أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - باسنت موسى - الحياة خارج المألوف














المزيد.....

الحياة خارج المألوف


باسنت موسى

الحوار المتمدن-العدد: 2158 - 2008 / 1 / 12 - 08:35
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


جمعني مع صديقة تعيش بإحدى الدول الأوربية نقاش طويل حول عدد من النقاط التي ترتبط بنمط حياة كل منا كفتاة وتطرق بنا
الحديث إلي نقطة مهمة وهي "مسألة العيش خارج نطاق الأسرة والاستقلال بالحياة" ترى تلك الصديقة أن مجتمعها الغربي المنفتح لا يجرم الفتاة التي تستقل بحياتها بعيداً عن الأهل وهي لأنها إبنة هذا المجتمع الغربي وتلك الثقافة المنفتحة لا ترى في ذلك الاستقلال عيباً أو خطراً، لكن أسرتها ترى أن ذلك أمر غير نافع لإبنتهم ويحمل مؤشرات ضرر أكبر بكثير من مؤشرات النجاح، خاصة وأن والدها متحفظ على بعض سلوكيات الغرب لأنه شرقي الخلفية الثقافية والفكرية، وسألتني صديقتي وأنت يا باسنت كيف تري الاستقلال بالحياة خارج نطاق الأسرة؟ وهل يمكنك القيام بذلك في مصر؟ حقيقة السؤالين يبديان للوهلة الأولى أنه من اليسر الإجابة عليهما، وهكذا أنا تصورت وكنت سأندفع في الرد عليها لكن بعد لحظات قليلة من التفكير أدركت أن تلك التساؤلات قوية الطرح وصعبة الإجابة. فأنا كفتاة أرى ذاتي أحمل قدراً من الانفتاح لظروف نشأتي وعملي، لا أحمل رفضاً مسبقاً لمسألة الاستقلال المادي والنفسي عن الأسرة، لكن أن يشمل هذا الاستقلال المكان أيضاً يكون الأمر صعب جداً ولا يمكنني القيام به في مصر مطلقاً، فأسرتي سترفض انفصالي المكاني عنها وسيظن الجميع بي أنني أصبحت سيئة السلوك وأريد الانفصال لإطلاق العنان لرغباتي الجنسية، هكذا سيحصروا الأمر برمته بل أن والدتي إذا أقدمت على طرح تلك الفكرة عليها ربما ستقطاعني وتغضب مني طوال حياتي، وأنا رغم اقتناعي بالفكرة إلا أنه لا يمكنني طرحها. وأتذكر أنه منذ شهور قابلت فتاة في نهاية العشرينات من العمر وتعمل في مجال الرسم التشكيلي وتعيش مع مجموعة من صديقاتها في شقة منفصلة عن بيتها وهي تكسب جيداً من عملها وتعيش سعيدة متصالحة مع اختيارها بالانفصال عن أهلها، بل وترى أنها إذا وجدت شاب يناسبها ووجدت لديها ولديه رغبة في إتمام علاقة جسدية ستقدم على ذلك دون خوف من المجتمع أو قيود الدين. تلك الفتاة على الرغم من اختلافي مع بعض أفكارها إلا أنني أحترم قدرتها في التعبير عن ذاتها وأفكارها في مجتمع لا يقبل بذلك على الإطلاق بل يقبل بالزيف والخداع.
للاستقلال عن الأسرة مكانياً الكثير من الإيجابيات لكننا نفهم من هذا الاستقلال الحق في الحرية الجنسية فقط، وذلك لأن الجنس هو شاغلنا الأكبر بالحياة، فعندما نستقل بحياتنا عن دعم أسرتنا سنكون نفسياً أقوى لأننا سنعتمد على دعم أنفسنا وقت الأزمات النفسية على قوتنا الداخلية في تقبل الأزمة وعلى عقلنا في ابتكار طرق لتخطيها بسلام، ولنلمح سلوكنا عندما نكون بعيدين عن أسرتنا نكون أكثر مسئولية وأكثر إدراكاً. لكن عندما نكون في كنف الأسرة يكون الأمر غير ذلك وعجباً أن نجد أناس تخطو سن الثلاثين وما زالوا يعيشون في كنف رعاية أسرهم منتظرين دعمهم المادي والنفسي، ولا يترك هذا الدعم إلا بالزواج في حين أن الزواج ذاته مسئولية تحتاج أن يكون الفرد مدرباً على الاستقلال ليكون قادراً على دعم من يحتاجون للعيش في كنفه ليستمدوا منه الرعاية والحب.



#باسنت_موسى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعرة الكُردية فينوس فائق
- رجل مهزوم
- إلى ماذا يهدف منهج المواد الفلسفية بالثانوية العامة المصرية؟ ...
- بين الحب والكراهية
- قراءة في كتاب الرجل والجنس للدكتورة نوال السعداوي
- الحياة بلا أطفال كيف تسير؟؟ 3-3
- الحياة بلا أطفال كيف تسير؟؟ 2-3
- الحياة بلا أطفال كيف تسير؟؟ 1-3
- لا ليس حب
- الحب بين الحاجة والحقيقة
- كاتبات في محنة
- يسعدني البقاء وحيدة
- قراءة في كتاب - هؤلاء علموني - للراحل سلامة موسى
- الأغتصاب جريمة خرق الكيان الإنساني
- قراءة في كتاب الشخصية الناجعة للراحل سلامة موسى
- جسد المرأة رمز للعار وإثارة الغرائز 2-2
- جسد المرأة رمز للعار وإثارة الغرائز 1-2
- الشخصية المصرية بين الدين والتطرف
- الشباب ودوائر البحث عن الأمان
- سلامة موسى وجانب أخر من حياته


المزيد.....




- ميغان ماركل تنشر فيديو -نادرا- لطفليها بمناسبة عيد الأب
- مصدر لـCNN: إيران تبلغ الوسطاء أنها لن تتفاوض مع أمريكا لحين ...
- منصة مصرية لإدارة الأمراض المزمنة والسمنة
- لماذا يستخدم الكثير من الأطفال السجائر الإلكترونية، وما مدى ...
- إسرائيل تستشيط غضبًا بعد إغلاق أربعة أجنحة تابعة لها في معرض ...
- إيران تهدد بالانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية وسط التصعيد م ...
- مفوض أممي يحث على إنهاء الأزمة الإنسانية في غزة
- اكتشاف دور للسكر في حماية الدماغ من الشيخوخة
- طبيب يفند خرافات شائعة عن ورم البروستاتا الحميد
- ما الذي يسبب العدوانية غير المنضبطة؟


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - باسنت موسى - الحياة خارج المألوف