أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - باسنت موسى - خبرة شاب في بيت للدعارة














المزيد.....

خبرة شاب في بيت للدعارة


باسنت موسى

الحوار المتمدن-العدد: 2180 - 2008 / 2 / 3 - 11:41
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


على قائمة الأصدقاء المقربين لي أسماء قليلة من الذكور والإناث، وذلك لأنني أعتقد أنه بإمكاني أن أتصاحب وأتزامل مع كل الناس لكن الصداقة وضع آخر، وذلك لأنها تجسد معاني عميقة وحقيقية لمفاهيم كالتسامح والمساعدة والتفهم، وليس كل الناس يستحقون أن نجسد تلك المفاهيم بهذا العمق في اتصالانا الإنساني معهم.

منذ أيام تقابلت مع صديق عزيز جداً بالنسبة لي، وفوجئت بهيئته غير المرتبة، وربما عدم الترتيب في شكله هذا يحمل مدلول أن داخله أصبح مشوش وغير مرتب أيضاً، كما وجدته اكتسب عادة سيئة وهي التدخين بل أصبح من أسوأ من يدخنون، حيث يحرق ما يعادل سيجارة لكل دقيقة، هذا كله بالإضافة لتوتره العام ونظراته الشاردة غير المحددة الاتجاهات، ولشعوري بأن تغيره هذا حتماً وراءه خبرة أو حادث سيء حدث له بالحياة، سألته عن سبب تغيره الكلي هذا؟ فما كان منه إلا أن تردد في الإجابة أولاً ثم بعد لحظة تدقيق في سؤالي بدأ في سرد الكثير من الأحداث والخبرات -السيئة برأيي- والتي قد يقيمها البعض على أنها محرجة وليس من اللائق الحكي عنها، لكن علينا الثقة بأن التكتم عن الخبرات التي نخشى من الحديث عنها لكونها محرجة أو غير لائقة ماهو إلا دليل على أننا لم نتصالح مع أنفسنا بالشكل الكافي الذي يمكننا من عبور خبراتنا السلبية وتحويلها لخبرة حياتية إيجابية بناءة للتعليم، كما أن تكتمنا هذا يعمق بداخلنا وأحياناً دون أن ندري شعور بالتدني لكوننا اقترفنا يوماً ما هذه الأخطاء.

صديقي هذا شاب في منتصف العشرينات عاش ببيئة أسرية منغلقة وتقليدية لذلك لم يكن أمامه سوى الأنشطة الدينية للاشتراك بها، كما أن أغلب معارفه الفكرية والمعلوماتية لم تخرج خارج إطار سير القديسين والأنبياء، واعتقد أهله أن هذا الاندماج الديني الكلي لابنهم حصن قوي سليم لهذا الابن للحماية من هجمات الاحتياجات الشبابية أو ممارسة الرذائل الاجتماعية، ومن كثرة اندماجه هو داخل تلك الدائرة الدينية تصور أنه فوق الخطأ بل ظن بأنه قادر أن يكون وسط النيران دون أن يتعرض للاحتراق، وتلك الثقة غير السليمة أو حتى المنطقية جعلته يرتكب ما كان لا يتخيل أنه سيقع فيه يوماً وهي خطيئة "الزنا" وفق التعريف الديني داخل شقق الدعارة برفقة زميل له بالعمل متزوج أوهمه أن تلك الشقق وما تحويه من فتيات يصلحن لتكوين فكرة أولية عن الجنس والمرأة كجسد وعاطفة، وهو اعتقد أن هذا الرجل صائب الفكر لذلك تابعه في تفكيره بإرادته وتحت ضغط احتياجاته كشاب خارج لتوه من علاقة عاطفية فاشلة وحلم الزواج بعيد عن قدراته على التحقيق، قد يصاب بعضنا بالتعجب قائلاً: لا يمكن أن يتحول شاب متدين لا يرتاد سوى بيوت الصلاة إلى مدمن لبيوت بيع الهوى، لكنني أرى أن تدينه المبالغ في مظاهره وطريقته هذا هو الدافع الرئيسي لمروره بتلك الخبرة السيئة، لأنه تعلم أن الحياة أبيض وأسود فقط، وكذلك مشاعره لم يعتاد ترويضها وتفهمها بل جعلها محرك لكل سلوكياته، فعندما يكون بحالة حب وعلاقته الروحية مع الله تسير بإيقاعها السليم برأيه من حيث إتمام كل الطقوس الدينية يكون في أحسن حالاته النفسية وعندما يخفق في تحقيق ما يصبوه في علاقته بالله وعلاقته العاطفية بحبيبته يتجه لكل ما هو مدمر دون تفكير.

في تصوري أن خبرته التي رواها لي بتفصيلاتها الكئيبة أثرت على رؤيته للكثير من الأشياء سأجملها في نقاط:

* أصبح لا يحمل أي قدر من الاحترام لذاته كنفس وكجسد، وكلما حاول أن يتخطى تلك الرؤية السلبية ترأى أمامه مشاهده مع فتيات الهوى.

* احترامه للمرأة كإنسانة أصبح غير موجود، لأنه تعرف عليها كجسد من خلال فتيات لا يقمن وزناً لأي معيار أخلاقي، وبالتالي تكون لديه فكرة مشوهة وغير سوية عن تلك المرأة التي وصفها لي بأنها رمز للإغواء.

* بعد أن كان متديناً بتشدد، أصبح الآن يسخر من الأوامر الدينية، بل ويرى أن الدين ما هو إلا مجموعة من المثاليات التي وصفها بالزائفة غير القادرة على فهم البشر، بما يوحي بأنها غير موجهة لهم بل للصفوة منهم.

* فقد ثقته بذاته وبإرادته، وأصبح يرى نفسه كالقشة التي تحركها الرياح وقتما أرادت وفي أي اتجاه، وهذا جعله ينظر لأحلامه التي كان يود تحقيقها على أنها خيالات غير قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، وهذا معناه أنه فقد الدافعية على الحياة، تلك الدافعية التي تمكننا من فهم وتخطي الصعاب.

* تعمق شعوره بالنقص وبكونه متدني مما دفعه للابتعاد عن أصحابه لأنه يرى ذاته ملوث ولا يستحق أن يجتمع مع من يظن أنهم أطهار.

أشعر بأن قلبي يدمي على هذا الصديق، ولكنني أشعر بأنه يحتاج ما هو أكثر من الدعم النفسي من قبلي، إنه يحتاج لصلاتي وصلاة من يحبوه أتعرفون لماذا؟ لأن هناك سقطات تدمر نفوسنا من العمق وتحتاج للمسة من خلقنا للمدواة والعلاج.



#باسنت_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلامة موسى واتهامات الإسلاميين لمشروعه الفكري
- صناعة العقد النفسية
- عرض كتاب حياتنا بعد الخمسين للراحل سلامة موسى
- كيف تحيا امرأة بلا رجل فى مجتمعات الذكورة ؟؟
- دائرة الخداع
- المرأة ومعنى الأنوثة... تساؤلات حائرة!!
- عرض كتاب فن الحب والحياة للراحل سلامة موسى
- الخلع.. دراسات تحليلية 2-2
- ثورة بعربة السيدات
- مهن أصحابها .. كاتم أسرار المرأة
- عرض كتاب التثقيف الذاتي أو كيف نربي أنفسنا للراحل سلامة موسى
- هل أنا ضد الرجل ؟
- أمهات بلاقيمة
- هزي يا نواعم
- أسطوانة وجمهور يطلب النجدة
- الرجل والمرأة بعين النقد
- في انتظار ميكروباص
- الخلع دراسات تحليلية 1-2
- الحياة خارج المألوف
- الشاعرة الكُردية فينوس فائق


المزيد.....




- نتنياهو يعلق على قبول حماس وقف إطلاق النار والسيطرة على الجا ...
- لوكاشينكو: العالم أقرب إلى حرب نووية من أي وقت مضى
- غالانت: عملية رفح ستستمر حتى يتم التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح ...
- الرئيس الجزائري: لا تنازل ولا مساومة في ملف الذاكرة مع فرنسا ...
- معبر رفح.. الدبابات تسيطر على المعبر من الجانب الفلسطيني مع ...
- حرب غزة: هل يمضي نتنياهو قدما في اجتياح رفح أم يلتزم بالهدنة ...
- اتحاد القبائل العربية في سيناء.. بيان الاتحاد حول رفح يثير ج ...
- كاميرا مثبتة على رأس الحكم لأول مرة في مباراة الدوري الإنكلي ...
- بين الأمل والخوف... كيف مرّت الـ24 ساعة الماضية على سكان قطا ...
- وفود إسرائيل وحماس والوسطاء إلى القاهرة بهدف هدنة شاملة بغزة ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - باسنت موسى - خبرة شاب في بيت للدعارة