامل خارجية مع إضفاء الطابع الديني على القضايا الكبرى للأمة العربية من ناحية أخرى ، لكن هذا العنف الذي يحمل العرب مبرراته التي يرونها منطقية يضر بهم قبل غيرهم لأنه موقف يحمل ازدواجية شديدة في المعايير إلى حد يصل في بعض الأحيان إلى انفلات في المعايير .
إن ما يحدث يمكن أن نطلق عليه ثقافة عنف وموت وكراهية وبغض للإنسان وقمع للحقوق لكن هذه الحالة المرضية المستعصية من البغض ما أسبابها ؟ يفسر الكاتب الأسباب في عوامل عديدة يرى أن أهمها هو حالة الجمود الفكري الذي يعود إلى القرن الحادي عشر " الخامس الهجري " وتحديدا منذ أن أعتلى الخليفة العباسي القادر بالله المنبر وأحل دم كل من يقول بأفكار المعتزلة لقد كانت تلك نقطة فاصلة تاريخيا تراكم بعدها جمود تاريخي هائل جعل الأرض العربية مهيأة اليوم بعد تراكم الفشل المتتالي لإنتاج ثقافة تنتهج موقفا عدميا يتناقض مع كل العقائد النبيلة لقد انتهجوا إما النصر التام أو الموت الزؤام .
الموقف العربي من العنف ضد الأخر : أزمة الفكر وفكر الأزمة

الكاتب الكويتي الليبرالي أحمد الربعى على معركة الفلوجة بالعراق عام 2004 قائلا " العقل العربي يهيم حبا بكل عنف بغض النظر عن أهدافه ضحاياه . وهو يعبر عن نفسه بشكل عدمي في حالة الفلوجة وإذا كان المستهدف هو القوات الأمريكية فإن هذا العقل يستحضر كثيرا من تاريخ الإحباط ويندفع مع العنف بلا هوادة وبلا بوصلة " مؤلف الكتب يعقب على كلام الربعى ويرى أن المدافعين عن من يحملون السلاح في الفلوجة ليس لديهم أفق سياسي أو استراتيجي فجماعات العنف ليس لديها برامج يمكن على أساسه أن نحدد موقفنا السياسي منهم فهم من اتجاهات مختلفة يجمعهم العنف حيث تجد متطرفين مقاتلين سنة وشيعة وبقايا من نظام صدام ولصوص محترفين وإرهابيين عرب .

الموقف العربي من العنف تجاه الأخر الأجنبي :-

مفهومي الجهاد والاستشهاد من أكثر المفاهيم التي يتم تطويعها إسلاميا لتنمية العداء ضد الأخر الأجنبي وهذان المفهومان أدت الإساءة في فهمهم إلى توسيع دائرة تبرير العنف على نحو لم يشهده التاريخ من قبل منذ أن بدأ اللقاء الدرامي بين العرب والمسلمين والغرب في الحملة الفرنسية على مصر عام 1798 فتلك الحملة على مصر حملت معها المدفع والمطبعة لذلك قوبلت بردود فعل مختلفة إلى حد كبير قوبلت بثورة لأنها احتلال وبذات الوقت قوبلت بإعجاب من رموز التقدم التي أتت بها الحملة وهكذا ظلت العلاقات العربية الأوربية تجمع بين الصراع والتعاون حتى في ذروه العصر الإستعمارى أي أن الأجنبي الغربي لم يكن في التاريخ هو الهدف الأساسي في مخيلة العربي عندما يبنى صورة العدو بل وحتى في مرحلة الاستعمار كان من أبرز قادة الحركات الوطنية في الدول العربية والمسلمة من المتعلمين في الغرب والمتشبعين بثقافته الحديثة وبالتالي لم يتسرب لهم وباء العنف المرسل ضد الأخر الأجنبي . يرجع د / وحيد حالة العداء والعنف ضد الأخر الأجنبي في عصرنا الحالي إلى مجموعة من الأسباب هي
-عجز الاعتدال الإسلامي عن وضع حد لإضفاء قدسية على العنف ضد الأخر:- فأصبح الشباب يعتقدون أن اختراع قنبلة جديدة تخدم الأمة هو الهدف لم يتعلموا هؤلاء أن المبتكر المخترع هو أعظم ثروة في عالم اليوم عالم ثورة المعرفة والمعلومات والاتصالات عالم اليوم الذي أصبح فيه العقل لا الموارد هو مصدر القوة وصانع التقدم .

-كثرة المبررات التي تدعم العنف في عالمنا العربي مما دفع كثيرين بأن يروجوا أن العنف ضد الأخر الأجنبي يهدف لتحقيق مصالح الأمة وهذا خطأ كبير ليس لان العنف يدمر مصالح الأمة بل لان ممارسي العنف لا يستهدفون الأخر الأجنبي في المحصلة النهائية بل الأخر العربي والمسلم في بلادهم لان هدفهم الأساسي هو السلطة في هذه البلاد وليس مقارعة من يسمونهم أعداء الأمة في الخارج .

ازدواجية الموقف العربي تجاه العنف ضد الأخر :-

هناك أزمة عميقة في النمط السائد في موقف العربي والمسلم تجاه الأخر سواء كان من بنى جلدته وبلده ودينه أو كان أجنبيا لا تربطه به إلا صلة الإنسانية فهذا الموقف لا يعرف التسامح ولا يجد هذا التسامح طريقا إلى العربي المسلم عندما يختلف مع غيره إلا نادرا . ولا ننسى أن هناك تفاوت كبير وواسع في موقف العربي والمسلم تجاه الأخر من بنى جلدته ودينه وإزاء الأخر الأجنبي خصوصا إذا كان غربيا وتحديدا أمريكيا وهذه الازدواجية تعبر عن حالة عقلية غير سوية وتكشف عن خلل في بنية الموقف العربي تجاه الأخر . فقليلا ما يقف سياسي أو مثقف بالعالم العربي ليتأمل سلوكه في معركة سياسية أو فكرية خرج منها ويراجع أداءه فيها لو أنهم فعلوا ذلك التقييم لهالهم السلوك الذي يسلكونه تجاه المختلفين معهم فالاتهام وليس الحوار هو السلوك السائد وعندما يرى الفرد أن كل ما يعتقده هو دائما الحق فمن الطبيعي أن يكون المختلف معه دائما خاطئ وقد يفسر البعض ذلك السلوك المعيب الموجود بكثير من مثقفينا وكتابنا هو طابع الثقافة السائدة الموروثة منذ أقدم العصور تلك الثقافة الموروثة من أقدم العصور أما التفسير الثاني يرجع ذلك السلوك إلى ضعف تقاليد الممارسة الديموقراطية في العصر الحديث وكلا التفسيرين يكملون بعضهم البعض فالثقافة الموروثة الأحادية غالبا ما تقود سبل الممارسة الديموقراطية .

أثر الموقف العربي من العنف على قضية فلسطين " الانتحار الفلسطيني ... ونحر الفلسطينيين ":-

المقاومة الفلسطينية حصرت نفسها وسجنت قضيتها في نوع واحد من العمليات المسلحة يعتمد على تحويل الجسد إلى سلاح يستخدم لمرة واحدة وينتهي ... إنها العمليات الانتحارية التي أضفيت عليها قدسية بالغة لمجرد تسميتها استشهادية . كثير من العرب يسعدوا ويصفقوا لمثل تلك العمليات دون النظر لا بعادها المختلفة التي تخلط بين المفاهيم وقليل من المثقفون والسياسيون الفلسطينيون والعرب عموما الذين امتلكوا الشجاعة اللازمة لنقد عسكره انتفاضة الأقصى وحصرها في عمليات انتحارية أطلق عليها الإستشهادية وذلك بهدف تحصينها ضد هذا النقد عبر إضفاء قدسية دينية عليها في وقت صار سهلا على كل عابر سبيل أن يستخدم الإسلام غطاء لأي عمل يقوم به مادام قادرا على تهييج المشاعر ضد ما يمكن وصفه بأنه ظلم أمريكي واسرائيلى .



#باسنت_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسرة هل تعرض مشكلاتها على مراكز المشورة؟
- قصص الحياة المبكية
- المرأة في عالم الإبداع ....... كيف تحيا؟؟
- خبرة شاب في بيت للدعارة
- سلامة موسى واتهامات الإسلاميين لمشروعه الفكري
- صناعة العقد النفسية
- عرض كتاب حياتنا بعد الخمسين للراحل سلامة موسى
- كيف تحيا امرأة بلا رجل فى مجتمعات الذكورة ؟؟
- دائرة الخداع
- المرأة ومعنى الأنوثة... تساؤلات حائرة!!
- عرض كتاب فن الحب والحياة للراحل سلامة موسى
- الخلع.. دراسات تحليلية 2-2
- ثورة بعربة السيدات
- مهن أصحابها .. كاتم أسرار المرأة
- عرض كتاب التثقيف الذاتي أو كيف نربي أنفسنا للراحل سلامة موسى
- هل أنا ضد الرجل ؟
- أمهات بلاقيمة
- هزي يا نواعم
- أسطوانة وجمهور يطلب النجدة
- الرجل والمرأة بعين النقد


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - باسنت موسى - عرض كتاب -ثقافة العنف في العالم العربي- للدكتور وحيد عبد المجيد