أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهيلة بورزق - سلطة المقروئية














المزيد.....

سلطة المقروئية


سهيلة بورزق

الحوار المتمدن-العدد: 2159 - 2008 / 1 / 13 - 10:04
المحور: الادب والفن
    


ليس من السهل على الاطلاق ابقاء النص في فضاء المعلومة الفكرية أو الأدبية ، وليس من السهل أيضا تحويل النص الى عملية تشريحية لمقاضاة الكاتب عن أفكاره .
ان الفضاء الكتابي عبارة عن تراكمات وحدوية متقاطعة ضمنيا وماديا ، تصب في ذات الكاتب الذي ليس من المشروط أن نتفق مع سير خطه الايديولوجي أو نختلف
ذلك لأن عملية الكتابة تتحكم فيها معايير مختلفة من التراكمات الثقافية والحضارية والانسانية والشخصية على حد سواء ، لكن هذا لا ينطبق على كل كاتب بدليل وجود ميكانيزمات نظرية تعمل على اظهار جماليات القول من غير قصد التنبيه للمعنى
و للقارىء هنا أدوار متشابكة التقاطع فهو الناقد بدرجات متفاوتة والمتلقي والمرآة وسلطته لا تكمن في بعث النص الى غير أصله فقط وانّما تخبطه في التأولات الخاصة بشخص الكاتب وكأن المؤلف هنا حالة شاذة علينا تسليط الأحكام العشوائية عليه لفك رموز ما حرّك فينا من غموض أوغرائز ناتجة عن أمراض نفسية سابقة أو عن عدم الادراك .
لقد آمنت منذ زمن أن خلو النص الأدبي من أي لذة لا يعدو أن يكون استعارات لغوية عقيمة تسكت في الحكي وتعبر بالقارىء الى أجواء الرتابة والنفور من تأطير البنية السردية في الفهم على حساب المتعة .
اذن كيف أصل الى حرية ختم سلطتي في النص لأشد القارىء الواعي الى ثوابتي السردية من دون شرط ؟ أعتقد أن قوة الكاتب في صدقه وتحرره من سلطة القارىء واذا كتب كي يرضي أخلاق قارىء معين لن يقرأ له قارىء وسيتحوّل الى نشاز بعد حين
واللغة في الأساس هي المشرط الحاد الذي تبنى عليه قواعد النص لأنها المرجع الأولي لاستهلاكها وانبعاثها في ميكانيزم المقروئية ، بل هي الحقيقة الوحيدة التي لا تقبل النقاش
اللغة اذن هي سلطة النص وهي مفتاح نجاح الكاتب وهي الفعالية التي تجلب القارىء الى استراتيجية تمكنها من توليد الدلالات التعبيرية المميزة
لذلك من الصعب أن نفهم لماذا ينجح كاتب عن آخر في جلب القراء الى مساحته وبتفاوت جد واضح .
واذا سلمنا بفكرة أن لكل قارىء صوت ناقد فهذا دليل على نجاح النص في بث مسألته الفكرية المقصودة بغية الوصول الى الهدف وكيفية استغلال مرجعيته ومن ثمة تأكيدها أو تركها
اذن ليس مشروطا على الكاتب اقحام ذاته في الجواب على تأويلات القارىء التي كثيرا ما تكون مصبوغة بانفعالات شخصية جد سلبية
ان للكاتب عوالم ميتافيزيقية غير محدودة تتضاعف حدتها في كتب التاريخ والروايات الطويلة ، بل ومن الكتّاب من يحكم ويجزم ويقطع أن الذي يقوله سيحدث ذات يوم اذن ليس هينا على المؤلف أن يحكم من خلال أقواله وكتاباته وهو يحتكم الى التغيير والتواصل الانساني والمحبة بدليل أن الكثير من الكتاب دخلوا عالم الجنون من أوسع أبوابه ولم يخرجوا منه أبدا ، ثم كيف لقارىء محدود الرؤية والثقافة أن يتسلح بأخلاق خاصة لاسقاط النص في أسئلة عقيمة غير عملية ؟
أجد هنا أن على الكاتب ألا يسمح بسلطته أن تخضع للعقول الملحة على الأخلاق
التي تخدم سرائرهم وتعنتهم وقبحهم وربما دينهم
لا تعبير اذن من غير أصل والأصل هو المبدأ الخطابي في الكاتب وهو أيضا الوسيط بين العقل والذات كعملية فلسفية متداخلة فيما بينها وبين مهمة الكلمة في تسيير التقنية اللغوية ، وأؤكد أن الناقد الجيد هو القارىء الجيد الذي يستطيع التخلص من سياق خطابه الذاتي الذي ليس بالضرورة أن يكون موازيا للآخرين والنص كهيكل له روح متحركة في فضاء اللغة يبدأ من فكرة ما عالقة في ذاكرة المتخيل ثم يتطور الى سياق تحليلي تتحكم فيه واقعية البديل من كل جانب و هي المفارقة التي يؤمن بها الكاتب الحر الذي لا يخرج عن طرح الأسئلة البديلة ليس لتوحيد النص فقط بل لخلق نظرية تقوم بتحديث ما وراء الكتابة . وبما أن اللغة سلاح الفكرة لبلورة الواقع يجب معرفة الواقع بلغته كي يتوافق الخيال والبديل مع ماهو متوفر ، غير ذلك لا نستطيع أن نحصر الكتابات الأخرى الا في خانة الفلسفة والروحانيات .



#سهيلة_بورزق (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضاء الكتابة
- هيلوين


المزيد.....




- خامنئي يبث رسالة باللغة العربية: لن نساوم الصهاينة أبدا ويجب ...
- خامنئي يبث رسالة باللغة العربية: لن نساوم الصهاينة أبدا ويجب ...
- حضور لافت للسينما العراقية في مهرجان عمان السينمائي
- إستذكار الفنان طالب مكي ..تجربة فنية فريدة تتجاوز كل التحديا ...
- براد بيت اختبر شعورا جديدا خلال تصويره فيلم -F1-
- السويد.. هجوم جديد بطائرة مسيرة يستهدف الممثلية التجارية الر ...
- -البحث عن جلادي الأسد-.. فيلم استقصائي يتحول إلى دليل إدانة ...
- تقرير رويترز 2025: الجمهور يفضل الفيديو والصحافة البشرية وهك ...
- هكذا تصوّرت السينما نهاية العالم.. 7 أفلام تناولت الحرب النو ...
- بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهيلة بورزق - سلطة المقروئية