أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سهر العامري - قومية النفط !














المزيد.....

قومية النفط !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 739 - 2004 / 2 / 9 - 06:38
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


    كان عفلق حين كتب كتابه : في سبيل البعث ، لم يرد من ورائه نهوض العرب ، أو انبعاثا قوميا ، مثلما كان يظهر في قوله حقا ، ولكنه كان في سره يضمر باطلا ، فكل الذي أتى به في كتابه ماهو إلا فكر مرقع، موزع بين ميكافيلية ، وماركسية مشوهة ، وخليط من أفكار قوميين أوربين زمن النهوض القومي في أوربا ، فجاء( سبيل البعث) مثلما قال الشاعر :
                  فكان كثوب ضم سبعين رقعة           مشكلة الألوان مختلفات
ومثلما لم يحترم عفلق أفكار ألأخرين ، ومثلما حاول جاهدا تشويه تلك الأفكار ، ليخرج للناس مسخا مشوها ، تجسد في المنهج الذي سار عليه المجرم صدام من بعد ، والذي استند على تشويه كل فكر نبيل ، أو كل شعار تلتف حوله الجماهير ، أو كل عمل مثمر ، أريد من ورائه تحقيق نفع للناس  .
فحين استهوى العرب شعار القومية ، وهم يحاولون جاهدين الخلاص من الأستعمار العثماني البغيض ، وحين بدأ الاستعمار يضرب بأجرانه على الأرض العربية ، وحين برزت حركات عربية قومية هنا وهناك ، راح البعث يزاحم الجميع ، ويعرض نفسه على أنه الطريق الوحيد الذي سيؤدي الى تحقيق آمال العرب ، وبدلا من أن يلتقي البعث مع تلك الحركات القومية العربية في منتصف الطريق ، دخل معها في خصومات مقيتة ، وحرب اعلامية مشبوهة ، انصبت في نهاية الأمر على تشويه فكرة القومية العربية في أذهان الكثيرين من العرب ، فالكثير من الناس قد عاصر تلك الحرب الدعائية الشعواء التي امتدت من بداية سنوات الستينيات ، وحتى بداية السبعينيات بين البعث في العراق ، ورائد القومية العربية في مصر !
لقد ظلت اذاعة بغداد تسوق أقذع السباب وأفحشه للرئيس عبد الناصر حتى في صبيحة اليوم الذي أعلن فيه نبأ وفاة عبد الناصر المفاجئة ، ولم يمنعهم من هذه الحرب إلا الرد العاطفي للناس على تلك الوفاة ، فعبد الناصر انتهى سياسيا بعد الأيام الخمسة من حرب حزيران ، ذلك التاريخ الذي أشار الى موت فكرة القومية العربية ، بالمقياس الذي وضعه منظروها ، والذين رأوا أن فكرة القومية هي وحدها التي ستحرك العرب من المحيط الى الخليج ، لكن حكام العروبة قالوا لعبد الناصر ، مثلما قالت بنو اسرائيل لموسى : اذهب وربك فقاتلا ، إنّا ها هنا قاعدون  .
وقبل تشويه فكرة القومية وبعدها سعى البعث الى تشويه فكرة الأشتراكية ، وأقاموا حمامات الدم للشيوعيين وغير الشيوعيين في العراق ، وخاصة في انقلابهم ألاسود في الثامن من شباط ، والذي تصادف ذكراه المشؤومة أيامنا هذه ، كما ان صداما أصرّ فيما بعد على أن يسمي القطاع العام بالقطاع الأشتراكي في قصد واضح وهو تشويه فكرة الاشتراكية ، وتكفير الناس فيها ، فأية اشتراكية هذه التي لا يجد فيها  الأنسان طبقة من البيض ؟ لقد عاد صدام نفسه فيما بعد هازئا من هذا القطاع حين قام ببيع معامل الحليب ولبن التابعة للدولة للقطاع الخاص معلقا : ( ليش الدولة صارت حتى تبيع لبن ! )  .
بعد ذلك انتقل هذا التشويه الى العمليات الفدائية التي يقوم بها الفلسطينيون بانتفاضتهم، وراح يسخر أرواح المقاتلين من أجل خدمة نظامة ، والبقاء على كرسي حكمه ، وذلك من خلال الآف الدولارات التي كان يدفعها لأسر المضحين بأرواحهم ، حتى عاد المقاتل وكأنه يبيع روحه مقابل حفنة من الدولارات ، وليس مقابل الأرض والوطن المغتصب ، فمتى كانت اسرة شهيد تنتظر مكافأة من أحد على استشهاد أبنائها ؟ لقد كان صدام يريد من المنتفضين في غزة والضفة رفع صوره في مظاهراتهم ثمنا لما كان يدفعه من دولارات ، وفي عملية تشويه واضحة لصورة العمل الفدائي المزدانة بالتضحية والاقدام ، والتي تحولت الى عملية بيع وشراء على الطريقة العفلقية ، فمن أستشهد من الفدائيين له خمسة وعشرون الف دولار ، ومن جرح منهم له أقل من ذلك وهكذا !  
ثم حين علم صدام أن القومية قد دفنت ، وأن بعثها اصبح موتا ، ابتكر لعبة جديدة في سياق منهج التشويه ذاته ، تجسدت بقومية النفط ، والتي عبرت عن نفسها بوضح بالكابونات النفطية ، فراح دعاة القومية العربية النفطية يذبون عن النظام ، ويدافعون عن صدام ، فصار هو صلاح الدين ببوق المؤتمر القومي النفطي العربي ، والذي انعقد بأمر من صدام في بيروت قبل سقوطه باشهر ، دون أن ينفعه هذا المؤتمر بنافعه ، ودون أن يمنع الحكم الذي نفذه أسياده الامريكان بنظامه ، ولم ينفع صدام بعد ذلك منهج التشويه الذي استنه له المقبور عفلق  . لقد كان صدام مضحوكا عليه دائما وأبدا ، رغم كل زعيقه القومي ، ورغم ما بذل من كابونات نفط الشعب العراقي سحتا حراما في بطون من وصلتهم !
 



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظرف الشعراء ـ 1 ـ العرجي
- الحجاج مظلوما !
- قصيدتان
- اثنان لايموتان في العراق : النخل والحزب الشيوعي !
- عن المهر والنهر والفكر المستورد !
- المقهى والجدل
- تهديدات السستاني على لسان المهري والرد الأمريكي !
- قرار الكاشير ولغة الغطرسة !
- مكروا فمكر بريمر !


المزيد.....




- الكشف عن قائمة أفضل المطاعم في العالم لعام 2025
- شركة الكهرباء الإسرائيلية: ضربات إيرانية تتسبب بانقطاع في ال ...
- طاقم CNN يشهد قصفًا إسرائيليًا واسع النطاق في طهران أثناء ال ...
- الضربات الأميركية تصيب البنية النووية الإيرانية.. ماذا عن ال ...
- صور أقمار اصطناعية تشير لأضرار بالغة بموقع فوردو والشكوك قائ ...
- لقاء في حزب الوحدة الشعبية بمناسبة الإفراج عن الرفيق د. عصام ...
- خبايا صراع الظلام بين إسرائيل وإيران
- إعلام إسرائيلي: الضربة الأميركية غير كافية وإيران قد تصنع قن ...
- ضربات ترامب لإيران.. بين حسابات الردع وضغوط الحلفاء
- هكذا سيهيمن الذكاء الاصطناعي على المهن بحلول 2027


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سهر العامري - قومية النفط !