أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - جمال محمد تقي - عذر الاتفاقية الامريكية العراقية يفضح ذنبها !















المزيد.....

عذر الاتفاقية الامريكية العراقية يفضح ذنبها !


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2449 - 2008 / 10 / 29 - 02:46
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


مسخرة التعذر بالبند السابع الذي فرضته امريكا ذاتها كسوط مسلط على سيادة الدولة العراقية منذ بداية حرب الخليج الثانية يحاولون اجترارها واستخدامها مجددا كوسيلة ابتزاز لتمرير اتفاقية وصايتها على العراق متناسين ان قرارات مجلس الامن ذاتها التي وصفت الحرب الامريكية ونتائجها على العراق بالاحتلال هي ذاتها من ابطل ونسخ كل القرارات التي سبقته ومنها ما يتعلق بالبند السابع الذي اجاز استخدام القوة لتنفيذ قرارات المجلس بخصوص الكويت حيث تم تنفيذ هذا القرار ومتعلقاته فعليا ، وبعد الذي جرى من غزو واحتلال امريكي غير مبرر من المجلس صاحب السلطة على البند السابع واصبح العراق قانونيا وعمليا ومنطقيا خارج نطاق هذا البند ، فلم يعد العراق مهددا للامن والسلم الدوليين بل ان سلمه وامنه مهددان بالاحتلال الامريكي ، وهذه هي الترجمة المنطقية لقرار مجلس الامن باعتبار القوات الاجنبية فيه هي قوات احتلال ، وعليه تم رفع كامل العقوبات الشاملة التي كانت قد فرضت على العراق ، وعليه ايضا جرى اتفاق اعضاء مجلس الامن على جملة من القرارات والتوصيات تصب باتجاه ازالة الاحتلال الاجنبي ونقل السيادة الى الشعب العراقي ، ومن ضمن تلك القرارات اجراء انتخابات حرة ونزيهة ومستقلة لحكومة عراقية انتقالية يكون من حقها تقديم طلب رسمي الى مجلس الامن لمطالبة القوات الاجنبية المحتلة بالخروج من العراق او التمديد لبقاؤها وجرى الاتفاق على ان تكون المراجعة نصف سنوية ، معنى هذا ان مجلس الامن لم يضع شروطا ليكون العراق سيدا على ارضه وثرواته وقراراته سوى طلبه بالتمديد او ابقاء القوات الاجنبية فيه وبهذا المعنى فان المجلس ونتيجة لمعارضته للتمادي الامريكي في موضوعة الحرب على العراق قد منح الحكومية العراقية امكانية مشروعة لاتخاذ قرار يساعدها على التمتع الفعلي بالسيادة ان ارادت ، ومعنى هذا ان مجلس الامن هو من سيكون ملزما امام العراق بتنفيذ طلبه وليس العكس ، انها هرطقة فجة ان يدعي المدعون والمتحججون بان العراق مازال يخضع لقرارات مجلس الامن لما قبل احتلاله ؟
نقول لامثال هؤلاء المضللين انه لو طلبت الحكومة العراقية من مجلس الامن خروج القوات الاجنبية فان المجلس ساعتها سيطالب هذه الدول بالخروج من العراق دون قيد او شرط ، وان رفضت فسيكون للمجلس وضع هذه الدول تحت مقتضيات البند السابع وليس العراق !
اما ما معنى ان تطلب الحكومة العراقية من مجلس الامن اخراج تلك القوات او التمديد لبقاؤها ولا تطلب ذلك مباشرة من هذه الدول مباشرة ؟ فهو دليل اخر على ان مجلس الامن بقراره هذا ما زال يتعامل مع هذه القوات كقوات احتلال رغم تغيير تسميتها الناتج عن ثقل هذه الدول داخله وهو بذات الوقت يحاول مساعدة الشعب العراقي في بلورة خياره السيادي والذي خذل نتيجة عجز المجلس ذاته على منع الغزو او معاقبة القائمين عليه !
المسخرة ان المحتلين وواجهاتهم العراقية الممثلة بالحكومات الاربعة المتتالية ، راحت تطالب مجلس الامن بالتمديد لبقاء تلك القوات ، والان وبعد ان شعر المحتلون ان الامر لا يمكن ان يستمر على هذا النحوفوصاية المجلس على استمرار تواجد القوات الغازية من عدمه لا يشكل ضمانة للتفرد الامريكي بالقرار العراقي خاصة وان المزاج الشعبي في العراق ضد هذا التواجد شكلا ومضمونا وقد يغري بعض المتعاونين لتاخاذ مواقف ربما تسبب حرجا للسياسة الامريكية في العراق وربما يساهم ذلك بتصاعد اعمال المقاومة لتصل لثورة شعبية عارمة غير متوقعة !
العذر الثاني الذي يسوقه اذناب المحتلين وحكومتهم هو الخشية من الانتقام الامريكي اذا لم تمرر الحكومة العراقية تلك الاتفاقية ، وخاصة في المجال الاقتصادي فاموال العراق مكدسة في الحسابات الامريكية وتصل الى اكثر من 70 مليار دولار ، ويمكن لامريكا وبسهولة تجميد الاموال العراقية لديها وباي سبب مختلق او ملفقة ولا يستطيع احدا منعها من ذلك !
ان اكثر من روج لهذه الحجة هو جلال الطالباني وهوشيار زيباري وهما لا يتحرجان من اعلان تأيدهما المطلق للاتفاقية ، حتى ان جلال الطالباني اخذ يزايد على اقرانه باستعداده للموافقة على بناء اي عدد مطلوب من القواعد العسكرية الامريكية في منطقة سوران شمال العراق حيث نفوذ حزبه ، نقول اذا كانت الاتفاقية لا تمس السيادة العراقية ، واذا كان توقيعها لمصلحة العراق وحكامه يقرون بهذه المصلحة ، اذن لماذا تهدد امريكا الجانب العراقي وتتوعد العراق في حالة عدم تمريرها ؟ واذا كانت الحكومة العراقية ذات سيادة حقيقية فلماذا تقبل بالابتزاز الامريكي الذي لا يراعي غير المصلحة الامريكية ؟
اننا لسنا بحاجة للبرهنة على اكاذيب امريكا في العراق فهي اكثر من نار على علم ، قبل غزوالعراق واحتلاله وبعد ذلك وحتى الان ، دعك من اكاذيب سلاح الدمار الشامل ، وصلات العراق بالقاعدة ، ونشر الديمقراطية وحقوق الانسان في الشرق الاوسط والعالم ، وناهيك عن نقل السيادة للعراقيين ، وخطة مارشال لاعادة بناء العراق الذي عملت هي ذاتها على تخريبه وبشكل مباشر منذ عام 1990 وحتى الان ، حيث تبجحت بانها قادمة للعراق وفي جعبتها نوايا صادقة لتخصيصات فلكية لاعادة بناء البنية التحتية العراقية ـ كهرباء وماء ومجاري وطرق وجسور وشبكة اتصالات وبناء وتدريب وتسليح جيش عراقي جديد قادر على مواجهة التحديات التي تترتب على الانسحاب الامريكي الذي لن يكون بعيدا !!
لوتناسينا كل هذا فاننا لا نستطيع ان ننسى كذبتها التي لم يصدقها احد ، حتى اكثر المتعاونين معها من العراقيين رغم ان من مستلزمات تعاونهم هو ضرورة تصديق ما يعلنه الامريكان بدون مواربة او تشكيك والا فسيكونون من المغضوب عليهم ، فالحكومة التي لا تطلب التمديد لبقاء القوات تسقط كسقط متاع ، وحاليا فان الحكومة التي لا توقع الاتفاقية الطويلة والدائمة او القصيرة والمؤقتة سيكون نغروبونتي كفيل بتوضيح ما سيحل بها وهذا ما فعله بنجاح مؤكد !

ان تغيير عنوان الاتفاقية من طويلة الامد الى قصيرة اومن دائمة الى مؤقتة لا يعني شيئا حقيقيا مادمت الاتفاقية تحتوي فقرة ـ يمكن تمديد فترة العمل بالاتفاقية وبحسب الظروف الميدانية ـ فمطاطية الاتفاقية لا يصلبها شيء مادامت الحكومات المتعاقبة على العراق ومنذ احتلاله لا تحكم الا بما يحكم به المحتل ذاته ! عليه فاننا سوف لن نجد من يصدق ما يسمع من الامريكان وجوقتهم العراقية حول الاتفاقية ومقاصدها حتى من الامريكان واعوانهم العراقيين انفسهم رغم تظاهرهم بتصديق ما يعلنون !

في هذه الاتفاقية ستكون امريكا هي الخصم والحكم ، هي من سيترجمها وبنسخة واحدة لا تقبل التأويل واذا اراد الطرف الضعيف فيها ـ العراق ـ الشكوى من تفسيرات محرجة لبنودها فانه سوف لا يجد غير الله يشتكي له على اعتبار ان الشكوى لغير الله مذلة !
السفارة الامريكية في بغداد والمتعاونين معها يجتهدون لتبرير الرفض العارم المتلازم مع التشكيك الشعبي المعتاد بالنوايا الامريكية حول عموم السياسة الامريكية في العراق بما فيها الاتفاقية المزمع المصادقة عليها قبل موعد الانتخابات الرئاسية الامريكية ولم يدلهم عقلهم الاحتلالي الا على شماعة ايران ، فاخذوا ينكرون على شعب العراق رفضه ويرحلوه الى الجارة المتصيدة بالماء العكر ، لكن حتى هذه الكذبة لم تكن بمستوى التصديق رغم وجاهتها الظاهرة ، فلو كانت ايران هي من يريد عرقلة التوقيع على هذه الاتفاقية فلماذا تدع اتباعها في حزبي ـ الحكيم والمالكي ـ يوقعون على المباديء الداعية لها ؟ ثم ماعلاقة ايران بالقوى الوطنية العراقية الاصيلة والمضطهدة من قبل احزاب ايران وامريكا معا ، سنية كانت ام شيعية ، وما علاقتها بالنفس الشعبي العراقي الحاقد اصلا على نهج السياسة الامريكية ازاء العراق ومنذ ايام الحصار الغاشم الذي قتل اكثر من مليون عراقي ؟

اعذار الاتفاقية القبيحة تصرخ بالفضيحة التي لن يفارقها ذنب القبح بالمطلق ، ومهما تجملت !



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انصار امريكا في العراق والاقنعة الساقطة !
- نوبة الايدز المالي تعصف بأمريكا !
- أمريكا وهاجس الخوف من مفاجئات العراق !
- الكوليرا لاتدخل المنطقة الخضراء !
- عندما لا يكون الشيوعي خائنا لقضيته!
- الثورة التي علمت العالم ما لايعلم !
- اسألوا الشعب ماذا يريد
- 11 سبتمبر حلقة من سلسلة حرب النجوم !
- لا تنتظروا المهدي فهو لن يأتي !
- ليس امام أوباما الا العراق !
- - موتكم علينا - !
- كل عام والبارزاني رئيس!
- الراية الحمراء فنار لتحقيق الحلم الاخضر!
- طلقة في سوق الصفارين !
- ازهار الشر الديمقراطي في عراق اليوم !
- محمود درويش فضاء للتجاوز !
- العراق والحسم المنتظر !
- توقيت ايقاض الصراع النائم في القوقاز ؟
- من الأحق بالتعويض العراق أم ايران ؟
- الرأسمالية وتلفيقة الدولة المستمرة


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - جمال محمد تقي - عذر الاتفاقية الامريكية العراقية يفضح ذنبها !