أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - باسنت موسى - الشخصية المصرية بين الدين والتطرف















المزيد.....

الشخصية المصرية بين الدين والتطرف


باسنت موسى

الحوار المتمدن-العدد: 2138 - 2007 / 12 / 23 - 10:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يعتقد كثيرون أن رفض الممارسات الخاطئة الناتجة عن اتخاذ الدين لدور أكبر من دوره المفترض في حياة الأفراد والمجتمعات هو رفض للدين بشكل عام وربما هذا ما ظنه كثير من القراء عندما تحدثت في مقالات سابقة عن أن الإيمان ليس عقل متخم بالعقائد وانه أكثر عمقا من ممارسات وطقوس بعينها . واليوم نتحدث عن الشخصية المصرية وعلاقتها بالدين منذ عهد الفراعنة وحتى الآن وهذا سيجعلنا نطرح عدد من التساؤلات وهى كيف بدأت علاقة المصري بالدين؟ وهل حال المصريين الآن يمكن أن نصنفه على أنه حال مجموعة من المتدينين أم المتطرفين ؟ ماهى العوامل التي تفاعلت مع متغيراتنا السياسية والاجتماعية وأفرزت لنا حالة يمكن أن نطلق عليها " تردى معرفي " في العقل المصري الآن ؟؟ أسئلة وغيرها كثير نطرحها للنقاش .

المصري بدأت علاقته بالدين قديما منذ أن حاول من خلال الأسطورة أن يجيب على كل ما يحيره من تساؤلات تتعلق بالعالم والوجود والحياة من حوله فتخيل ألهته وعبدها ووضع الطقوس التي تقربه من تلك الألهه ليكتسب الشعور بالأمان والحماية ومن خلال تلك الأساطير رأى المصري القديم أن للكون خالق واحد وأن هناك موت وحياة ، وتلك الاعتقادات الأسطورية أكدتها الأديان بعد ذلك من خلال عقائد التوحيد والحساب السماوي بعد الموت للأفراد عما ارتكبوه في حياتهم من أفعال وسلوكيات ، ولكن هذا التدين للشعب المصري القديم كان أقرب كما تقول د / هالة مصطفى للتدين الفردي الملتصق بالعبادات منه إلى التدين السياسي ذي الصفة الجمعية وهذا ينفى عن ذلك الإيمان صفة التشدد وبالتالي هو تدين وإيمان عقلي كما وصفه عباس محمود العقاد بقوله " إن الأرض والنيل والفيضان والغلة أي المحصول كلها بالنسبة للذهن المصري وقائع محسوسة مطردة في قياس العقل لا تتصل بعالم الغيب إلا اتصالا بسيطا لا يحوج المرء إلى خيال جامح وإنما يحوجه إلى التدين والإيمان المعتدل " . لكن هذا الإيمان البعيد عن التشنج والتعصب الجمعي أستغل من قبل الملوك الحاكمين للتوجيه لأفكار بعينها وهذا يؤكد أن الدين وسيلة تأثير هامه جدا على توجهات الأفراد وسأذكر قصة واحدة وتأملوا معي تأثيرها " النظرية المصرية القديمة تنص على أن من يتولى رئاسة السلطة الحاكمة لابد أن يكون رجل وعندما رغبت حتشبسوت في تولى الحكم روجت من خلال عملية توجيه ديني أسطوري محتواه أن الإله آمون –رع تنكر بهيئة والد حتشبسوت وجامع أمها وجاءت حتشبسوت نتيجة لهذه المجامعة لذلك فهي الابنة الجسدية لملك الألهه ويحق لها تولى الحكم " وبالفعل تولت الحكم كملكة أبنه للإله أنظروا قبول العقول لتلك الأسطورة التي يصعب تصديقها بالتفكير المنطقي والعمليات العقلية التي نجريها لنستوعب الأشياء لكنه التأثير الديني ، وكما طاع وأحب المصريين القدماء حكامهم لان هؤلاء الحكام خلافاء الله أو أبناءه كما في حالة حتشبسوت أحب المصري المعاصر وربما يصل لحد " العبادة " كما يحلو للبعض وصف درجة الحب الرئيس الراحل " عبد الناصر " فقد كان هو الرئيس المسبح بحمده كما يقول عنه " جمال البنا " فقد الشعب مع عبد الناصر عقله وتفكيره المنطقي أستمتع بالعبارات الرنانه والكلمات الضخمة التي تحقق مكاسب وسعادة عن سماعها وتنفيذها المتسرع ليحدث الندم بعد انتهاء الوقت وموقف الجماهير والكتاب المصريين من حادث النكسة عام 1967 أكثر المواقف دلالة على صحة رؤيتنا لأن عبد الناصر كان إله ومعبود المصريين حيث كتب الأستاذ جلال الحمامصى وقت النكسة قائلا " البطل يظل بطلا في كل وقت وقد كان جمال عبد الناصر في 23 يوليو 1952 بطلا وكان جمال عبد الناصر في 9 يونيو 1967 بطلا من نوع فريد فإذا أراد جمال عبد الناصر أن يتحمل المسئولية وحدة فهذا ليس من حقه والمسئولية مشتركة ووجود جمال عبد الناصر معنا في هذه المرحلة ضروري بل وحتمي هذه إرادة الشعب ولقد عودنا جمال أن يخضع لإرادة الشعب " . إرادة الشعب التي كثيرا ما نتحدث عنها بعد أن نزيفها فحتشبسوت بالتأكيد رأت أن في توليها الحكم تجسيد لإرادة الشعب وربما رأى عبد الناصر ذات الرؤية عندما استمر في الحكم بعد الهزيمة لكنهم مخطئين فالنظم الشمولية أو التي تتخذ من الدين وسيلة تأثير رئيسية وفعالة مع شعوبها لايمكن أن تتحدث عن" إرادة شعب " لان الإرادة هي شيء ينبع من الداخل بعد أن يتعادل تأثير العوامل الخارجية المؤثرة في جموع الناس .
مع تطور المجتمع المصري واتجاهه للزراعة كان الدين يحتل لديه مساحة جيدة من التأثير وذلك لأن المجتمع الزراعي يجعل الإنسان أكثر ارتباطا بتلك القوى الخفية " الله " المانحة للأمطار والخير وكل ماهو جيد للحياة واستمرارها وفى ذلك يقول ابن خلدون " أن أخلاق الناس وقيمهم وطرائقهم في التفكير تختلف باختلاف فرصهم من المعاش " بمعنى أنه النشاط الإقتصادى الذي يمارسه الفرد ليتكسب قوت يومه ويعيش يؤثر على قيم وسلوكيات هذا الفرد وجعل " ابن خلدون " الصناعة في قمة سلم الأنشطة الاقتصادية التي تجلب للفرد ميزات إيجابية في سلوكياته فالصناعة تحفز الإبداع لأنها تقوم على الدقة وعقلانية السلوك ثم أتى بالزراعة وقال أنها تعمق القيم الدينية والإيمان ، في نهاية السلم أتى " ابن خلدون " بالنشاط التجاري لان التاجر هو وسيط بين المنتج والمستهلك ينقل السلع وهو يتربح من الكذب والنفاق في الأسعار لذلك فهم ليسوا بجيدين ومهنتهم لاتضيف لهم ما يمكن أن نطلق عليه أنه أمر إيجابي والمتأمل لمجتمعنا اليوم يعلم جيدا إلا أي من المجتمعات ننتمي نحن المصريين وربما يفسر هذا لقرائنا معاناتنا اليومية مع الكذب والنفاق والخداع المستشري في الجسد المصري .

وهذا ينقلنا لسؤال مهم وهو ماهى الأبعاد التي تحكم بنية الشخصية الوطنية ؟ يرى د / عبد الباسط عبد المعطى أستاذ الاجتماع بجامعة عين شمس أن تلك الأبعاد يمكن تحديدها في مجموعة من النقاط ...

أولاً : القدرة على استيعاب الموروث الحضاري

لو قمنا بتحليل لكل تلك الأبعاد من خلال واقعنا سنستطيع أن نحدد قوى التأثير على عقولنا حسنا فلنبدأ بالقول أننا الآن غير قادرين على استيعاب كل الموروث الحضاري الخاص بنا فنجمل حضارتنا العريقة في الحقبة الإسلامية أو القبطية ونتجاهل الحقبة الفرعونية مثلا ليس لأسباب ضعف ذاكرة حضارية وإنما لأننا نقيم تلك الحضارة الآن من منظور العقيدة الدينية التي ربما ترى أن موروث الفراعنة درب من الكفر ونموذج من الجاهلية وإنكار هذا الموروث الحضاري المهم برأيي جعلنا ننتمي لأكثر الدوائر ضيقا وتفريقا بين البشر وهو الدين ولنكون محددين أكثر الطائفة داخل هذا الدين وذلك السلوك والتفكير المنقوص في مورثنا الحضاري ساهم في دفعنا للخلف في كل شيء لذلك صدقت رؤية توفيق الحكيم بروايته" عودة الروح " والتي تؤكد أن ميلاد مصر الحديثة لن يتحقق إلا من خلال بعث الروح الفرعونية من خلال أوزوريس .
البعد الثاني وهو بعد اللغة والمصريين الأن لأتعرف هل يتحدثون لغة عربية فصحى أم عامية أم لغة غير العربية من الأساس بل أن فئات كالشباب والحرفيين في مهن بعينها اخترعوا لأنفسهم لغة خاصة يفهمونها وهم بذلك يجسدون حالة الانعزال التي يعيشها أبناء المجتمع الواحد كل مجموعة أو فئة لهم عوامل وسمات تجمعهم فينعزلون بلغتهم وأفكارهم وأمالهم .

ثانياً: أدوات التعبير المباشر وغير المباشر ، الملموس والرمزي

اللغة ليست مجرد مفردات لغوية وإنما طريقة تفكير " عبارة عميقة جدا وجيدة وتجيب علينا عندما نتساءل في دهشة لماذا أصبح للشباب المصري لغة خاصة بهم ويشاركهم في خصوصية اختراع لغة جديدة الفئات المهمشة اجتماعيا كالحرفيين مثلا ؟ هؤلاء وجدوا المجتمع لا يقدم لهم يد المساعدة في حل معضلات حياتهم بل دائما يكيل لهم الاتهامات مع الاختلاف طبعا في حالة الشباب غالبا ما يتردد بأنهم الجيل غير الواعي المتهور في حين أن عالم الكبار الموجهين للاتهامات لم يسألوا أنفسهم وماذا قدمنا لهؤلاء الصغار ليكونوا واعين ومدققين ؟ أما حالة الحرفيين وصغار فئات المجتمع فانعزالهم بلغتهم ورؤيتهم الخاصة البعيدة في الغالب عن طبيعة تطور حال مجتمعهم يعتبر رد فعل مسالم عن رفض المجتمع لهم واحتقاره لما يقومون به من أعمال إذن لغتهم الخاصة بهم تعكس طريقة تفكيرهم تلك الطريقة التي ترفض فكر مجتمعهم متخذين لغة تواصل تخالف الجمع كتعبير للرفض . وإمعانا في التعمق في مسألة اللغة وتدهور استخدامها بما يكشف تدهور في جوانب مختلفة بحياتنا سنتحدث عن :-

** الخطاب الديني :- من خلال الخطب والمواعظ الدينية يتعرف الفرد على الله المحب الذي يمنح للكون كل صباح ضياء وبهجة أو هكذا من المفترض أن يتحدث مسئولي ذلك الخطاب ، لكن لغة الخطاب الديني لدينا الأن هي لغة تحرض على" العنصرية" كما يقول العفيف الأخضر . لغة لا تبث سوى الكراهية والبغض لكل البشر عدا أبناء الطائفة داخل الدين وتلك اللغة التي تنال استحسان كثيرين تؤكد على أننا تشوه لدينا أرقى المفاهيم فعندما نستسيغ أن الله يدعونا للكراهية والعنف والقتل حتما نحن أمام أزمة عقل مدمر تصور أن الله عنيف ويريدنا الانضمام له لنكون جيوشه العنيفة بالأرض ووجدان مشوه أنكر أن تحتوى علاقتنا بالمحب الأعظم " الله " مشاعر إيجابية وبناءه كالحب والعطاء وربما يسأل أحدهم ويقول ولماذا أصبح هذا الخطاب مفخخ بتلك اللغة ؟ ذلك لأن الدين لم يعد المعتقدات التي توصلنا لله والقيم التي ترتقي بحياتنا بل أصبح ملاذنا من قسوة وفساد كل المظاهر من حولنا وبالتالي أخذنا نبحث بداخله عن ما يشجع غرائز الانتقام والرد القاسي على هذا الواقع المتردي في كل شيء ففقدنا بذلك المعنى السليم للدين وعجزنا في ذات الوقت على تنمية إرادتنا لصنع تغيير في واقعنا الفاسد هذا وأنقسم المصريون لمسيحيين ومسلمين وغاب عن أذهانهم مشروع وطني يوحد جهودهم ورؤيتهم وأنزوي كل منهم داخل دينه يحتمي فيه من غدر الزمان " فالدين الأن يمكن أن يحل لدى المصريين مشاكل البطالة والأمية وانفجار السكان " والأخر معا وإن كانت الأغلبية الدينية بحكم عددها وسطوتها هي الأكثر إخافة للأقلية الدينية .


** الخطاب السياسي :- العقل المصري كما ذكرنا أصبح مدمر والوجدان مشوه والخطاب السياسي الرسمي يتعامل مع ذلك التدمير والتشويه بلغة جيدة جدا فتجده يسخر من عقل المتلقي دائما وذلك يتضح أوقات الكوارث عندما نجد التفسيرات الرسمية جاهزة بأن الفاعل دائما مختل عقليا أو أن الأمر قضاء وقدر عازفا بذلك على لغة دينية باهته المفردات عميقة التأثير لتغطية فساد أجهزة بعينها ، ونتيجة طبيعية لسيطرة مثل هذا النوع من الخطاب السياسي أصبح المصريين يقيمون أداء نظامهم السياسي ليس من خلال التقييم العلمي الذي يحدد مكاسب وخسائر وإنما من خلال الحب والكراهية وما يمكن أن نسميه " شخصنه النظام " والمكاسب في ذلك الوضع هو بمدى قدرة الزعيم السياسي على اختراق قلوب المتلقين وليس عقولهم وذلك لان عقولهم أنتهي دورها ولم تعد تعمل وربما هذا يفسر لنا تعامل المصري بسهولة يحسد عليها مع الأنظمة والأيديولوجيات التي حكمته رغم تباعد مناهجها الفكرية لحد التناقض .


ثالثا: أسس التعامل مع مقولة الزمن وإدراك الماضي والحاضر

المنطقة العربية وسكانها المسلمين تحديدا اتخذوا من التاريخ ملاذنا وسبيلا مفضلا للهجرة إليه وهم يعيشون بالحاضر في حين أن مسيحيي ذات المنطقة هاجروا باتجاه الجغرافيا بحثا عن أوطان جديدة توفر لهم الحياة بعد أن أخفقوا في التعايش مع من يحيون في الماضي السحيق من أبناء أوطانهم ومصر ليست أفضل حالا أو اختلافا في التقييم لكن يختلفون في الدرجة ، عندما نتحدث عن إدراك أبناءها لمقولة الزمن وكيفية إدراك الماضي والحاضر ، ولعل انتشار ظواهر الدعاة الجدد المفسرين لكيفية العودة لحياة الأسلاف دليل على أن العودة للوراء والتاريخ أمور ممكنة بالتحايل تحت دعوات الدعاة الجدد والفكر الديني المستنير وهذا بالطبع غير صحيح فالوراء والخلف والتاريخ أمور لايمكن أن تدفع للإمام عندما نعيش بداخلها ونمارس سلوكيات أفراد ذلك الزمن باستخدام السواك والجلباب القصير وإسدال النساء .
لكن بالطبع ليس كل المصريين مهاجرين للتاريخ بل هناك تضارب حاد بين أبناء مصر في إدراكهم للزمن وبالتالي ماضيهم وحاضرهم وبرأيي أن هذا التضارب ناتج لمجموعة من العوامل أهمها ازدواج التعليم في مصر بين حكومي وديني وأجنبي وهنا لا أدعو توحيد التعليم في نمط أفضله ولكن أن تكون الأهداف التعليمية واحدة وطرق تنفيذ تلك الأهداف مختلفة ، فالآن لدينا عقول غير ناقدة تابعه مفخخة بفكر ديني أصولي تتبع التعليم الديني بمصر وأزمة جامعة الأزهر الأخيرة بأبنائها عبد الكريم والعطار دليل دامغ على فشل التعليم الديني في خلق فرد سوى نفسيا أو يحمل قدرا من الانتماء والحب لوطنه .
أما التعليم الحكومي فهو يخرج كتل بشرية تحمل شهادات وأوراق بلا أي قيمة أو محتوى حقيقي يساعد تلك الكتل على مواجهة عالم يموج بالأفكار بل في أحيان ليست بالقليلة يساهم هذا التعليم في تديين وتفخيخ عقول أبناءه ولعلنا في هذا نذكر ما كتبه الأستاذ سامح فوزي تحت عنوان " مصر ليست بلدا للتنوع الديني والثقافي وقيمتها الوحيدة في انتماءها الإسلامي " حيث ذكر بذات النص " ينزع الكتاب المدرسي الصراع العربي الإسرائيلي من كافة أبعاده الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية والثقافية، ليحوله إلي صراع ديني بين المسلمين واليهود، لا مكان لغيرهم فيه. ويحول نصر أكتوبر 1973 إلي انتصار حققه المسلمون علي اليهود... أين دور الأقباط الشركاء في الوطن؟ والمفاجأة أن الكتاب المدرسي يعلم الطالب أن الدين هو وطنه، مصر لا قيمة لها في ذاتها، ولكن قيمتها تنبع من انتمائها الديني في دار الإسلام. في نشيد بعنوان "بلادي" يدعو كتاب التربية الدينية الإسلامية للصف الخامس الابتدائي التلاميذ إلي المزج بين الدين والوطن، وكأن هذا البلد ليس مكانا للتنوع الديني والثقافي. تأملوا هذه الأبيات:
بلادي بلادي اسلمي وانعمي/ سأرويك حين الظمأ من دمي
ورب العقيدة لن تُهزمي/ ومن أكمل الدين للمسلم
بلادي بلادي اسلمي وانعمي
بلادي إذا ما رمتك الخطوب/ فإنا بأرواحنا والقلوب
سنحمي ثراك ونحمي الدروب / هتافاتنا النصر للمؤمنين
بلادي بلادي اسلمي وانعمي"
التعليم الأجنبي على الرغم من أنه يبث ثقافة قد تكون مغايرة للسائد المصري إلا أنه يبث قيم يحتاجها هذا الواقع المصري ليتغير كقيمه العقل والنقد وحرية التعبير وكثير من الإيجابيات لذلك أرى أن الأمل بهذا التعليم كبير لو طبق أبناءه قيمهم داخل مجتمعهم ولم يهاجروا لشعورهم بالغربة في مجتمع ينظر لهم بحقد في الغالب على ما منحته الحياة لهم من رقى .
ولا أجد أفضل من كلمات طه حسين عندما وصف حال أبناء التعليم الديني وكيف أنهم يصارعون من أجل وظائف تتطلب علم وليس ثقافة دينية للحصول عليها حيث قال " عليهم بأن يسلكوا إلى هذه الأعباء طرقها الطبيعية وأن يدخلوها من أبوابها المألوفة أي ينبغي أن يتعلموا في معاهد الدولة المدنية ويظفروا بإنجازاتها ودرجاتها المدنية ويسابقوا غيرهم من إخوانهم المدنيين إلى المناصب العامة " وهذا كما يقول د / سعيد إسماعيل على أستاذ أصول التربية بجامعة عين شمس سيلغى ثنائيه العقلية المصرية في النظر للأشياء .

رابعا: التعامل مع التناقضات والفجوات خاصة بين الرجال والنساء والأقباط والمسلمين :

المرأة فئة مهمشة داخل مجتمعنا المصري تعانى من مشكلات تتعلق بحقوقها القانونية والإنسانية معا وعلى الرغم من تلك المعاناة إلا أن نظرة المجتمع لمشكلاتها تتخذ في الغالب نظرة رومانسية خالية من المنطق وبالتالي لن تمنح حقوق حقيقية وتقدم ملموس لنصف المجتمع " المرأة " ومع تعالى مد الإسلام السياسي بمصر والمتجسد حاليا بقوة كالإخوان المسلمين نلمح التناقض ظاهرا فهم يتحدثون عن المساواة وحق المرأة في المواطنة الكاملة في حين أنهم يدعمون أن شهادتها بالمحكمة بنصف رجل وحقها بالميراث نصف حق أخيها الذكر والأمثلة كثيرة وأظن القارىء يعلمها جيدا والحال أكثر ظلما وتعقيدا بالنسبة للأقباط فالنظام السياسي ربما يعترف ولو على مضض بأنه هناك مشكلات للمرأة لكنه لا يعترف مطلقا بأن هناك مشكلات للأقباط بل يموه مستمعيه بأحاديث أصبح الترويج لها نوع من الخيبة والعار بعد تنامي بروز عنف الحوادث الطائفية بشكل كبير في مجتمع صامت ومتعايش شكلا ويغلى في داخله ولا يعرف معاني الوحدة والأخر وقبوله لان وحدته وعامل التأثير الهام بحياته هو" الدين" فقط فلغي القوانين والحقوق وكل شيء لأنه يمتلك الحق الأوحد والرؤية الأكثر صوابا للحياة والمتمثلة في الدين . أنظروا وتأملوا معي العبارات التي قالها عظماء منذ زمن بعيد شخصوا الداء الخطير الذي ينخر في العظم المصري وليتنا نأخذ بما قالوه بفهم .

أحمد لطفي السيد " إن الدين ليس بكاف وحده ليجمع بين الأمم إذ لا يجمع بين الناس سوى المنافع "
صحيفة الدستور 1908 " إن حكم الطرابيش بدلا من العمائم فيه حماية للأموال والأعراض "
أأدركتم الآن لماذا يحيى أبناء مصر بلا وحدة لان مصر تجمعهم كمكان لكن مصر كمشروع تقدم لا يشغلهم كثيرا فانتماءاتهم الدينية أولى بجهودهم لذلك لأعجب من تردينا الحضاري الآن وعنفنا الطائفي وقهرنا لنصف مجتمعنا .




#باسنت_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشباب ودوائر البحث عن الأمان
- سلامة موسى وجانب أخر من حياته
- حوار مع الكاتب المهاجر د/شريف مليكة
- حوار مع الكاتب المسرحي على سالم
- حوار مع فتاة سعودية
- جوسلين صعب ودقة إبداعية في التعبير عن المرأة


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى
- فيديو خاص: نداء عاجل من طلاب موريتانيا إلى الأمة الإسلامية؟ ...
- خطة مدغشقر.. يوم قررت ألمانيا النازية ترحيل اليهود إلى مستعم ...
- بالفيديو.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تسهدف قاعدة -رام ...
- “ابسطي طفلك” تردد قناة طيور الجنة الجديد على نايل سات وعرب س ...
- اجعل أطفالك يمرحون… اضبطها الآن || تردد قناة طيور الجنة الجد ...
- التردد الجديد.. تردد قناة طيور الجنة بيبي 2024 على عرب سات و ...
- السيد الحوثي:مكافحة الإرهاب مؤامرة الغرب لاحتلال الدول الإسل ...
- غضب إسرائيلي ويهودي بسبب شعار في متحف بمدريد
- الجماعة الإسلامية في لبنان.. من جماعة إغاثية إلى حركة مقاومة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - باسنت موسى - الشخصية المصرية بين الدين والتطرف