أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف ذكرى ثورة أكتوبر الاشتراكية... الانهيار وأفاق الاشتراكية في عالم اليوم - جمال محمد تقي - الثورة التي علمت العالم ما لايعلم !














المزيد.....

الثورة التي علمت العالم ما لايعلم !


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2428 - 2008 / 10 / 8 - 09:31
المحور: ملف ذكرى ثورة أكتوبر الاشتراكية... الانهيار وأفاق الاشتراكية في عالم اليوم
    


كل تاريخ الثورات الكبرى في العالم هو سجل حافل بالعلوم العملية في السياسة والاقتصاد والفلسفة وفي سايكولوجيا الشعوب وثقافتها وفي اسرار فشلها او نجاحها وجدل علاقتها بمحيطها العالمي ، ويزداد حجم تلك الثورات اهمية استثنائية كلما ازداد تاثيرها سلبا او ايجابا على مجرى الاحداث العالمية فالمعيار هنا هومتداخل بين حجمين متقابلين حجم التغييرالداخلي وحجم التأثير الخارجي ولكلاهما جدل يرتبط بوشائج نوعية بالاخر ولكلاهما مدارات لا يمكن ان تكون مشبعة اي انها مهيئة للتفاعل مع ما يصادفها من مدارات محيطة بها ، واذا جارينا الانسياب الكيميائي للتفاعلات الثورية فسيكون للعوامل المساعدة الطبيعية منها اوالمصطنعة والتي يسيرها الاعتباط او التأمر والتي تدخل في التفاعل لتنشيطه او للتحكم بسرعته دور ثانوي ليس له تاثير جوهري على النتائج النوعية لاي من هذه التفاعلات او الثورات !

عندما نقول الثورات الكبرى في التاريخ فاننا لا نعني انتقاصا من الثورات الاخرى واهميتها القصوى محليا واقليميا ، الثورة الكبرى هي حالة توصيف مجازي يراد بها الدلالة على سعة مساحة وعمق تاثير تلك الثورة على مركزها ومحيطها وتداعياتها التي ربما تكون اكبر مساحة في الزمان والمكان من ثورات اخرى تفجرت في مساحة اكبر سعة تدور حول مركزها كالثورة الهندية او الصينية التي لها تداعياتها الكمية الكبيرة ، لكن تفاعلات مداراتها النوعية بقيت بطيئة مع ما يحيطها من مدارات وكانها قامت لذاتها بذاتها وبنمطية تعتاش على اجترارات خليطة الانماط ، ان نمطيتها تلك قابلة للانفجار على نفسها ومنذ البدأ باشكال حارة او باردة وحتى اللحظة الراهنة التي فرضت حراجتها تصادم اجتذابي لشحنات مداراتها مع المدارات الخارجية وبقوة تفاعل موجبة حتما !
اي لا انطلاق هنا من النظرة المركزية الاوروبية او الغربية التي تجعل من التاريخ الاوروبي والغربي مركزا جبريا للتاريخ العالمي بحيث تفرض فيه وصايتها كنموذج مثالي يساق العالم لتبعيته ، الثورات الكبرى هي تلك الانقلابات التاريخية التي تحدث تحولا جذريا له امتداداته التغييرية عالميا !
الثورة الجليلة في بريطانيا ، الثورة الفرنسية ، الثورة الامريكية ، ثم الثورة التي هزت العالم وقسمته الى نظامين ونمطين متصارعين ولاول مرة وعلى مر التاريخ ، انها الثورة البلشفية ، ثورة اكتوبر العظمى 1917 !

كل الثورات الكبرى التي سبقت ثورة اكتوبر كانت ثورات اما لانتزاع الاستقلال الوطني او لتصفية انظمة ملكية مطلقة نحو انظمة دستورية او جمهورية متلهفة لاستحقاقات الهيمنة السياسية للراسمالية الحرة ، وحدها ثورة اكتوبر كانت رائدة بمشروع طموح لبناء نظام مغاير لما هو سائد عالميا ، انه النظام الاشتراكي الذي ليس للبشرية سبق في اقامته ، وحدها ثورة اكتوبر من اقام دولة تسيرها الايديولوجية الثورية طيلة حياتها ، وحدها ثورة اكتوبر التي فجرها حزب طليعي وقاد مسيرتها حتى النهاية ، وحدها ثورة اكتوبر من اقام نظام نوعي له ميزات تحاول كبح جماح التمايزات الاجتماعية !

كانت ثورة اكتوبر رد فعل اممي عنيف على العسف الامبريالي الذي بلغ ذروته في الحرب العالمية الاولى حيث كثفت الدول الامبريالية المتحاربة كل طاقاتها لاعادة تقاسم العالم واحتكاره ، حنكة القيادة البلشفية جعلها تضرب ضربتها في اللحظة المناسبة والمكان الانسب ، روسيا الحلقة الاضعف في سلسلة الامبريالية العالمية واستغلال تفاوت التطور بين البلدان الامبريالية ذاتها جعل من الممكن للثورة ان تقوم وتنجح ، ثورة اكتوبر هي اول ثورة ناجحة في العالم تحمل راية العمال والفلاحين وتنتصر لحلفهم الطبقي ، سبقتها محاولات فاشلة كان ابرزها "كومونة باريس " !
لقد استطاعت دولة اكتوبر ان تقاوم اعتى الجيوش واكثرها تطورا واستطاعت ان تجعل من روسيا هذا البلد المتخلف راسماليا ، دولة ند لكل الدول الامبريالية مجتمعة !
ثورة اكتوبر علمت العالم ان التنظيم الثوري للجماهير قادر على صنع المعجزات ، ان الاشتراكية ممكنة التحقق متى ما اجتمعت عواملها الموضوعية والذاتية ، ان الراسمالية ليست نهاية المطاف ، حتى وان نخرت سفينة ثورة اكتوبر ذاتها وغرقت في بحار غير بحارها ، ستبقى تلك الثورة ودروسها العميقة وتجربتها الرائدة التي استمرت اكثر من سبعة عقود درس لا غنى عنه وتمرين خلاق وتجربة انسانية وثورية عظيمة ملهمة للمنازلات القادمة مع الامبريالية المتغولة وسياستها البربرية تجاه الانسان والطبيعة ، ومهما كانت مسببات الانهيار والغرق " بنيوية او موضوعية اوذاتية " فان ثورة اكتوبر وتجربتها تشكل جزء اصيل وحي من الذاكرة الذهبية للقوى المناضلة اليوم والمناهضة للعولمة الاحتكارية والداعية لبناء عالم بلا قيود وحدود وطبقات عالم خالي من الاستغلال والجور والقهر عالم فاضل وانساني عالم حر حقا ومشاع للجميع !
كتب جون ريد الصحفي الامريكي الذي عايش الايام الاولى للثورة وهوصاحب كتاب ـ عشرة ايام هزت العالم ـ في احدى مقالاته التي نشرتها بعض الصحف الامريكية وقتها قائلا : لا يمكنك وانت تتابع الجموع الثائرة وحركة قادتها الا ان تحسد هؤلاء القوم على شغفهم بما يقومون به ، ربما هم فعلا من طينة اخرى ، ويبدو انها تتطهر بثورتها من اوحال الفساد الراسمالي ، وكانها بحسها الثوري الجياش تناطح السماء .



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسألوا الشعب ماذا يريد
- 11 سبتمبر حلقة من سلسلة حرب النجوم !
- لا تنتظروا المهدي فهو لن يأتي !
- ليس امام أوباما الا العراق !
- - موتكم علينا - !
- كل عام والبارزاني رئيس!
- الراية الحمراء فنار لتحقيق الحلم الاخضر!
- طلقة في سوق الصفارين !
- ازهار الشر الديمقراطي في عراق اليوم !
- محمود درويش فضاء للتجاوز !
- العراق والحسم المنتظر !
- توقيت ايقاض الصراع النائم في القوقاز ؟
- من الأحق بالتعويض العراق أم ايران ؟
- الرأسمالية وتلفيقة الدولة المستمرة
- رأي في الدعوة الى اتحاد يساريي الخارج !
- مسعود البرزاني مولع بجداول التقسيم !
- أمريكا تقود العالم نحو الهاوية !
- صحوة ضمير مطلوب تجذيرها لانقاذ كركوك
- أوراق اللعبة الامريكية الجهنمية في العراق !
- الصقور والحمائم وجهان لعملة واحدة في السياسة الامريكية !


المزيد.....




- هل ستفتح مصر أبوابها للفلسطينيين إذا اجتاحت إسرائيل رفح؟ سام ...
- زيلينسكي يشكو.. الغرب يدافع عن إسرائيل ولا يدعم أوكرانيا
- رئيسة وزراء بريطانيا السابقة: العالم كان أكثر أمانا في عهد ت ...
- شاهد: إسرائيل تعرض مخلفات الصواريخ الإيرانية التي تم إسقاطها ...
- ما هو مخدر الكوش الذي دفع رئيس سيراليون لإعلان حالة الطوارئ ...
- ناسا تكشف ماهية -الجسم الفضائي- الذي سقط في فلوريدا
- مصر تعلق على إمكانية تأثرها بالتغيرات الجوية التي عمت الخليج ...
- خلاف أوروبي حول تصنيف الحرس الثوري الإيراني -منظمة إرهابية- ...
- 8 قتلى بقصف إسرائيلي استهدف سيارة شرطة وسط غزة
- الجيش الإسرائيلي يعرض صاروخا إيرانيا تم اعتراضه خلال الهجوم ...


المزيد.....

- ثورة أكتوبر .. منجزات مذهلة تتحدى النسيان / حميد الحلاوي
- بمناسبة مرور(91) عاما على ثورة اكتوبر ((الاشتراكية)) الروسية / حميد الحريزي
- الرفيق غورباتشوف / ميسون البياتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف ذكرى ثورة أكتوبر الاشتراكية... الانهيار وأفاق الاشتراكية في عالم اليوم - جمال محمد تقي - الثورة التي علمت العالم ما لايعلم !