أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حسنين الحسنية - حتى لا يساء للقرآن، إبحثوا عن بديل لكلمة إرهاب














المزيد.....

حتى لا يساء للقرآن، إبحثوا عن بديل لكلمة إرهاب


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2122 - 2007 / 12 / 7 - 03:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا خلاف على أن كلمة إرهاب، حسبما تم التعارف عليها، من إيقاع الأذى بنفوس المدنيين، سواء بالفعل المادي، أو بالتهديد المعنوي، بالتخويف و التهديد، و كذلك إلحاق الضرر بالممتلكات المدنية العامة و الخاصة، يعد من قبيل السلوك الممجوج من الفطرة الإنسانية، أي ترفضه الطبيعة الإنسانية السوية، و بدون حتى الحاجة لقوانين و تشريعات، و يكفي مشاهدة مظاهر الرفض و الألم على وجوه البشر، حين يشاهدون، أو يسمعون، بالكوارث التي تسبب فيها ما يعرف بالإرهاب.
بناء على إتفاقنا على أن الإرهاب، بمعناه الشائع اليوم، يتعارض مع الصراط الإنساني الفطري، فمن غير المعقول، أن يدعي البعض بأن القرآن الكريم يتبناه، و يأمر به، و هو دين الفطرة.
و لا وجه للإدعاء بأن الآية القرآنية الكريمة، الأنفال 60، و التي يقول فيها تعالى: و اعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل ترهبون به.... إلى أخر الآية الكريمة، هي آية تأمر بإنتهاج سياسة الإرهاب، لأنه من يقرأ تلك الآية سيعرف ان الإرهاب المعني في تلك الآية القرآنية الكريمة، هو ما يسمى اليوم بسياسة الردع.
و الردع سياسة، لا يختلف إثنان، على إنها سياسة مقبولة و مشروعة، بل و حكيمة، فالردع هو أحد أهم الأسباب في منع الإعتداءات، و ما يصحب ذلك من من إضرار بالنفوس و الأموال.
و لولا الردع النووي المتبادل، بين القوى العظمى، لما اكتفى العالم بحربين عالميتين فقط.
القرآن الكريم يحض في تلك الآية على تبني سياسة دفاعية إيجابية، تقوم على الردع، لإجهاض الإعتداء في مهده، بما يطابق السياسة الدفاعية التي تنتهجها معظم دول العالم اليوم، الكبرى منها و الصغرى، حين تعمل على دعم الأبحاث العلمية العسكرية، و إمداد ترسانتها العسكرية بكل تقنية حديثة، ثبت نفعها، و متاحة لها.
تبقى إذاً كلمة ترهبون، الواردة بالآية القرآنية الكريمة المشار إليها سابقاً، و التي تُسبب أحياناً لبساً للبعض، و يستخدمها البعض الأخر، عمداً و بسوء طوية، إما لتحليل سلوك مرفوض إسلامياً، أو للإساءة للإسلام، بمحاولة الإبقاء على الصورة القميئة التي إرتسمت في أذهان الكثيرين في خارج البلاد الإسلامية عن الإسلام، و التي تسببت فيما يعرف بالإسلاموفوبيا.
الحل هو في تبني كلمة أخرى، تحل بديلاً عن كلمة إرهاب، تحمل نفس المعنى المرفوض، فليس من الضروري، أو من المفروض علينا، كمتحدثين بالعربية أن ننقل إلى لغتنا الترجمة الحرفية لكل كلمة جديدة، نقلاً عن الإنجليزية، أو أي لغة أجنبية أخرى، نقل المسطرة، و دون الوعي بأن النقل أحيانا ما يقود إلى الإساءة للدين الإسلامي.
فبعضاً من الإبداع، و التنقيب في لغتنا العربية الجميلة، للخروج ببديل لكلمة إرهاب، حتى لا يُساء للقرآن الكريم. و تلك مهمة مجامع اللغة العربية، و لتكن الأولوية لمراجعة الكلمات الجديدة المتداولة، و التي دخلت مؤخراً للإستخدام العربي في عوالم السياسة و الأمن و الإقتصاد، فهذا أفيد من إستنباط كلمات مثل شاطر و مشطور، و ترك الأمر للإعلام، ليتولى مهمة إدخال الكلمات الجديدة، تلك المهمة التي لا تزيد عن كونها نقل أعمى لمعنى الكلمة من الإنجليزية للعربية، و دون وعي لما قد يسببه هذا النقل من أضرار، معنوية، و أحيانا للأسف الشديد مادية، حين يستغل البعض تلك المعاني الجديدة لقلب المعاني الأصلية في النصوص الدينية، في ظل السطحية المتفشية.
على إنه من الضروري في الكلمات الجديدة أن تكون قصيرة، ما أمكن ذلك، بعيدة عن الغموض، قريبة للذهن، و لا تثير السخرية أو الإستهجان، كما حدث مع كلمات أخرى، سبق و إن إستنبتطها المجامع اللغوية، و ظلت لليوم طي المعاجم اللغوية، بعيدة عن الألسنة و الإعلام، و لا تثير إلا الإبتسام و التهكم حين تذكر، أو طلب الترجمة و الإيضاح بالسؤال عن معناها الذي غمض.
نريد كلمات بسيطة و خفيفة على الأذن و اللسان و العقل، و لا تسيء للأديان، أو لأحد.




#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبارك و بوتين، الفارق بين من فرط و من إسترد
- مبارك و بوتين، لا وجه في المقارنة بين من فرط و من إستعاد
- الجمهورية المصرية الثانية، هكذا ستقوم
- أحمدي نجاد، لا فارق بينك و بين آل سعود و آل مبارك
- لماذا أقف مع الأفرو ضد الجنية؟
- الخطوة القادمة شريحة تحت الجلد
- ماذا لو ان عرفات في غير عرفات؟؟؟
- حالة الطوارئ الباكستانية هل تختلف عن المصرية؟؟؟
- لا تتوسلوا للبناويين أو لأحد
- إنه مخاض لعصر أكثر إظلاماً، يا أستاذ هيكل
- و حملها الإنسان، الرد على مفكر النازية المصرية
- مش دورك يا أبو جيمي
- قانون الخروف الأسود، هل سيطبق على جرائم الكراهية؟؟؟
- موافقة آل مبارك على الإجتياح التركي، قصة تكرار الخطأ
- من سيقود القطاع المصري المسيحي في الثورة القادمة؟؟؟
- الثورة مسألة وقت فحسب
- سيخرج الأزهريون أيضا
- هذا هو حزب كل مصر
- يد بندر في موسوعة الأرقام القياسية
- لا تسمحوا لهم بإخافتكم من الثورة


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حسنين الحسنية - حتى لا يساء للقرآن، إبحثوا عن بديل لكلمة إرهاب