أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - العراق والحسم المنتظر !















المزيد.....

العراق والحسم المنتظر !


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2379 - 2008 / 8 / 20 - 04:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كانت أولى نتائج التحرير الامريكي للعراق ، احتلاله ومن ثم اعادة تشكيل دولته بما يجعله جاهزا لتقبل التبعية المباشرة وغير المباشرة للمشروع الامريكي المعد سلفا ـ الشرق الاوسط الجديد ـ وهذه النتائج كانت متزامنة ومنذ اليوم الاول للاحتلال مع انبثاق مقاومة الشعب العراقي بمستوياتها السياسية والعسكرية والفكرية التي واجهت امبراطور العالم وغطرسته وما يحتكم عليه من عدة وعديد وخبرات فائقة في الترويض والاستباق والترهيب والترغيب ، فقد عرف شعبنا وخبر المستعمرين القدامى والجدد وهو بالفطرة ومنذ ايام الغزو الاولى قد شخص الدوافع ، وكلنا يذكر كيف ان المحتلين وفي الايام الاولى لدخولهم بغداد قد تركوا كل شيء سائبا لتنهشه فرق خاصة معدة لهذا اليوم من مخابرات الدول المعادية للعراق وشعبه ومن ميليشيات الاحزاب المرافقة للمحتلين ومن لصوص الجريمة المنظمة ، الا وزارة النفط وحقول النفط فقد حظيت بسيطرة تامة ومتعمدة من القوات الغازية ، والفوضى الخلاقة لم تكن ترفا امريكيا في العراق وانما هي في صميم منهج الغزاة لكسر شوكة المقاومة التي لقنتهم دروسا ذكرتهم بايام فيتنام ، وكانت عرقنة الصراع ودفعه ليأخذ منحنيات داخلية قد جعلتهم ينجحون والحدود معينة في تشظية اللحمة الوطنية بتكريس نظام المحاصصة الطائفي والعنصري والمناطقي مما أثر سلبا وأخر والى اجل غير مسمى مهمة انبثاق تحالف اجتماعي سياسي شامل يكون عنوانا وحاضنا لتلك المقاومة الباسلة ، ولم يكتفوا بذلك بل سهلوا وبشكل صارخ لعملية دخول القاعدة وخلاياها الى العراق لمعرفتهم المسبقة بانها هي ذاتها ستكون عونا لهم في مقارعة المقاومة الوطنية العراقية وهم يدركون ان المقاومة ستلحق الهزيمة بالقاعدة كحرب مفروضة عليها لكنهم كانوا ومازالوا يعولون على انهاكها حتى لو انتصرت ، اما المقاومة واجنحتها العسكرية تحديدا فقد حاولت تجنب التصادم بالقاعدة لانها قد اعدت نفسها لمقارعة المحتل الامريكي وليس غيره ، لكن تضخم القاعدة وتجاوزها على الاهالي وحماقتها في محاولة فرض نهجها على الجميع من خلال مباشرتها بتكوين اجهزة مايسمى بدولة العراق الاسلامية وتصنيفها وتكفيرها لمن يخالفها الرأي وبطشها العشوائي جعل المقاومة كضمير حي لهذا الشعب تكون امام مسؤوليتها التاريخية في التصدي للقاعدة وعربدتها رغم ما سببه هذا القرار من تخفيف كبير للضغط القتالي على العدو الاصلي ـ المحتل الامريكي وقواته الغازية ـ وهذا ما حصل فعليا ، والمفارقة هنا ان الامريكان واتباعهم يطبلون ويزمرون لانفسهم وكأنهم هم من حاصر القاعدة وعطل مشروعها في العراق ـ مصائب قوم عند قوم فوائد ـ .
المقاومة العراقية بكل تلاوينها تنتشر ويتصاعد فعلها في اي مكان من العراق وأي مكان فيه عراقيين فهي تتعملق في البصرة وميسان والكوت وبغداد والانبار والفلوجة والموصل وكركوك وديالى والنجف والحلة والناصرية والديوانية والسماوة وكربلاء وصلاح الدين ، المقاومة حتى في المنطقة الخضراء ،
المقاومة موجودة في كل نفس معرقل وممانع للمحتلين ومشاريعهم وتطلعات صنائعهم انها في الداخل والخارج ، انها في عرقلة تنفيذ قانون النفط والغاز الجديد ، في الرفض والتصدي لعقد اتفاقية الوصاية الامريكية على العراق ، في عرقلة مشاريع تقسيم العراق الى ثلاثة كيانات شبه مستقلة انها في التصدي للتغلغل الايراني داخل العراق ، انها في اخراس الاصوات النشاز الداعية لتحميل العراق تبعات الحرب الايرانية العراقية وبالتالي دفع تعويضات لايران التي تعتدي يوميا على العراق وحدوده وتسرق نفطه وتضم اراضيه وتتدخل بكل صغيرة وكبيرة فيه ، المقاومة تتعاظم بالاقلام الوطنية الشريفة التي تتصدى لتزوير الحقائق والتضليل الاعلامي الذي يجتهد لتجميل قبح الاحتلال وعمليته السياسية الموبؤة ، واخيرا المقاومة بالارواح والدماء الطاهرة التي تفتدي العراق عندما تقنص احد الغزاة او تجرحه او تجعله يجن او عندما تفجر دباباته ومدرعاته او عندما تسقط طائراته او عندما تقصف قواعده او عندما تحرق امداداته او عندما تصعقه كهربائيا فالغزاة يستحقون الموت في العراق ، انها اكرم واعظم اشكال المقاومة فكلما ازدادت خسائر العدو كلما تراجع ، نعم كان الامريكان يتوقعون بقاءا دائما مرغوب فيه لكنهم وجدوه جحيما لا يطاق لذلك تراجعوا هنا وهناك ، وكلما ازداد جحيمهم كلما عجلوا بالرحيل حتى دون جدولة مريحة لانسحاب القوات !
المقاومة ثبات في الاستراتيج وتحول في التكتيك :
الان وبعد ان تحقق هدف تقليم اظفار القاعدة في العراق ، وبعد ان انكشفت خطط العدو واهدافه البعيدة والقريبة ، وبعد ان غاص العدو بتفاصيل تضاريس اهل العراق ، وبعد تجربة رائعة من المقاومة البطولية التي تسببت في سقوط حزب ادارة بوش في انتخابات الكونغرس الامريكي ، وقرب استحقاق الانتخابات الرئاسية الامريكية التي ترجح اوباما الذي يظهر عدم تمسكه بالبقاء في العراق ولا رغبة في ربط العراق باتفاقية امنية ، هل سيكون الانتظار الحذر هو تكتيك المقاومة الجديد حتى تنجلي المواقف او حتى يبدأ التخفيض الفعلي للقوات الامريكية ؟ أم ان هذا العام سيشهد حسما نوعيا تعمل من اجله المقاومة ذاتها ؟ من البديهي ان التعويل على سياسة امريكية جديدة دون دوافع تجبرها على ولوج هذا الطريق ـ طريق الانسحاب السريع ودون قيد او شرط ـ امر بعيد كل البعد عن استراتيجيات المقاومة بمشروعها التحرري الكبير الذي يفترض المطبات والتراجعات والانحسارات ، فهي وفي كل الاحوال لن تقايض هدفها الاصلي الذي انطلقت من اجله بتحقيق مكاسب سلطوية يرعاها الاحتلال ، وهذا الاعتقاد الراسخ هوما يجعل كل وطنيو العراق يثقون بتكتيكات المقاومين ، فالمتابع الوطني لا يقلق من انخفاض درجة سخونة المواجهات بل يتوقعها كضرورة من ضرورات التقاط الانفاس وجدولة الاولويات الميدانية للانطلاق مجددا وبما يلائم اوضاع العدو على الارض ، ان فرض الانسحاب على القوات الامريكية سيفتح باب النصر على مصراعيه على شبكة التغلغل الايراني داخل العراق وسيبدأ حينها العد التنازلي لازمات العراق وهذا كله يتطلب الاصرار على مواصلة الطريق متجاوزين كل نواقص الماضي وعلى راسها انبثاق اوسع تحالف اجتماعي سياسي وطني يحتضن المقاومة ويرعاها بتعدديتها الثرية التي تمثل روح العراق .






#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توقيت ايقاض الصراع النائم في القوقاز ؟
- من الأحق بالتعويض العراق أم ايران ؟
- الرأسمالية وتلفيقة الدولة المستمرة
- رأي في الدعوة الى اتحاد يساريي الخارج !
- مسعود البرزاني مولع بجداول التقسيم !
- أمريكا تقود العالم نحو الهاوية !
- صحوة ضمير مطلوب تجذيرها لانقاذ كركوك
- أوراق اللعبة الامريكية الجهنمية في العراق !
- الصقور والحمائم وجهان لعملة واحدة في السياسة الامريكية !
- لماذا 14 تموز وليس 9 نيسان عيدا وطنيا للعراق وشعبه ؟
- من يقرر مصير العراق ؟
- أمريكا تأمر وحكومة العراق تنفذ !
- عندما يكون المثقف متبوعا عبد الوهاب المسيري نموذجا
- من يعاهد من ؟
- لاحصانة للعراقي في بلاده المهانة يوميا بالوجود الاحتلالي ؟
- يوم الاجيء العراقي !
- معاهدة بورتسموث ارحم من معاهدة بوش المالكي !
- العالم يعيد اكتشاف جيفارا !
- -صحوة- احزاب المنطقة الخضراء !
- لا حِراك في الفطائس يا حراك !


المزيد.....




- في دبي.. مصور يوثق القمر في -رقصة- ساحرة مع برج خليفة
- شاهد لحظة اصطدام تقلب سيارة عند تقاطع طرق مزدحم.. واندفاع سا ...
- السنغال: ماكي سال يستقبل باسيرو ديوماي فاي الفائز بالانتخابا ...
- -لأنها بلد علي بن أبي طالب-.. مقتدى الصدر يثير تفاعلا بإطلاق ...
- 4 أشخاص يلقون حتفهم على سواحل إسبانيا بسبب سوء الأحوال الجوي ...
- حزب الله يطلق صواريخ ثقيلة على شمال إسرائيل بعد اليوم الأكثر ...
- منصور : -مجلس الأمن ليس مقهى أبو العبد- (فيديو)
- الطيران الاستراتيجي الروسي يثير حفيظة قوات -الناتو- في بولند ...
- صحيفة -كوريا هيرالد- تعتذر عن نشرها رسما كاريكاتوريا عن هجوم ...
- برلمان القرم يذكّر ماكرون بمصير جنود نابليون خلال حرب القرم ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - العراق والحسم المنتظر !