جسد المرأة رمز للعار وإثارة الغرائز 1-2

باسنت موسى

الحوار المتمدن-العدد: 2139 - 2007 / 12 / 24 - 11:47
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

تحرشات جنسية بالشارع لفظية أو جسدية تتعرض لها يومياً الفتاة المصرية العادية، وقد يرى البعض أن البطالة والحرمان العاطفي والجنسي سبب مباشر لمثل تلك التحرشات المقيتة التي تجرح مشاعر وكرامة الفتاة بسكين قاسي وتجعلها تشعر دائماً بأنها حقيرة متدنية يمكن لأي فرد بالشارع أن يسمعها شتيمة بأعضائها أو تمتد يداه لتلمس ما يريده في سرعة خاطفة مدمرة لكن الأمر المثير للتساؤل أن الشباب الصغار ليسوا فقط من يفعلوا مثل تلك الأفعال بل قد نجد رجل تبدو عليه الهيبة يفعل ذلك وهذا دفعنا لطرح تساؤلات تحقيقنا اليوم كيف ترى المرأة جسدها ؟ وكيف ينظر الرجل لهذا الجسد ؟ ماهى العوامل التي ساهمت في تعميق فكرة كون جسد المرأة عورة في المجتمعات العربية ومنها مصر ؟ ماهى المظاهر والسلوكيات الاجتماعية التي اتخذها المجتمع لحماية ذاته من جسد المرأة ؟ أسئلة وغيرها كثير نطرحها للنقاش بكل حرية على مدار حلقتين وسنفرد اليوم الحلقة كلها لرؤية الرجال والنساء عن موضوعنا فإلي المزيد ................
م . ز 22 سنة تقول :- جسدي هو شيء أخاف من كشفه أو النظر له حتى لا أكتشف كيف يسعد هذا الجسد؟؟ منذ أن كنت طفلة وأنا دائماً أشعر بالخوف من جسدي حيث كانت تلاحقني جدتي وأمي بعبارات مثل "داري دراعاتك دي" ، "لمي رجليكي" وحتى عندما وصلت للمرحلة الثانوية وبدأت ملامح الأنوثة تظهر علي تصورت خاطئة أن تلك الملامح لن تكون مصدر إزعاج لي بالحياة ظننت أن الناس من حولي سيفهمون أنها من مظاهر نضجي وانتقالي من الشباب للطفولة، لكنها أصبحت مصدر الإزعاج الرئيسي لي بالحياة حيث تعرضني لمضايقات لأحصر لها كما أنها تذكرني دوماً بأنني انتقلت من الطفولة لسن الإغواء وليس الشباب.
ف.ك 33 سنة يقول:- جسد المرأة كم عرضني هذا الجسد لإرتكاب حماقات كبيرة بالحياة فعندما كنت مراهق كنت أريد أن أفهم هذا الجسد وأتعامل معه لكنني لم أجد من يقدم لي الفهم لذلك كنت أقتبس الوقت والمال لأبحث عن مجلات رخيصة تشرح لي ماهو جسد المرأة بالصور وأحياناً كان يدفعني الفضول لاقتحام هذا الجسد بالمعاكسات القبيحة بيدي للفتيات في الشارع من حولي.. طبعاً أنا ندمت الآن على كل أفعالي تلك لكن أظن أنه لو قدمت لنا معلومات واضحة عن تساؤلاتنا لن نبحث عن السيء لنعرف الإجابة.
ط. و 28 سنة تقول:- لو نظرت لملابس الفتيات المصريات الآن ستعرفي كيف تنظر المرأة لجسدها ؟؟ عندما تخفي شيء عن العيون بصورة مبالغ فيها حتماً هنا يكون تصورك عن هذا الشيء أنه قبيح أو عار أو شيء تخجلي منه.... وأظن أن المجتمع يمارس الكثير من وسائل القمع ضد هذا الجسد المثير لكل ماهو سيء بنظرنا ومن تلك الوسائل الختان فالختان ماهو إلا وسيلة المجتمع لفرض عفة على جسد لا يقبل بالعفة ولا يتوقف عن إثارة الشهوات في نفوس الرجال ، أنا أنظر لجسدي على أنه حر طليق لا قيود عليه من أي نوع فأنا وعلى الرغم من أنني أعيش داخل مصر إلا أنني أحيا بمفردي مع مجموعة من صديقاتي بعيداً عن أسرتي ولو أحببت أن أقوم بعلاقة حب خارج إطار الزواج سأقوم بها دون خوف من انكشاف التغييرات التي ستطرأ على جسدي.
م . أ 34 سنة يقول:- جسد المرأة ليس برأيي عورة أو مثير لغرائزي كرجل، فهو جسد كجسد الرجل خلقه الله والله لا يخلق ماهو سيء أبداً لكن المجتمع هو الذي نما بداخلنا فكرة عورة جسد المرأة عندما نزه الرجل عن كون جسده عورة في حين أن جسد الرجل مثير للمرأة وبه عورات كجسد المرأة تماماً لكنها نظرة الاستعلاء التي تجعلنا نفهم وفق أهوائنا... وهناك الكثير من العوامل التي نمت لدينا كرجال فكرة أن جسد المرأة منها الكليبات الغنائية التي تظهر أجساد راقصة لبائعات هوى وليس لمطربات وأظن أن المرأة إذا أرادت أن تحافظ على كونها عقل وروح وليست جسد وعورة فلتحارب النساء المسيئات لها ولجسدها عبر كليبات العري.
ح.ر 22 سنة تقول:- نظرتي لجسدي تتغير وفق المكان الذي أعيش فيه فنظراً لأنني أعيش بمصر أنظر لجسدي على أنه عورة وعيب ومثير وأسعى لتغطيته بكل الوسائل الممكنة لأكون محترمة ومحبوبة وسط من هم حولي من الأهل والأصحاب لكنني لو عشت في مجتمع أوربي أو أمريكي يقدر قيمة المرأة سأشعر وقتها بأنني كيان حر وليس جسد مقيد سأرتدي ما أريد دون أن أسأل ما هذا الذي أرتديه؟ ولماذا أرتديه ؟وكيف سأسير به في الشارع؟ سأكون حره في مجتمع الأحرار لكنني هنا عبده في مجتمع العبيد والذئاب الرجال..... أشعر أن الكليبات التي يصفونها بالعارية فاتحة خير على المصريات المنغمسات في الإسدال والحجاب وأكوام القماش، تلك الكليبات أحييت في نفوسنا نحن النساء فكرة الأنوثة والدلع والجمال والحياة على الرغم من أنها أحييت داخل الرجال أفكار الجنس والأرق النفسي، وانظري لبعض المحجبات الآن يتحايلون على الحجاب كفكرة ويسيروا في حالة عجيبة حيث حجاب بالأعلى وكل ماهو ضيق بالأسفل إضافة للماكياج الفج والإكسسوارات المبالغ فيها... أنني بالنهاية أرجح الكليبات العارية على أن يجتاح المجتمع الحجاب والعفة والفضيلة المزيفة.
ز.و 40 سنة يقول:- جسد المرأة يعني لي شيئان جنس وإنجاب فأي امرأة يستمد جسدها قيمته من قدرته على جذب الرجل وبالتالي إنجاب الأطفال، وما المشكلة في تلك النظرة؟ لا أفهم لماذا أصبحنا الآن نتهم مَن يرى في جسد المرأة تلك الرؤية بأنه رجعي أو متخلف ؟؟
ك. ش 30 سنة تقول:- جسدي هو جسد فاني سأموت يوماً ويتحلل هذا الجسد الجميل فلماذا أستخدمه في عثرة الآخرين ؟؟ دوماً أضع أمام عيني الموت وعقاب الله لي على استخدام جسدي فيما هو سيء لذلك أنا متصالحة مع مجتمعي وقيوده على في ملابسي وعلاقاتي العاطفية بالرجال وما المانع أن تتفهم النساء أن قيود المجتمع هى انعكاس لأوامر الله التي هى بالنهاية في صالحنا كنساء.
غ. ف 44 سنة يقول:- النظرة المتدنية مننا كرجال وكمجتمع ذكوري لجسد المرأة جعلتنا نرتكب جرائم في حق المرأة الأنسانة بمعنى أنظروا معي لجرائم القتل بسبب الشرف التي يرتكبها الرجال بدم بارد تجاه النساء لا لشيء سوى لأن جسدها الذي نخاف منه وعليه أنتهك بعلاقة مع رجل.... العفة أكبر من جسد والشرف أكبر من غشاء ممزق لكنها نظرتنا للمرأة على كونها جسد كتلة لحم بلا عقل أو روح.
ش.ل 33 سنة تقول:- الجسد لدي كأنثى هو تجسيد لجمالي وجاذبيتي التي أتركها كانطباع لدي من أقابلهم، فحتى لو قلت أن الثقافة والعقل هى المحدد للجمال والجاذبية إلا انه يظل الجسد هو المحدد الأساسي لكل ذلك فأنا امرأة وجسدي يحدد علاقاتي بالعالم من حولي خاصة عالم الرجال.

#باسنت_موسى (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل