أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حسنين الحسنية - ماذا لو ان عرفات في غير عرفات؟؟؟















المزيد.....

ماذا لو ان عرفات في غير عرفات؟؟؟


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2106 - 2007 / 11 / 21 - 06:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ماذا لو جاءك صديق ليعرض عليك أن الحج في شهر صفر أو جمادى الأولى، بعيدا عن زحام الحج في ذي الحجة، أو قال لك تعال لنؤجل الوقوف بعرفة ليوم واحد فقط، فنقف به في العاشر من ذي الحجة بعد أن ينتهي الزحام؟
ماذا لو جاءك نفس الصديق ليعرض عليك أن تقف على المقطم بدلا من عرفات، فهو أقرب مسافة و أقل تكلفة؟
هل ستقبل؟ بطبيعة الحال لن يقبل أي مسلم عاقل واعي بصحيح دينه، ذلك لإننا نعلم كمسلمين إن الشعائر التي أوجبها الله، عز وجل، علينا، و كذلك النوافل، تختلف درجة إرتباطها بعاملي الزمان و المكان، فبعضها لا يرتبط بزمان محدد أو مكان معين، بل و بلا حتى إسلوب مقرر، كذكر الله، الذي لا يرتبط بوقت أو مكان و لا يتقيد بإسلوب في الأداء، و يصح حتى في حال إستلقاء المرء على جنبه أو إتكاءه، آل عمران 191، و النساء 103، و بالمثل الدعاء، يونس 12. بينما شعائر أخرى لا تصح إلا بالتقيد بإسلوب معين في الأداء و بزمان محدد، كالصلاة، فهي كتاب موقوت، النساء 103، على إن الصلاة لا ترتبط إقامتها بمكان بعينة، فقط يشترط في مكان الأداء طهارته. و على نفس منوال الصلاة فإن الصوم المفروض و الواجب الأداء، من الشعائر التي لا ترتبط بمكان معين و إنما بزمان محدد هو شهر رمضان، البقرة 185. فإذا إنتقلنا لشعيرة الحج، فإنها لا تصح إلا بالأداء بإسلوب محدد، و في زمان معين، و في أماكن معلومة لا يمكن أن تستبدل، البقرة 196 و197 و198 و 199 و 200 و 201 و 202 و 203 ، و الحج 26 و 27 و 28 و 29، و غيرهم من الآيات الكريمة و الأحاديث الصحيحة المتعلقة بالحج. و من شعائر الحج الوقوف بعرفات، و من المتعارف عليه ان ذلك الوقوف يكون في التاسع من شهر ذي الحجة، إذا لا يصح حج بالوقوف في غير عرفات و لا في غير التاسع من ذي الحجة.
فماذا لو علمت كمسلم أن وقفة عرفات جاءت في غير التاسع من ذي الحجة، و أن النظام الحاكم المسيطر على الأراضي المقدسة، قرر بأن يوم الوقفة سيقع في الثامن أو في العاشر من ذي الحجة؟؟؟؟
قد تقول: مستحيل فهذا لا يعقل و لا يقبل، و لكن دعني أقول لك: بإن هذا ما يحدث أحياناً، الفارق إنه يتم بتمويه دون تصريح يصدم المشاعر و يثير الخواطر، فيمر على المسلمين، عن طيب خاطر.
الكل أصبح يعلم اليوم أن هناك تلاعب، أو لنسميه بلغة أكثر تخفيفا: عدم دقة فاضحة، و إصرار عليها، في التقويم الهجري السعودي، حتى أصبح التعليق على هذا الشأن، شيئا لا يصدم المشاعر أو يثير إستغراب المستمع أو القارئ أو إستهجانه، فلطالما أصدر علماء الفلك الحديث من المسلمين، العاملين بأكبر المراصد و بأقسام الفلك في الجامعات، سواء في العالم الإسلامي أو خارجه، البيانات و المقالات، و التي تنشر في العديد من الصحف و المجلات المحترمة الناطقة بالعربية، فضلا ما ينشر في مواقع الأخبار المحترمة على شبكة الإنترنت، في أعوام عديدة، عن إستحالة رؤية الهلال في هذا الشهر أو ذاك، في المنطقة الممتدة من أندونيسيا إلى المغرب، بينما يعلن نظام آل سعود بإن رؤية الهلال قد ثبتت و أن الغد هو غرة رمضان أو ذي الحجة أو غير ذلك، و نتيجة لذلك فإنه كثيرا ما صام مسلمي الجزيرة العربية المقمين في دائرة نفوذ آل سعود، و كذلك المسلمين من خارج دولة آل سعود، من الدائرين، رغباً أو رهباً، في فلكها، في المتمم لشعبان و أفطروا في المتمم لشهر رمضان، و للأسف الشديد إننا في مصرنا، المحروسة دائما بإذن الله، كثيرا ما تبعنا السلطات السعودية في خطأها هذا، و لربما يتذكر البعض ما حدث في أحد أعوام الثمانينات من القرن الميلادي الماضي، حين نام الشعب المصري على أن غده هو المتمم لشعبان، بعد أن إستحالت الرؤية و أكد علماء الحساب الفلكي هذا، و لكننا إستيقظنا على وسائل الإعلام تعيد و تزيد بأن اليوم هو غرة رمضان، و أن على كل من علم أن يبدأ صيامه حتى لو كان قد أصاب أي مقدار من الطعام و الشراب.
المشكلة في الحج أعمق مما هي عليه في أي شهر، حتى لو كان ذلك الشهر هو رمضان، لإن الشعب المصري، حل هذا المشكل، و أصبحنا نرى أكثر من غرة لرمضان و أكثر من عيد للفطر، في نفس المدينة و أحيانا في نفس المنزل. فالبعض يتبع الإعلان الرسمي المصري أيا كان، تماشى مع الإعلان السعودي أو لم يتماش، و سواء إعتمد على الرؤية البشرية أو الحساب، لا يهم، و هم الغالبية. و البعض الأخر يتبع الحساب الفلكي فلا يجلس أمام شاشة الإذاعة المرئية إنتظارا لسماع خطبة المفتي أو شيخ الأزهر، حسب العام، ليزف البشرى، فنجا أولئك بدينهم من أحابيل السياسة، خاصة مع دقة الحساب الفلكي. و البعض الأخر سلم أمره للسلطات السعودية، و عليه فإنه أصبح يصوم و يفطر حسب ما تقول به تلك السلطات و إن إختلفت مع الإعلان المصري الرسمي في بعض الأعوام، و حتى لو أقسم علماء الفلك بإستحالة ما أعلنته السلطات السعودية.
إذا كنا قد وجدنا حل فردي لإشكال رمضان و غيره من الشهور الهجرية التي لا تربط بالحج، و أيضا من خلال الضغط الشعبي الذي أرغم السلطات الدينية لدينا على الإبتعاد عن الأخذ برأي آل سعود في الأعوام القليلة الماضية، و لكن ماذا نفعل في أمر الحج؟ ماذا لو ثبت أن يوم عرفات السعودي، على سبيل المثال ليس أكثر و للتوضيح، هو يوم السبت، بينما قال علماء الفلك أن يوم السبت ذاك ليس إلا الثامن من ذي الحجة؟
هل سيقف البعض في يوم السبت ذاك، و يظن خطأ إنه بالطاعة قد وضع الإثم على كاهل السلطات الدينية السعودية؟ و أقول خطأ لأن القرآن الكريم به نص يفهم منه، بوضوح، إن طاعة الكبراء في الخطأ لا تعفي من العقاب إن علم المستضعف بالخطأ، سبأ 33.
هل سيتمسك البعض، كما يحدث في رمضان و عيد الفطر، بالحق، فيرفضوا الوقوف إلا في يوم الأحد التالي لذلك السبت، و الموافق حقيقة للتاسع من ذي الحجة؟ مع العلم بأن هذا الحل من غير ممكن عمليا تطبيقه على الإطلاق، لإنه من المعلوم إنه سيقابل برد فعل عنيف معنويا و ماديا، و لو وصل الأمر للإتهام بالزندقة و الكفر و العصيان، أو لسفك دماء الرافضين لعبادة العجل السامري، أقصد السعودي.
لم يبق إلا حلين سلميين، أو هكذا أتمنى أن يكونا:
أولا: بأن يتكاتف المسلمون، بكل طوائفهم و مذاهبهم، بالتظاهر و الإعتصام أمام البعثات الدبلوماسية السعودية، و بالكتابة و الحديث لوسائل الإعلام، للضغط على السلطات السعودية، ليتم إقرار وسيلة مضمونة لتقرير بدايات الشهور القمرية، حتى لا تتكرر تلك المهازل التي تضيع ثواب الحج، فإن ثابت تلك السلطات إلى الرشد، كان بها.
ثانيا: أما إن ظلت السلطات السعودية على غيها، و تلاعبها بمواقيت شعائر الحج، فعلينا أن نستمر في عصياننا المدني السلمي هذا، و تصعيد المطالب، بإسلوب سلمي، لتصل إلى درجة المطالبة بنزع الأراضي المقدسة بالحجاز من تحت يد تلك السلطة المضللة، و إخضاع الأراضي المقدسة بالحجاز لإدارة إسلامية محايدة مشتركة، تلقى الإحترام لدى جموع المسلمين، فلا تصبح مقدسات المسلمين الضرورية للحج تحت سيطرة سلطة سياسية تحتكرها، و توظفها في أغراض السياسة، كما هو الوضع الحالي.
إن دعوتي هذه ليست دعوة لبث الفرقة بين المسلمين، بل هي دعوة لإقرار الحق، فالحق أحق بالإتباع و الجهر به، و لو آثرت الصمت، خوف أن يقال إنني أثير الفتنة و أبث الخلاف، لإرتكبت نفس الذنب الذي وقع فيه هارون، عليه السلام، حين سكت عن الحق، و ترك السامري يضل بني إسرائيل، خوف أن يتهم، بضم الياء، بإنه فرق بين بني إسرائيل، طه 94.

الخيار لنا، و الثواب أو الذنب فلنا أو علينا، إما أن نتبع، هارون، عليه السلام، في خطأه، فنصمت و نترك السامري يفسد على المسلمين مناسكهم، خوف الإتهام بنفس التهمة التي كان خوف هارون، عليه السلام، منها سببا في فتنة بني إسرائيل و إستفحال أمرها، فيحل علينا العقاب، و إما أن نقف بصلابة مع الحق، فنجهر به و ننادي، و نعمل على تطبيقه، فنوقف السامري السعودي عند حده، و كفى ما حدث من تلاعب من قبل، فنفوز بالثواب.
أن حديثي ليس عن هذا العام، أو أي عام تحديداً، و إنما عن سياسة مستقبلية عامة دائمة، يجب أن ننتهجها لنتلافي ما يحدث في بعض الأعوام من أخطاء خطيرة، تضيع على الحجيج ثواب حجهم، و بعضهم لا يستطيع أن يحج إلا مرة واحدة في حياته، و بكثير من التضحيات المادية و المعنوية، و التي تمتد أحياناً لعدة أعوام، قبل أن يصلوا لتحقيق أملهم بالحج.



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حالة الطوارئ الباكستانية هل تختلف عن المصرية؟؟؟
- لا تتوسلوا للبناويين أو لأحد
- إنه مخاض لعصر أكثر إظلاماً، يا أستاذ هيكل
- و حملها الإنسان، الرد على مفكر النازية المصرية
- مش دورك يا أبو جيمي
- قانون الخروف الأسود، هل سيطبق على جرائم الكراهية؟؟؟
- موافقة آل مبارك على الإجتياح التركي، قصة تكرار الخطأ
- من سيقود القطاع المصري المسيحي في الثورة القادمة؟؟؟
- الثورة مسألة وقت فحسب
- سيخرج الأزهريون أيضا
- هذا هو حزب كل مصر
- يد بندر في موسوعة الأرقام القياسية
- لا تسمحوا لهم بإخافتكم من الثورة
- إدعموا الفانوس المصري الأصيل في هذه الحرب الثقافية
- يجب رحيل الإحتلال السعودي أولاً
- نريد مسلمين كالطيور لا السلاحف
- تهانينا لوائل عباس و تضامنا مع إبراهيم عيسى و الدستور
- موسم القتل بدأ، فهل أنتم منتظرين؟؟؟
- إنها تقدير للإبداع و الشجاعة و لفت للإنتباه
- يا سحرة السلطة، الإخوان ليسوا بتلك القوة


المزيد.....




- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حسنين الحسنية - ماذا لو ان عرفات في غير عرفات؟؟؟