أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - وحدة العراقيين والحزب الشيوعي العراقي !














المزيد.....

وحدة العراقيين والحزب الشيوعي العراقي !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 742 - 2004 / 2 / 12 - 07:20
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


 ظل الحزب الشيوعي العراقي ، وعلى مدى عمره المديد ، يجسد وحدة العراقيين ، ويظهر للداني والقاصي أن الشعب العراقي شعب صهره التلاقي المستديم على أرض واحدة ، وعلى مرّ زمن طويل ، ففي الحزب تجسدت الوطنية العراقية بأحسن صورها ، وبدت جلية ، واضحة ، مصلحة الوطن أمام أنظار اعضائه على مختلف انتماآتهم العرقية والدينية والمذهبية ، وهم يخوضون أقسى صنوف النضال اليومي ، معرضين حياتهم وحياة أسرهم الى مخاطر جدية ، تمثلت بالطرد من العمل والدراسة ، وبالسجن ، والموت والقتل والتشريد. ورغم ذلك كله ظل الحزب صامدا ، مرفوع الهامته يستمد قوته من الجماهير العراقية التي وهبت عرقها ودماءها للوطن ، ومع ما كان يجري من تصدع في الجسد العراقي في هذه الحقبة الزمنية ، أو تلك ، وتحت هذا الظرف أو ذاك ، وبسبب من اثارة النعرات الطائفية أحيانا ، أو اثارة الحزازات القومية العنصرية أخرى ، ظل بناء الحزب متماسكا ، صلدا ، فقد ناضل فيه العراقي الكردي الى جانب العربي ، والمسلم الى جانب المسيحي واليهودي والصائبي واليزيدي ، وكذلك الشيعي والسني ، كما لعبت النساء في هذا النضال دورا مشهودا ، إذ ضمت تنظيماته النساء والرجال على حد سواء ، وشاركت المرأة في مختلف أنشطته ، وعلى كل الصعد ، وقد تفوقت في اداء المهمات الحزبية أحيانا على الرجال من أعضائه ، فقد سقطت من النساء مقاتلات على ذرى كردستان شهيدات يخضبن أرض العراق بدمائهن الزكية ، مثلما أعدم الكثير منهن ، كما سجن وعذب كثير آخر .
كان الحزب يستمد قوته من الجماهير التي يعيش بينها ، والتي يعتمد عليها في نضاله اليومي والمرحلي ، تلك الجماهير التي كانت تجد في غذاء الحزب الفكري والسياسي المعين الذي يشد من أزرها في السير على درب الكفاح الطويل ، وهي تواجه أعداء تلونوا بكل لون ، ولبسوا كل لباس ، فمرة لبسوا ثوب القومية ، وقالوا : إن الشيوعيين العراقيين قد استوردوا لنا أفكارا غربية لا تنسجم وواقعنا العربي ! وكأن العرب لم ينفتحوا طوال تاريخهم على أفكار الغرب من اليونانيين والاغريق القدامى ، ومرة لبسوا ثوب الدين فقالوا : إن الشيوعيين العراقيين جلبوا لنا الكفر والألحاد ، والأفكار الهدامة ! وحتى لو كان الأمر كما زعموا ، فكان الأولى بهؤلاء أن يأخذوا بما روي عن النبي أو عن الأمام علي : الحكمة ضالة المؤمن فخذ حكمتك من عقل كافر ، رغم أن التاريخ الأسلامي كان قد شهد قتل الكثيرين من المسلمين الذين سُفحت دماؤهم تحت ذريعة الكفر والزندقة . وهل من الانصاف أن يقام الحد في شرب الخمرة على مسلم معدم ، فقير، ولا يقام الحد على خليفة خمار ، فاجر يسمى أمير المؤمنيين ؟ هل من الأنصاف أن يقتل الخليفة المهدي المستهتر في كل شيء بشار الشاعر بتهمة الكفر والزندقة ، لمجرد أنه تعرض لحكمه بشيء من النقد في شعره ؟ ألم يذهب خيرة علماء المسلمين وفلاسفتهم تحت تهمة المروق من الدين ارضاء للحكم والحاكم ، لقد صدق غاليلو غاليلي حين صرخ في وجه ممثلي الله على الأرض ! كما كانوا يزعمون ، وهم يصدرون حكم الاعدام فيه ، صرخ : ومع حكم الاعدام تظل الأرض كروية ! ورغم كل ما جرى من تطور على العقل البشري ، ورغم صعود الأنسان للقمر ، فقد خرج شيوخ الصومال في مظاهرة ، أمام السفارة ألأمريكية في العاصمة ، مقاديشو ، محتجين فيها على كفر وشرك رائد الفضاء الأمريكي ، آرمسترونك ، في وضعه أول خطوة صغيرة للانسان ، ولكنها عظيمة للانسانية ، كما قال هو ، على القمر ! ورغم ذلك أيضا فقد مضى مفتي الديار السعودية ، عبد العزيز بن باز ، الى قبره ، مصرا على انبساطية الأرض وليس على كرويتها !
لقد عرف عن الحزب الشيوعي العراقي أنه من أعرق الأحزاب العراقية التي رفعت شعار الديمقراطية ، وقد ظل شعاره العتيد : الديمقراطية للعراق ، والحكم الذاتي لكردستان من بين أهم الشعارات التي تبنتها فيما بعد قوى وطنية وقومية عراقية ، وها هو شعبنا اليوم يتمسك بذات الشعار ، ويسعى جاهدا من أجل أن تعم الديمقراطية العراق كله ، ومن أجل أن تُحل القضية الكردية حلا عادلا يصون حقوق شعبنا الكردي التي سفح من أجلها دماء غزيرة ، في معارك شرسة ، ما كان لها أن تكون لو كان هناك نظام ديمقراطي يحكم العراق بروح من المسؤولية العالية .
إن النكوص عن تحقيق هدفي الديمقراطية والفيدرالية التي سعى إليها شعبنا منذ سنوات طويلة ، سيعيد الوضع السياسي في العراق الى تلك الأيام السود التي خسر فيها شعبنا بعربه وأكراده أرواحا كثيرة ، وأهدر أموالا طائلة ، ودون أن يصل الجميع الى نتيجة مشرفة تذكر . ويبدو اليوم ، وكما يلوح في أفق العملية السياسية الجارية في العراق الأن ، أن هناك من يريد أن يعيد العراق لأيام التطاحن السياسي والاقتتال ، ولغايات وأهداف مشبوهة ، حتى لو ألبست لباسا دينيا بائسا ، او لباسا قوميا مزيفا ، وعلى هؤلاء أن يدركوا أن الناس في العراق قد سئموا تلك الشعارات التي لم تدر عليهم نفعا ، وأنهم يريدون ألأن ما يحقق لهم وضعا حياتيا أفضل ، يريدون ما يعوض لهم ساعات الفاقة والحرمان التي عانوا فيها الأمرين زمن صدام الساقط . يكفي الناس في العراق ما رفعوا لصدام من صور ! وما خطوا على جدران منازلهم من شعارات تمجد القائد والحزب  مجبرين ! ثم بصقوا عليها جميعها ، وذلك حين تلمسوا أن لا القائد قائد كما صُور لهم ، ولا الحزب حزب كما طبلوا له . وعلى هؤلاء أن يدركوا أيضا أن لا حزب في العراق اليوم قادر على التفرد وحده في الحكم ، فالعراقيون على أهواء وميول شتى ، فهم أول شعب جادل في الموت ، وفي سمائهم رفع أول سؤال : لماذا نموت ؟ وهم في جدالهم ملؤوا قلب الأمام علي قيحا،  فلا يتكبر على الشعب المظلوم متكبر ، ولا يغتر عليه مغتر ، اصغوا الى الناس المعذبة في الدنيا، فإن زمن صكوك الغفران قد ولى ، إن زمن صكوك الغفران قد ولى ! 



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظرف الشعراء
- قومية النفط !
- ظرف الشعراء ـ 1 ـ العرجي
- الحجاج مظلوما !
- قصيدتان
- اثنان لايموتان في العراق : النخل والحزب الشيوعي !
- عن المهر والنهر والفكر المستورد !
- المقهى والجدل
- تهديدات السستاني على لسان المهري والرد الأمريكي !
- قرار الكاشير ولغة الغطرسة !
- مكروا فمكر بريمر !


المزيد.....




- فوردو ونطنز وأصفهان.. الخطاب الكامل لترامب بعد الضربات الأمر ...
- أول حالة معروفة لاستخدام هذه القنبلة.. إليك ما نعلمه عن تفاص ...
- تحديث مباشر.. أمريكا -دمرت تماما- منشآت إيران وطهران ترد بأو ...
- قرب منشأة فوردو الإيرانية.. ناسا تلتقط إشارة حرارية الأحد
- قبل نحو 48 ساعة من ضربة أمريكا.. صور فضائية تكشف تحركات إيرا ...
- -هجوم وحشي-.. إيران تدين الضربات الأمريكية على المواقع النوو ...
- إسرائيل.. -دمار واسع النطاق- بعد هجوم صاروخي إيراني وهذا عدد ...
- 25 ألف طائرة ورقية تزيّن سماء جزيرة فانو الدنماركية
- دمى عملاقة تجوب العالم في رحلة فنيّة ضد تغير المناخ
- ترامب يعلن شن ضربات -دمرت بشكل تام وكامل- مواقع نووية إيراني ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - وحدة العراقيين والحزب الشيوعي العراقي !