أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد حسنين الحسنية - روسيا بوتين ليست نصيرة الفقراء و المضطهدين و التائقين للحرية














المزيد.....

روسيا بوتين ليست نصيرة الفقراء و المضطهدين و التائقين للحرية


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2445 - 2008 / 10 / 25 - 05:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا أكتب هذا المقال للتأكيد على إحتمالية قيام حرب باردة ثانية ، أو حالة شبيهة بها ، فقد سبق و أن أشرت إلى إحتمالية وقوع حرب باردة جديدة في مقالات سابقة على شبوب النزاع المسلح الروسي – الجورجي ، و إنما أكتبه لمناقشة و نقد الإتجاه العام الذي سار فيه بعض الكتاب عند تناولهم للحرب الروسية - الجورجية .
الإتجاه الذي تسيد هو شعور من البهجة ، و التي عمت الكثيرين ، فأنطلقوا يصورون الصراع على إنه الفجر الذي طال إنتظاره ، و سارت كتاباتهم نحو تصور عالم جديد ، تتغير فيه الموازين ، و قواعد اللعبة .
روسيا بالفعل تغيرت في عهد بوتين - أكان رئيس للدولة أم رئيس للوزراء - عما كانت عليه قبله ، سواء في عالم السياسة الخارجية ، أو على مستوى الداخل ، فعاد للقانون هيبته و تحسن المستوى الإقتصادي للشعب الروسي ، و يسهل على المصري الذي لاحظ في التسعينات من القرن الماضي كيف كان يأتي الروس لمصر ، أن يلمس هذا التغير لعلمه أن الروس اليوم هم أكبر شريحة من السياح التي ترتاد مناطق جنوب سيناء ، و لعل البعض لاحظ الكم غير القليل من إعلانات الوظائف الخالية التي تطلب ملمين باللغة الروسية للعمل في منطقة جنوب سيناء .
و لكن هذا التغير لا يعني أبدا أن الصورة التي رسمتها أقلام معظم الكتاب ، بعد الحرب الروسية - الجورجية ، هي الصورة الحقيقية ، فالحرب الباردة و إن كانت ربما قد أطلت برأسها ، إلا إنها لن تصل بسهولة لنفس الدرجة من الحدة التي كانت عليها أبان الحرب الباردة الأولى ، خاصة لو وصل رئيس ذا ميول توافقية لسدة الحكم في أمريكا ، و نظراً أيضا لطبيعة السياسة التي إخطتها روسيا في عهد بوتين لنفسها .
و لكن لندع ذلك ، فنتجاهل درجة حرارة النزاع الروسي مع القوى الأخرى ، و للننظر بالمنظور الذي يهمنا ، كقوى سياسية تعمل من أجل تحرير شعوبها من قبضة الإستبداد و الفساد و الفقر و التمييز ، فنضع السياسة الروسية تحت عدسة مكبرة ، و ليس مجهر - لأن ما نبحث عنه ليس خفي بدرجة كبيرة - لنتعرف على النهج الروسي الحالي ، و هل روسيا سوف تساعدنا في مهمتنا ، أو حتى ستقف في صفنا ؟
القيادة الروسية خلال الأعوام الثماني الماضية ، لم يصدر عنها أي خطوة جدية لدعم حركات التحرر من قوى الإستبداد و الفساد الحاكمة في أنحاء العالم ، فلم تمد يدها لأي حركة تحررية .
روسيا بوتين ، لا تتعامل إلا مع أنظمة قائمة بالفعل ، فهي قد تستقبل رؤساء دول معارضين للنظام البوشي ، و تحمي جزئياً أنظمة معارضة للسياسة الأمريكية البوشية ، و تزور أساطيلها تلك البلدان ، و لكنها لا تتعامل مع حركات معارضة سياسية .
روسيا الحالية تبحث فقط عن منفعتها ، و لكن بشكل ضيق و عاجل ، فليس لديها الصبر القديم ، فتنتظر حتى تثمر حركة معارضة و تسقط نظام سياسي قائم ، و ربما قرأ البعض تصريح لمسئول بالخارجية الروسية - نشر منذ أشهر بموقع وكالة الأنباء الروسية الرسمية باللغة العربية - عن الصداقة التي تربط روسيا بنظام مبارك .
ذلك لأن روسيا بوتين طموحاتها - على الأقل في الوقت الراهن و المستقبل القريب - محدوده للغاية ، فهمها الأول بعد حماية مجالها الجغرافي ، بالسيطرة على عدد من الدول المحيطة بها ، و تأمين نفسها من أي هجوم عسكري ، هو الصفقات التجارية للمنتجات الروسية ، أكانت مدنية أم عسكرية .
إذا الشرط الذي سبق و أن ذكرته في مقال : روسيا تحتاجين إلى حلفاء تحتاجين إلى أصدقاء ، بمطالبتها بالتحالف مع المستضعفين ، لكي تصبح قوة عالمية تدعمها شعوب العالم ، لم يتحقق ، لهذا لا يجب أن توضع عليها الآمال ، و لا يصح أن يغرق بعضنا في الأحلام ، و يُغرق أخرين معه ، فروسيا بوتين ، ليست نصيرة للشعوب المستضعفة التائقة للعدالة و الرفاهية .
روسيا بوتين تبحث فقط عن مصالحها الذاتية المحدودة ، و عن إعتراف الكبار بها ، فلا تنتظروا منها شيء .

أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين الحسنية
بوخارست - رومانيا
حزب كل مصر
تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر




#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصارف أمريكا أفرطت ، و مصارف مصر تمتنع و تحابي
- مصارف الخارج أفرطت في أداء وظيفتها ، و مصارف مصر تمتنع و تحا ...
- إلى الإتحاد الأوروبي : أقطع المفاوضات ، و أبدأ في العقوبات
- ليكن النضال شاق و طويل ، و لكن بنيان الجمهورية الثانية قوي و ...
- ضرورة إتفاقية دولية لحماية زوار كل الأماكن المقدسة
- المستقبل للتقدمية ، أي الرأسمالية الضميرية ، أو الطريق الثال ...
- القضية الأندلسية يا سادة يا أوصياء لها أصحاب
- في قضية الجلف الكبير ، الكذب على العالم ضحى
- في قضية هضبة الجلف الكبير ، الكذب على العالم ضحى
- لن أغير رأيي بسبب شهرين
- علم الوراثة الجينية يثبت أن العرب و بني إسرائيل من أصل واحد
- إمتدادات الإخوان المسلمين الخارجية تمنعهم من قيادة التغيير ا ...
- دلالات طلبهم منا الإنتظار ، السلطة خائفة
- يكفيك ما قمت به يا شيخ قرضاوي
- مصر تستحق علم مصري ، لا ألماني قيصري و لا تركي الأصل
- مبارك و الخديوي إسماعيل ، مقارنة لازالت في صالح الثاني
- الدعاء وحده لا يكفي يا شيخ إبراهيم
- في مسألة التمييز ، لماذا لا نعدل فتأمن مصر ؟
- عرب الحضارة ضد عرب البداوة ، صراع قديم قائم
- غزة ، مرحباً بالإنضمام ، و لا لعودة الإدارة المصرية


المزيد.....




- صَدمة وقوالب حلوى والكثير من الأمنيات نانسي عجرم تحتفل بعيد ...
- جمال روبرتس بطل جديد لـ -أمريكان أيدول-
- غـــزة: أي تــداعــيــات لــلــعــمــلـيـة الــبــريـة ؟
- ماكرون وستارمر وكارني يهددون إسرائيل بإجراءات -عقابية- بسبب ...
- قادة بريطانيا وفرنسا وكندا يهددون بمعاقبة إسرائيل إذا لم تُو ...
- نائبة المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط في لبنان مجددا ...
- أكثر من 100 دولة تؤكد مشاركتها في مؤتمر الأمن في موسكو
- خبير مصري يحذر من خطر داهم يهدد مصر والسودان بعد تأخير إثيوب ...
- أوشاكوف: ترامب أكد لبوتين أن العلاقات الأمريكية الروسية ستكو ...
- مساعد الرئيس الروسي يحدد مخرجات المحادثة بين بوتين وترامب


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد حسنين الحسنية - روسيا بوتين ليست نصيرة الفقراء و المضطهدين و التائقين للحرية