أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد حسنين الحسنية - أوباما المصري قبطي أو نوبي ، و أوباما الخليجي من أصل أفريقي














المزيد.....

أوباما المصري قبطي أو نوبي ، و أوباما الخليجي من أصل أفريقي


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2458 - 2008 / 11 / 7 - 05:22
المحور: حقوق الانسان
    


في العالم الناطق بالعربية ، و بين المنحدرين من ذلك العالم و يقيمون خارجه ، إنبسطت الأسارير بفوز باراك أوباما بالرئاسة الأمريكية ، و أسباب ذلك تتنوع ، و لكن يمكن حصرها في أصول أوباما الأفريقية ، و إسمه الثاني حُسين ، فضلاُ عن تمثيله للتغيير و الديناميكية ، و برنامجه الإنتخابي الإقتصادي الذي توجه أساسا للمكافحين ، من أبناء الطبقتين الوسطى و البسيطة .
و لكن يظل السببان الرئيسيان لذلك الإبتهاج لدى الناطقين بالعربية هو أصوله الأفريقية و صلاته بالإسلام ، و إن لم يعتنقه .
فوز أوباما الأمريكي يعني الكثير ، نظرا لأصوله الأفريقية ، و لحالة الهلع من الإسلام ، و هذا الكثير يعني تغلب الواقعية لدى أغلبية الناخبين الأمريكيين على تلك المشاعر السلبية - العنصرية و الإسلاموفوبيا - بما يعني أن المجتمع الأمريكي في الواقع مجتمع سليم في غالبيته ، و أن الصورة التي تنقلها لنا بعض وسائل الإعلام العربية - مطبوعة و إنترنتية و تلفزيونية - غير صحيحة ، أو في أكثر الأقوال تخفيفا ، غير دقيقة .
فإذا كان المجتمع الأمريكي العادي أثبت أنه معافى ، و من قبل أثبت ذلك المجتمع الفرنسي ، فلم يستمع لأقوال العنصري جان ماري لوبين ، و أوصل ساركوزي لقصر الإليزيه ، و أثبت الهولنديون ذلك بإنتخاب هولندي من أصول مغربية لمنصب عمدة أحد مدن هولندا الكبرى ، فإن المجتمعات العربية تحتاج أن تثبت أنها سليمة ، فنحن نغمض أعيننا عن مثالبنا و نرجم الأخرين بالحجارة .
مجتمعاتنا مصابة ليس فقط بالتعصب الديني و المذهبي ، إنها مصابة كذلك بالعنصرية .
نعم المجتمعات العربية ، و الكثير من المجتمعات ذوات الغالبيات الإسلامية ، مثل باكستان ، مصابة بالعنصرية و التمييز الطبقي بالإضافة للتعصب .
لهذا أتوجه لهؤلاء المبتهجين لأسألهم : هل أنتم أيضا على إستعداد لأوباما محلي في بلدانكم .
أوباما مصري ، و أوباما يمني ، و أخر سوداني ، و أخرين من دول الخليج ، و أيضا أوباما موريتاني و عراقي ، و إلى أخر قائمة الدول الناطقة بالعربية .
أن أي شخص إبتهج لفوز أوباما في العالم العربي و الإسلامي ، و يعزي سبب إبتهاجه للسبيين الرئيسيين الواردين أعلاه ، و لكنه في ذات الوقت يرفض في سريرته ، و ليس فقط في علانيته ، وصول شخص ينتمي للأقليات الدينية و الطبقات المضطهدة في بلده لسدة الحكم ، هو شخص منافق ، و لا يصح أن يبتهج لفوز أوباما الأمريكي .
المصري المسلم لكي يحق له أن يحتفل بفوز أوباما عليه أن يقبل أيضا بإمكانية وصول قبطي أو نوبي للرئاسة المصرية .
أوباما المصري هو قبطي أو نوبي ، و أوباما الجزائري هو أمازيغي لا ينكر أصله الأمازيغي ، و بالمثل في المغرب ، و أوباما السوداني جنوبي أو فوري أو بجاوي ، و أوباما اليمني من طبقة الأخدام أو المزاينة ، و أوباما الباكستاني من طبقة المنبوذين ، و أوباما العراقي من الكاولية أو السريان أو الأشوريين أو الكلدان أو الصابئة ، و أوباما الخليجي من نسل الأفارقة الخليجيين الذين يدعوهم الكثير من أهل الخليج للأن بالعبيد ، و بالمثل أوباما الموريتاني من طبقة السودان ، و الإيراني هو سني أو عربي أو كردي أو بلوشي .
و هيلاري العرب ، هي المرأة العربية القادرة على منافسة الرجال في أي إنتخابات سليمة ، دون أن تطعن بسبب كونها أنثى .
لسنا بحاجة سوى لأن نغمض أعيينا عن الألوان ، و نترك الحديث عن الطبقات و الأصول ، و في القرآن الكريم من الآيات ما يعرفها أي مسلم ، و لكن لا تعمل بها الأغلبية ، مثل الحجرات 13 ، و المؤمنون 101 ، و النور 32 ، و غير ذلك ، و أن نبحث في تراثنا الديني عن إجتهادات العلماء و الأئمة التي تسمح بتغيير الدساتير العربية لتجيز تساوي حقوق كافة المواطنيين بشكل مطلق ، فالمذهب الظاهري - و الذي ينتمي إليه الإمام الجليل ابن حزم الأندلسي - سمح بعض علماءه بولاية المرأة لأي منصب ، و هذا رأي وصلت إليه بعض الفرق الإسلامية الأخرى .
فإن لم نجد في تراثنا الإسلامي ما نبحث عنه ، فباب الإجتهاد مفتوح ، و ليجتهد علماء العصر الحالي .
فيا من فرحتم بفوز أوباما الأمريكي ، ليسأل كل واحد منكم نفسه :
هل أنا بالفعل على إستعداد للتصويت لصالح أوباما محلي ، لو أتيحت لي الفرصة لذلك ، و كان هذا الشخص كفؤ لقيادة بلدي ، و لو كان قبطي أو نوبي أو أمازيغي أو كاولي أو جنوبي أو فوري أو أفريقي الأصل أو سرياني أو كلداني أو أشوري أو صابئي أو سني أو شيعي أو من طبقة الأخدام أو المنبوذين ؟؟؟
هل أنا على إستعداد للموافقة على تغيير جذري في دستور بلادي و قوانينها ، و على إستعداد لتجاهل الأعراف التمييزية و العنصرية المتعارف عليها بوطني و محاربتها ؟؟؟
هل أنا على إستعداد لمنح حق الحلم لكل مواطن في أن يصل هو أو ابنه أو ابنته لأعلى منصب بدولتي ؟؟؟
إذا كانت إجابتك بنعم مطلقة فلك الحق أن تبتهج ، و إن كانت بلا على أي سؤال أو جزئية من سؤال ، فلا يحق لك أن تفرح بفوز أوباما ، و لو إبتهجت بفوزه فأنت لست إلا منافق ، لأنك تقف ضد الآلية التي أوصلت أوباما الأمريكي الأفريقي المسيحي ذو الصلات الإسلامية للبيت الأبيض ، آلية المساواة .
إنها أسئلة لضميرك ، قبل أن تستغرق في الإبتهاج .



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نموذجنا هو ثورة التأسيس 1805 ، لا ثورة التأكيد 1919 ، لأن مص ...
- خروج الشعب للثورة هو إستفتاء يمنح الشرعية للثورة ، و يسبغ ال ...
- السطو السعودي على التسامح الأندلسي ، و سكوتنا المخزي
- إنها حرب ثقافية بين نجد و النيل ، و المواجهة لابد منها
- روسيا بوتين ليست نصيرة الفقراء و المضطهدين و التائقين للحرية
- مصارف أمريكا أفرطت ، و مصارف مصر تمتنع و تحابي
- مصارف الخارج أفرطت في أداء وظيفتها ، و مصارف مصر تمتنع و تحا ...
- إلى الإتحاد الأوروبي : أقطع المفاوضات ، و أبدأ في العقوبات
- ليكن النضال شاق و طويل ، و لكن بنيان الجمهورية الثانية قوي و ...
- ضرورة إتفاقية دولية لحماية زوار كل الأماكن المقدسة
- المستقبل للتقدمية ، أي الرأسمالية الضميرية ، أو الطريق الثال ...
- القضية الأندلسية يا سادة يا أوصياء لها أصحاب
- في قضية الجلف الكبير ، الكذب على العالم ضحى
- في قضية هضبة الجلف الكبير ، الكذب على العالم ضحى
- لن أغير رأيي بسبب شهرين
- علم الوراثة الجينية يثبت أن العرب و بني إسرائيل من أصل واحد
- إمتدادات الإخوان المسلمين الخارجية تمنعهم من قيادة التغيير ا ...
- دلالات طلبهم منا الإنتظار ، السلطة خائفة
- يكفيك ما قمت به يا شيخ قرضاوي
- مصر تستحق علم مصري ، لا ألماني قيصري و لا تركي الأصل


المزيد.....




- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا
- السودان: خلاف ضريبي يُبقي مواد إغاثة أممية ضرورية عالقة في م ...
- احتجاجات أمام سجن محلي في تكساس للإفراج عن طلبة تظاهروا دعما ...
- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد حسنين الحسنية - أوباما المصري قبطي أو نوبي ، و أوباما الخليجي من أصل أفريقي