أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهر العامري - ظرف الشعراء ( 4 ) : بشار بن برد














المزيد.....

ظرف الشعراء ( 4 ) : بشار بن برد


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 746 - 2004 / 2 / 16 - 04:26
المحور: الادب والفن
    


 هو بشار بن برد بن يرجوخ ، فارسي ، يكنى أبا معاذ ، وهو من شعراء الدولتين : الأموية والعباسية ، ولد مكفوفا لأب يعمل طيانا . قال هو دخلت على الخليفة المهدي فسألني : فيمن تعتد يا بشار ؟ فقلت : اما اللسان والزي فعربيان ، واما الأصل فاعجمي .
مرّ بشار بقارىء بالبصرة ، فسمعه يقول لمستمعيه : من صام رجبا وشعبان ورمضان بنى الله له قصرا في الجنة ، باحته ألفا فرسخ في مثلها ، وعلوّه ألفا فرسخ ، وكل باب من أبواب غرفه ومقصوراته عشرة فراسخ في مثلها ، فلتفت بشار لقائده وقال : بئست ، والله ، الدار هذه في كانون الثاني !
قال بشار في امرأة يهواها :
يقولون لو عزّيت قلبك لارعوى
فقلت وهل للعاشقين قلــــــــوبُ
نهاه الخليفة المهدي من القول في التشبيب والغزل لغيرة شديدة فيه ، حين كان بشار ينشده مديحا ، ثم قدم عليه مرة ثانية فأنشده :
دفنتُ الهوى حيّا فلست بزائـــــــــرٍ
سليمى ولا صفراء ما قرقر القمري
فرب ثقال الردف هبت تلومنـــــــي
ولو شهدت قبري لصلت على قبري
ولولا أمير المؤمنين محمــــــــــــــد
لقبلت فاها أو لكان بها فطـــــــــري
والقمري هو نوع من الحمام ، وأمير المؤمنين ، محمد ، هو الخلفية المهدي ، والمهدي لقبه .
أتى رجل مبصر يسأل بشارا الاعمى عن منزل رجل ، فكان كلما أخبره بشار عن موقعه لم يفهم الرجل ذلك ، فاخذه بشار بيده ، وقام يقوده الى منزل الرجل وهو يقول :
أعمى يقود بصيرا لا أبا لكـــــم
قد ضلّ من كانت العميان تهديهِ
جاءت عبدة التي كان بشار قد قال فيها :
يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة
والأذن تعشق قبل العين أحيانا
جاءت بنسوة خمس يطلبن شعرا منه ، ينحن فيه على ميت لهن ، فقال : ما أنا بقائل إلا ان تأكلن من طعامي وتشربن من شرابي ، وكانت لديه قناني نبيذ مصفى، وبعد ممانعة أكلن وشربن ، فبلغ ذلك الحسن البصري ، الذي كان يلقب بالقس ، فعاب عليه فعله ، وذمه ، فقال فيه بشار :
لما طلعن من الرقيق ِ
عليّ بالبردان خمسا
وكأنهن أهلــــــــــة
تحت الثياب زففن شمسا
فسألنني من في البيوت
فقلت ما يحوين أنسا
ليت العيون الناظرات
طمسن عنا اليوم طمسا
فأصبن من طرف الحديث
لذاذة وخرجن مُلسا
لولا تعرضهن لي
يا قسّ كنتُ كأنت قسا
هجا بشار الخليفة المهدي ووزيره يعقوب بن داود الذي قال فيه :
بني أمية هبّوا طال نومكمُ
إن الخليفة يعقوب بن داودِ
ضاعت خلافتكم يا قوم فالتمسوا
خليفة الله بين الزق والعود
 فنقل الوزير هذا ما قاله بشار فيه ، وفي الخليفة من هجاء الى المهدي قائلا : يا أمير المؤمنين، إن هذا الأعمى الملحد الزنديق قد هجاك ، فكاد الخليفة أن ينشق غيضا، وعمد على الانحدار الى البصرة للنظر في أمرها ، وتقول الرواية انه سمع مؤذنا يؤذن ضحى ، فقال : انظروا ما هذا الأذان ، فإذا هو بشار يؤذن وهو سكران ، فدعا جلاده ابن نهيك فأمر بضربه بالسوط على ظهر الحراقة التي هي نوع من السفن ، فكان إذا أوجعه السوط يقول : حسّ . وهي كلمة تقولها العرب للشيء إذا أوجع . فقال له بعضهم : أنظر الى زندقته يا أمير المؤمنين ، يقول : حسّ ولا يقول : باسم الله . فقال بشار : ويلك ، أطعام هو فأسمي عليه ! فقال له آخر : أفلا قلت : الحمد لله . فقال بشار : أنعمة هي حتى أحمد الله عليها ! ؟



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ويبنون بيوتا من خشب !
- ظرف الشعراء ( 3 ) : ولادة
- مكرمة السيد مجلس الحكم !
- وحدة العراقيين والحزب الشيوعي العراقي !
- ظرف الشعراء
- قومية النفط !
- ظرف الشعراء ـ 1 ـ العرجي
- الحجاج مظلوما !
- قصيدتان
- اثنان لايموتان في العراق : النخل والحزب الشيوعي !
- عن المهر والنهر والفكر المستورد !
- المقهى والجدل
- تهديدات السستاني على لسان المهري والرد الأمريكي !
- قرار الكاشير ولغة الغطرسة !
- مكروا فمكر بريمر !


المزيد.....




- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهر العامري - ظرف الشعراء ( 4 ) : بشار بن برد