أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - طفل واحد لا يكفي














المزيد.....

طفل واحد لا يكفي


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2185 - 2008 / 2 / 8 - 07:27
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


حديثي ليس عن تنظيم الأسرة ، و تحديد النسل ، كما يبدو الأمر لأول وهلة من العنوان ، و إن كان ذلك لا يمنع من إبداء رأيي في تلك المسألة ، خاصة و ان النظام الحاكم الحالي ، جعل من القضية سبباً رئيسي يتعلل به لتبرير التدهور الناشىء عن سوء إدارته لشئون مصر الإقتصادية ، متجاهلاً الفساد الذي حظى بالرعاية الرسمية .

شخصياً لست من المؤمنين بأن زيادة عدد سكان أي دولة هي عائق في النهوض ، و اليابان ، و الصين ، و دول شرق و جنوب شرق آسيا عموما ، خير مثال على ذلك ، فمعظم تلك الدول تتمتع بكثافة بشرية هائلة ، مع نقص هائل أيضاً في الموارد الطبيعية ، و لكنها اليوم قوى إقتصادية كبيرة ، فالمشكلة بالنسبة لأي دولة هي في كيفية إدارة الموارد البشرية المتاحة لديها ، و ليس في حجم الشعوب .

لهذا أعتبر نفسي تقليدياً في مسألة الأسرة ، و أقف مع الأسرة المصرية ، و غير المصرية ، الكبيرة ، و لولا الحرب الإقتصادية و الترهيبية الأمنية التي شنتها علي ، و على أسرتي ، السفارة المصرية ببوخارست ، لأكثر من أربع سنوات ، لكنت شخصياً سعيت ليهب الله ، لطفلي الوحيد - حفظه الله و رعاه - إخوة و أخوات ، يكونوا بعضهم لبعض عضداً في هذه الحياة .

و لكن مقالي هذا ، و إن كان ليس عن قضية تحديد النسل ، إلا إنه ليس بعيداً عن قضية إدارة الموارد البشرية لمصر .

فقد كتبت ، في يناير 2008 ، مقالاً بعنوان : لقد حطموا الذكاء المصري إنهم يريدونا عبيد ، و الذي تناولت فيه قضية إضمحلال متوسط حاصل ذكاء الشعب المصري ، بالمقارنة بكافة دول أوروبا ، بل و بعض دول في الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ، مثل العراق ، و المغرب ، و أستطيع إضافة لبنان أيضا .

و ذكرت في المقال المذكور ، إنني من الآخذين بنظرية ان الشعوب الأكثر ذكاء ، هي أكثر حرية و رفاهية ، و لهذا ينتهج النظام الحاكم الحالي ، بعمد ، سياسة تقليص متوسط ذكاء الشعب المصري ، لنظل لهم عبيد ، يتعاملون معنا كما يتعاملون مع الأنعام . و إن البيئة هي العامل الوحيد ، الذي أؤمن به ، في تحديد مقدار الذكاء ، و أن البيئة تتمثل أولاً في التغذية ، و التي تبدأ مع الأم ، فكلما كانت الأم صحيحة البدن مكتملة النمو ، كلما أنجبت أطفال أذكياء ، ثم التغذية أثناء فترة الحمل ، و في مرحلة النمو ، ثم ثانيا في نوعية التعليم ، و الذي كلما إرتفع مستواه النوعي ، و بدأ مبكراً ، إرتفع معه مستوى الذكاء .

الفارق بين اليابان ، و كوريا الجنوبية ، و الصين ، من جانب ، و مصر ، على الجانب الأخر من المقارنة ، هو ان الدول الأسيوية الثلاثة المذكورة ، ذات الكثافة السكانية الكبيرة ، إستأصلت مشكلة فقر التغذية ، و بخاصة اليابان ، و كوريا الجنوبية ، و تايوان ، و في معظم مناطق الصين الشعبية ، بينما تتسع مساحة الفقر بشكل يومي في مصر ، و تتسع معه مشكلة فقر التغذية . كما إهتمت تلك الدول الأسيوية ، بالعامل البيئي الثاني ، فحظى الشعب الياباني ، بأفضل نظام تعليمي في العالم . لهذا أصبحت اليابان ، و كوريا الجنوبية ، و بعض مناطق الصين ، تتمتع بأعلى معدلات للذكاء في العالم ، أعلى من الشعب الألماني ، الذي يتربع على قمة شعوب أوروبا في معدل الذكاء ، بما يكسر نظرية العامل الوراثي ، و فكرة التفوق الأوروبي الوراثي .

التعامل المصري الرسمي مع قضية تناقص متوسط الذكاء المصري ، كان كالمتوقع ، فكان أن بادر الإعلام الرسمي بإكتشاف أحد الأطفال العباقرة ، و سلطت الأضواء على ذلك الطفل ، و أنا ، و إجتناباً لإثم الظن ، أقول ، ربما صح هذا الإكتشاف ، و أقول ربما ، تحرزاً ، لإنني لا ثقة لدي في الإعلام الرسمي ، و أعلم إنه مسير بالجهات الأمنية .

و لكنني أقول للإعلام ، و للجهات الأمنية التي تقف وراءه ، بل و لأسرة الفساد الحاكمة : ان طفل عبقري واحد لا يكفي .

ماذا يعني وجود طفل عبقري واحد ، أو حتى مائة ، في شعب تعداده تجاوز الثمانين مليون ؟ إن ما ينهض بمصر هو أن يرتفع متوسط الذكاء المصري ، أي متوسط ذكاء أفراد الشعب المصري كافة .

إننا لا نريد عبقري جهبذ ، أو بضعة عباقرة ، يطنطن لهم و بهم الإعلام المسير ، و لا نريد نخبة ذكية ، تتسلط على مقاديرنا ، إننا نريد شعباً ذكياً .

نريد للشعب المصري ، أن يأخذ مكانه الذي يليق به في قمة قائمة الشعوب الأكثر ذكاء في العالم .

نريد للشعب المصري أن يكون أكثر حرية و رفاهية .

و الحل هو نفس الحل لكل مشاكلنا ، الإطاحة بالنظام الحالي ، بثورة شعبية سلمية .

أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين الحسنية

بوخارست – رومانيا

حزب كل مصر

تراث – ضمير – حرية – رفاهية – تقدم – إستعيدوا مصر




#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على آل سعود الإعتذار لنا ، نحن أهل السنة
- لا لحصانة ديرتي وتر و المارينز في مصر
- علينا ألا ننغلق ، علينا ألا نكرر خطأنا زمن الإمبراطورية الرو ...
- الركلات و الهروات للضعفاء ، و للأقوياء ما أرادوا
- حان وقت إسقاط أسرة أبو جيمي ، و بدون ضوء أخضر من أمريكا
- هل من المحظور على المسلمين الترشيح لرئاسة الولايات المتحدة ا ...
- هل يعد ج. د. بوش الإيرانيين برئيس مثل أبو جيمي ؟
- لقد حطموا الذكاء المصري ، إنهم يريدونا عبيد
- لن نقف أمام تكايا آل مبارك
- مخاوفنا مبررة ، فالحرية الإقتصادية ليست مطلقة
- هكذا يجب التعامل مع آل مبارك
- نصب تذكاري لضحايا مذبحة المهندسين
- يعقوب صنوع أديب الحرية
- الأغنياء و المساتير أيضاً يثورون
- هم الذين كفروا و صدوكم عن المسجد الحرام
- لا يا بلد شامبليون، الحضارة المصرية لم تبن بالسحر
- يا راكب القارب، تعال نصنع أوروبا في مصر
- حتى لا يساء للقرآن، إبحثوا عن بديل لكلمة إرهاب
- مبارك و بوتين، الفارق بين من فرط و من إسترد
- مبارك و بوتين، لا وجه في المقارنة بين من فرط و من إستعاد


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - طفل واحد لا يكفي