أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - ليبيا مصرية














المزيد.....

ليبيا مصرية


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2263 - 2008 / 4 / 26 - 08:56
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


منذ فترة ذكر موقع قناة العربية ، أن الإخوة في ليبيا قد إحتفلوا هذا العام 2008 ، بذكرى وصول شيشنق إلى حكم مصر . بالطبع قدم موقع قناة العربية - التي لا يخفى إتجاهها - الخبر في صورة أخرى مغلوطة - لهدف لا يخفى عن لبيب - و هي : الليبيون يحتفلون بإنتصار شيشنق و إعتلائه عرش مصر ، و المغالطة هي أن شيشنق لم يقم بغزو مصر ، فشيشنق إنما ولد في مصر ، و بمصر نشأ و ترقى في المراتب المختلفة إلى أن تمكن من إعتلاء عرش مصر ، و هذا ما يقودنا أيضاً إلى ملاحظة نقدمها إلى الإخوة في ليبيا ، لنقول لهم ان شيشنق مصري ، ليس فقط بالمفاهيم الحديثة للمواطنة ، والتي تجعله مصرياً ، بل و أيضا بالمفهوم المصري القديم ، أو الفرعوني .

المصريون قديماً ، في الحقبة الفرعونية ، و خاصة في عهد الحقبة التاريخية المعروفة بالدولة الحديثة ، ثم بالأخص في العصر المتأخر ، إتسع مفهوم المواطنة المصرية لديهم ليشمل الليبيين ، و بالتالي لم يعتبروا الأسرة الثانية و العشرين ، التي أسسها شيشنق ، ثم الأسرتين الثالثة و العشرين ، و الرابعة و العشرين ، ثم بعد ذلك الأسر السادسة و العشرين ، و السابعة و العشرين ، و الثامنة و العشرين ، و التاسعة و العشرين ، و أخيراً الثلاثين - و هي كلها أسرات تتصل بالأسرة الثانية و العشرين ، أو ينحدر ملوكها من غرب مصر ، المعروف بليبيا - على إنها أسر غازية ، أو أجنبية وافدة ، بل أزيد على ذلك فأقول – بناء على حقائق التاريخ الثابتة – أن ملوك الأسرات الأخيرة ، هذه - و التي كما ذكرت سابقاً ، من أصول ليبية - كان المصريون ينظرون إليهم على إنهم أبطال النضال الوطني المصري ، في كفاحهم من أجل إستقلال مصر ، أو الدفاع عن مصر ، حسب الفترة ، ضد الغزاة الأجانب ، كما أن أحد أشهر أبطال الكفاح المصري ، و أعني هنا البطل اناروس ، كان ابن أمير ليبي ينحدر من أحد الأسرات الملكية المصرية ، و كان اناروس يحكم من مدينة ماريه - و تكتب أيضا ماريا – و التي تقع اليوم في مركز المحمودية بشمال محافظة البحيرة ، حسب ما ذكر العلامة محمد رمزي في قاموسه الجغرافي ، و هي نفس البلدة التي كان أهلها يظنون إنهم ليبيين ، و حين سألوا كهنة أمون ، إن كانوا مصريين أم ليبين ؟ فكانت الإجابة إنهم مصريين ، كما ذكر هيرودوت في تاريخه .

فإذا إنتقلنا للعصور التالية ، سنجد أن برقة أصبحت جزء من مصر ، في العصر البطلمي ، و في العصر الروماني كانت الثورات التي تشب في برقة ، تلقى صداها في مصر ، و لا ننسى أن القديس مرقس ، الذي أدخل المسيحية لمصر هو من أصل ليبي ، و في العصر القبطي ، كانت برقة ، التي كانت تعرف وقتئذ بالمدن الخمس ، جزء من الكنيسة المصرية ، و لازال اللقب الرسمي لبابا الأسكندرية ، لليوم ، هو بابا الأسكندرية و المدن الخمس ، و لا يمكن إغفال أن آريوس ، مؤسس الآريوسية ، و الذي دخل في النزاع الشهير مع أثناسيوس ، هو أيضا ليبي الأصل ، و بعد أن درس في الأسكندرية و أنطاكية ، إستقر بالأسكندرية ، عاصمة مصر آنذاك ، و التي بلا شك كان ينظر لها على إنها عاصمة بلده . أما الأهم من ذلك فهو ملاحظة أن عمرو بن العاص عندما كُلف بفتح مصر ، ذهب ليس فقط لفتح برقة ، بل و طرابلس ، أي كل ما يعرف بليبيا اليوم ، و هذا دليل تاريخي قوي أخر على أن ليبيا كلها - و ليس فقط شرقيها - كانت جزء من مصر ، إن لم يكن ذلك حسب التقسيم الإداري الروماني ، فعلى الأقل بالمفهوم الشعبي وقتئذ .

فإلى الإخوة في ليبيا ، أقول : إن لكم الحق في ان تحتفلوا ، و تفخروا ، بشيشنق ، و من جاء بعده ، من ملوك مصر ، المنحدرين من أصل ليبي ، و كذلك بكل شخص ولد في منطقتكم ، و وصل إلى الشهرة ، و لكم الحق في الفخر بالدولة الفاطمية ، و صلتها بمنطقتكم ، و لكن في إطار أن ليبيا كانت جزء من مصر ، أي مثل حق أبناء أسوان في الفخر بالعقاد ، و المنيا بطه حسين ، و أسيوط بأثناسيوس و عمر مكرم و عبد الناصر ، و الغربية بسعد زغلول و النحاس ، و الأقصر بأبطال التحرير في عهد الأسرتين السابعة عشرة و الثامنة عشرة ، و أبناء أخميم بذي النون المصري الأخميمي ، و غير ذلك من الأمثلة المحلية ، فشيشنق مصري ، و أنتم أيضا ، و ليبيا ليست إلا جزء من مصر التاريخية ، و إننا إذا كنا نعترف بإستقلال ليبيا الحالي ، و لا نفكر بتاتاً في المساس به ، فإننا أيضا بالتأكيد نرحب بعودة ليبيا – متى شاءت ، و بمحض إرادتها الحرة – إلى أحضان مصر .



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إخلع محراثك اليوم ، فقد آن أوان الثورة ، آن أوان الحرية
- إنها كنعان و ليست فلسطين ، و هم الكنعانيون ، و ليسوا فلسطيني ...
- لنحبط معاً إقامة مؤتمر ويكيبيديا بالأسكندرية
- روسيا تحتاجين إلى حلفاء ، فالردع النووي لا يكفي
- إنتصار ماراثون ، إنتصار لكل الإنسانية
- لنقيم جنازات شعبية رمزية لشهداء السادس من إبريل
- تحية إلى محلة الثورة ، و تحية إلى كل أبطال ثورة 2008
- التغيير سيكون مصرياً ، لا إخوانياً
- معاً من أجل يوم و نصب المعتقل المجهول
- لنجعل من السادس من إبريل علامة تحول ، و بداية عهد ، و عيداً ...
- الخبز قبل المفاعلات ، يا لويس مصر
- جريمة السويس ، لقد حدث ما حذرنا منه
- عليك بحماية مدخراتك زمن الشدة المباركية
- معركتك الحقيقية ليست أمام مخبز ، أو كشك لبيع الخبز
- أختي المصرية ، الثورة هي من أجل تأكيد ذاتك كإمرأة
- الدم المصري ليس حلال على أحد
- المناضل من أجل العدالة سيبقى ، الإختلاف في الوسيلة و الخطاب
- الأحرار في أفريقيا ، و العبيد في الجزيرة العربية و شرم شيخ ا ...
- الإعتراف بكوسوفا ، إعتراف و تكفير
- أربعة و عشرين ميدالية ، لم تمنع إسقاط تشاوتشيسكو


المزيد.....




- سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك ...
- شاب يبلغ من العمر 18 عامًا يحاول أن يصبح أصغر شخص يطير حول ا ...
- مصر.. أحمد موسى يكشف تفاصيل بمخطط اغتياله ومحاكمة متهمين.. و ...
- خبير يوضح سبب سحب الجيش الأوكراني دبابات أبرامز من خط المواج ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف أهدافا لـ-حزب الله- في جنوب لبنان (فيد ...
- مسؤول قطري كبير يكشف كواليس مفاوضات حرب غزة والجهة التي تعطل ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع ومظاهرات في إسرائيل ضد حكومة ن ...
- كبح العطس: هل هو خطير حقا أم أنه مجرد قصة رعب من نسج الخيال؟ ...
- الرئيس يعد والحكومة تتهرب.. البرتغال ترفض دفع تعويضات العبود ...
- الجيش البريطاني يخطط للتسلح بصواريخ فرط صوتية محلية الصنع


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - ليبيا مصرية