أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سهر العامري - مكروا فمكر بريمر !














المزيد.....

مكروا فمكر بريمر !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 714 - 2004 / 1 / 15 - 15:09
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


قرأت مثل الأخرين مصدوما خبر اصدار مجلس الحكم للقرار137 ، والذي يلغي بموجبه قانون الأحوال الشخصية الصادر قبل أربعين سنة ، وفي عهد الزعيم عبد الكريم قاسم ، ذلك الرجل الذي انتصف للمرأة العراقية ، مثلما انتصف لشرائح معدمة وكثيرة من أبناء الشعب العراقي ، فقد انتصف للعمال بقانون العمل ، وقيام اتحادهم العتيد ، وانتصف للفلاحين باتحادهم ، وبسن قانون الاصلاح الزراعي ، وزاد في رواتب فئات كثير من الشغيلة والموظفين والعاملين في مرافق الدولة ، إذ ضاعف رواتب الحراس الليليين من اربعة دنانير في الشهر الواحد زمن الملكية الى ثمانية دنانير لذات الشهر ، ولم تفته المساوات في الجوانب المعنوية ، وذلك حين ساوى لون حذاء الضابط الأحمر ، ومهما علت رتبته ، بلون حذاء الجندي الأسود ، ذلك الجندي المعدم ، والقادم من اعماق الجنوب المتخم بالنفط والفقر معا !
وهو بعد هذا وغيره نظر الى أمهاتنا واخواتنا وبناتنا نظرة تلاحق ماحققته نساء الأرض من استرداد حقوقهن المستلبة في الوقوف على قدم المساواة الى هذا الحد وذاك ، وفي هذا البلد وغير ، مع صنوها الرجل ، وقد وجد أن هناك حيفا كبيرا نزل بالمراة العراقية ، وعلى مرّ عصور مظلمة سادتها تشريعات مجحفة بحقها ، ورافقتها نظرات دونية تحطّ من قيمتها كانسانة كرمتها الشرائع الدينية قديمها وحديثها ، مثلما كرمتها الشرائع الوضعية ، ولكي يبرهن الزعيم على صدق نواياه فقد حرص على أن تضم الوزارة أمرأة وبدرجة وزير ، فكانت نزيه الدليمي وزير البلديات في عهده ، تلك الوزيرة التي يحفظ لها اهل الجنوب أثرا طيبا ، فقد اعتنت هي بمواطن الفقر من الجنوب ، ففي عهدها رأينا السيارات تتهادى بالالوانها الزاهية على أطراف أهوارنا ، تنقلنا بساعة أو ساعتين لمدن ما كنا نصلها الا بساعات طوال ، أو ايام 0 وفي عهدها شربنا الماء نقيا ، عذبا من مواسير مياه ما عرفتها أرضنا منذ أزمنة سحقية ، وفيه تضاحكت مصابيح الكهرباء في شوارعنا وبيوتنا ، حتى أنها جلبت الى مياه الاهوار السمك الجمهوري القادر على التهام يرقات البعوض ، فاعدمت مرض الملاريا ، وانقذت أرواحا كثيرة كان هذا المرض يزهقها كل عام ، ولهذا كله فقد تعلقت الناس في الجنوب بالجمهورية والزعيم ، وظلوا ، لفرط حبهم له ، يرون صورته ، ومن حين لحين ، مشرقة على وجه القمر !
لقد تعرضت تلك الوزيرة وقتها لحملة من التشنيع والتشهير ، ساهمت فيها اطراف عدة ، كانت السفارة البريطانية الجاثمة على نهر دجلة الخالد تحركها من على بعد ، ومثلما تعرضت الوزير الفاضلة لتلك الحملة الشرسة فقد تعرض قانون الاحوال الشخصية الى حملات اشرس واعنف ، وقد عُد الزعيم وقتها مارقا من الدين مروق السهم من الرمية ! مع أن القانون ، على ما فيه من ايجابيات ، لم يعط للمراة كامل حقوقها ، ولم يمنحها كل ما تريد .
وألان ، وبعد أن طوى العراق هذه السنين الأربعين ، وبعد أن عجز حزب البعث عن الغاء هذا القانون ، وهو أحد الاطراف التي وقفت ضده ، زمن عبد الكريم قاسم ، يأتي مجلس الحكم في العراق الجديد ! ويلغيه بجرة قلم ، وينسى أن العراقيات خضن نضالا شاقا ، مشرفا ، وتحملن عذاب الانظمة ، ودخلن السجون ، وسقطن شهيدات ، وطفن في شوارع العراق يهتفن ضد ظلم الرجل والمرأة ، ومثلما كان الرجال يسقطون برصاص الانظمة الجائرة ، كانت النساء كذلك ، وما مرت مظاهرة في شارع الرشيد في بغداد إلا وكانت هلاهل النساء أعلى من أصوات هتافات الجماهير الهادرة ، وأنا وقرّاء لهذه الأحرف شهود أحياء على ذلك 0
والسؤال ألان هو لماذا عمد مجلس الحكم لالغاء قانون الاحوال الشخصية ، وبهذه العجالة ؟ ومن الجهة التي قدمت نص مشروع قرار الالغاء المرقم 137 الى أعضائه ؟
إن مجلس الحكم مطالب بتوضح وعرض موجبات هذا الالغاء للشعب العراقي في عموم العراق ، و بالدرجة الأولى لنساء العراق اللائي خرجن متظاهرات في ساحة الفردوس من بغداد بعيد صدور القرار ، وإلا فتصبح قرارات مجلس الحكم ، وكما ينقل العراقيون القادمون من العراق ، فاقدة القيمة ، ويصبح المجلس وقراراته في قولة الأمام علي : لا رأي لمن لايطاع 0 وعلى الرغم من أن قرار الالغاء المرقم 137 اصبح ملغيا بحق النقض ( الفيتو ) الذي مارسه رئيس سلطة الأحتلال ، بول بريمر ضده ، لكن هذا لا يعفي المجلس من المسؤولية التي أشرت اليها قبل قليل ، فهل يسمع الشعب العراقي تبيانا من المجلس عن ذلك ؟



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سهر العامري - مكروا فمكر بريمر !