أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - أحمد حسنين الحسنية - أوباما أو ماكين ، العبرة بالموقف من القضية المصرية














المزيد.....

أوباما أو ماكين ، العبرة بالموقف من القضية المصرية


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2388 - 2008 / 8 / 29 - 04:24
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


أن يكون إسمه الثاني حُسين ، أو أنه ينحدر من أصل كيني عن طريق أبيه ، أو أنه أول أمريكي من أصل أفريقي يصل إلى هذه المرحلة في التنافس على منصب الرئاسة في الولايات المتحدة ، أو أن حياته تعد قصة كفاح ، فإن كل ذلك لا يعنيني كمواطن مصري يتابع – مثل الملايين أو المليارات من البشر - تطورات الإنتخابات الأمريكية ، و ينتظر نتائجها .
لو أيدت مرشح ما ، أو تمنيت فوزه ، بسبب أسماء يحملها لها دلالات دينية ، فهذا يعني إنني متعصب ، كما أن تلك الأسماء لا تعني شيء فالذي تسبب و يتسبب للأن فيما نحن فيه من بلاء أسمه محمد و حسني و مبارك ، و لو أيدت أوباما بسبب لونه الأسمر أو شقه الأفريقي ، فهذا يعني إنني عنصري ، فالعنصرية ليست وقف على ذوي الأصول الأوروبية ، و لو أيدته بناء على قصة الكفاح الشخصية فهذا سيعني إنني غير أهل للحكم على الأفراد ، بسبب خلطي بين الشخصي و العام ، فالسيرة الذاتية لفرد ما ، أو خلفيته الإجتماعية ، ليستا وسيلة للحكم على الأفراد ، فمبارك الأب لم يكن يوما نصيراً للضعفاء و البسطاء برغم أصوله البسيطة ، بل للأسف لم يشهد المواطن المصري البسيط مرحلة غبراء كالحقبة المباركية ، أو الشدة المباركية كما أطلقت عليها منذ خمسة أعوام .
كما إنني لن أتمنى فوز أي مرشح في الإنتخابات الأمريكية بناء على موقفه من القضية الفلسطينية ، أو العراقية ، أو الأفغانية ، أو الباكستانية ، أو الجورجية ، أو المريخية ، كما تفعل الصحف النظامية و الأمنية ، و المواقع الإخبارية المخابراتية المصرية ، أو كما تفعل القنوات الإخبارية المحلية أو الفضائية ، المصرية و الإقليمية المتحدثة بالعربية .
حكمي على أي مرشح في إنتخابات الرئاسة الأمريكية ، سواء كان مرشح لأحد الحزبين الكبيرين ، أو بإسم أحد الأحزاب الصغيرة مثل حزب الخضر ، من اليسار الأمريكي ، أو حزب الدستور ، من اليمين الأمريكي المحافظ ، هو بناء على موقف المرشح من القضية المصرية ، و أقول القضية المصرية ، لأن هناك ثمانين مليون مصري يعيشون في ظل قانون عرفي عسكري منذ 1981 ، و أكثر من نصفهم ، أي أربعين مليون نفس و يزيد ، يحيون في فقر مدقع ، أوصل بعضهم إلى العيش في المقابر ، و مزاحمة الموتى ، و هؤلاء لا يقلون في القاهرة الكبرى عن مليون و ثلاثمائة ألف نفس بشرية حية ، و لكن تحيا حياة الموت ، هذا إضافة لقمع الحريات ، و الفساد ، و التدهور المستمر لحقوق الإنسان المصري ، و منها تكافؤ الفرص ، و التعليم الجيد الذي يناسب العصر ، و الخدمات الصحية ، فضلاً عن جريمة بيع مصر ، و تجريد الأجيال المصرية الحالية و القادمة من أصولها الإقتصادية لصالح أثرياء الخليج و حكامه .
هناك إذا قضية مصرية ، لا تقل أهمية لدي كمصري عن القضية الفلسطينية و العراقية و غيرهما من القضايا ، بل تفوقهما أهمية ، دون أن يعني ذلك تقليلي لأهمية تلك القضايا الإقليمية ، و لكن الأولوية لكل شخص هي قضية بلده ، و مشكلة مجتمعه ، و مأساة شعبه .
إذا السؤال الحاكم في مسألة الإنتخابات الأمريكية ، أو لأقل المعيار أو الميزان المصري الذي يجب الحكم به ، هو : ماذا سيفعل أوباما أو ماكين – أو غيرهما من المرشحين - في القضية المصرية ؟ أو : ما العون الذي سيقدمه أي مرشح أمريكي للشعب المصري ؟ و العون الذي أعنيه هنا الدعم الذي سيقدمه الفائز منهما للشعب المصري من أجل أن يسترد الشعب المصري حريته التي فقدها ، و رفاهيته المسروقه ، و كرامته المهدرة ؟
أعلم ، مثلما أؤمن بشدة ، بأن إسترداد حريتنا و رفاهيتنا و كرامتنا ، هي مسألة مصرية صميمة ، و لكن أيضا أؤمن بأهمية قطع خطوط الإمداد و التموين المادي و المعنوي التي يتلقها نظام آل مبارك من الخارج ، و التي تعمل على إبقائه في السلطة ، فوقف الدعم الأمريكي و الخارجي ، سوف يضعفهم ، و يسهل معركتنا السلمية من أجل الإطاحة بهم ، و الإنضمام بعد ذلك للعالم الحر ، عالم الرفاهية و التقدم .
إن الإسهام الأمريكي غير المباشر في معركة الحرية المصرية ، برفع الدعم الأمريكي عن آل مبارك ، و ترك الشعب المصري ليخوض معركته السلمية - بتكافؤ – مع النظام غير المبارك الحاكم ، في سبيل الحرية و الرفاهية و التقدم ، سيكون أول خطوة جادة في سبيل إعادة السمعة الأمريكية في مصر لما كانت عليه بُعيد الحرب العالمية الأولى ، و تحديداً في 1918 ، أبان حكم الرئيس الأمريكي الراحل وودر ويلسون - صاحب المبادئ الأربعة الشهيرة ، و منها حق تقرير المصير - دون الحاجة لإعلانات مدفوعة ، و أموال لدعم كتاب مرتزقة لا تصل كتاباتهم لأحد .
هذا هو المعيار العقلاني ، و الميزان الصائب ، الذي يجب أن نحكم به كمصريين مطحونين على أي متنافس رئاسي أمريكي ، لا بالأسماء ، ولا بالألوان أو الأصول العرقية ، و لو تجاهل المتنافسان الرئيسيان الحاليان القضية المصرية ، إذاً فإن الإثنان يجب أن يكونا لدينا سيان ، لا أهمية لهما لنا كشعب يرزح تحت وطأة حكم غاشم فاسد مدعوم أمريكياً .



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لسنا ضد أهل الخليج ، و لكن ضد بيع مصر لهم
- تصوراتنا للإتحاد المتوسطي ، دراسة مدرسية متبادلة لتاريخ بعضن ...
- عبد الوهاب المسيري حي بنا
- لا تنامي يا محلة ، فمن يتحدى آل مبارك لا ينام
- هل ينقص مصر الطلاب ؟
- المحكمة المتوسطية العليا لحقوق الإنسان
- تصوراتنا لإتحاد المتوسط ، السفر و العمل و التجارة و البيئة و ...
- إستفتاء شعبي لكل قانون ، هو الطريق للحرية و العدالة
- إتحاد شمال شرق أفريقيا هو الأقرب للواقع
- أئمة المساجد بالإنتخاب
- عودة الروح الفرنسية لساركوزي ، و لكنها ليست كما نرغب
- شارع الخليفة المأمون سابقاً ، الوجه الحقيقي لطاغية
- المعارضة المصرية بين الدرس النيبالي و خيانة الرابع من مايو
- دوحة ترحيل المشاكل للغد
- الساركوزية هي أقرب للبونابرتية و ليست بأي حال ديجولية
- حتى تعود مصر لمكانتها ، الحلقة الأولى
- فوتوغرافية هذه الحقبة
- فأغرقناه و من معه جميعاً ، لا للعفو عن الرتب الصغرى
- فأغرقناه و من معه جميعاُ ، لا للعفو عن الرتب الصغرى
- أمريكا على طريق روما ، طريق إلى حرب باردة ثانية


المزيد.....




- السعودية.. مدير مكتب محمد بن سلمان يثير تفاعلا بصور تخرج ابن ...
- لحظة تفاجؤ متحدثة خارجية أمريكا عند علمها من مراسلة CNN بتغي ...
- العراق.. فيديو غضب مقتدى الصدر وما فعله على منصة خلال كلمة م ...
- بولتون: الفوضى جزء من حمض ترامب النووي
- مستشار سابق لبوتين: صفقة المعادن استعباد استعماريٌّ جديد لأو ...
- ترامب يعلن -أيام النصر- للحربين العالميتين الأولى والثانية
- -نحن نغرق-.. نداء استغاثة من سفينة -أسطول الحرية- المتجهة لغ ...
- مع حلول شهر مايو.. موسكو وضواحيها تتعرض لموجة قياسية من المط ...
- -ناطقة بالروسية-.. واشنطن تعين قائمة بالأعمال لسفارتها في كي ...
- عاجل | مصادر للجزيرة: قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة ن ...


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - أحمد حسنين الحسنية - أوباما أو ماكين ، العبرة بالموقف من القضية المصرية