أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال محمد تقي - أمريكا وهاجس الخوف من مفاجئات العراق !














المزيد.....

أمريكا وهاجس الخوف من مفاجئات العراق !


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2435 - 2008 / 10 / 15 - 03:44
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بعد انتظار طويل دام اكثر من خمسة اعوام ، وبعد جولات متعاقبة من التمرغل بالخذلان المخزي ، وبعد سلسلة طويلة من محاولات الهروب الى امام ، وبعد سفح اكثر من 700 مليار دولار ، وبعد مقتل وجرح وجنون وجنوح الالوف من جنوده ، وبعد اشاعتة للفوضى الشاملة والخراب الاشمل في وعلى البلاد والعباد ، وبعد جرائم تقتيله المليوني لابناء الشعب العزل الا من وطنيتهم الغيورة ، وبعد تجاربه الخبيثة في زرع فتن وعنعنات الطوائف والعرقيات ، وبعد ان جعل من العراق مرتعا متعمدا لعناصر القاعدة وفيلق القدس وكل قتلة ومرتزقة العالم المتعطشين للدماء والغنائم ، وبعد اعتماده على الدفع المستميت لعرقنة المواجهات وتحويرها من عمليات مقاومة له ولوجوده الى مواجهات بينية تشغل الجميع عنه وعن حقيقة مايريد تنفيذه من مشاريع ، بعد كل هذا وغيره من افعال واعمال الوقيعة والدسيسة ، اخيرا نجح في ابراز صورة العراق وكأنه يستجيب لنواياه ويستعد لتقبل الهدوء على الطريقة الامريكية والذي يمكن ان تقدمه للداخل الامريكي على انه نجاح يحبو نحو النصر الذي بشر به عمدة البيت الابيض منذ نهاية 3003 وحتى الان دون دليل حقيقي من الميدان !
ظاهرة الصحوات وزيادة عدد القوات الامريكية المقاتلة في العراق ، والتخريب الايراني الاخطبوطي والمنظم لاي توجه تحالفي حقيقي بين الجماعات المقاومة وانصارها في الجنوب والوسط والشمال ونزوع معظم فصائل المقاومة الوطنية المسلحة ذاتها الى اتباع تكتيكات نوعية جديدة تتطلب التريث وطمأنة العدو الى جانب سعيها لاعادة تقييم مسيرتها على ضوء المتغيرات الميدانية ، كل هذه العوامل ساهمت ولحد بعيد في انكماش مستوى الاعمال القتالية ضد قوات الاحتلال ومرتزقته وهذا ما جعل الامريكان ومن خلفهم الاتباع من جوقة المنطقة الخضراء يطبلون لنصر مفقود على امل دعم مرشحهم في السباق الرئاسي الامريكي ـ جون مكين ـ وفي هذا الاتجاه ايضا يجري الان الضغط باتجاه تمرير الاتفاقية الامنية طويلة الامد الى جانب قانون النفط والغاز الجديد بحيث يستثمرها الحزب الجمهوري كانجاز سياسي يضعف طروحات اوباما بشأن خطل سياسة الحرب على العراق !
نغربونتي جاء الى بغداد يستعجل الاجراءات الشكلية لاعلان الاتفاقية ، فالوقت لا يرحم والانتخابات على الابواب ، وقبل زيارته كان الطالباني في واشنطن وفيها لقن ايضا بما يجب فعله لتخطي حالة الرفض الشعبي وايضا التردد الذي يبديه بعض المعارضين من داخل المنطقة الخضراء ، والواضح ان القادة الامريكان انفسهم لا يثقون بالهدوء القلق والمشوب بالحذر الذي يخيم على اللحظة العراقية الراهنة ، وهم انفسهم يصفونه بالهش ، وعليه فهم يتسابقون مع الزمن لافادة المرشح مكين بهدوء الحالة العراقية وتمرير الاتفاقية الامنية وبعد ذلك لكل حادثة حديث !
ان تسليط الاضواء على افغانستان في هذه الفترة الحرجة وكانهم تذكروها الان هو ايضا امر يصب بمصلحة حملة مكين ، ليقولوا جاء دورها الان علما ان خسائر الاطلسي هناك لم تنقطع وطالبان تصعد من نشاطها ومنذ اكثر من سنة وخاصة بعد ان انفرط عقد تفاهمات مجلس قبائل وزيرستان مع الجيش الباكستاني ، اما طلب حامد كرزاي للتفاوض مع الملا عمر هو ايضا ليس بالخبر الجديد لانه سبق وان قدم نفس العرض ، وعليه فان جناحي الهزيمة الامريكية في العراق وافغانستان هي حقيقة واضحة المعالم ولكن تناقضات مرشحي الرئاسة وارتباط حرب العراق بالتفرد الامريكي بالقرار الاممي جعل من التركيز على افغانستان امر يخدم حالة تناسي الورطة الكبرى بالعراق ومعانيها بالرجوع الى الورطة الاولى افغانستان لانها على الاقل تذكر الناخب الامريكي بالالتفاف العالمي حول قيادته بعد احداث 11 سبتمبر التي تثير لديه رغبة بالانتقام وبالتالي بتبني وجهة بوش ومن بعده مكين !

لم يعد الخوف الامريكي في ومن العراق مجرد هواجس تبررها جسامة الخسائر انما هي افرازات لتراكم الخبرة لديهم بحيث تجعلهم يتوقعون ما لا يرغبون به ، لقد خبروا الامر جيدا والتجربة احسن برهان ، فبعد ان اعلن بوش انتهاء الاعمال القتالية الكبرى في العراق عاد وبعد اقل من عام ليندم على اعلانه هذا وراح بعدها يرسل المزيد من الجنود ، ثم اجبر على التوسل بالكونغرس الجديد والذي اصبح باغلبية ديمقراطية نتيجة لفشله وحزبه الجمهوري باقناع الناخبين الامريكان بجدية مبررات الحرب على العراق من اجل زيادة مخصصات تمويل الحرب التي تخلى عن تاييدها حتى من صوتوا لصالح قرار اشعالها في الكونغرس الاسبق كما هو الحال مع السناتور هلاري كلنتون !
الامريكان يدركون ان الاوضاع في العراق كالرمال المتحركة فما يروه اليوم تلا قد يجدوه في الغد هوة ، فلا الصحوات مضمونة الولاء ولا شيوخ العشائر ولا حتى المراجع ، ناهيك عن المقاومين الاصلاء والذين يزدادون خبرة ودراية نوعية في مقارعة الامريكان ونصب الفخاخ لهم بخاصة وان مشاغليهم من القاعديين قد ضعفوا بشكل كبير ، الامريكان لا يامنوا حتى منتسبي ما يسمى بالجيش العراقي الجديد ففيهم الكثير من المخلصين لوطنيتهم والذين يتحينون الفرص للنيل من جنود الاحتلال وحادثة المجند قيصر شاهد حي يتذكره الامريكان جيدا!
المفاجئات المتوقعة ربما تكون باعمال نوعية ومدوية للمقاومة العراقية الباسلة ، اوبتحول احد الاطراف الموالية للامريكان حاليا الى خندق خصومهم ، الخلاصة هم على يقين بان الهدوء المخيف حليا في العراق يشبه الصمت الذي يسبق العاصفة !



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكوليرا لاتدخل المنطقة الخضراء !
- عندما لا يكون الشيوعي خائنا لقضيته!
- الثورة التي علمت العالم ما لايعلم !
- اسألوا الشعب ماذا يريد
- 11 سبتمبر حلقة من سلسلة حرب النجوم !
- لا تنتظروا المهدي فهو لن يأتي !
- ليس امام أوباما الا العراق !
- - موتكم علينا - !
- كل عام والبارزاني رئيس!
- الراية الحمراء فنار لتحقيق الحلم الاخضر!
- طلقة في سوق الصفارين !
- ازهار الشر الديمقراطي في عراق اليوم !
- محمود درويش فضاء للتجاوز !
- العراق والحسم المنتظر !
- توقيت ايقاض الصراع النائم في القوقاز ؟
- من الأحق بالتعويض العراق أم ايران ؟
- الرأسمالية وتلفيقة الدولة المستمرة
- رأي في الدعوة الى اتحاد يساريي الخارج !
- مسعود البرزاني مولع بجداول التقسيم !
- أمريكا تقود العالم نحو الهاوية !


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة طعنه وما دار بذهنه وسط ...
- مصر.. سجال علاء مبارك ومصطفى بكري حول الاستيلاء على 75 طن ذه ...
- ابنة صدام حسين تنشر فيديو من زيارة لوالدها بذكرى -انتصار- ال ...
- -وول ستريت جورنال-: الأمريكيون يرمون نحو 68 مليون دولار في ا ...
- الثلوج تتساقط على مرتفعات صربيا والبوسنة
- محكمة تونسية تصدر حكمها على صحفي بارز (صورة)
- -بوليتيكو-: كبار ضباط الجيش الأوكراني يعتقدون أن الجبهة قد ت ...
- متطور وخفيف الوزن.. هواوي تكشف عن أحد أفضل الحواسب (فيديو)
- رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية -لا يعرف- من يقصف محطة زا ...
- أردوغان يحاول استعادة صورة المدافع عن الفلسطينيين


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال محمد تقي - أمريكا وهاجس الخوف من مفاجئات العراق !