أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - الشرق الاوسط نزوع متصاعد نحو -الأمم النووية- !















المزيد.....

الشرق الاوسط نزوع متصاعد نحو -الأمم النووية- !


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2493 - 2008 / 12 / 12 - 07:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اخر تقارير المجلس الوطني للدراسات الاستخبارية الامريكي والذي يمول السي اي اية والادارات الامريكية بالمعلومات عن الاتجاهات العامة للمتغيرات الدولية يشير الى انحسار التأثير الامريكي عالميا خلال العقدين القادمين ، وتعملق الاتحاد الاوروبي ، ويتوقع مزيدا من الازمات في الشرق الاوسط وشمال افريقيا ، ويشير ايضا الى نزوع دول الشرق الاوسط نحو التسلح النووي ، اضافة الى بروز دور اكبر للدول غير العربية في المنطقة !
لم يشط هذا التقرير واستنتاجاته عن رسم الافاق المقبلة والتي يبشر بها الحاضر دون مواربة وخاصة في منطقتنا الموبؤة بالمشاكل المزمنة في الماضي والحاضر والمستقبل ، ومن المؤسف ان تاثيرات المتغيرات الدولية لا تمس جوهر مشاكل شعوب هذه المنطقة على الرغم من ايجابياتها المعلنة !

الشرق الاوسط هو اكثر مناطق العالم قاطبة تعرضا للطرق ـ غزوا واحتلالا وتأمرا واستغلالا واحتكارا ـ منذ مايزيد عن نصف قرن ، رغم انه لم يكن بعيدا عن طقس هذا الطرق الامبريالي المركز ومنذ تفجر عصر الاستعمار ، الشرق الاوسط كان جسرا لعبور الكولونيالية الجديدة الى الشرق الاقصى حيث الاسواق العامرة بالخامات الزراعية والطبيعية ذات القيمة النقدية العالية ـ التوابل والشاي والقطن والاصباغ ـ ان بزوغ عصر الاستعمار جعل من الشرق الاوسط جسرا حيويا للعبور الى الضفة الاخرى من العالم ، وتحديدا عندما اصبحت الهند درة للتاج البريطاني الذي يحكم العالم بامبراطوريته التي لا تغيب عنها الشمس ، ومن اجل تأمين طرق الامداد توجب احتكرها بوجه المنافسين وهكذا اصبح الشرق لاوسط ميدانا لحروب الطامعين به كغاية ووسيلة ـ حملة نابليون على مصر، الحملات البرتغالية على سواحل الخليج العربي ، الحملة البريطانية عل افغانستان ـ !
لقد تعرض الشرق الاوسط ومنذ وقت مبكر للطرق من قبل الحملات الكولونيالية المتعاقبة والتي كانت تتربص باملاك الرجل المريض ـ دولة الخلافة العثمانية ، وأخر الامبراطوريات الاسلامية طرا ـ

الحروب الكونية الاولى والثانية كانت جولات جحيمية تعكس عمق التنافس الدموي بين المتحكمين بالغرب لاعادة تقاسم العالم وكانت اوروبا ذاتها الميدان الرئيس لهذه الحروب التي ذهب ضحيتها قرابة 70 مليون انسان ، ويبدو انهم قرروا بعدها ان لا يتقاتلوا في قارتهم ومركزها ، فنقلوا هذا التنافس بينهم الى الاطراف ، الى حيث جنوب العالم !
كانت للاكتشافات النفطية المهولة وفي مختلف مناطق الشرق الاوسط ، وتحديدا في العراق وايران والجزيرة العربية وحوض بحر قزوين في اواخرالربع الاول من القرن العشرين اثره البالغ على اشتداد الطرق عليه حد الاعياء ، وخاصة على الاقاليم المنتجة والطرق المؤدية اليها ـ البلاد العربية وايران تركيا وافغانستان ـ لقد تكونت ما اشبه بالمعادلة المتصاعدة والتى تجسد حقيقة العلاقة بين الشرق الاوسط المنتج الاول للنفط وبين الغرب المستهلك الاول له ، فكلما تصاعد الاعتماد على النفط كلما ازداد الطرق على هذا الشرق ، لاسيما وان اكتشافات احتياطياته بتصاعد ملحوظ وحتى الان !
لقد برز عامل جديد اخر في الشرق الاوسط وتحديدا في قلب الاقليم العربي ـ فلسطين ـ نتيجة لاندماج المصالح الحيوية للحركة الصهيونية العالمية مع مصالح الامبريالية المهيمنة على العالم وخاصة البريطانية وقتها والتي كانت سباقة في المساعدة على تحقيق الحلم الصهيوني في فلسطين من خلال اطلاق وعد بلفور 1917 الذي يتعهد بالعمل على اقامة وطن قومي لليهود فيها ، والنتيجة كانت تشريد مئات الالاف من شعب فلسطين ليحل محلهم مهاجرين يهود ، وكانت الحركة الصهيونية قد استثمرت وعن عمد في تخويف وتقتيل وتعذيب الملايين من يهود اوروبا وابتزت الممارسات الاجرامية للنازية ابشع مايكون الابتزاز لاستدرار العطف والدعم العالميين لاقامة دولة اسرائيل ، وهذا ماحصل فعلا حيث وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ، جرى تقسيم فلسطين الى قسمين عربي ويهودي ، ونتيجة لاختلال موازين القوى استطاعت اسرائيل وبدعم وتعاطف مطلق من الدول الغربية ان تستولي على الجزء الاكبر من الارض التاريخية لفلسطين وتقيم كيانا غربيا غريبا في صميم المنطقة العربية كيانا منح كل اسباب القوة العسكرية والتكنلوجية والاقتصادية ، حتى اصبح قاعدة مقدمة للغرب الامبريالي في عقر ديار العرب والمسلمين !
ان حرص الدول الامبريالية على الامساك بتلابيب انظمة وحكام دول الشرق الاوسط امر مفروغ منه بحيث تجعلها لا تنفك تدور بفلكها ، وان ارادت الفكاك فانها ستتفكك وتحترق ، بالحصار والعدوان والتمزيق والتضليل ، وباستخدام مضلة الشرعية الدولية لتحقيق اهدافها الا شرعية ، ولقد زاد التمادي الامبريالي المتغول هذا والمتجسد بالسياسة الامبراطورية للولايات المتحدة الامريكية وخاصة تجاه دول وشعوب الشرق الاوسط بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ومعسكره الاشتراكي ، وكان مجيء بوش الابن ممثلا لاقذر الطغم المتنفذة في المحافظين الجدد داخل الحزب الجمهوري ـ احتكارات السلاح والنفط ـ الى رئاسة امريكا انذارا غير مبكرعن شراسة الهجمة الامبريالية الجديدة على الشرق الاوسط وبالفعل فان 8 سنوات من حكم بوش كانت في اغلبها موجهة للشرق الاوسط ـ حرب افغانستان ، وحرب العراق ، وحرب فلسطين ، وحرب لبنان ، اضافة الى اشعال حروب جانبية بالوكالة كما الحال مع الاحتلال الاثيوبي للصومال وزرع القلاقل في السودان الى جانب التهديدات المباشرة لسوريا وايران ـ !

من الواضح للعيان ان حالة الطرق ستتواصل صعودا وهبوط حتى نهاية المرحلة النفطية ، وبداية بزوغ معالم المرحلة البديلة ، وما تعكسه من تداعيات على صميم العلاقات الدولية ، بل لا نغالي اذا قلنا ان تأثيرات المرحلة البديلة ستكون شاملة وتدريجية وفي صميم نمط حياة ومعيشة الانسانية جمعاء !

كان لسباق التسلح العالمي بين القطبين المتصارعين انعكاساته المباشرة وغير المباشرة على عموم بلدان الشرق الاوسط من باكستان وحتى المغرب ، والمواجهات كانت لا تنقطع بين الانظمة الوطنية الفتية المتطلعة لاستكمال الاستقلال السياسي باستقلال اقتصادي ناهض ، وبين الدول الاحتكارية والكيان الصهيوني في اسرائيل ومن يدور بفلكهما في عموم المنطقة ـ تأميم النفط الايراني ايام حكومة الدكتور مصدق 1953 ، تاميم قناة السويس 1956 ، تاميم النفط العراقي 1972 ، فرض نظام مقيد لانشطة شركات النفط العاملة في ليبيا والجزائر ـ وكانت الردود المعاكسة متتالية : انقلاب زاهدي في ايران والعدوان الثلاثي على مصر ، ثم مؤامرات شاه ايران ضد العراق وتحريك اعوانه من جماعة البرزاني لاجهاض النهج التحرري الصاعد فيه ، حيث اشتد التآمر ووصل للذروة عام 1974 ، حرب 1967 وهي عدوان اسرئيلي امريكي شمل كل البلدان العربية المحيطة باسرائيل وكانت من نتائجه احتلال كامل الارض الفلسطينية اضافة الى شبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان ، هذه وغيرها من حروب ومواجهات وضغوط سباق التسلح تطلب اقامة تحالف موضوعي مع القطب السوفياتي ذا المصلحة الاستراتيجية في استنزاف الحلف الامبريالي الصهيوني الرجعي ، ورغم كل هذه المواجهات فان القطبين كانا قد توصلا الى نوع من التفاهمات التي لا تبيح انتشار السلاح النووي بين المعسكرين ومن يحالفهم ، لكن هذه التفاهمات كانت تخترق عند الضرورات ، فها هي اسرائيل اول دولة شرق اوسطية تمتلك السلاح النووي وقادرة على انتاجه ومنذ وقت بعيد 1959 وهي تمتلك الان اكثر من 200 قنبلة نووية وباحجام مختلفة ، السوفيات زودوا مصر والعراق وسوريا بمفاعلات صغيرة خاصة للابحاث العلمية والطبية ولم يكن بالمستطاع انتزاع ماهو اكثر من هذا وقتها ، رغم ان العراق قد حقق انجازا في سياسة تنويع مصادر السلاح عندما استطاع ان يعزز علاقاته مع فرنسا ويستخدم النفط وعائداته كوسيلة للحصول على السلاح غير المباح ـ صفقات الميراج ، ومفاعل تموز ـ !
على الضفة الاخرى كانت الصين تسرب لحليفتها كوريا الشمالية اسرار الصناعة المحرمة ، والباكستان كانت تراقب بحذر جارها الهندي المدعوم سوفياتيا والذي يملك مقومات الصناعة لكن مشاكل التكلفة هي من يعرقلها ، الباكستان كانت تحاول مع الصين ومع اجتهاداتها الذاتية المعتمدة على السوق السوداء لتوازي بها تطلعات جارتها الكبيرة ، وحكاية قدير خان تشهد على الجهد الذاتي والمخابراتي طويل النفس الذي كان يقف وراء القنبلة الذرية الباكستانية !
الموساد يفعل الاعاجيب لمنع اي منافس حقيقي لاسرائيل في هذا المجال ، لقد دمروا مفاعل تموز في العراق مستغلين انشغاله بالحرب الايرانية ، وقبل فترة تم قصف موقع بحثي سوري في دير الزور وبنفس الذريعة ، التربص الاسرائيلي لاجهاض اي محاولة عربية وقبل ان ترى النور من خلال تصفية علماء الذرة العرب هو احد اهم ثوابت السياسة الاستخبارية الاسرائيلية في المجال العسكري !
دول المواجهة العربية والسلاح البديل :
ان امتلاك التقنية النووية وتوفير مستلزمات تصنيعها وتحويرها من والى الاستخدامين المدني والعسكري يتطلب ميزانيات مستقرة وغطاء امني كافي ، وهذا كله لا يتحقق الا بانظمة مستقرة قادرة على جعل تنفيذ هذه البرامج غير خاضع للمراجعات الانية اولتغير الطاقم الحاكم ، والحقيقة ان اسرائيل ومن خلفها امريكا كانت بالمرصاد لاي دولة عربية تحاول ان توفر لنفسها امكانية امتلاك سلاح الردع لتخلق به حالة توازن يتيح لها محاصرة اسرائيل واجبارها على التقهقر ومن ثم التوصل لحل عادل للمشكلة القائمة !
في ايام الحرب الباردة كانت هناك امكانية معلومة لدول المواجهة والمساندة العربية في البحث عن بدائل متاحة للردع البديل ، وتحديدا السلاح الكيميائي ، لكن تفوق سلاح الجو الاسرائيلي عطل ردعية هذا السلاح ، مما جعل عدد من الدول العربية يفكر بالبدائل الصاروخية ، وفعلا شهد عقد السبعينات والثمانينات اهتماما ملحوظات للحصول على انوع مختلفة من الصواريخ البالستية واجريت تحويرات على مدياتها وخاصة في العراق الذي طور سلاحه الصاروخي بشكل مثير للاعجاب وجرى ذلك وبسرعة مدهشة اثناء الحرب العراقية الايرانية ـ صاروخ العابد القادر على حمل قمر صناعي ، وصواريخ العباس والحسين ـ ومن الواضح ان الامريكان والاسرائيليين كانوا يراقبون ويترصدون الوضع وعن كثب ، فما لبثت ان انتهت حرب الثمان سنوات حتى راحوا يصنعون المطبات والاختناقات للعراق ويطالبوه بتقليص سلاحه وقواته ، ولان العراق لم يستجب راح الامريكان يخططون لتدمير كل امكانيات العراق والسيطرة على موقعه وثرواته النفطية الهائلة ، فحصل ما حصل لاحقا من حرب الخليج الثانية وفرض الحصار الشامل عليه ومن ثم احتلاله بحرب الخليج الثالثة !

في هذه الاثناء كانت الهند والباكستان قد قطعا شوطا تنافسيا كبيرا في مجالي الصناعة النووية والصاروخية ، حتى قاما في مطلع الالفية الثالثة بتجارب نووية علنية كانت بمثابة اعلان لدخول النادي النووي العالمي ودون استاذان من احد !

كان واحدا من اهم اسباب حصار وغزو العراق واحتلاله ، هو تحطيم الامكانية والخبرة العلمية والمادية العراقية القادرة على تنفيذ مشاريع منتجة في المجال النووي المدني والعسكري ، اضافة الى قدرته الميدانية على انتاج انواع من الاسلحة الكيميائية والتي في حالة تطورها يمكن ان تكون بديلا رادعا للسلاح النووي الاسرائيلي !
نفس التوجه ولكن بدرجة اقل كان قد تسرب الى ليبيا ـ منظومة نووية محدودة ، ومختبرات كيميائية ـ ونفس السياسة الامريكية قد مورست ضدها ، اعتداءات وحصار ، وقصف لمواقع يعتقد انها مخابيء لمختبرات نووية او كيميائية ، وبعد احتلال العراق ، قررت ليبيا تسليم برنامجها النووي لامريكا وفتح كامل مصانعها للتفتيش ، تفاديا للعواقب !
مازلت حالة المواجهة بين سوريا واسرائيل تفرض نفسها على السياسة التسليحية السورية فما زالت اسرائيل تحتل الجولان وتمارس العداون بين فترة واخرى على حدودها الاقليمية وهي تملك احدث اسلحة الدمار الشامل في العالم ، ورغم تفوقها هذا لكن سوريا تعمل لتحقيق نوع من التوازن العسكري والسياسي الذي يعطل على اقل تقدير التطاول الاسرائيلي عليها ، ومن هذا المنطلق فان تعزيز القدرات العسكرية السورية نوعيا امر مفروغ منه ، فاذا استعصت القدرة النووية عليها فان القدرة الكيميائية الرادعة والمصحوبة بقدرات صاروخية منوعة هي بديل ممكن ومشروع !

ثلاث دول نووية في الشرق الاوسط معرضة للتفكك :
بفعل اليات النخر الداخلي والضغط الخارجي ، اسرائيل ، باكستان ، ايران ، ويبدو ان هناك مخاطر بنيوية تهدد اصلا هذه الدول ، التي تتشارك بانها تريد من الرادع النووي سلاحا لاصقا لصيرورة عناصرها المكونة !
وقود هذه "الامم " يخلق عوادم تساهم باختناقها هي ، التجربة بالهروب من هذا المصير بواسطة القسر وجعل استثناء حالة الطواريء قاعدة للبقاء ـ حروب وعسكرة وتصدير للازمات ـ سوف يعجل بحرق مراحل حياتها !
هل العامل النووي المستحدث هو احد مقومات بقاء كياناتها ؟
هناك فوارق نوعية في الدوافع المباشرة لهذه الدول نحو التشبث بالقدرة النووية واعتبارها جزء من مقومات وجودها ، فاسرائيل تعتبر فرض تفوقها العسكري على كل بلدان الشرق الاوسط يفترض تفردها بامتلاك ناصية السلاح النووي وهي تدرك ان هذا التفرد لوحده لا يكفي لتكون هي اقوى قوة شرق اوسطية ، وحتى تكون كذلك عليها وبدعم من الغرب الامبريالي بزعامة امريكا ان تفكك دول الشرق الاوسط الى دويلات صغيرة للطوائف والاعراق يسهل التحكم بها وعن بعد ، وعليه فان اسرائيل تعالج عقدة وجودها بهذا العامل النووي والذي لا يمكن ان يتحقق الا اذا اقترن بتقزيم الدول الشرق اوسطية ، بمعنى ان يترتب على بقاء اسرائيل سلسلة متواصلة من الصراعات والنزاعات في المنطقة ، اي ان توقف اسرائيل عن كونها القوة المطلقة العنان في المنطقة واستقرار المنطقة ونموها سيجعل من القوة الاسرائيلية قابلة للاضمحلال والانقراض وبالتالي ستكون مهيئة للتفكك لاسيما وان عوامل الديمغرافية الداخلية غير متجذرة ناهيك عن تناقضاتها الصارخة !
اما الباكستان فان صراعها الكياني مع الهند هو السبب المباشر لهذا الاندفاع والتشبث النووي وبالتالي كلما استقرت العلاقات وحلت تماما المشكلات العالقة ـ كمشكلة كشمير ـ كلما انتفت الحاجة المباشرة للتشبث بالقدرة النووية ، لكن شكل النظام السياسي الذي يعتمد على قوة الجيش لتوحيد الدولة سوف لا يتنازل عن تشبثه هذا بل سيجعله عامل ضغط لتشديد الولاء لقوة الدولة ، عكس الاتجاه الهندي الذي يعتبر قوة الدولة من قوة المشاركة العامة في رسم سياستها ، فالباكستان امام خيارين اما ان تسلك الطريق الهندي لبقاء الدولة واستقرارها واطلاق طاقات التنمية المستدامة بها ، او مواصلة طريقها الحالي الذي يسير بها للتفكك وبصورة دراماتيكية لا تستغرق سنوات طويلة !

تشكل ايران حالة انتقالية وحالة لها خصوصية في تركيب الشرق الاوسط الجديد ، فهي تحكم بنظام شمولي نجح في الدفاع عن نفسه ازاء مخاطر الداخل والخارج ، وهذا النظام يمتلك خطابا عابرا للحدود وخاصة الحدود الغربية ـ الخليج والعراق ـ خطابا يستنهض الارث الطائفي المبثوث في الاقليات الشيعية المنتشرة في معظم بلدان الشرق الاوسط من باكستان وحتى المغرب !
ايران تريد تحقيق ذاتها كأمة بثوب امبراطوري طائفي ، وهي تدرك ان اسرائيل ستصد هذا التمدد وتواجهه لانه سيلحق الضرر بالمشروع الصهيوني الذي يعتبر المشرق العربي منطقة مصالح حيوية لها ، وعليه فان ايران تعلن مسبقا تناقضها مع اسرائيل وجوهر هذا التناقض هو التنافس على احتواء دول المنطقة !
لقد تصدى العراق للاطماع الايرانية وواجه محاولات تصدير الثورة التي تهدف الهروب الى الامام من استحقاقات الداخل ، واستطاع ان يحجم قدراتها ، ووقتها كان الامريكان والاسرائيليون يدفعون البلدين للمزيد من التطاحن ليتم الاحتواء المزدوج لهما ، وعندما لم يفلحوا جاءوا واحتلوا العراق والان امريكا بمواجهة ايران التي سهلت لها احتلال العراق لتساومها عليه مقابل التغاضي عن برنامجها النووي والاعتراف بدور اقليمي لها !
امريكا واسرائيل لن يتركا ايران وشأنها لان ايران ذاتها سوف لن تدع الاخرين وشانهم ، وعليه فان المواجهة قادمة لا محال ، ولكن ليس بالضرورة ان تكون نسخة مكررة من المواجهة مع العراق !



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسمه بالانتخابات وصوته مجروح !
- لا عزاء للنساء في العراق !
- غزة لا تشرب ماء البحر !
- التجربة برهان والحوار المتمدن مضمون لعنوان !
- من وسيلة انقاذ الى جسر للتبعية !
- كروكريضحك على عقول برلمانيي المحاصصة !
- الارهاب في مجلس النواب !
- لماذا لايريد التحالف الرباعي التصويت على الاتفاقية باغلبية ا ...
- البصمة القاتلة !
- الاحتراق الكبير
- انتخابات الدولة الفاسدة اعادة لانتاجها!
- هل تكون الازمة الاخيرة محفز جديد للتعددية القطبية ؟
- جلاء القوات الامريكية من العراق مقدمة ضرورية لاعادة استقراره ...
- عذر الاتفاقية الامريكية العراقية يفضح ذنبها !
- انصار امريكا في العراق والاقنعة الساقطة !
- نوبة الايدز المالي تعصف بأمريكا !
- أمريكا وهاجس الخوف من مفاجئات العراق !
- الكوليرا لاتدخل المنطقة الخضراء !
- عندما لا يكون الشيوعي خائنا لقضيته!
- الثورة التي علمت العالم ما لايعلم !


المزيد.....




- لقاء وحوار بين ترامب ورئيس بولندا حول حلف الناتو.. ماذا دار ...
- ملخص سريع لآخر تطورات الشرق الأوسط صباح الخميس
- الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
- هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يخرج التدريس من -العصر الفيكتو ...
- دراسة تكشف تجاوز حصيلة قتلى الروس في معارك -مفرمة اللحم- في ...
- تدمير عدد من الصواريخ والقذائف الصاروخية والمسيرات والمناطيد ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /18.04.2024/ ...
- -كنت أفكر بالمفاتيح-.. مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة ...
- تعرف على الخريطة الانتخابية للهند ذات المكونات المتشعبة
- ?-إم إس آي- تطلق شاشة جديدة لعشاق الألعاب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - الشرق الاوسط نزوع متصاعد نحو -الأمم النووية- !