أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طارق حربي - إستخارة رئيس البرلمان العراقي!















المزيد.....

إستخارة رئيس البرلمان العراقي!


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 2506 - 2008 / 12 / 25 - 10:06
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كلمات
-230-
طارق حربي
الاستخارة في اللغة تعني الدعاء والمؤمن يستخير الله أن يوقفه على الأفعال القلبية وهي طلب خير الأمرين وورد في القرآن "وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ" (القصص/68)، وقوله: "… لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ …" (الروم/4) ولإبن طاووس الحسني كتاب أسماه : فتح الأبواب بين ذوي الألباب وبين رب الأرباب، كما تؤخذ الاستخارة في الأماكن المقدسة والأضرحة تبركا وصلاة الاستخارة ركعتان وهي نظام من الإشارات والروحانيات والتعلقات يفوض فيها المسلم أمره لباريه وتؤخذ بالقرآن، وكانت جدتي رحمها الله تتبع نظام الاستخارة بالمسبحة والقرآن وتصلي ركعتين ولاتكاد تخطو خطوة واحدة دون أن تستخير ربها، ويبدو لي أن بنية العقل العراقي لاتشتغل إلا على آليات الماضي ونسقه التأريخي المرتهن إلى الدين والفقه وعلم الكلام، وماالتقليد المتبع لدى الشيعة إلا ليمنح العقل إجازة فيقوم المقلِّد بالتفكير نيابة عن المُقلد ومايتبع ذلك من إنتاج الفتاوى والعمل بها لصالح الماضي وليس هنالك من نظرة مستقبلية لأن الدين أصلا فكرة ماضوية تأريخية عن الحياة، لذلك ترى أن لاثقافة في عراق مابعد التغيير - وهذا من فضل الأحزاب الدينية على العراق الجديد- إلا ثقافة تكريم الراحلين والعزيات وتكرار المناسبات الدينية التي تميت قلوب العراقيين أكثر مما تحييها وتجعلها تعيش الحياة وتتذوقها وتعيش في المستقبل!
لم يتفق السياسيون الطائفيون (شيعة وسنة) في العراق على فوز فريقهم في بطولة آسيا لكرة القدم (سنة 2007) أو النشيد وطني أو العلم (نحن دولة تعيش بثلاثة أعلام!)، مثلما اتفقوا على نظام الاستخارة، ولما جاء زمان المحاصصة الطائفية زادهم رياءا ودجلا، فحطموا الحدود ورفعوا الأسوار واندفعوا إلى أقصى ما يمكن أن يمنحه التداخل بين الدين والسياسة من فرص انتهازية، فيحصلوا على المزيد من الفوائد والامتيازات والنفوذ والسلطة!
ينتمي الدكتور محمود المشهداني (رئيس البرلمان العراقي سابقا!) إلى كتلة الحوار الوطني، إحدى مكونات جبهة التوافق التي تضم أيضا الحزب الاسلامي ومؤتمر أهل العراق، ذرب اللسان شتاما يتفوه بأقذع النعوت ضد أعضاء البرلمان وقسم كبير منهم يستحقون وزيادة لأنهم فضلوا مصالحهم الخاصة وامتيازاتهم في الرواتب والحج السنوي وتأمين التقاعد والمكافآت وغيرها على مصلحة الشعب العراقي، لكن على أية حال لايليق برئيس برلمان عراقي إلا أن يكون مترفعا حكيما ومتزنا، وكانت جبهة التوافق تقدمت في العام 2007 بمقترح يوصي بعزل المشهداني، على خلفية مشادة كلامية بين حراسه وأحد نواب البرلمان عن الائتلاف الموحد، وتخلل ذلك اشتباكات وضرب بالأيدي مثلما حدث في جلسة يوم الأربعاء الماضي، وبقيت الجلسة مفتوحة إلى اليوم الثلاثاء لتحديد مصير رئيس البرلمان!
وساءت علاقة المشهداني بالكتل البرلمانية كلها تقريبا بعد شتائمه وتوصيفاته الهابطة خلال ترؤسه جلسات البرلمان في السنوات الثلاث الماضية، ولم يعد ممكنا إبقاءه رئيسا فأقنعه قياديو كتلته (جبهة التوافق) بضرورة تقديم الاستقالة فقدمها اليوم - بعد جلسة مطولة واستثنائية - وتمت الموافقة عليها بالإجماع لكنه وضع شروطا لاستقالته في مقدمتها إبقاء منصب رئيس البرلمان من حصة التوافق (المحاصصة البغيضة التي جاءت به وهاجمها اليوم واثنى على حذاء منتظر الزيدي الذي رمى به الرئيس بوش!!) وإحالته على التقاعد و(هكذا هم السياسيون في العراق والعالم العربي لايغادرون المنصب دون منافع شخصية!) كما طالب ببقاء الحمايات وجوازه الدبلوماسي ومعاملته كرئيس سابق للبرلمان إضافة إلى الراتب والامتيازات الأخرى، وربما تذاكر الطائرة ذهابا وإيابا إلى للحج مدى الحياة وغير ذلك وماخفي كان أعظم!!
ليس الاستقالة مالفت انتباهي لكن الاستخارة!
يقول المشهداني إنه (إستخار البقاء في منصبه أو تركه في الروضة المحمدية بمدينة المنورة لدى ادائه فريضة الحج مؤخرا!!)، مايعني أن البرلمان كسلطة تشريعية وتوصياته ومقرراته مرهون بما يلهمه نظام الاستخارة لرئيس البرلمان، فإذا أوحى له بالبقاء بقي وإذا أوحى بعكس ذلك قدم استقالته مايعني أن رئيس برلماننا الموقر لايعيش بعقله ووجدانه مع آلام شعبه وتطلعاتهم في إقرار التشريعات لكن مع الدين والصلاة والعبادة، وهو فالح فقط في رمي الكلام الهابط الذي لايليق بالعراقيين الذي لم يبقى حبيس جدران البرلمان لكن يبث في الفضائيات ليشاهده الملايين في العراق وخارجه!
شخصيا لاأصدق الرجل الذي جاء إلى منصبه عبر آليات المحاصصة الطائفية، لسبب بسيط هو أن أي فشل في الحياة والسياسة والزواج والعمل والدراسة لدى الكثير من العراقيين مع شديد الأسف، يعزونه إلى أسباب غيبية تنصلا من روح المسؤولية، ملقين بتبعات الفشل على الله والنبي والأئمة والغيبيات، وبهذا يكون العراقي المؤمن بلاإرادة واعية وبالتالي بلامسوغات تعينه على أن يعيش حياته بكرامة إنسانية ويطالب بتحسينها، وهي حق مشروع له منحه الله والطبيعة والقوانين الوضعية، وبطبيعة الحال لايخرج المشهداني من انغلاقات هذه الدائرة العقلية والفهم الخاطىء لطرفي النجاح والفشل، ذلك أن أي قراءة نفسية وسيميولوجية لإشاراته وحركات يديه وعصبيته وشتائمه خلال إدارة جلسات البرلمان، تجعل المرء يلعن ابو أسلوب المحاصصة الطائفية التي حملت عراقيين غير أكفاء لتولي مناصب حساسة في السلطتين التشريعية والتنفيذية!
ولاعجب بعد ذلك أن تنافق المشهداني كتلتا الإئتلاف والقائمة الكردستانية في مناحة الاستقالة ولاخوانيات العراقية، بمايشبه جبر الخواطر حينما يفقد الإنسان عزيزا أو منصبا أو جاها في الموروث العراقي، وراحتا تعددان مناقبه وأظهرتا التزامه وحسن إدارته لجلسات البرلمان خلال السنوات الثلاث الماضية!، فيما الجميع يعلم أن كلا الكتلتين وضعتا كامل ثقلهما وكراسيهما في البرلمان، في خدمة استقالة الرئيس!، بعدما كال المزيد من الشتائم في جلسة يوم الأحد الماضي إلى حد وصف البرلمانيين بـ (الكاوليه)، وغيرها من الأوصاف التي لاتليق برئيس برلمان عراقي نحكي للناس عنه هنا في أوروبا، بأنه يعمل بآليات الدول المتقدمة في إقراره التشريعات لصالح العباد والبلاد!
لاشك أن الإحاطة بنظام الاستخارة في السياسة العراقية، يحتاج إلى بحث طويل وفحص مختبري لعقول المئات من السياسيين منذ تشكيل الدولة العراقية سنة 1921 حتى اليوم، بحثا عن الخلل البنيوي وتبادل المواقع بين الزمني والروحي، دون الفصل بين حدودهما وكل ذلك يجري على حساب تحديد أولويات المصالح الوطنية العليا، إن نظام الاستخارة في نهاية الأمر ديني إيماني إشاراتي يعني تعلق قلب الانسان بربه، وتفويض أمره إليه في سائر أحواله، والامتثال للسنّة وتعظيم الخالق والثناء عليه والرضا بما يختاره الله لعبده، وهذه قضية شخصية روحية بين المؤمن وربه، أما وظيفة رئيس البرلمان فتتطلب رجاحة عقلية وإدارة جيدة وانفتاحا واستعدادا نفسيا وفصلا بين الروحي والزمني سواء في النظر أو في معالجة قضايا مصيرية تهم حاضر البلاد ومستقبلها.
23/12/2008
[email protected]
www.summereon.net





#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنطلاقة جديدة للعراق بخروجه من طائلة البند السابع
- حقا..ماالعلاقة بين خطبة الوداع وحفل افتتاح مدينة الألعاب في ...
- بوش والزيدي : هل هذا هو واجب الصحافي في العراق الجديد!؟
- في مزاد كريستي العالمي : مسؤولون عراقيون متهمون ببيع آثار عر ...
- مطاليب صدام من قبره تؤجل التوقيع على الاتفاقية الأمنية!
- موسم الهجرة إلى العشائر!
- اليوم الموعود لنهاية كل الأحزاب والتيارات الدينية والطائفية ...
- جمهورية رفحاء : تغلق أبوابها بعد 17 عاماً.. بوداع آخر 77 لاج ...
- الشاي في الناصرية : سيلاني إيراني شكل تاني!
- أوباما والعراق!
- إنزال جوي في شارع الحبوبي.. ومقتل قائد القوة المهاجمة على يد ...
- فتاوى شرعية في محطة كهرباء الناصرية!
- مايزال زعماء الشيعة والأكراد يبددون ثرواتنا الوطنية!
- اليعقوبي مرجع ديني أم سياسي أم نفطي!؟
- الحل في البرلمان وليس في الفاتيكان!
- كلمات -215- لا لتأسيس مجلس الإسناد في محافظة ذي قار!
- لماذا تلجأ إيران -الاسلام- إلى تفخيخ وسائط النقل في الناصرية ...
- بعض من علل السياسة الخارجية العراقية!؟
- لماذا المزايدات على زيارة السيد مثال الآلوسي إلى إسرائيل!؟
- صحوة عراقية ضد الارهاب الجديد : وباء الكوليرا!


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طارق حربي - إستخارة رئيس البرلمان العراقي!