أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سهر العامري - مرفوض في عمان مقبول في بغداد !















المزيد.....

مرفوض في عمان مقبول في بغداد !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 748 - 2004 / 2 / 18 - 06:09
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                             لم يشهد بلد تدخلا خارجيا في حقبتنا الزمنية هذه ، مثلما شهد العراق من تدخل فضّ ، ومهين لعموم شعبنا ، وبكل أعراقه وأديانه وطوائفه ، وقد بلغ هذه التدخل أحيانا ، ومع بالغ الأسف ، من بشر هم أقرب الى النكرات من المعارف ، ومن دول كانت لوقت قريب تستجدي العراق ، ويأمرها صدام على جبنه فتطيع . فقد زار رئيس أحداها العراق ، وكان هذا الرئيس قد أطال زلفه ، فاستنكر عليه صدام استطالة الزلف ، فقطعه الأخ الرئيس نزولا عند رغبة بطل التحرير القومي ! لكنه عاد وهو يحمل أربعمئة مليون دينار عراقي في حقيبة ، وقد ظلت اذاعة هذا الرئيس تنشد لهذا العرس القومي ! وعلى مدار ساعات الليل والنهار !
والملفت للنظر والمعيب في آن واحد هو أن هناك أعضاء في مجلس الحكم في صيغة رئاسته العجيبة والفريدة ، والتي ما عرف التاريخ قريبه وبعيده مثلا لها ،
راح يطلب العون من هذا النظام او ذلك ، ومن هذا الشخص ، الفرد الذي لايملك حولا ولا قوة في السياسة الاقليمية ، فضلا عن الدولية ، والسبب الذي يدفع بهؤلاء الأعضاء لطلب النجدة واضح وجلي ، وهو الحفاظ على دور منظمته أوحزبه في العملية السياسية الجارية في العراق ألآن ، وليس الحفاظ على دور العراق كوطن وشعب استوطن الأرض قبل شعوب أخرى ، وأقام أروع النظم السياسية في تاريخ البشرية قاطبة .
إن تغليب مصلحة الحزب ، بما يمثله ، على مصلحة الشعب والوطن هو الذي قاد العراق الىهذه الدوامة السياسية ، والتي إن طالت فسيغرق الجميع بنتائجها التي لا ترحم أحدا ، وعلى هذا توجب على العراقيين ، وعلى أعضاء مجلس الحكم على وجه الخصوص أن ينظروا الى العراق وشعبه أولا ثم أولا ، وبعدها لينظر كل واحد الى خصوصياته ، ومصالحه ولا غرو في ذلك .
يخطأ اعضاء مجلس الحكم إن هم قد توهموا أن شخصا مثل احمد بن الحلي سيقدم لهم نفعا ، وهاهم قد جربوه ، تحت ظلال من هول الدعاية العربية السقيمة في شرعية مجلس الحكم من عدمها ، وقد خاب ظنهم ، وما زاد تقريره العراق خردلة نفع بل زاده ضرا . ويخطأ اعضاء مجلس الحكم إن هم تلمسوا حلا لوضع العراق ألأن في ايران أو السعودية أو أمريكا ، فهذه الدول لا يصدها اسلام ولا انسانية عن مصالحها في العراق ، إن الغزل مع هذه الدول سيضعف العراق ، وسيزيد من شرذمة القوى الوطنية والاسلامية العراقية ، وعلى حد علمي أن اعضاء مجلس الحكم لديهم تجربة مريرية مع دول كهذه ، وقد عاشوا هم فصولها أيام النضال السلبي .
إن وحدة العراقيين هي الكفيلة باجبار قوى الاحتلال على الرحيل ، وهي التي ستمنع شرور المتربصين من دول الجوار ، وهي التي ستأتي بحكومة وبرلمان منتخب ، وهي التي ستجعل العراق كدولة تحاور الدول والأطراف الأخرى من موقع الندية ، والاحترام المتبادل التي تجري عليه العلاقات الدولية ، وليس السياسات الخجولة والخنوعة احيانا التي يجري عليها بعض من أعضاء مجلس الحكم في تعامله الدولي .
إن العراقيين كل العراقيين إن هم ظلوا على هذا التصدع سيطمع فيهم الداني والقاصي ، والوضيع والشريف ، وربما سيؤجر لهم ملك على مذهب عصور الظلام الوسطى ليحكمهم ، وها هي الأخبار قد حملت لنا أن الامير الحسن بن طلال سيحط في العراق بعد أيام ملكا عليه ، وهو الذي رفض الغرب تنصيبه ملكا على ألاردن ، حين حمل الملك حسين من أمريكا ، وهو على فراش مرضه، الى عمان ليسلب ولاية العهد منه ، ويعهد بها لابنه عبد الله ، ليتوج فيما بعد ملكا على الاردن .
وعلى الاحباط السياسي الذي تعاني منه الأدارة الأمريكية في العراق يبدو أن أطرافا من هذه الأدارة باتت مقتنعة ، وبتوافق مع ثعالب السياسة في لندن ،  بالمخطط الأنجليزي القديم الجديد ألا وهو استئجار ملك للعراق ، يحلّ اشكالية مسألة رئاسة الدولة العراقية ، والتي قد تنقلب بين ليلة وضحاها من جمهورية الى ملكية ، وكأن كل شيء في العراق يعود القهقرى .
ويبدو أن الأمريكان كانوا قد احتفضوا بحل كهذا قبل انعقاد مؤتمر بعض فصائل المعارضة العراقية في لندن ، إذ انهم كانوا على بينة من وضع التركيبة السكانية في العراق ، وقد كانوا يحسبون حساباتهم على توافق عراقي ينسجم مع رؤيتهم ولا يتقاطع مع سياسيتهم في العراق ، مع الاحتفاظ بمشاريع أخرى في أدراج خزاناتهم ، وليس مثلما يحسب بعض السذج من أطراف المعارضة فيما سمعت من أقوالهم : دع أمريكا تسقط صداما ، وإننا سنصل الى الحكم عن طريق الأنتخابات ، وفات هؤلاء إن الديمقراطية التي تؤمن بها أمريكا هي ديمقراطية رأس المال ، وعلى هدى من نظرية البراغماتية، تلك النظرية التي قال صاحبها جون دوي : لا تسلني عن خالق الطاولة ، سلني كم تدر لك من المال !
وألآن هذا هو الأمير الحسن بن طلال قد حزم حقائبه ، وعقد العزم على السير الى العراق ملكا متوجا لثلاث سنوات ، مثلما نقلت عنه بعض وكالات الأنباء ، كي يحلّ اشكالية رئاسة السلطة للامريكان فيه ، فهل سيستقبله أعضاء مجلس الحكم بذات الصفة التي تحدث عنها هو ؟
وماذا سيقول بعض من هؤلاء الاعضاء من أصدقاء أمريكا ،  ومن الذين لاذوا بموقف السيد السستاني من الانتخابات أخيرا ، بعد أن لاح خذلان الصديق لهم ؟
لقد استقبل العراقيون من قبل جدا من اجداد الامير الحسن مخذولا من قبل ألانجليز ، وهو الملك فيصل الأول ، الذي كان العراقيون يأمّلون فيه خيرا ، وكان في طليعة هؤلاء المستقبلين شاعرنا الجواهري الذي خاطبه :
صرح لهم بالضد من آمالهم
أولست ممن أفصحوا بالضاد
ومرّ بعض من الوقت ، وحين كان الجواهري يعمل في البلاط الملكي ، أطلعه الملك على أربعمئة مليون دينار عراقي قائلا : هذا كل ما تعطيه لي بريطانية من حصة العراق في نفطه ، فعلى أي وجه استطيع أن انفق هذا المبلغ الضئيل ؟ فعلام تلومني ؟
وما اشبه الليلة بالبارحة ، فهذا هو الحسن بن طلال يأتي به الأمريكان مخذولا ، ملكا للعراق ، فهل يستطيع هو أن يصرح للامريكان على الضد من آمالهم ؟ هذا الضد الذي عجز عنه أسلافه ، فراحوا ضحايا هذا العجز الذي ضاق فيه الشعب العراقي ذرعا .
ونصحا خالصا من كثيرين من العراقيين للامير الحسن بن طلال أن لا يُقدم للعراق ، فجلّ العراقيين لا يريدونه ، وإذا كان الفرزدق الشاعر قد قال للأمام الحسين من قبل عن موقف العراقيين منه : قلوبهم معك وسيوفهم عليك . فهم اليوم على الامير الحسن قلوبا وسيوفا !



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظرف الشعراء ( 4 ) : بشار بن برد
- ويبنون بيوتا من خشب !
- ظرف الشعراء ( 3 ) : ولادة
- مكرمة السيد مجلس الحكم !
- وحدة العراقيين والحزب الشيوعي العراقي !
- ظرف الشعراء
- قومية النفط !
- ظرف الشعراء ـ 1 ـ العرجي
- الحجاج مظلوما !
- قصيدتان
- اثنان لايموتان في العراق : النخل والحزب الشيوعي !
- عن المهر والنهر والفكر المستورد !
- المقهى والجدل
- تهديدات السستاني على لسان المهري والرد الأمريكي !
- قرار الكاشير ولغة الغطرسة !
- مكروا فمكر بريمر !


المزيد.....




- استهداف أصفهان تحديدا -رسالة محسوبة- إلى إيران.. توضيح من جن ...
- هي الأضخم في العالم... بدء الاقتراع في الانتخابات العامة في ...
- بولندا تطلق مقاتلاتها بسبب -نشاط الطيران الروسي بعيد المدى- ...
- بريطانيا.. إدانة مسلح أطلق النار في شارع مزدحم (فيديو)
- على خلفية التصعيد في المنطقة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية ...
- -رأسنا مرفوع-.. نائبة في الكنيست تلمح إلى هجوم إسرائيل على إ ...
- هواوي تكشف عن أفضل هواتفها الذكية (فيديو)
- مواد دقيقة في البيئة المحيطة يمكن أن تتسلل إلى أدمغتنا وأعضا ...
- خبراء: الذكاء الاصطناعي يسرع عمليات البحث عن الهجمات السيبرا ...
- علماء الوراثة الروس يثبتون العلاقة الجينية بين شعوب القوقاز ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سهر العامري - مرفوض في عمان مقبول في بغداد !