أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صباح محسن جاسم - الصحافة العراقية .. إعادة اكتشاف أبي القاسم الطنبوري














المزيد.....

الصحافة العراقية .. إعادة اكتشاف أبي القاسم الطنبوري


صباح محسن جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2498 - 2008 / 12 / 17 - 05:29
المحور: كتابات ساخرة
    


إذا كان الحدث الرئيس للعام 2008 المنصرف يتركز في توقيع الاتفاقية الأمنية بين العراق وأمريكا، فأن من عجائب المفارقات أن يتوج التاريخ أحداثه التي لا غبار على صراحتها وأن يلبسها رداء سخريته بقالب ما يسميه المتفائلون بمزبلة التاريخ.
لم يكن مساء الأحد المصادف 14 كانون أول 2008 موعدا لتمرير الاتفاقية فحسب بل استطاعت الصحافة أن تصبغها بمباركتها ولكن على طريقتها البغدادية الخاصة وفاصلها الحسم.
فما أن أنهى الجانبان العراقي والأمريكي تقدمتهما بشأن الاتفاقية حتى تفاجأ الرئيس الأمريكي جورج واشنطن بوش – قبل غيره – بمقذوف مداس الصحفي منتظر الزيدي ، فردا تلو آخر وأمام دهشة السيد رئيس الوزراء وبقية الحضور . والحق يقال إن الرئيس الأمريكي المرتاع استطاع بمهارة أن يتفادى فرد المداس الأول بانحناءة عاجلة خلف منصة الخطابة ليفاجأ بفرد مداس ثان كمقذوف مدفع لا يليق الآ بالكذابين .
افتقر المشهد الفريد من تعليق الأستاذ مؤيد البدري الذي عود جمهوره الرياضي بصوته الجهوري وهو يصرخ : كوووووووول ! معلنا بامتياز تحقق الفوز للديمقراطية الجديدة التي عبر عنها الصحافي الشجاع منتظر الزيدي بترجمة توازي براعة ما كان يقوم به المترجم الفوري من ترجمته للقاء التاريخي.
وقد رحبت الصحافة الأمريكية قبل غيرها مشيدة بالحدث الذي سيدخل ضمن أحداث العام 2008 دون إغفال الرئيس بوش الذي أخذ على حين غرّة بجريرة مداس الصحفي الشجاع.
الطريف أن برنامج U-Tube قد سارع لتحميل الحدث بثوان معدودات. كما ورد في تغطية موقع الياهو ذكر حجم المداس بالرقم 10 مداراة من الرئيس تجاه حراجة الموقف !
ربما فات بوش والسياسة الأمريكية إن مقذوفي المداس لم يكونا مجرد ردة فعل لفرحة توقيع الاتفاقية بقدر ما هو احتجاج للواقع المرير والقتل اليومي وغياب الخدمات والتلوث البيئي وتفشي الأمراض وتردي المجتمع وانتشار البطالة وسرقة حضارة بلد بالكامل مقابل وعود كاذبة جاء بها الاحتلال. فلا وجود لأسلحة تدمير شامل – كما صرح الرئيس بوش نفسه مؤخرا معلنا عن ندمه الشديد من إخفاق الاستخبارات الأمريكية فيما يتعلق بأسلحة التدمير الشامل العراقية المزعومة – ولا نهاية لحرب بعد خمس سنوات من الغزو ، ولا إعادة أعمار رغم كل المائة مليار دولار التي ساهمت بزيادة على فساد النظام السابق.
هذه التناقضات والأكاذيب التي لا تحسد عليها السياسة الأمريكية بالتجربة والبرهان إنما جاءت لتنبه من يعاني من غشاوة على عينيه أن لا ضمان لوعود هذه السياسة اللعينة والحر تكفيه الإشارة ، فليصحَ من تغافل وغفل.
وإذا كان ولا بد من اتخاذ مناسبة التوقيع على الاتفاقية كعطلة يحتفى بها سنويا فلا بأس أن يحمل الوجه الأقل قبحا للاتفاقية وجهها الساخر والمضحك أبدا.
للمنتقمين والمتشفين من الرئيس الأمريكي والذين يراهنون على مبلغ الأرق الذي سيعاني من كوابيسه الرئيس بوش بخاصة كوابيس مقذوفات المداس في لياليه القادمات أقول لا تفرحوا كثيرا فقد حسبها السيد بوش مقابلا بخسا تجاه الاتفاق الذي انتصر له بحق وبغيره فلطالما حلم بمثل هكذا صفقة رجل الكاوبوي الأمريكي !
من هنا انصح القائمين على سلامة هكذا مؤتمرات أن يطلبوا مستقبلا من الصحافيين بما فيهم المصورين ومخرجي التلفزيون من دخول قاعة المؤتمرين حفاة شريطة أن يمنع عنهم تناول الماء والسوائل قبل دخولهم بساعات.
الأسوأ في كل ذلك هو تكالب البعض من رجال الحماية العراقيين بركل الصحافي العراقي على الطريقة الأمريكية متناسين أنهم عراقيون وأنهم في حضرة مذبح آمالهم ومستقبل بلادهم.
لذا تقضي الأمانة أن يفتح تحقيق لمعاقبة كل من أساء للصحافي العراقي وإذا كان لا بد من محاسبة الصحافي على ردة فعله فلا بد أن يجري ذلك وفق قانون لدولة ديمقراطية كما هو مفترض.
على المستوى العربي جاءت ردة الفعل في تجنيد اتحاد المحامين للدفاع عن الصحافي منتظر الزيدي مطالبين الحفاظ على سلامته وإطلاق سراحه. أقول حبذا لو تم تبني هكذا مواقف دفاعا عن حيف لحق بالصحفيين والمثقفين والأدباء والمطالبة بحقوق المائتين وثمانية وتسعين صحفيا الذين قتلتهم المجاميع الإرهابية المسلحة بما فيها قوات الاحتلال بعيدا عن أسلوب الدعايات غير المجدية والتي لم تترجم إلى واقع عملي ولم نرَ لها بصيص ضوء.
على سيادة الرئيس بوش أن لا يغتاظ منا إذا ما قدمنا احتجاجنا بشكل غير حضاري لكنه يعلم إن السيل الأمريكي قد بلغ الزبا إذ كم من لص هربوا بالعشرات من ملايين الدولارات وتحت يافطة اليانكي دون تفعيل دور الأنتربول لمتابعتهم ومحاسبتهم حتى أسقط بأيدي لبراليو العراق فباتوا لا يعلمون كيف يدافعون عن اللبرالية القادمة.

لو طالع الرئيس الأمريكي قصة ألف ليلة وليلة لعرف كم من المرات عاد حذاء أبي القاسم الطنبوري ليحط أمام صاحبه كلما رماه للتخلص منه بكل رقعه التي أثقلت على كاهله ليحط في آخر محطاته – ربما – بحضن الرئيس الأمريكي المنصرف جورج واشنطن بوش وليسجل التاريخ فيما يسجل وإن غدا لناظره قريب.







#صباح_محسن_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لذاذة
- يا ليَ من ’ توم ‘.. يا ’جيري‘ !
- كثيرة هي التنهدات غير المجدية
- غزل التراب
- باول العرب .. قبل أن يغبطك الغرق
- رصاصٌ راجع
- خطابات في الضد من الحرب: خمس سنوات كثير جدا لحرب!
- كو أن ، الأدب والانتصار على لعبة الألم
- أحلى ما في ضحكتها
- مالِكُ الحزين
- هل ستشهد عملية الموصل القضاء على مهنية المقاومة بذريعة القضا ...
- تميمة ٌبأمرالفقر
- كزار حنتوش : دعهم يقولون الشعر.. ليتطهروا !
- هلاّ تجالسني...
- خمسة مليون شكرا
- معلّقات في معلّقة
- خطأ ما
- سركون بولص – حين ترتاح الفرائس
- ليست بقدم ٍ للماموث*
- يعلّبوننا ثانية !


المزيد.....




- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صباح محسن جاسم - الصحافة العراقية .. إعادة اكتشاف أبي القاسم الطنبوري