أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - عبد الوهاب المسيري حي بنا














المزيد.....

عبد الوهاب المسيري حي بنا


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2334 - 2008 / 7 / 6 - 05:41
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


إلي خلف ما مات ، مثل مصري شعبي أصيل ، معبر عن الحقيقة ، ككثير من أمثالنا التي أبدعها عباقرة مجهولون ، في أغلب الظن لم ينالوا حظا وافراً من العلم ، و لكن إستطاعوا بعقولهم اللامعة قراءة كتاب حقائق الحياة الدنيوية ، ليصوغوا منه حكم و أمثال ذهبية ورثناها عنهم ، و علينا الحفاظ عليها .
من وجهة نظري الشخصية ، و عندما أتأمل في ذلك المثل - و الذي بدأت به المقال – أجد أنه أكثر تعبيرا عن الوراثة الفكرية من الوراثة البيولوجية ، فالأب إن لم يورث ابنه و ابنته مبادئ و قيم و أهداف ، فإن مجرد حمل الإسم لا يعني الكثير .
إيمان فرد ما بأفكار و مبادئ و قيم و أهداف ، ثم توريثها لآخرين - يمتون له بصلة أم لا - يعتنقونها ، و يحملونها من بعده و يعملون بها و لها ، جيل فجيل ، هو الخلود الدنيوي ، و الذكر المستمر المرفوع .
على إن ذلك ليس وقف على المشاهير ، ذلك إن أي فرد عادي ، يغرس في أبنائه و بناته ، أو في أشخاص أخرين لا يمتون له بيولوجياً ، مبادئ و قيم و أهداف سامية ، يحملونها من بعده و يلقنونها لأخرين ، هو من أولئك الخالدين ، و لهذا كاد المعلم الذي يؤمن بأن مهنته رسالة عليه تأديتها بأمانة و حرص للأجيال اليافعة ، و أن عليه بجانب تلقين العلم ، تلقين سلوك و قيم و ومبادئ ، أن يكون رسول .

بطل الشعب المصري ، الأستاذ الدكتور عبد الوهاب المسيري ، و إن توفاه الله بالأمس القريب ، فإنه من أولئك الأفراد الخالدين بأبنائهم ، أبنائهم الذين يحملون الفكر ، و يؤمنون بالأهداف ، و يجتهدون لتكون واقع .
بطل مصر ، دكتور عبد الوهاب المسيري له ، و لكل الجيل المؤسس لحركة كفاية ، ملايين الأبناء ، في مصر ، و في خارج مصر ، في العالم المتحدث بالعربية ، يدل على ذلك الحركات الجنينية التي بدأت في بعض البلدان المتحدثة بالعربية ، و التي إتخذت شكل كفاية الأم ، و قد قابلت في منفاي برومانيا ، بعضا من أهل البلدان المتحدثة بالعربية ، و بخاصة من أهل العراق الكرام ، من أبدى شديد الإعجاب بحركة كفاية ، فكرة و أهدافا و وسائل .
لقد كانت كفاية بمثابة الزلزال ، الذي بدأ في إيقاظ الهمم ، لهذا أشبه مؤسسيها بآباء ثورة 1805 ، من القادة الدينيين و مشايخ الحرف و رؤساء التجار و زعماء الأحياء السكنية بالقاهرة ، الذين قادوا ثورة شعبية عظيمة غيرت وجه مصر لليوم ، و بمثل المجموعة التي ذهبت في نوفمبر 1918 ، لتقابل المندوب السامي البريطاني ، و كانت هي بداية أخرى لتغيير مسار مصر للأفضل .
كفاية كانت عند ولادتها خروج على المألوف ، و كسر لقواعد اللعبة السائدة ، مثل ثورة 1805 ، التي أدخلت الشعب المصري لاعبا أساسيا في الساحة السياسية المحلية ليقول الكلمة الفصل وقتها ، و مثل أباء ثورة 1919 الذين كانوا أيضا خروج عن اللعبة المألوفة آنذاك ، و تحطيم لعالم الأحزاب القديمة القائمة التي إستنفدت زخمها الأول .

كفاية جاءت فنطقت بالكلمة و الفكرة التي حرمها آل مبارك ، لتصرخ في وجههم كفاية .
كفاية لم تأت لتعترض على مادة جائرة في قانون ، أو حتى قانون مشبوه ، و لم تأت لتتنافس على مقاعد برلمانية – زي قلتها أو مثل عدمها - في مجلس شعب مشلول ، و إنما لتقول كفاية لهذا العهد الذي لا أمل في إصلاحه .
كفاية أصبحت مظلة التغيير المحايدة – و هذا جزء من عبقرية الجيل المؤسس - فكان أن إنضوى تحتها – بكل ترحاب – التقدمي و القومي المصري و القومي العربي و الإشتراكي و المحافظ و الليبرالي ، و بقية الأطياف السياسية و الإجتماعية و الإقتصادية .
كلنا نعترف بفضلها ، بفضل كفاية علينا ، و بفضل أبائها المؤسسين ، و منهم الراحل العظيم أ. د. عبد الوهاب المسيري ، الذي و إن رحل عنا بالجسد ، و لكنه خالد في الملايين من أبنائه بالفكرة .

إنني واثق إنه سيأتي اليوم ، الذي ستنطلق فيه ثورة مصر الشعبية الثالثة في العصر الحديث ، فكل الدلائل تدل على ذلك ، فالفاسدين ، صم عمي لا يفقهون أن الشعب على وشك الإنفجار ، و أن الإقتصاديين في العالم يقولون ان الأسوء لم يأت بعد .
سيأتي – لا محالة إذاً - الوقت الذي تنطلق فيه ثورة شعبية مصرية ثالثة ، تؤسس مصر أخرى ، مصر تعترف بفضل الجيل المؤسس لكفاية ، و تنظر له على أنهم أباء الثورة المصرية الشعبية الثالثة .
د. عبد الوهاب المسيري ، حي بالملايين في مصر و العالم العربي ، الذين سيواصلون مسيرة التغيير .



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تنامي يا محلة ، فمن يتحدى آل مبارك لا ينام
- هل ينقص مصر الطلاب ؟
- المحكمة المتوسطية العليا لحقوق الإنسان
- تصوراتنا لإتحاد المتوسط ، السفر و العمل و التجارة و البيئة و ...
- إستفتاء شعبي لكل قانون ، هو الطريق للحرية و العدالة
- إتحاد شمال شرق أفريقيا هو الأقرب للواقع
- أئمة المساجد بالإنتخاب
- عودة الروح الفرنسية لساركوزي ، و لكنها ليست كما نرغب
- شارع الخليفة المأمون سابقاً ، الوجه الحقيقي لطاغية
- المعارضة المصرية بين الدرس النيبالي و خيانة الرابع من مايو
- دوحة ترحيل المشاكل للغد
- الساركوزية هي أقرب للبونابرتية و ليست بأي حال ديجولية
- حتى تعود مصر لمكانتها ، الحلقة الأولى
- فوتوغرافية هذه الحقبة
- فأغرقناه و من معه جميعاً ، لا للعفو عن الرتب الصغرى
- فأغرقناه و من معه جميعاُ ، لا للعفو عن الرتب الصغرى
- أمريكا على طريق روما ، طريق إلى حرب باردة ثانية
- لماذا لا تنضم غزة إلى مصر ؟
- إنهم الخوالف و الأعراب في ساعة العسرة
- إنها ثورة الشعب المصري ، لا حزب العمل


المزيد.....




- الأردن.. جدل حول بدء تنفيذ نص قانوني يمنع حبس المَدين
- إيران تؤكد مقتل علي شدماني قائد -مقر خاتم الأنبياء- في غارات ...
- ما الذي حدث في غزة خلال 12 يوماً من المواجهة بين إيران وإسرا ...
- ألمانيا.. السوري المشتبه به بهجوم بيليفيلد عضو في -داعش-
- بزشكيان يؤيد منطقة خالية من الأسلحة النووية بما يشمل إسرائيل ...
- نيوزويك: هل كان قصف ترامب مواقع إيران النووية فكرة صائبة؟
- مقتل 17 جنديا في شمال نيجيريا إثر هجوم جديد على قواعد تابعة ...
- زيمبابوي تحطم الرقم القياسي بمبيعات التبغ لعام 2025 بأكثر من ...
- إريتريا تسعى لإلغاء ولاية المحقق الأممي لديها بعد إدانتها
- الفلاحي: المقاومة تركز على ضرب الآليات التي يصعب تعويضها خلا ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - عبد الوهاب المسيري حي بنا