أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - جمال محمد تقي - عندما لا يكون الشيوعي خائنا لقضيته!















المزيد.....

عندما لا يكون الشيوعي خائنا لقضيته!


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2430 - 2008 / 10 / 10 - 01:06
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


يكون متسقا مع نفسه ومع ما يعلنه ويؤمن به ، يكون مدافعا عنيدا عن رفاقه الذين يشاركوه الطريق ، يكون وفيا للمباديء التي هي في صلب صيرورته الشيوعية ، لا يتاجر بدماء رفاقه ، ولا يبيع اهدافه ، يكون مقارعا صلدا للغزاة والطائفيين والعنصريين والفاسدين ، لا يتعالى على المسحوقين والتعساء والعمال والفلاحين ولا يكون رفيقا للنخب المترفة التي تمتص دماء وقوت الاهالي وترتزق لحساب المحتلين اشد اعداء الشيوعية ، لا يكون سطحيا ومبتذلا ، يسطح الواقع ويبتذل المعرفة العلمية الماركسية ، لا يجعل من وساوس فتات السلطة ومغرياتها ديدنا له يعمي بصيرته عن رؤية الطريق الحق طريق الشعب طريق مقارعة الاستغلال والظلم والقهر بكل اشكاله !

يكون مع رفاقه هيئة اركان للفئات والطبقات ذات السليقة الثورية في المجتمع وعلى رأسها طبقة العمال الاجراء الذين هم من نوع :
"من لا أجر لاحد في نفسه لا أجر له عند الاخرين ، والاجر أجران اجر فردي واخر جماعي "
انهم :
اجراء يبيعون قوة عملهم مقابل قوتهم اليومي ، اجراء يسبغون على الانتاج من روحهم ، اجراء تلمع الدنيا عندما يلمعون وتأفل بأفولهم ، اجراء والعمل طريقة حياتهم وانتماء ، اجراء والدنيا غابة من الاسواق لا ترحم ، بالكفاف تحيا اكفهم بينما هي الخالقة لكل قيمة خلاقة مضاعفة ،اجراء يريدون وطنا لا يمنعهم من الاجر الفعلي ، وطنا يوسع ولا يعسر ، وطنا حرا متقدما متضامنا يتشارك فيه الجميع بالسراء والضراء ، يريدون وطنا ليس غابة يحكمها الاسياد والوكلاء !
انهم مواكب حقيقية مرصوصة من :
مواكب عمال النفط ، مواكب عمال النقل والبناء ، مواكب عمال النسيج ، مواكب عمال الاسمنت والطابوق والسيراميك ، مواكب عمال التبغ ، مواكب عمال السكك والميناء ، مواكب عمال الماء والكهرباء ، مواكب عمال الصناعات الغذائية ، مواكب عمال الصناعات الزجاجية ، مواكب عمال الصناعات المعدنية ، مواكب عمال الصناعات الدوائية ، مواكب عمال السكر ، مواكب عمال التعبئة والخزن ، مواكب عمال البلديات والطرق والجسور ، مواكب عمال الخدمات العامة ، مواكب عمال الصناعات الورقية والطباعية ، مواكب عمال الصناعات الخفيفة والمتوسطة والثقيلة ، مواكب لا تنقطع تسير ببيارق وحدة المصير نحو غد مشرق تتعاشق فيه كل ضمانات الحياة الكريمة والمحررة من كل غاصب ومحتل ومستغل ، بيارق حمراء تستوقف الطغاة وتثورالارض من تحتهم ومن فوقهم السماء !

يكون واضحا بمقارعته لشايلوك بلاد العم سام وسماسرة النفط والغاز والسلاح وسراق ثروات الشعوب وخيراتها والاحلام ، فهم يريدون لانفسهم ان يملكوا الارض وما عليها يريدون ان يتوجوا انفسهم ملوكا لغابة ، غابة الاحتكار والاستعمار ، غابة التجويع والابادة والتدمير والعبث المريض ، بالارض وما عليها وما فوقها وتحتها !

لعمال العراق اليوم شرف المقدمة في التصدي لامبراطور الغابة العاري الا من مظاهر القوة المتجلية بجحافله ومعاونيه من الوكلاء المحليين ، من امثال الشهرستاني والمالكي والحكيم والطالباني والبارزاني والهاشمي ومن يسير بركابهم ، لعمالنا وجود فاعل هو صمام امان المجتمع المدني ، وقوة نقاباتهم هي قاعدة صلبة لكل منظمات المجتمع المدني الحقيقية ، فلا تمدن دون نقابات عمالية واتحادات مهنية فاعلة ومستقلة ، لعمال العراق تراث ثوري حافل بالخبرة والمبادرة والريادة ، وليس من السهل على صناع الامبريالية المسعورة الجدد صناع اكثر القوى فسادا وبطشا ونهبا حرفهم وتضليلهم عن مسار مبتغاهم في مقاومة الاستغلال والاحتلال الامبريالي الامريكي الى جانب مقاومتهم للطفيليين والفاسدين والطائفيين والعنصريين من واجهات عراقية يعتمد عليها الغزاة في انجاز مشروعهم الذي يريد اجتثاث العراق ومنتجيه لصالح دويلات الطوائف والاعراق !
يكون الشيوعي ساهرا على تعميق الوعي الطبقي الفطري لعمال العراق من شغيلة اليد والفكر المتشربة بالوطنية ودروسها والتي خبرت مبكرا حقيقة الترابط العضوي بين النضال الطبقي كداينمو محرك لعجلات الصراع وبين النضال الوطني والاممي ، فرسالة الطبقة العاملة ليست رسالة انعزالية بل هي في صميم مسيرة الشعب وهي مؤهلة لخصائصها الثورية وقدرتها الفائقة على التنظيم والتأثير لقيادة اكبر تحالف طبقي للاكثرية الساحقة من السكان نحو تحرر المجتمع باسره من قيود التبعية والاستغلال الراسمالي وما قبله من بقايا انماط الاستغلال الطبقي ، هذا الوعي اقوى موضوعيا من استقطابات الطوائف والاثنيات ، اقوى من التنفيس الغيبي ، اقوى من من مواسم الفدرلة التي تريد فرض طقوسها الانعزالية ، فعامل نفط البصرة او ميناءها اقرب عموديا وافقيا الى عامل النفط في كركوك او طقطق من الاغوات والسادة فيهما ، وعامل النسيج في الكوت اقرب الى عامل الزجاج في الرمادي من ميليشيات الصحوة وبدر والدعوة ، فالمتلاعيبين والمستغلين والمتحكمين برقاب الناس بمختلف مناطقهم ومشاربهم هم يتوحدون بخصائص واحدة وتجمعهم مصالح واحدة اقوى من كرديتهم وعربيتهم وشيعيتهم وسنيتهم من كونهم مسلمين او مسيحيين ، والحال ذاته مع عمال العراق اينما كانوا وايا كانت عشيرتهم واصلهم وفصلهم فالمصير واحد والقضية الحيوية واحدة ، فكيف والحال اذ جاءهم الاحتكار الاعظم بجلالة قدرته وبارجله الاربعة ليعيث بهم بطشا واستغلالا وتبعية ؟ كيف اذا جاءهم محتلا وغازيا ، ومجندا لخدمته الاغوات والاسياد والعمائم السوداء والسماسرة وكل الطفيليين ؟
ان عمال بغداد عمال ـ الثورة داخل والجوادر والكيارة وشارع مريدي وعمال الحرية والشعلة والشعب ـ عمال البصرة والموصل واربيل والسليمانية والنجف وكربلاء وسامراء عمال اولا وعراقيون اولا ، وثوار ثانيا قبل ان يكونوا من اصول شيعية او سنية ، تركمانية او اشورية ، صابئية او شبكية او يزدية او كردية وعربية ، مسلمة او مسيحية !
أجر طبقتنا العاملة المكافحة الكادة والمجاهدة هي من ينتزعه انتزاعا من مغتصبيه ، وثوابها تناله في مستقبل اجيال وطنها والعالم ، اما عقابها فتسلطه على اعداء الحرية اعداء الانسانية اعداء العدل !
التراث الثوري القديم والحديث والمعاصر معين لا ينضب للخبرة والعضة ورفع الروح المعنوية ، لكنه لا يجتر فالاستغراق فيه والتصوف له نوع من انواع التخدير لانه ياخذ صاحبه بعيدا عن الميدان ويجعله اسيرا لماضي كان ، وقد يتحول الامر تدريجيا وبدوافع طبقية معادية الى قدرية وتسليمية ، بل احيانا يصاحبها حالة من القنوط وجلد الذات الذي لا يؤدي الا لمزيد من المعانات !
لا يكون الشيوعي من ـ الحواسم ـ القديمة الجديدة اومن المكبسلين والمبرمجين والعشوائيين والمأجورين او من نخب الافندية اللصوص ، لانه سيكون عندها اي شيء اخر الا ان يكون شيوعيا حقا سيكون عندها حتما مدعي ومتاجر !
لاتكون عنده المباديء متجزئة ، لا يقايض راس ماله راس مال ماركس بخلطة سوقية غارقة في الانتهازية والبرغماتية لانه ان فعل ذلك سيكون قد باع وخلص ، وسيكون اكثر تخلفا من عتاولة الرجعية في البلاد ، واكثر لصوصية من اقدر اللصوص احترافا فيها ، وسيكون وجوده اخطر من اللد اعداء الطبقة العاملة على الاطلاق ، وسيكون من اكثر الانتهازيين استعدادا للتقلب بين المواقف وحسب مواقع هبوب الرياح ، واكثرتقبلا للوجود الاحتلالي ، وسيكون مظهره الخارجي كمظهر المهرج ، يرتدي قميصا احمر عليه صورة المنجل والمطرقة ، سيكون مع من هم على شاكلته حزبا ذيليا ليس له حضور ، له وزارة لا يعنيه منها الا المرتب والعلاوات والمقاولات ، وله ممثلين في البرلمان وبعض المستشارين هنا وهناك متشاطر في البحث عن فتات الكتف التي ستؤكل ، وسيكون المرتشي الاول من اعرق عصابتين عنصريتين في العراق العصابة الطالبانية والبارزانية مقابل خدماته الجحشية التي تخدم اهدافهما المناهضة للوطن والطبقة والتقدم ، وسيتمسكن مدعيا النزاهة عسى ان يجمع حوله جمع ليتاجر بهم في سوق الانتخابات الخائبة لابسا ثوب المدنية ! !



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة التي علمت العالم ما لايعلم !
- اسألوا الشعب ماذا يريد
- 11 سبتمبر حلقة من سلسلة حرب النجوم !
- لا تنتظروا المهدي فهو لن يأتي !
- ليس امام أوباما الا العراق !
- - موتكم علينا - !
- كل عام والبارزاني رئيس!
- الراية الحمراء فنار لتحقيق الحلم الاخضر!
- طلقة في سوق الصفارين !
- ازهار الشر الديمقراطي في عراق اليوم !
- محمود درويش فضاء للتجاوز !
- العراق والحسم المنتظر !
- توقيت ايقاض الصراع النائم في القوقاز ؟
- من الأحق بالتعويض العراق أم ايران ؟
- الرأسمالية وتلفيقة الدولة المستمرة
- رأي في الدعوة الى اتحاد يساريي الخارج !
- مسعود البرزاني مولع بجداول التقسيم !
- أمريكا تقود العالم نحو الهاوية !
- صحوة ضمير مطلوب تجذيرها لانقاذ كركوك
- أوراق اللعبة الامريكية الجهنمية في العراق !


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - جمال محمد تقي - عندما لا يكون الشيوعي خائنا لقضيته!