أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهيلة بورزق - هيلوين















المزيد.....

هيلوين


سهيلة بورزق

الحوار المتمدن-العدد: 2085 - 2007 / 10 / 31 - 08:38
المحور: الادب والفن
    


Halloween

سحب مسدسه الرمادي ، صوّبه نحو رأسي ، وأطلق النار..
سقطت ، وذراعي مرفوعة في الفراغ ...
لا شيء غير صور متقطعة من طفولة بعيدة...
كان يجب أن تتغير أمور كثيرة بعد موتي ، كأن يقترن زوجي في اليوم الثالث من وفاتي بعشيقته الروسية ماريا ، وكأن يخطر على باله أيضا طرد محامي شركاتي آلبرتو ، مع غلق جمعياتي الخيرية كلّها .
تصورت أنّه سيبقى يزور قبري مرة كلّ شهر على الأقل ويضع عليه زهور النرجس التي أعشق ، لكنّه لم يمشي في جنازتي حتى ، وسافر الى المكسيك لفتح فرع تجاري هناك
عندما وضعوني في القبر وغادروا، شعرت بصوت دافىء يصلني على بعد أمتار يقول لي : عطرك جميل سيّدتي
من هناك ؟
عفوا هل أخفتك؟
من هناك ؟
اسمي حبيب، ومدفون هنا منذ أكثر من سنتين وأنت ؟
هل أنت ميت أم حي ؟
كنت ميتا في الدنيا لكن...
اذن أنت ترى وتسمع مثلي ؟
وأمشي وأزور أهلي و
حقا ...هل أستطيع زيارة أهلي كذلك ؟
يا سيدتي نحن هنا الأحياء و
أينك أريد أن أراك ؟
مدي يدك يمينا وبمجرد لمسك لي سترينني
اني أراك حقا ، لقد ظننت أنه بمجرد دفني سينتهي كلّ شيء
هل تريدين الخروج معي في نزهة ؟
حسنا
ما اسمك ؟
اسمي باربرا
ما الذي حدث لك ؟
قتلني أحدهم
من ؟
لا يهم الآن ، اتبعني
في رمشة عين وصلا القصر ، كان يبدو هادئا
انظر يا حبيب ، هذه غرفة ابني البكر ماكس ، سنرى اذا كان موجودا
كان منبطحا على الأرض وصورة أمه الى جانبه
بكت باربرا بحرقة ...ضمها حبيب اليه ...انحنت ، قبلت جبين ماكس ، مسحت على شعره ، تحرك هو ، شعر بالدفء يسري في جسده ،التقط صورة أمه ، عانقها ونام ثانية.
غرفة نيرما، الابنة الوسطى ، كانت نائمة في سريرها مرتدية قميص نوم أمّها ، ومنكمشة فيه
جلست باربرا على حافة السرير قبلت نيرما، وهمست في أذنها : أنا بالقرب منك يا نيرما
فتحت نيرما عينيها: ماما هل أنت هنا؟
دخلت في نوبة بكاء وباربرا أيضا
مسك حبيب يد باربرا وخرج بها
كان عليها أن تطمئن أخيرا على صغيرها انطوان...دخلت غرفته لكنها لم تجده ، فتحت جميع غرف القصر لا وجود له ،تذكرت غرفة نومها ... فتحتها ، وجدته غارقا في دموعه ، اقتربت منه، كانت تريد ضمه الي حضنها ، لكن حبيب سحبها بقوة وطار بها الى مكان آخر.
تمنت باربرا لو تستطيع أن تظهر لأولادها مرة واحدة ، تأخذهم الى حضنها كما لم تفعل من قبل... سألت حبيب :
هل يمكننا أن نظهر للآخرين ؟
حبيب :لست أدري تماما ، اتبعيني سنسأل ملك الموت.
كان ملك الموت يتأنّق ويتعطر ...سألته باربرا :عفوا سيّدي
هل لديك موعد مع أحدهم اليوم ؟ا
نعم ...سأقبض روح عجوز في التسعين من عمرها
هل تسمح لي بسؤال ؟
بسرعة
هل أستطيع أن أظهر لأولادي ؟
......................................
أرجوك لا تصمت
الظهور للأحياء من فعل الشيطان ، وأنت انسان ...وظهورك لأولادك سيخلق فيهم الكثير من الأمراض النفسية
أفهمك سيدي ملك الموت ، ولكنني مت مغدورة كما تعلم و
قلت لك مستحيل
وطار ملك الموت بعيدا
كان على باربرا العودة الى القصر حتى تتأكد من أمور كثيرة ، اصطحبها حبيب الى هناك ... رأت زوجها ينزل من سيارتها الفخمة ، و معه ماريا زوجته الروسية ، دخلا الى القصر ، كان زوج باربرا يلامس مؤخرة ماريا ويقول لها
مؤخرة روسية تستحق الاهتمام، سأهتم بها الليلة...وراح يقهقه عاليا
التفتت باربرا تتفقد مؤخرتها ، قال لها حبيب :
لا تقلقي لك مؤخرة تستحق الاهتمام أيضا ان أردت ...
عيب يا حبيب نحن أموات ...ثم أنا لا أسمح لك أن تنظر الى مؤخرتي هكذا ...نحن هنا في مهمة انسانية فقط هل فهمت ؟
ما زال حبيب يرمق مؤخرتها بشهوة :
أتدرين أنا لم أنتبه أن لك جسدا ممشوقا هكذا تعالي أقبلك
أيها الميت الحقير ماذا تفعل بي ؟..عد الى قبرك حالا ..لست بحاجة الى مساعدتك
أنا آسف ...لكنك مغرية حقا
اسكت ...اسكت قلت لك
انظري... زوجك يدخل بعروسه الى غرفة النوم ، بالمناسبة ما اسمه؟
اسمه روبرت
تعالي نتفرج ...سيبدأ فيلم المِؤخرة
اخرس قلت لك
لماذا لم يطمئن روبرت على الأولاد قبل ....؟
هم أولادي وحدي
آ...يعني هو زوج أمهم
غبي
أنا كذلك حقا
....................
بماذا تفكرين الآن ؟
أريد تفتيش حقيبته
لكن الحقيبة داخل غرفة النوم
ادخل أنت
متأكدة؟
لا شأن لك بالتفاصيل التي تحدث هناك
تقصدين تفاصيل المؤخرة ؟ بل هي كل المقدمة ...سآتيك بالحقيبة وبصاحبها ان أردت
شوووت ...لا تتأخر
غاب حبيب لأكثر من نصف ساعة ، وعندما عاد...
لماذا تأخرت ؟
لم أكن أعلم أنّ لروسيا مؤخرات بهذه اللذة
استدار حبيب الى مؤخرة باربرا:
يبدو أنّ مؤخرتك أمريكية...وبالتالي ستحتاج الى مدرعات ثقيلة
هل ستصمت أم لا ؟
هل أنت أمريكية ؟
يا الله ...ما هذه الورطة ...؟
لا تنزعجي مني...أرجوك باربرا
طيب ...افتح الحقيبة الآن
انظر ...انها عقود شركاتي
وماذا يعني ذلك ؟
دعني أقرأ باقي الملفات أولا
لماذا تغيرت ملامح وجهك ؟
الحقير ...الحقير ...لقد حوّل العقود كلّها باسمه...
ماذا تنوين عمله الآن ؟
سأحتفظ بهذه الورقة وبهذه أيضا ...لا ...لا ...سأحتفظ بجميع الملفات
وماذا ستفعلين بها ؟
لا تناقشني في أمور لا تخصك
حسنا ...حسنا ...أفهم ماذا تقصدين
اعد الحقيبة الى الغرفة
متأكدة
.................................
لا تنظري اليّ هكذا ...سأتأخر قليلا
أنا ذاهبة لأطمئن على أولادي
اذن سأفتح روسيا
لم تكن روسيا مغلقة يوما
على رأيك ...نصيبي اليوم مع أضخم مؤخرة في تاريخ روسيا...أشكر الله أني ميت حقا
اقترب الفجر ، كان عليهما العودة فورا الى قبريهما
خرج حبيب يتصبب عرقا ، وعادت باربرا باكية حزينة
ما بك ؟
أولادي يا حبيب أولادي
وأين الملفات ؟
خبأتها في مكان آمن
هاتي يدك ....عادا الى تحت الأرض ، نام حبيب كما لم ينم من قبل ، وبقيت باربرا تخطط الى أن جاء ليل اليوم التالي...
قررت باربرا تسجيل شريط بصوتها لمحامها آلبرتو ، تتحدث فيه عن أسرار كثيرة، وقررت أيضا اقرار .
ممتلكاتها كلها باسم أولادها ، مع ابقاء ألبرتو على رأس شركاتها كمستشار قانوني ومالي.
ذهبت الى ملك الموت واستأذنت منه، فوافق وبدأت ترتب لذلك .
كانت تتحدث وكأنّها لم تمت بعد، وتبني شكوكها على افتراضات منطقية لاغبار عليها .
وصلت بيت ألبرتو ، وضعت الشريط أمام الباب ثم دقت الجرس ،كان ألبرتو منهمكا في قراءة بعض الأوراق في مكتبه ، فتح الباب لم يجد أحدا ، انتبه الى الشريط ..حمله ...نادى بواب العمارة سأله اذا رأى أحدا يدخل أو يخرج ، ردّ عليه البواب انّه غلق باب العمارة منذ ساعة...راح ألبرتو يتأمل الشريط والأسئلة المحيّرة تكاد تشل تفكيره...كانت باربرا وحبيب يراقبانه في المكان ...
في الصباح الباكر توجّه ألبرتو الى المحكمة ومعه ما يكفي من الأدلة القاطعة .
قاتل باربرا هو سائقها، أخذ من روبرت مليون دولار وهرب خارج البلاد ...لقد انهار روبرت أمام اختفاء ملفاته التي تثبت براءته المزيفة...حكم عليه بالسجن مدى الحياة ...كانت باربرا ما تزال تخطط لمهمة أخيرة حتى ترتاح في قبرها الى الأبد ، زارت ملك الموت وترجته أن تظهر لزوجها كأوّل وآخر مرّة ، ردّ عليها :
ألم تخبريني سابقا انّك تريدين الظهور لأولادك ؟
نعم سيّدي ، لكنّني الأن مطمئنة عليهم
ولماذا زوجك بالذات ؟
أريد أن أعاتبه
فقط ؟
أرجوك سيّدي ملك الموت
فقط ؟
...................................
لكن بشرط
موافقة سيّدي
ظهورك سيحوّلك بعد ليلة مقمرة الى تراب
ماذا ؟
هذا هو شرطي
وأولادي
هذا هو شرطي
موافقة سيّدي ملك الموت
أوصت باربرا حبيب أن يزور أولادها من وقت الى آخر ...وغابت
في السجن كان روبرت يغط في نوم عميق ، سحبت باربرا غطاءه ...استدار ...رأى جسدا مخيفا برأس كبير وعين واحدة ...يخرج من أذنيه لهيب نار...سحبت مسدسها الرمادي ، صوبته نحو رأسه وأطلقت النار ... سقط وذراعه مرفوعة في الفراغ ...لا شيء غير صور متقطعة من طفولة بعيدة ...



كاتبة جزائرية مقيمة بأمريكا





#سهيلة_بورزق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهيلة بورزق - هيلوين