أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - ليس امام أوباما الا العراق !















المزيد.....

ليس امام أوباما الا العراق !


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2411 - 2008 / 9 / 21 - 08:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما عرى سياسة بوش ونائبه وحزبهما وركز على اكاذيبهم واخفاقاتهم وتزويرهم وعجرفتهم وتفردهم وعندما اعلن نيته على ولوج طريق التغيير نحو سياسة جديدة تتجنب الاستبداد الخارجي والداخلي قد نال ماناله من تأييد وتفوق ، ولكن نتائج مباراة الرئاسة الامريكية لا تتوقف على كل هذا فقط فالفريق المقابل سيسعى لتفكيك خطة لعب الخصم وسيراهن على استيعاب مواقع القوة وتضخيم الضغوط على مراكز الضعف فيها ، وهنا ولانها مباراة تتويج فان من يحسن اللعب بكل الاوراق المتاحة ويباغت خصمه بهجمات مدروسة ستسجل له حتما اهداف محققة تضمن له الفوز المستحق خاصة اذا جرى ذلك دون اغفال ردة فعل الخصم واعتماده على دور الهجمات المرتدة التي قد تقلب النتيجة راسا على عقب فحماية المرمى تتطلب حكمة وسرعة تعامل طاقم الدفاع وتكامله مع طاقم الهجوم وامتصاص مردود اي متغير او تبديل في التكتيك والاعبين معا ، الى جانب الالتزام بخطة المدرب والتفاعل الايجابي مع اي مفاجئة محتملة ، ان مشاغة هجوم الخصم واستغراق طاقته يتطلب روح معنوية عالية ومهارات نفسية مدربة تمهد الطريق لصناعة هجمات سلسة تتجنب الاخطاء القاتلة وتستثمر اي قصور وانفعال سلبي يصاحب اداء الخصم ومنحه الفرصة لاخذ مداه التراجعي لانتزاع هدف نظيف ، ان ربح نتيجة الشوط الاول لا يجب ان تبعث على الاسترخاء فالاسترخاء بحد ذاته هو اول بوادر تغيير النتيجة !
فريق جون مكين وسارة بالين راح يلعب المباراة باسلوب "داويها بالتي كانت هي الداء" اي اللعب على خطة الخصم بمسافة متساوية في شوطها الاول بين الهجوم والدفاع وبمسافة مطلقة للهجوم في شوطها الثاني الذي ابتدأ فعلا ولا تفصلنا عن نهايته الا مسافة شهرين ، فالهجوم الشامل لتسجيل الاهداف المتتالية هوما يسعى اليه الفريق وبتركيز عالي !
اذا كان ترشيح أوباما يعني خروجا على السائد لانه سيكون اول رئيس امريكي ببشرة سوداء فان ترشيح سارة دالين قد امتص هذا الزخم ، فهي ايضا تمثل حالة تغيير تمييزي مرغوبة تعادل ما يعكسه ترشيح شخص أوباما بل ان مجرد ترشيحها لمنصب نائب الرئيس صار وشمة اعلانية صارخة تلعب دورا مزدوج الدلالة فهي تنتقص من رصيد اوباما حيث تذكر الناخب من انصار هلاري كلنتون بأن سارة هي البديل ومن ناحية اخرى هي تمتلك صفتي الجدة والحماس التي تعوض بالنتيجة الظاهرية على اقل تقدير نقصها عند ماكين واذا حسبنا عامل ايجابية الخبرة التي يمتلكها مكين والتي قد تتفوق على خبرة بايدن فان المحصلة ستكون متقاربة نسبة وتناسب بين الفريقين ، لقد اسند لسارة دالين دور البطولة المشتركة مع جون مكين رغم انها وجه جديد ويبدو ان هذا الاختيارمتعمد ليناسب تحديات الفريق المقابل وما ينازل به في هذه المرحلة الحاسمة للتاثير على الناخب المتارجح حيث انها تستطيع ان تسجل مواقف متقاربة لما ينادي به اوباما ، كالدعوة لزيادة مخصصات الطاقة البديلة وكونها تحديدا قادمة من وسط لا صله له بالنفط واستثماراته اي ان منحدرها مختلف عن منحدر بوش ، وديك شيني ، واغلب سياسيو الحزب الجمهوري في واشنطن ، وبهذا الاتجاه عمل مكين ايضا ، فمنذ اليوم الاول لترشيحه حاول الفصل بينه وبين بوش وكانه يريد ان يقول انه امتداد لايجابيات بوش وهو قطع مع سلبياته التي لا يخوض فيها ، في ذات الوقت الذي يؤكد فيه على ان الحرب على العراق والبقاء فيه هو قرار يخدم امريكا وهنا ياتي دور الحزب الجمهوري وادارة بوش لتكثيف جهودها باخماد الانتقادات حول مشاكل العراق المتصاعدة وتصوير الامر على انه سائر وبالاتجاه المرسوم لتحقيق النصر ، فبعد ان نجح الجمهوريون باقناع حتى اوباما نفسه من ان لقرار زيادة عدد القوات في العراق دوره الحاسم في تخفيض نسبة الخسائر والعنف الى 90 % اضافة الى النجاح في جعل الاذهان لاتفرق كثيرا بين انسحاب اوباما او انسحابات غريمه فحسب بوش سيكون الانسحاب الامريكي من العراق هدف مرن يمكن تنفيذه بفوارق زمنية بسيطة مع اوباما اذا كانت المصلحة الامريكية تقتضي تحقيق ذلك ـ بحسب تطورات الموقف على الارض ـ اصبحت طروحات اوباما التي بهر بها الشارع الامريكي والعالم حول موضوع العراق ليست بنفس المغزى والزخم الذي بدأ به حملته ، وعليه فقد الكثير من تميزه مما سهل مهمة مكين وسارة لاحقا في خلط الاوراق على الناخب والمتابع ، " فمادام النصر قريب والمصلحة الامريكية والعراقية تستدعي تنظيم الوجود الامريكي في العراق بمعاهدة واضحة تحدد الانسحاب وموجباته فلماذا الهروب دون فوائد رغم التضحيات الكبيرة ؟ " هذا هو لسان حال بوش ومكين وسارة فبماذ يرد فريق اوباما وبايدن؟
انهما ينتقدان بعض تفاصيل الخطة ولكنهم لا يتعرضان للفكرة ذاتها فكرة الغزو لاسباب ملفقة فكرة الكذب على الشعب الامريكي فكرة تدمير دولة من اجل احتواء نفطها ومجالها الحيوي !
اوباما يقول ان سحب 8000 الاف جندي هو اقل مما يجب ، وان توقيع المعاهدة الامنية مع العراق ليس بضرورة ملحة وهكذا !
لكن بوش يرد عليه بتعزيز القوات الامريكية في افغانستان ليسد ثغرة اخرى مرتبطة بسلبيات حرب العراق ويطرح تاريخ 2011 كموعد نهائي لسحب القوات المقاتلة اذا استمر الوضع في العراق على هذا النحو !
يبدو ان اوباما غير قادر للذهاب ابعد مما ذهب اليه في بداية حملته وكلما اقترب موعد الحسم الانتخابي كلما تراجع او تخبط في طروحاته تلك مما سيفقده ذلك تميزه وتفوقه وبالتالي سيخسر مباراته الرئاسية تلك ، ولا اعتقد ان هناك شيئا اكثر من موضوع العراق يجعله متقدما على غريمه مكين صاحب الدعوة للبقاء في العراق 100 سنة ان اقتضت ذلك ظروف المصلحة الامريكية ، ونائبته سارة التي تعتبر الحرب في العراق حربا مقدسة حين قالت " ارسلنا جنودنا الى العراق لاداء مهمة موحى بها من الله . . فصلوا لاجلهم " .
أوباما ينظر حاليا بعين واحدة للحرب في العراق وهي العين التي ترى فقط اعداد ما يقتل من الامريكان وان تناقص هذا العدد تناقص حماسه لمحاسبة مشعليها ، اوباما لا ينظر للحالة الجحيمية لشعب العراق ملايين تقتل وتهجر وتسجن وفساد جارف وانهيار في كل المستويات المرتبطة بالمدنية وابسط حقوق الانسان !



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - موتكم علينا - !
- كل عام والبارزاني رئيس!
- الراية الحمراء فنار لتحقيق الحلم الاخضر!
- طلقة في سوق الصفارين !
- ازهار الشر الديمقراطي في عراق اليوم !
- محمود درويش فضاء للتجاوز !
- العراق والحسم المنتظر !
- توقيت ايقاض الصراع النائم في القوقاز ؟
- من الأحق بالتعويض العراق أم ايران ؟
- الرأسمالية وتلفيقة الدولة المستمرة
- رأي في الدعوة الى اتحاد يساريي الخارج !
- مسعود البرزاني مولع بجداول التقسيم !
- أمريكا تقود العالم نحو الهاوية !
- صحوة ضمير مطلوب تجذيرها لانقاذ كركوك
- أوراق اللعبة الامريكية الجهنمية في العراق !
- الصقور والحمائم وجهان لعملة واحدة في السياسة الامريكية !
- لماذا 14 تموز وليس 9 نيسان عيدا وطنيا للعراق وشعبه ؟
- من يقرر مصير العراق ؟
- أمريكا تأمر وحكومة العراق تنفذ !
- عندما يكون المثقف متبوعا عبد الوهاب المسيري نموذجا


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - ليس امام أوباما الا العراق !