أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهيلة بورزق - الوهم














المزيد.....

الوهم


سهيلة بورزق

الحوار المتمدن-العدد: 2475 - 2008 / 11 / 24 - 08:44
المحور: الادب والفن
    


كنت أعشق البحر
وكان يعشق الجبل
كنت أعرف سرَّه
وكان يعرف مطبّاتي الهوائية كلَّها
كنا نلتقي عند كل مساء، أرتدي له ما يحبّ، وأضع المساحيق على وجهي كأية أنثى مبهورة بالألوان وأنتظره.
كان يجيء محملاً بالحكايات عن آخر أحلامه.
هو لا يزال يحلم رغم الخيبات الكثيرة التي هزمتنا، وأنا مازلت أنتظر قرار زواجه بي.
كنت أفكر على طريقة أمي... الزواج هو الأمان.
تعثرت أحلامي معه، كان يطلب مني المتعة في كل فرصة لقاء، أظنه لن يفكر في الزواج بي أبداً.
وبدل أن يرفضني هو رفضته أنا، وبدأت أتحجج بفقرنا متخلّيةً عن الحلم ببيت مستقل يجمع آمالنا وحتى خيباتنا.
لم تكن تجربتي معه قوية، ولم يكفِ الحب ليصدَّني عن قرار الانفصال.
عندما واجهتُ أمي بقراري أُغمي عليها، بعد يومين اتصلت بعمّي في قريته البعيدة، وطلبت منه الحضور فوراً، أخبرَتْه بمصيبتي وحمَّلْتُه مسؤوليتي، هربتُ ليلاً من البيت إلى مكان مجهول، وتركت لأمي الغالية رسالة طويلة أشرح لها فيها الأسباب التي جعلتني أتخلى عن خطيبي والتي جعلتني أهرب إلى حيث لا أدري، ربما يكون حضنُ المجهول أرحمَ من عمي وقريته وبلادة الفلاحين، قمت بالتسجيل في الجامعة الليلية، واشتغلت نهاراً في مكتبة عمومية، أما النومُ فكنت أتدبر أمري، مرةً في بيت صديقة ومرةً في الفندق، أخذت شهادتي بامتياز مع منحة إلى أستراليا، سافرتُ، تركتُ خلفي انكسارات في حجم الموت، كنت أحاول أن أنسى ما كنت عليه، لكنّ صوتاً عميقاً يسكنني كان ينفجر في رأسي، يذكِّرني أحياناً بأُمّي، وأحياناً أخرى بـ(حازم)، ومرات كثيرة بي، بحقيقتي الهاربة طوعاً إلى آخر الدنيا.
لم أحاول أن أحب مرة ثانية، كنت مكسورة وبحاجة إلى من يجمع شتاتي أولاً، تعرفت على (جورجيو) الأمريكي الأصل حلّقتُ معه في فضاء الحرية، نلتقي حبيبين، ونفترق زملاء مهنة ودراسة حتى انتفخ بطني، لم يسألني التخلي عن شيء، ولم يحاول طرد أحلامي فيه، وفّر لي الأمان وأحبني كما لم يفعل من قبل، اكتشفتُ أن الحب على طريقة (حازم) وَهْم... لم أفكر في العودة إلى أمي رغم السنوات التي فعلتْ ما فعلتْ بقلبي، لقد تأكدت أنني خُلقت في المكان الخطأ مرتين، مرةً بسبب الوطن ومرةً بسبب (حازم)، ابتلعتني الغربة وعشت عمري مع (جورجيو) بلا حب، يكفي أن العقل كان يسيِّر حياتنا بلا ملل، أما الفِراش فكان عملية لها ألوهيتها، ولم تكن تتطلب أكثر من متعة، عندما سافرتُ إلى الوطن، أو أقول إلى أُمّي، اكتشفت أنني كنت المرأة الوحيدة التي حققت أحلامها عن وَهْم.
ماتت أمي، مات (حازم)، ومات عمّي، وبقت حكايتي غصّةً في قلب الوطن.
مسحتُ دمعتي واستسلمتُ إلى غيابي أبداً.



#سهيلة_بورزق (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكاتب
- تجاعيد
- شالوم
- الرّعب الأمريكي
- فقاعة عيد
- رسالة قلب الى محمود درويش
- ثقوب في الذاكرة
- رأسي ورنة خلخالي
- السكسو عربي
- بالونات طفولة
- عفوا لتاء التأنيث
- مرة أخرى
- لمن أشكو ضيق صدري
- أنثى لجميع الاستعمالات
- ليلة دخلة الزعيم
- الكتابة العشق
- كأس ... بيرة
- ليلة القبض على الحب
- مصحة عقلية لكل عربي
- الرغبة


المزيد.....




- -البحث عن جلادي الأسد-.. فيلم استقصائي يتحول إلى دليل إدانة ...
- تقرير رويترز 2025: الجمهور يفضل الفيديو والصحافة البشرية وهك ...
- هكذا تصوّرت السينما نهاية العالم.. 7 أفلام تناولت الحرب النو ...
- بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن ...
- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...
- بالتزامن مع تصوير فيلم -مازيراتي: الإخوة-.. البابا لاوُن الر ...
- -الدوما- الروسي بصدد تبني قانون يحظر الأفلام المتعارضة مع ال ...
- المرحلة الانتقالية بسوريا.. مجلس شعب جديد وسط جدل التمثيل وا ...
- تركي آل الشيخ يكشف عن رسالة لن ينساها من -الزعيم-


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهيلة بورزق - الوهم