|
تحية إلى محلة الثورة ، و تحية إلى كل أبطال ثورة 2008
أحمد حسنين الحسنية
الحوار المتمدن-العدد: 2245 - 2008 / 4 / 8 - 10:32
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
تحية إكبار و تقدير ، تحية من منفي - يأسف و يتحسر إنه مقيد بقيود أمنية غليظة تجعل ليس بمقدوره العودة للوطن بالطرق التقليدية للمشاركة في الأحداث ، و يغبط كل مشارك لقدرته على الهتاف في وجه مرتزقة الطاغية و ولده المدلل - إلى أبطال يصنعون التاريخ على أرض الوطن ، تحية إلى كل متظاهرة ، و متظاهر ، إلى كل مضربة ، و مضرب ، شارك في كتابة أول أسطر ، في أول صفحة ، في أول أيام الثورة المصرية الشعبية الثالثة ، ثورة 2008 .
و تحية خاصة ، إلى أبطال المحلة الكبرى ، محلة الشجاعة و البطولة ، محلة التضحية ، محلة الإباء و الشمم ، محلة الثورة .
تحية قلبية حارة إلى تيميشوارا المصرية ، تشبيهاً بمدينة تيميشوارا الرومانية ، التي كانت المدينة التي إنطلقت منها شرارة الثورة التي أطاحت بطاغية أخر ، في قارة أخرى .
فإذا كانت ثورة 1805 ، و من بعدها ثورة 1919 ، و حركتي عرابي و يوليو ، قد إنطلقوا من القاهرة ، و إمتد تأثيرهم بعد ذلك ليشمل سائر القطر المصري ، فإن ثورة 2008 ، من الممكن أن نقول إنها إنطلقت من المحلة ، و أقول من الممكن ، لأن ذلك رهن بالإستمرارية ، و بالتصعيد ، المستمر ، و تطور المطالب ، من مطالب الخبز ، إلى مطالب التغيير الشامل ، لتتطور الأحداث من مجرد إحتجاجات ، إلى ثورة شعبية .
ليس عيباً أن تبدأ الثورة بمطالب بسيطة ، فمعظم الثورات الشعبية في العالم ، كانت أسبابها إقتصادية في الأساس .
هل من الضروري أن أذكر أمثلة ، هل من الضرورة أن أقول بأن السبب الرئيسي للثورة الفرنسية و من بعدها الروسية ، و من قبلهما ثورة الفلاحين الألمان ، في القرن السادس عشر ، كان الخبز سببهم ؟
لهذا فإن تشدق الإعلام المباركي المرتزق ، و تكراره ، بأن هتافات أبطال محلة الثورة ، بالأمس ، السادس من إبريل ، أول أيام ثورة 2008 - هكذا أتمنى - كانت هتافات إقتصادية ، و لم تسمع أي هتافات سياسية ، هي حجة عليهم ، لا لهم ، فالهتافات - في معظم الثورات الشعبية - غالباً ما تبدأ إقتصادية ، لتنتهي سياسية ، لأنه لا فاصل بين الإقتصاد و السياسة ، بين الحكام و بين الإنهيار الإقتصادي .
الحكام دائماً ما يكونون هم سبب النكبات الإقتصادية ، و التحجج الإعلامي السلطوي بأن إرتفاع أسعار السلع الغذائية ، في الوقت الراهن ، هو ظاهرة عالمية ، و التحكم فيها ، أو لجمها ، خارج عن يد أي سلطة ، هو حجة الخائب الفاسد .
نعم إرتفعت أسعار السلع الغذائية في كافة دول العالم ، و تأثر بهذا الإرتفاع المواطن البسيط و المتوسط – من أمثالنا - في كل دول العالم تقريباً ، و لكن لماذا لم نسمع عن معارك الخبز في دول العالم الحر ، شرقاً و غرباً ، شمالاً و جنوباً ؟؟؟
لأن الحرية ، و معها الوعي الشعبي المستيقظ - الذي يراقب بعين لا تغفل سلوك حكامه - دائماً ما يأتيا بحكام واعين ، يخافون حساب شعوبهم ، عيونهم على المستقبل ، فيتحرزون لنكباته ، و يعلمون كيف يتعاملون مع الطارئ من الهزات الإقتصادية .
دعوني أذكر مجاعة ، ذكرت في القرآن الكريم ، و في التوراة ، و يؤمن بالتالي بصحتها - مع الإختلاف في بعض التفاصيل التي لا تؤثر على المجرى العام للحادثة - المسلم و المسيحي و اليهودي ، و دامت سبع سنوات عجاف ، و أعني إنخفاض النيل على عهد يوسف ، عليه السلام .
أليست تلك المجاعة أفدح بكثير ، من حيث التأثير ، و إتساع النطاق الزمني ، و تأثيرها على كافة المصريين ، على إختلاف طبقاتهم ، من الكارثة الإقتصادية الحالية ، التي لم يمر عليها سوى بضعة أشهر ؟؟؟
ألم ينجح يوسف ، عليه و على آبائه السلام ، في التعامل معها ؟
ألم تفلح الحكمة مع اليد الصارمة الأمينة ، لبدر الدين الجمالي الأرمني - وزير الخليفة الفاطمي المستنصر بالله - في تخفيف حدة الشدة المستنصرية ، و التي دامت أيضاً سبع سنوات ، و التي لا تقارن كذلك ، في شدتها ، بالشدة الحالية ؟
مشكلتنا الحالية إذاً ، ليست في إرتفاع الأسعار على مستوى العالم ، بقدر ما هي الفساد و التسيب ، و إنعدام الوطنية ، في الطبقة المسيطرة ، و على رأس تلك الطبقة الفاسدة ، الأسرة الغير مباركة الحاكمة .
إنني أنتهز هذه الفرصة لأكرر نصيحتي السابقة ، لكل مصري مخلص أمين ، و ليس لكل مضارب ، لأن يحول مدخراته النقدية ، التي يحتفظ بها بالجنية المصري ، و التي جمعها بالكد و التضحيات ، لأي شكل أخر ذا قيمة ، و بعيداً عن البنوك ، فالأحوال ستصل ، في مصر ، إلى ما هو أسوء بمرور الأيام ، و بأسرع مما يتصور البعض ، مادامت الأسرة الحاكمة لازالت تعتبر أن القوة هي الحل لكل مشكلة .
اليوم أصبح صراع إرادات ، صراع قوة ، بين الشعب ، و بين الطغاة و اللصوص ، الذين يحكمونه ، و إنني إذ أحيي ، مناضلي القاهرة ، و الجيزة ، و كفر الشيخ ، و البحيرة ، و السويس ، و قنا ، و الأسكندرية ، و محلة الثورة ، فإنني أناشد أبطال شمال سيناء ، أبطال رفح ، و الشيخ زويد ، و العريش ، الذين طالما تضامنا مع مطالبهم العادلة ، في التظاهر ، و الإعتصام ، و الإضراب ، مثلما أناشد أبطال صعيد مصر ، و منهم أبطال أسيوط ، أسيوط الكفاح ، التي أنجبت عمر مكرم ، بطل أول ثورة مصرية شعبية في العصر الحديث ، أسيوط أثناسيوس ، الذي قيل له : العالم ضدك يا أثناسيوس ، فقال : و أنا ضد العالم ، أسيوط عبد الناصر ، الذي حرر مصر من أخر جندي بريطاني . تعالوا لنفتح جبهة في كل محافظة ، في كل مدينة و قرية ، تعالوا لنجعل في كل شارع جبهة نضال ، و من فوق سطح كل منزل مأذنة و منارة ، تطلق آذان الحرية ، و تقرع أجراس العدالة ، و لنرى هل سينجح المليون و سبعمائة ألف مرتزق في حمايتهم ؟؟؟
لقد بزغ أول شعاع للفجر بالأمس، السادس من إبريل ، و الشعاع سيتحول عما قريب إلى شمس في كبد السماء المصرية ، تحرق الطغاة ، و تنير الطريق للأحرار و المستضعفين .
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين الحسنية
بوخارست - رومانيا
حزب كل مصر
تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر
#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التغيير سيكون مصرياً ، لا إخوانياً
-
معاً من أجل يوم و نصب المعتقل المجهول
-
لنجعل من السادس من إبريل علامة تحول ، و بداية عهد ، و عيداً
...
-
الخبز قبل المفاعلات ، يا لويس مصر
-
جريمة السويس ، لقد حدث ما حذرنا منه
-
عليك بحماية مدخراتك زمن الشدة المباركية
-
معركتك الحقيقية ليست أمام مخبز ، أو كشك لبيع الخبز
-
أختي المصرية ، الثورة هي من أجل تأكيد ذاتك كإمرأة
-
الدم المصري ليس حلال على أحد
-
المناضل من أجل العدالة سيبقى ، الإختلاف في الوسيلة و الخطاب
-
الأحرار في أفريقيا ، و العبيد في الجزيرة العربية و شرم شيخ ا
...
-
الإعتراف بكوسوفا ، إعتراف و تكفير
-
أربعة و عشرين ميدالية ، لم تمنع إسقاط تشاوتشيسكو
-
إنما ينطق سعد الدين إبراهيم عن الهوى
-
ابنة مارجريت تاتشر ربعها عربي ، و توماس جفرسون فينيقي ، فماذ
...
-
طفل واحد لا يكفي
-
على آل سعود الإعتذار لنا ، نحن أهل السنة
-
لا لحصانة ديرتي وتر و المارينز في مصر
-
علينا ألا ننغلق ، علينا ألا نكرر خطأنا زمن الإمبراطورية الرو
...
-
الركلات و الهروات للضعفاء ، و للأقوياء ما أرادوا
المزيد.....
-
صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران
...
-
إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
-
كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت
...
-
دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
-
أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في
...
-
لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير
...
-
-الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ
...
-
سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
-
خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج
...
-
زلزال يضرب غرب تركيا
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|