|
غزة ، مرحباً بالإنضمام ، و لا لعودة الإدارة المصرية
أحمد حسنين الحسنية
الحوار المتمدن-العدد: 2403 - 2008 / 9 / 13 - 02:48
المحور:
القضية الفلسطينية
مهما يكن مقدار الوقت الذي مر على تصريحات وزير خارجية آل مبارك عن إمكانية إرسال قوات عربية أو أجنبية إلى قطاع غزة ، فإن تلك التصريحات أكانت لإعداد الرأي العام المصري و الغزاوي لتلك الخطوة في المستقبل بإعتبار أن القرار قد أتخذ بالفعل ، أو كانت لجس النبض و دراسة ردود الأفعال لبيان إمكانية اللجوء لذلك الحل في المستقبل ، أو لمجرد لتهديد بعض الأطراف الغزاوية ، فإنها يجب أن تعامل بجدية تامة ، حتى لو تم التراجع عنها بعد ذلك بشكل غير مباشر ، كما حدث بالفعل ، لأن من سيتحمل تبعة تنفيذها – لو نُفذت – هو الشعب المصري ، لأن من غير المنطقي الأخذ بإمكانية مشاركة أية دولة أجنبية في تلك القوات ، فأين يمكن أن نجد نظام أجنبي واحد تبلغ به الحماقة حد الموافقة على إرسال قواته إلى القطاع ، بعد أن إنسحبت إسرائيل ذاتها منه ، برغم المعتقدات التوراتية ، و الحجج التاريخية ، و على عهد صقرها شارون ؟؟؟؟
كذلك لن يقع في هذا المستنقع سوى الجيش المصري ، لو مر المشروع في صورته العربية الخالصة ، لأن العادة العربية القديمة و الجارية ، هي أن تتحمل مصر بمفردها المشاق و المخاطر ، و لبقية العرب و الأجانب المغانم و المكاسب ، كما في حرب تحرير الكويت ، فأي قوات عربية لن تكون إلا رمزية ، و ستشغل الأماكن المأمونة ، و تُكلف بالمهام النظيفة المحبوبة ، كتوزيع المساعدات و الحلوى ، و رعاية الأيتام و المسنين و بقية المحتاجين ، بينما لنا وحدنا المشاق ، و المخاطر ، و المهام القذرة .
أن دخول أي قوات - أياً كانت جنسيتها - إلى القطاع ، في ظل الوضع الحالي ، لن يكون إلا دخول إلى مستنقع ، أو السير إلى بحر للرمال المتحركة ، و كفى مصر مستنقع اليمن الذي كان كارثة ، نتيجة أخطاء في إتخاذ القرار الإستراتيجي ، و حرب 1967 ، التي لم يكن لها من داع ، و إنسقنا إلى فخها بأرجلنا ، تلك الحرب التي لازال يدفع ثمنها الشعب الفلسطيني ، و سكان الجولان ، و من قبل شارك في الدفع الشعب المصري ، و الشعب الأردني .
الشكل الوحيد المقبول للتدخل المصري في القطاع ، هو الحل الذي سبق و أن طرحته في الخامس من فبراير 2008 ، في مقال بعنوان : لماذا لا تنضم غزة إلى مصر ؟
الصورة القانونية الوحيدة التي يمكن أن نقبلها كمصريين ، و من الممكن أن يتقبلها الغزاويين ، هو أن ينضم قطاع غزة - بمحض إرادته الحرة - إلى مصر ، و بنفس الطريقة التي إنضمت بها ألمانيا الديمقراطية - أو الشرقية - إلى ألمانيا الإتحادية ، أي ما أعنيه هو إنضمام ، و ليس وحدة بين كيانين ، ينتج عنها كيان ثالث جديد ، فالإنضمام سيحفظ لمصر كيانها ، و وضعها القانوني ، المعروفين حالياً ، كما إحتفظت ألمانيا الإتحادية بكيانها و وضعها ، دون أي تغيير ، برغم إنضمام ألمانيا الشرقية لها ، و في هذا ميزة لسكان القطاع ، لأنهم بمجرد الإنضمام سيتمتعون - تلقائياً – بنفس الوضع القانوني الذي يتمتع به المواطن المصري في مصر ، و ستكون أراضي القطاع جزء من السيادة المصرية ، يحميها الجيش المصري ، و القوانين و المواثيق و المعاهدات الدولية .
على إن هذا الإقتراح يلزمه موافقة غزاوية شعبية ساحقة صريحة ، و أشدد على كلمتين ، هما غزاوية ، و ليست ضفوية ، و على شعبية ، و ليست رسمية ، حتى يكون هذا الإنضمام مبني على أسس شرعية متينة ، تكفل له البقاء ، دون تجاهل للخطوات الدستورية – القانونية ، التي يجب إتباعها .
على هذا الإقتراح لا يمكن تنفيذه في عهد آل مبارك ، الذين لا يتمتعون بأي قبول شعبي في غزة ، بعد أن شهد الغزاويين على يديهم الويل ، و لازال يتجرعون - بفضل آل مبارك - الحنظل .
الإقتراح أيضا يحتاج نظام مصري يتمتع بالشرعية في نظر الشعب المصري .
مثلما يحتاج نظام مصري ديمقراطي ، لأن الغزاويين لن يقبلوا بالإنضمام إلى دولة تقل فيها مساحة الحرية عما عهدوه ، و تحكم بقانون للطوارئ منذ أكثر من ربع قرن .
هذه هي الحالة الوحيدة المقبولة لدخول قوات مصرية إلى القطاع ، فالقوات المصرية ، سواء تنتمي إلى الجيش أو الشرطة ، مرفوض أن تخرج من الحدود المصرية بغير غرض الدفاع عن مصر ، لأن أول شعب عرف الضمير و القانون ، لن يتحول إلى محتل أو أداة .
#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يوم الفخر - يوم الدرعية 9-9-1818
-
أوباما أو ماكين ، العبرة بالموقف من القضية المصرية
-
لسنا ضد أهل الخليج ، و لكن ضد بيع مصر لهم
-
تصوراتنا للإتحاد المتوسطي ، دراسة مدرسية متبادلة لتاريخ بعضن
...
-
عبد الوهاب المسيري حي بنا
-
لا تنامي يا محلة ، فمن يتحدى آل مبارك لا ينام
-
هل ينقص مصر الطلاب ؟
-
المحكمة المتوسطية العليا لحقوق الإنسان
-
تصوراتنا لإتحاد المتوسط ، السفر و العمل و التجارة و البيئة و
...
-
إستفتاء شعبي لكل قانون ، هو الطريق للحرية و العدالة
-
إتحاد شمال شرق أفريقيا هو الأقرب للواقع
-
أئمة المساجد بالإنتخاب
-
عودة الروح الفرنسية لساركوزي ، و لكنها ليست كما نرغب
-
شارع الخليفة المأمون سابقاً ، الوجه الحقيقي لطاغية
-
المعارضة المصرية بين الدرس النيبالي و خيانة الرابع من مايو
-
دوحة ترحيل المشاكل للغد
-
الساركوزية هي أقرب للبونابرتية و ليست بأي حال ديجولية
-
حتى تعود مصر لمكانتها ، الحلقة الأولى
-
فوتوغرافية هذه الحقبة
-
فأغرقناه و من معه جميعاً ، لا للعفو عن الرتب الصغرى
المزيد.....
-
تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو
...
-
ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض
...
-
المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
-
هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
-
ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
-
5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
-
واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
-
الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
-
ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع
...
-
هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
المزيد.....
-
المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق
...
/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية
/ جوزيف ظاهر
-
الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية-
/ ماهر الشريف
-
اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا
/ طلال الربيعي
-
المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين
/ عادل العمري
-
«طوفان الأقصى»، وما بعده..
/ فهد سليمان
-
رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث
...
/ مرزوق الحلالي
-
غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة
/ أحمد جردات
-
حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق
...
/ غازي الصوراني
-
التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|