أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهيلة بورزق - ليلة القبض على الحب














المزيد.....

ليلة القبض على الحب


سهيلة بورزق

الحوار المتمدن-العدد: 2198 - 2008 / 2 / 21 - 09:14
المحور: الادب والفن
    


على مسافة قريبة، كنت أرقبه وهو يحتفل بصمته، كانت السماء تمطر خارج البار، اقتربتُ من طاولته، حدقتُ في وجهه، لم تكن بيننا سابق معرفة، لكن المكان بحميميته له سلطة غريبة على القلب يجعلك تتخيل زائريه كلهم من طينتك، يبحثون عن ظلٍّ ما يحتمون به من أجساد أنهكها الترحال في اللغة.
جلستُ على الكرسي المقابل وقلت: اسمي شاهين.
ابتسم باستحياء وردّ قائلاً: اسمك "شاهين.ن.م" من فلسطين.
قهقهتُ بصوت مسموع وقلت: وماذا أيضاً؟
قال: رسامة تشكيلية وكاتبة.
قلت: وأبحث عن رجل يشبه المطر.
قال مازحاً: أنا أشبه الإعصار، هل ينفع؟
قلت: أخاف ألا تهدأ أبداً.
قال: صدقتِ، أنا لم أهدأ مع أية امرأة.
قلت: وأنا لا أحبُّ المجازفة بقلبي.
قال: كيف إذن ترسمين؟
قلت: أدغدغ الألوان بخيالي.
قال: والحب؟
قلت: مجرد نغمة جميلة أسمعها من بعيد.
قال: لم تسأليني من أنا؟
قلت: لا أثق في الأسماء.
قال: أنت تشبهين البحر.
قلت: لا، أنا أشبهك.
قال: ماذا تعنين؟
قلت: ألستَ تبحث عن امرأة تهرب منها بعد وقت؟
قال: أنا لا أبحث، أنا أستعطف.
قلت: إذن أنا حالتك.
قال مرتبكاً: حالتي؟ كيف؟
قلت: سأرسم لك جسد امرأة من خيالي، أجمع فيها رغباتك كلها، وما عليك إلا محاورتها من خلالي.
قال: ومع من سأنام؟
قلت: نم مع الجسد الصورة في خيالك.
قال: وأنتِ؟
قلت: سبق وقلتُ لكَ إنني لا أحبُّ المجازفة بقلبي.
قال: وما دخل الحب هنا؟
قلت: كيف تستطيع معاشرة امرأة لا تحبها؟
قال: عفواً، أنا لا أبحث عن الحب، أنا أبحث عن المتعة.
قلت: دعنا نجرِّب فقط.
قال على مضض: لنجرِّب.
بعد أسبوع أعطيتُه اللوحة، وطلبتُ منه تعليقها في غرفة نومه.
كنا نلتقي تباعاً، نتحدث في أمور كثيرة، نشارك بعضنا البعض الأفكار.
حاولتُ تعليمه الرسم، وبعد شهر استطاع رسم وجه يشبهني.
أخبرني أنه نام معي في خياله أكثر مما نام مع الجسد الصورة، لم أتعجب من ذلك فكل الرجال يفعلونها مع اللواتي يغرمون بهن حتى وإن كانوا بين أحضان زوجاتهم... انتظرتُ أن يعلن فراره، انتظرتُ أكثر من سنة، بدأ يجيد الرسم، وبدأت الألوان تمنحه القوة والصبر وربما الحب أيضاً، فمن الصعب الجزم مع رجل مثله يتقن فن الفراش عن متعة.
أصبحت علاقتنا ودودة ومفتوحة على الحياة.. وذات يوم كتبتُ له رسالة وداع، أخبرته فيها عن سفري إلى فلسطين من غير رجعة..
اتصل بي هاتفياً وودّعني بحب، سألني عن موعد الطائرة، وتمنى لي الاستقرار.
وأنا أصعد إلى الطائرة، كنت مملوءة بوجهه وبصوت ضحكته، لقد ملأ أيامي مطراً،
جلستُ بالقرب من النافذة، وتاه نظري بعيداً، وإذا بصوت أعرفه يقول لي: اسمي "مطر.ع.ح" فلسطيني، رسام مبتدئ، يعشقك حدّ العبادة، هل تسمحين لي بالجلوس؟
ضحكنا طويلاً، في حين راحت الطائرة ترتفع، وعلى مسافة بعيدة من الأرض ودعنا أمريكا إلى الأبد.



#سهيلة_بورزق (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصحة عقلية لكل عربي
- الرغبة
- هنا الغربة
- سلطة المقروئية
- فضاء الكتابة
- هيلوين


المزيد.....




- حضور لافت للسينما العراقية في مهرجان عمان السينمائي
- إستذكار الفنان طالب مكي ..تجربة فنية فريدة تتجاوز كل التحديا ...
- براد بيت اختبر شعورا جديدا خلال تصويره فيلم -F1-
- السويد.. هجوم جديد بطائرة مسيرة يستهدف الممثلية التجارية الر ...
- -البحث عن جلادي الأسد-.. فيلم استقصائي يتحول إلى دليل إدانة ...
- تقرير رويترز 2025: الجمهور يفضل الفيديو والصحافة البشرية وهك ...
- هكذا تصوّرت السينما نهاية العالم.. 7 أفلام تناولت الحرب النو ...
- بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن ...
- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهيلة بورزق - ليلة القبض على الحب