أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - إنهم الخوالف و الأعراب في ساعة العسرة














المزيد.....

إنهم الخوالف و الأعراب في ساعة العسرة


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2270 - 2008 / 5 / 3 - 03:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


إنها لحظات تاريخية نمر بها ، فصفحات من التاريخ الأن تُكتب سطورها أمام أعيننا ، بل لنقل بدقة أكثر إننا من نكتب التاريخ ، نحن المواطنين المصريين العاديين ، من كل شريحة إقتصادية – إجتماعية ، و من كل لون سياسي و ثقافي .
لكن كتابة التاريخ الشعبي غالباً ما تكون مؤلمة ، فاللحظات التاريخية دائما عسيرة ، إنها ساعة العسرة .
نعم مصر تمر اليوم بساعة العسرة ، حيث الضغوط الإقتصادية الرهيبة ، و التدهور الإجتماعي الخطير ، و جبابرة النظام الذين يريدون أن تبقى الأحوال كما هي ، و لم يتوقفوا للحظة عن القتال من أجل إحباط ولادة عصر جديد ، فمن تهديدات سافرة إلى إعتقالات ، إلى محاكم عسكرية ، و من قبلها محاكم مدنية مسيسة فاسدة ، و تهم ملفقة ، و إشاعات قذرة ، و منح ليست إلا رشى ، كلها بهدف تثبيط العزائم ، و شق الصفوف ، و ترهيب المناضلين .

و بما إنها ساعة العسرة ، فإن هناك أيضا جيش العسرة ، الذي جنوده ، و ابطاله ، و قواده ، هم كل مواطن مصري ، رفض أن يخضع ، رفض أن جر المحراث للطغاة و الفاسدين ، و قرر أن ينازل قوى الشر .

و لكن هناك للأسف أيضا ، على الجانب الأخر ، في الجزء المظلم من الخارطة الشعبية المصرية ، يقف المخلفون ، يقف أعراب هذا الزمان و منافقوه ، فلكل وقت مخلفوه و أعرابه و منافقوه .

إنني لا أعني بالمخلفين ، و الأعراب ، و المنافقين ، آل مبارك و أعوانهم ، من مبارك الأب و إلى أصغر جندي لازال يقف في صفوف جيش الطاغية ، فهؤلاء هم الأعداء السافرين للأمة المصرية ، إنهم جيش الأعداء الذي نواجهه ، و إليهم نفرنا للمناجزتهم ، برغم الفارق في موازين القوى ، و برغم الظروف الأمنية الضاغطة ، التي أشبها بالحر ، و النقص في الأموال ، الذي واجه أفراد جيش العسرة الأول .

خوالف هذا الزمان و أعرابه ، هم أولئك الذين لبسوا ثياب المعارضة و الدين ردحاً طويلاً من الزمن ، و تقمصت شخوصهم شخصية المعارضين ، و توزعت أدوارهم ، فمن رؤساء بعض أحزاب المعارضة ، و بعض أعضائها ، إلى أصحاب أقلام صحفية تدعي المعارضة أو الإستقلالية ، إلى علماء دين ، و مشايخ أزهريين ، و وعاظ مستقلين ، يتناوبون الظهور على شاشات الفضائيات .

هؤلاء هم الخوالف الذين لم نسمع منهم كلمة واحدة لصالح المواطن المصري ، سواء بشجب الفساد و الإستغلال الذي أدى للمحنة التي يعيش فيها المواطن المصري ، و لم يجاهروا النظام الحاكم بمفاسده و مثالبه كما فعل سابقا الحارث بن مسكين مع الخليفة المأمون ، و رفضوا أن يشاركوا الشعب المصري غضبته .

لقد توارى كل هؤلاء ، فأحسنهم إلتمس الأعذار ليتهرب عن المشاركة أو حتى الإدلاء برأيه في أحداث شهر إبريل ، أو إضراب الرابع من مايو ، كما إلتمس المخلفون و الأعراب الأعذار ، و البعض الأخر نزعوا الأقنعة عن وجوههم ، لنرى وجوه لا تتمتع بالحياء ، فبادروا بتسفيه الجهود الشعبية ، و التقليل من أهميتها ، محاولين إيقاف المخاض الذي بدأ ، منضمين جهرة لجيش الأعداء .

لقد كانوا ثعابين ، تخفت في ثيابنا ، فكم من الوقت الذي مر ، و الكثير من المواطنين المصريين ، منخدعين بهم ، فيدلون للحزبيين منهم بأصواتهم المؤيدة في الإنتخابات ، و يواظبون على شراء الجرائد الحزبية و المستقلة للذوي الأقلام منهم ، و يتابعون بشغب لا يرتوي الأحاديث الوعظية المنمقة على شاشات الفضائيات ، أو يتكالبون على حضور جلسات الوعظ التي يقيمونها بالمساجد ، محطين إياهم بآيات التبجيل و الإجلال ، لذوي العلم الديني منهم .

نعم الوقت ليس وقت مواجهة المنافقين و الخوالف ، فالمعركة الأن هي مع الأعداء السافرين للشعب المصري ، و لكن على أعراب هذا الزمان ، الذين يتبعون أي منتصر ، طمعاً في الغنيمة ، و منافقي هذا العصر ، و خوالف الوقت ، أن يعلموا أنهم لدينا مفضوحين ، و أن حكمهم لدينا هو حكم الخوالف و المنافقين و الأعراب .

فيا منافقي هذا الزمان ، و أعرابه ، إعلموا إن جيش العسرة سيعود من حربه منتصراً ، و وقتها سيكون وقت حساب الغائبين ، و المنافقين .



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنها ثورة الشعب المصري ، لا حزب العمل
- ليبيا مصرية
- إخلع محراثك اليوم ، فقد آن أوان الثورة ، آن أوان الحرية
- إنها كنعان و ليست فلسطين ، و هم الكنعانيون ، و ليسوا فلسطيني ...
- لنحبط معاً إقامة مؤتمر ويكيبيديا بالأسكندرية
- روسيا تحتاجين إلى حلفاء ، فالردع النووي لا يكفي
- إنتصار ماراثون ، إنتصار لكل الإنسانية
- لنقيم جنازات شعبية رمزية لشهداء السادس من إبريل
- تحية إلى محلة الثورة ، و تحية إلى كل أبطال ثورة 2008
- التغيير سيكون مصرياً ، لا إخوانياً
- معاً من أجل يوم و نصب المعتقل المجهول
- لنجعل من السادس من إبريل علامة تحول ، و بداية عهد ، و عيداً ...
- الخبز قبل المفاعلات ، يا لويس مصر
- جريمة السويس ، لقد حدث ما حذرنا منه
- عليك بحماية مدخراتك زمن الشدة المباركية
- معركتك الحقيقية ليست أمام مخبز ، أو كشك لبيع الخبز
- أختي المصرية ، الثورة هي من أجل تأكيد ذاتك كإمرأة
- الدم المصري ليس حلال على أحد
- المناضل من أجل العدالة سيبقى ، الإختلاف في الوسيلة و الخطاب
- الأحرار في أفريقيا ، و العبيد في الجزيرة العربية و شرم شيخ ا ...


المزيد.....




- رصدته كاميرا بث مباشر.. مراهق يهاجم أسقفًا وكاهنًا ويطعنهما ...
- زلة لسان جديدة.. بايدن يشيد بدعم دولة لأوكرانيا رغم تفككها م ...
- كيف تتوقع أمريكا حجم رد إسرائيل على الهجوم الإيراني؟.. مصدرا ...
- أمطار غزيرة في دبي تغرق شوارعها وتعطل حركة المرور (فيديو)
- شاهد: انقلاب قارب في الهند يتسبب بمقتل 9 أشخاص
- بوليتيكو: المستشار الألماني شولتس وبخ بوريل لانتقاده إسرائيل ...
- بريجيت ماكرون تلجأ للقضاء لملاحقة مروجي شائعات ولادتها ذكرا ...
- مليار دولار وأكثر... تكلفة صد إسرائيل للهجوم الإيراني
- ألمانيا تسعى لتشديد العقوبات الأوروبية على طهران
- اكتشاف أضخم ثقب أسود في مجرة درب التبانة


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - إنهم الخوالف و الأعراب في ساعة العسرة