أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهر العامري - ظرف الشعراء (7) : أبو نواس














المزيد.....

ظرف الشعراء (7) : أبو نواس


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 766 - 2004 / 3 / 7 - 09:23
المحور: الادب والفن
    


هو الحسن بن هاني ، يكنى بأبي نواس غالبا ، وبأبي علي أحيانا ، ولد ونشأ في البصرة شابا حسن الوجه أبيضه ، حلو الشمائل ، ألثغ اللسان في صوته بحة لا تفارقه ، نحيفا ، نظيفا ، ظريفا ، كثير المجون والخلاعة ، ففي الوقت الذي كان يدور فيه جدل صاخب بين الفرق الكلامية حول صاحب الكبيرة كشارب الخمرة ومعاقرها ، كان أبو نواس يشربها بالصغير وبالكبير ، وربما جاءت رقة خمرته كرقة دين الناصبي الكاره للامام علي وأبنائه ، أو صافية صفاء الخاشع المتشيع فيقول :

ومدامة من خمر عانة قرقف
صفراء ذات تلهب وتشعشع ِ
رقت كدين الناصبي وقد صفت
كصفا الولي الخاشع المتشيع ِ

وشأنه في هذا شأن الشاعر ابن الرومي حين شربها على الخلاف الدائم في المسكر ، وغير المسكر من الخمرة بين الامامين : الشافعي الحجازي وأبي حنيفة العراقي ، فيقول :

أباح العراقي النبيذ وشربه
وقال الحرامان : المدامة والسكرُ
وقال الحجازي الشرابان واحد
فحلت لنا من بين قوليهما الخمرُ
سآخذ من قوليهما طرفيهما
وأشربها لا فارق الوازرَ الوزرُ

لكن أبا نواس قد باع ملابسه وأنفق ثمانين دينارا كان قد ادخرها ، ثم شرب بدين فيقول :
وبعتُ قميصا سابريا وجبة
وبعتُ رداء معلم الطرفين
ثمانين دينارا جيادا دخرتها
فانفقتها حتى شربت بدين
ومثلما شرب أبو نواس بدين فقد شرب كذلك برهن ، وكان المرهون هو حين أرادت صاحبة الحانة ذلك ، واسمها : حنون ، فيقول :

فقالت لنا حنون اسمي وسعرها
ثلاث بتسع هكذا غيركم بعنا
ولما تولى الليل أو كاد أقبلت
إلينا بميزان لتنقدنا الوزنا
فقلت لها جئنا وفي المال قلة
فهل لك في أن تقبلي بعضنا رهنا
فقالت لنا أنت الرهينة في يدي
متى لم يفوا بالمال خلدتك السجنا

أحب أبو نواس جنان ، جارية عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي ، حبا صادقا ، إلا انها كانت كثيرة التمنع في لقائه والتحدث إليه ، وحين أراد الحج حج هو لحجها فقال :

ألم ترَ أنني أفنيت عمري
بمطلبها ومطلبها عسيرُ
فلما لم أجد سببا إليها
يقربني وأعيتني الأمورُ
حججتُ وقلتُ قد حجت جنان
فيجمعني وإياها المسيرُ

حين جعل الخليفة المأمون الأمام علي بن موسى الرضا ولي عهده ، وبذا تبارى الشعراء في حضرته يمدحون الأمام الرضا ، وغالى هو في اغداق المال عليهم ، لكن أبا نواس تخلف عن ذلك ، فعاتبه المأمون قائلا : يا أبا نواس ! قد علمت مكانة علي بن موسى مني ، وما أكرمته به ، فلماذا ادخرت مدحه ، وأنت شاعر زمانك، وقريع دهرك ، فانشد أبو نواس :

قيل لي أنت أحسن الناس طرا
في فنون من الكلام النبيه
لك من جيد القريض مديح
يثمر الدر في يدي مجتنيه
فعلام تركت مدح ابن موسى
والخصال التي تجمعن فيه
قلت لا استطيع مدح إمام
كان جبريل خادما لابيه



#سهر_العامري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزرقاوي ورسالة مخابرات الدولة !
- أزمة السكن و تصريحات الوزير !
- ولكنه ضحك كالبكا !
- حين صار كوكس مُلا !
- رشى صدام من القصور الى الشوارع !
- ظرف الشعراء (6) : ليلى الأخيلية
- شباط : الماضي والحاضر !
- ظرف الشعراء (5) : دِعبل الخزاعي
- مرفوض في عمان مقبول في بغداد !
- ظرف الشعراء ( 4 ) : بشار بن برد
- ويبنون بيوتا من خشب !
- ظرف الشعراء ( 3 ) : ولادة
- مكرمة السيد مجلس الحكم !
- وحدة العراقيين والحزب الشيوعي العراقي !
- ظرف الشعراء
- قومية النفط !
- ظرف الشعراء ـ 1 ـ العرجي
- الحجاج مظلوما !
- قصيدتان
- اثنان لايموتان في العراق : النخل والحزب الشيوعي !


المزيد.....




- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة
- تجربة الشاعر الراحل عقيل علي على طاولة إتحاد أدباء ذي قار


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهر العامري - ظرف الشعراء (7) : أبو نواس