|
أوراق اللعبة الامريكية الجهنمية في العراق !
جمال محمد تقي
الحوار المتمدن-العدد: 2352 - 2008 / 7 / 24 - 10:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
شيخ مشايخ فقهاء مدرسة الملالي في النجف الاشرف ـ الحوزة الاعلمية ـ والذي سمن بالالقاب ذات المدلولات المتعمدة في ايحاءاتها التي تمنحه دور الولاية والوصاية على ابناء الطائفة دون اي وجه حق حتى انها تواترت في مصادرتها للحق المقدس والمسلم به للعامة بالاختيار والانتخاب الحر والنابع من قناعاتها المباشرة كما تنص على ذلك مباديء حقوق الانسان ، صار هو بعينه رمزا لسلطة روحية مضللة تكرس نزوع سياسي مخرب يجعل من روحية الانتماء الطائفي المتخلف هوية بديلة عن هوية الوطن العراقي ، هذا التوجه يرتد على اصحابه رويدا رويدا ، انه يلاقي كل التغذية والراعية من الاذرع الايرانية الممتدة الى ابعد نقطة حمراء او خضراء في بلادنا بالتلاقح مع اجتهادات الاب الروحي والمادي للتحولات الدراماتيكية الجارية ، المحتل الامريكي الغاشم الذي لولاه لما قامت للاحزاب الطائفية في العراق قائمة ولا صار للمتخلفين عقليا وروحيا دور المراجع العليا في بلاد تعج بامهات العقول المبدعة والتي تنضح تجاوزا وخيرا وانسانية ووطنية معتزة بنفسها ، الراصدون يتكهمون على دوره بوصفه آية الله العظمى الصامتة ويصفون حوزته بالحوزة الصامتة ، لكن واقع الحال يقول انه ليس بصامت بدليل فتوته الداعية الى مهادنة قوات الاحتلال ، وبدلالة مباركته لائتلاف الاحزاب الطائفية التي اعتبرته رمزا لها واعتبرت توجيهاته المرشد لعملها ! للمواطن كامل الاهلية وحده ودون اي مؤثرات وابتزازوتضليل و تجهيل ممارسة حقوقه والايفاء بواجباته ، وعليه ليس للقائمين على خدمة المراقد او من يتوارثون نقل الطقوس والموروث الشعائري والتقاليد البالية اي مسوغ آلهي او دنيوي يجعلهم يسوقون الناس الى حيث يريدون ، او يستغلون عواطف الناس تجاه هذا الموروث ، خدمة لمصالحهم التي يريدوها طليقة العنوان في العام والخاص من شؤون الناس ، ان السعي لجعل الناس منشدين لهم هوليس من باب غلو الايمان بالعقيدة او من باب العناية بمصالح الناس وانما هو استغلال بشع لحالة انفراط عقد الدولة ليكونوا هم انفسهم الدولة ذاتها وحينها فقط يتم حماية تجارتهم الطائفية التي تدر خموسا مابعده خموس فلا عقبات بين المال العام والخاص فريع الدولة سيكون شائعا وسائدا لهم ولخاصتهم التي تريد اقامة كيان مخصص لهم شبيه بكيان اقرانهم في شمال العراق ، ملكا يتوارثونه هم واتباعهم ولاجل غير مسمى ، وحتى يتم هذا لابد من تحطيم وشائج الهوية الوطنية وجعل مفاهيم وموروثات الطائفة هي البديل الذي يتجاوز الوطن وحدوده نحو التوئمة مع مشروع الجار الطائفي ولا بأس من الموائمة مع مشروع المحتل الامريكي مادام هو من فتح لهم الطريق حيث الشراكة بذات الاهدف عراقيا على اقل تقدير ! ان زمان العبودية قد ولى وزمان صكوك الغفران ومفاتيح الجنة قد اكل الدهر عليه وشرب ، واذا كانت هناك علامات لقيام الساعة فهي تنبأ ليس بظهور غائب ما اوامام ومنقذ اسطوري ليس للناس في ظهوره وافعاله دور لانه قدر منزل ، انما هي علامات منتظرة لانبثاق واقع جديد ستحققه العامة باياديها حيث تتكامل لحظة الانفجار الحرجة نحو الثورة بلحظة انفجار المأزق الطائفي واعنصري والاحتلالي في عراقنا المكبوت لحظة لا مناص منها ، تطيح بكل الافكار العقيمة التي تريد تخدير الناس لضمان تبعيتهم لاصحابها ، ثورة ستهتدي الناس لساعتها وستنطلق كانسة في طريقها كل ترهات التخلف التي سهلت للمحتلين امريكان كانوا ام ايرانيين العبث بالعراق واهله !
شيوخ الطريقة الطالبانية والبارزانية : هؤلاء ورغم تشدقهم بالعلمانية فهم بنفس مستوى الخطر على اسسها في العراق ـ الدولة المدنية غير الناقصة وغير التابعة ـ من حلفاؤهم الطائفيين ان لم نقل هم اكثر خطورة فهم يتميزون عن الطائفيين بقدرة فائقة على تغيير جلودهم وحسب الطلب المصلحي ضيق الافق ـ عشائري ومناطقي واثني ـ لتضليل من يتابع مسيرتهم فهم من اتباع الماركسية حين تميل الرياح نحوها وهم اشتراكيون دوليون ـ اشتراكية الحلف الاطلسي ـ حين تتحرك الامبريالية الشريفة وترمي طعمها للصيد الاستثماري في بلدان المصالح الحيوية ، وهم اصدقاء اسرائيل سرا وعلانية ما دامت هي ترمي الى ذات الاهداف في اعادة رسم خريطة المنطقة وبعثرة دولها طائفيا واثنيا ، وهم قومانيون عندما يتعلق الامر باستحلاب الاهالي وتعشيمهم بالحياة الافضل لكنهم يبيعون امهاتهم اذا تعلق الامر ببقاء نفوذهم ، فلطالما استخدم بعضهم لقتل البعض الاخر وقد قتلوا من بعضهم البعض اكثر مما قتل خصومهم منهم !
شيوخ الاخوان المسلمون في العراق : هؤلاء على عكس ما يعلنه ويمارسه ابناء الجماعة في اغلب البلدان العربية وخاصة في بلد المنشأ مصر من التصدي للمخططات الامريكية والصهيونية ، فهم يتجندون للمشروع الامريكي في العراق ويكحلون نظام المحاصصة الطائفي والعرقي ولا يخفون منطلقاتهم المتاصلة في معاداتها لعلمنة ديمقراطية حقيقية في الدولة والمجتمع ، ويبلعون الاهانات الاحتلالية في سبيل مصالح انانية ضيقة بعيدة كل البعد عن النهج الوطني والعروبي والاسلامي الذي يتشدقون به ، طارق الهاشمي نموذج لاخوان امريكا ومن يحابيها ! آية الله حميد مجيد موسى وجماعة اخوان الشيوعية في العراق : هذا الاية المنتحل يتعكز على التاريخ الوطني المشرف للحزب الشيوعي العراقي الذي لم يتبقى له في جماعته غير الاسم ، فلا طعم ولون ورائحة للشيوعية فيها ، وهو حزب شيعي في مناطق الاحزاب الطائفية ، وحزب كردي في مناطق النفوذ التابعة للطالباني والبارزاني حتى ان لجماعته في السليمانية طعم الطالبانية وفي اربيل ودهوك طعم البارزانية ، ان لهذه الجماعة خطر حقيقي على النضال الجاد من اجل دول عراقية علمانية ديمقراطية لانها تتماهى وبانتهازية سمجة مع الطاغين في المشهد العراقي وتدافع عن الاطار الفاسد الذي يرعاه المحتل في تقسيم البلاد على اسس طائفية وعرقية ، وتراه يحاول التوفيق بين الشعارات البراقة التي يدعيها وبين الممارسة المضادة لها مما جعله محط تندر الاهالي ! لصوص واستخباريون لكنهم "ليبراليون" : مشايخ تبلورت عمائمها في احضان دول اللجوء ثم ازدهرت تجارتها بعد احتلال العراق وميلاد العملية السياسية فيه ، والليبرالية التي يدعون لها ليست الليبرالية التي نعرفها انما ليبرالية متأمركة شبيهة بتركيب البرجوازية الكومبرادورية ، اي ليس لها تأصيل وطني يمكن ان يخلق مجالا حيويا لانتعاش الراسمالية الوطنية في ظروف من التعددية الانسيابية اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا ، امثال هؤلاء حمل ثقيل ومؤذي ومشوه لاي مسعى حقيقي نحو عراق متعافي ، فأمثال الجلبي وعلاوي وايهم السامرائي ومن على شاكلتهم لا يزيدون في العراق المحتل الا خردلة !
#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الصقور والحمائم وجهان لعملة واحدة في السياسة الامريكية !
-
لماذا 14 تموز وليس 9 نيسان عيدا وطنيا للعراق وشعبه ؟
-
من يقرر مصير العراق ؟
-
أمريكا تأمر وحكومة العراق تنفذ !
-
عندما يكون المثقف متبوعا عبد الوهاب المسيري نموذجا
-
من يعاهد من ؟
-
لاحصانة للعراقي في بلاده المهانة يوميا بالوجود الاحتلالي ؟
-
يوم الاجيء العراقي !
-
معاهدة بورتسموث ارحم من معاهدة بوش المالكي !
-
العالم يعيد اكتشاف جيفارا !
-
-صحوة- احزاب المنطقة الخضراء !
-
لا حِراك في الفطائس يا حراك !
-
كيف سيمررون اتفاقية الانتداب الامريكي على العراق ؟
-
انطباعات في الشيوعية الروزخونية !
-
أجل اسرائيل مسمى !
-
مئة عام من النفط = مئة عام من الدماء !
-
عبود يعبر الحدود !
-
الثوريناطح الثورة !
-
أيار العراقي
-
الطبقة العاملة العراقية تبحث عن حزبها فلا تجده !
المزيد.....
-
مصدر يوضح لـCNN تقييم أمريكا بشأن الرد الإسرائيلي المحتمل عل
...
-
كيف فاجأ مقاتلو حزب الله نخبة الجيش الإسرائيلي؟
-
بوشيلين: حوالي 115 مدنيا في أوغليدار يتلقون المساعدة من الجي
...
-
الكونغو.. وفاة ما لا يقل عن 78 شخصا في انقلاب قارب ببحيرة شر
...
-
إطلاق النار في المكسيك يسفر عن مصرع مصريين
-
مستشار أوكرني سابق: القوات الروسية -سحقت- اللواء 72 الأوكران
...
-
فيديو.. غارات إسرائيلية عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية
-
إعلام عبري: هاشم صفي الدين هو المستهدف من الهجوم على بيروت
-
تحرك أفريقي وأميركي لتسريع احتواء الأزمة السودانية
-
صحافة عالمية: حزب الله قادر على جعل العملية البرية محفوفة با
...
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|