أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهيلة بورزق - كأس ... بيرة














المزيد.....

كأس ... بيرة


سهيلة بورزق

الحوار المتمدن-العدد: 2200 - 2008 / 2 / 23 - 11:11
المحور: الادب والفن
    


انتهينا …هكذا كما يحلو للغة أن تصف هزائمنا الأولى أمام الحب ، انتهينا كما يجب أن تنتهي علامة الاستفهام أمام قامة الصمت ، انتهينا… كما يجب أن ينتهي الحوار بين قلبين لا يجيدان التصالح، كنت عصي القلب ، وكنت مجنونة بالغياب ، هل تراك تقول عني ما يقوله أي رجل خذلته امرأة طائشة في صدقه ؟ أم أقول أنا انّك أكبر من طموحي ، وان عناويني كثيرة المحطات ؟ ، هل يجب أن أبرر لك جنوني بحكمة التلصص على قلبك، ثم تركه وحيدا في مفترق العشق ؟ أنا تلك المرأة التي تمتلك خسائرها بامتهان ، وتصف شهوتها بالموسيقى ، وقصائد الموج … انتهينا …هل كان يجب أن نحتفل بقرار ذبحي لك في عتمة حزنك ، وقفار لوعتي ؟ ، أيها المسروق من زمن ملائكي لا يأتي أبدا .

جلسنا في شرفة منزلك المطلة على شارع من فوضى وغبار ، كانت بيننا طاولة من حوار صامت ، يجيد التعذيب على مهل ، قلت لي :

لماذا الآن ؟

اجبت :

حتى لا تزدحم بداخلنا الأسئلة

قلت :

والحب ؟

اجبت :

هو الحضور ونحن الغياب

لم يكن الحب ليجمعنا لولا الأسئلة ، وها هو يغادرنا للسبب نفسه ، هو الوقت والبعض من قلقنا ، هوالحالة القاطعة التي تأخذ شكل الغموض، ونحن في قمة نفاقنا ، تتداعى أفكارنا ورغباتنا في الحب كما لو كنا نبحث عن تبرير له . اذن لم نختلف ، ولم يكن الحب الا تلك الطاولة التي تفرقنا عن بعد مسافة قاتلة في صمت حاد .

أهجرك اليوم ، كما هجرت يوما وطني ، وابتللت بغربتي فيك ، وتعلمت على يديك فن القتال عن حب.

طاولة من فراق ، عليها وردة بلاستيكية بلون باهت ، هذا كلّ ما يليق بسنوات دامية بيننا ، سأفارقك بعد بضع كلمات أختزل فيها شوقي لك في الغياب . وصلت المطار ، كنت محمّلة بالكثير من عبقك، وبالقليل من صبري ، جلست هناك ، على آخر كرسي في رواق حزني ، فتحت كتاب قلبي وبدأت أقرأ ، في حين راح صوت المضيفة يعلن عن موعد اقلاع الطائرة ، اتجهت بخطوات ثقيلة الى نافذة التذاكر ، ختم الموظف جوازي الأخضر ، وختم معه وثيقة خروجي من ساحة قلبك ، كنت مشدودة الى تلك الطاولة التي فصلت بيننا في كبرياء ،المستديرة في حجم غصتي، هل كان الحب بحاجة الى طاولة حوار ؟ أم هل كان الحوار بحاجة الى حب دائري في شكل تلك الطاولة ؟

ابتسمت في وجهي تلك المضيفة الأمريكية الشقراء وهي تمدني بمنديل ورقي معطر، كما لو أنها رأت دمع قلبي وهو يجرح نبضه ، ويسكر لوعته ، كانت تذكرتي تحمل الرقم أربعة ، جلست ، أو انتهيت ، أو هويت ، أو انتحرت ، سأصل بعد ساعات الى باريس الحب ، لكنني بلا حب ، تلك الباريس الغارقة في الألوهية والبوح .

مالت الشمس أو تكاد ، لم يجلس بقربي أحد ، شعرت بالبرد ، وبكثير من الوحشة ، طلبت من تلك المضيفة التي تجيد قراءتي كأس بيرة ، وقطعة شوكولاطة سوداء ، الطائرة تهتز ، ودواخلي كلّها تهتز ، ووجهك …

نمت ، كنت بحاجة الى صفحة نسيان في نومي ، وعندما استفقت وجدت نفسي بين أحضانك في سريرنا، داخل غرفتنا، في بيتنا ، وصوت أولادنا يرتفع …يا ماما …يا بابا .



#سهيلة_بورزق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلة القبض على الحب
- مصحة عقلية لكل عربي
- الرغبة
- هنا الغربة
- سلطة المقروئية
- فضاء الكتابة
- هيلوين


المزيد.....




- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهيلة بورزق - كأس ... بيرة