أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - لا تتوسلوا للبناويين أو لأحد














المزيد.....

لا تتوسلوا للبناويين أو لأحد


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2095 - 2007 / 11 / 10 - 04:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


بعد أن بلغت القلوب الحناجر لدى الكثير، و أصبح إستمرار الأوضاع الحالية لا يطاق، و زاد الشعور بالإحباط وطأة تزايد إحتمالية إستمرارية ذلك الوضع المزري لثلاثة إلى أربعة عقود أخرى، إذا تم التوريث، دفعت تلك المشاعر البعض إلى الإرتماء تحت أقدام البناويين، طالبين منهم التحرك من أجل التغيير.
فاليوم أصبح المرء يقرأ كتابات، كتبت بلا حياء، تصل في بعض الأحيان إلى مناشدات، لقيادات جماعة الإخوان، من أجل التحرك، و قيادة ثورة شعبية، تطيح بالنظام الحالي.
و لهؤلاء المحبطين، الذين أصبحوا يرون في جماعة الإخوان المنقذ الوحيد، أريد أن أضع أمامهم، تلك الحقائق و التساؤلات.
أولا: عليكم أن تنسوا البناويين كوسيلة للتغيير الجذري، فمناشداتكم لن تذهب إلى آذان صاغية، لأنه بات من الواضح أن الجماعة قد إختطت لنفسها طريق العمل عبر صناديق الإقتراع على كل الأصعدة، سواء كان ذلك على صعيد النقابات المهنية و الأندية الرياضية و الإجتماعية، أو الجامعات، من أندية أعضاء هيئات التدريس أو إتحادات الطلاب، أو المجالس المحلية أو التشريعية، و أعني الشعب و الشورى.
و رغم الإختلاف مع قيادة الجماعة في جدوى ذلك الطريق، خاصة مع التزوير و منع الناخبين من الإدلاء بأصواتهم، و الإعتقالات المتكررة، و إستمرارية قانون الطوارئ، و التعديلات الدستورية الأخيرة التي دسترت إنتهاك الحقوق الأساسية للمواطن، و مع إنتظار قانون الإرهاب، تلك الحقائق التي تجعلنا نقول بعدم جدوى ذلك الطريق، إلا إننا لا نملك إلا أن نحترم حق البناويين في الإختيار الحر.
و لكنها رسالة إلى الذين يقفون على أعتاب أبواب الإخوان يترجونهم من أجل الثورة الشعبية، للقول بأن توسلاتكم ستذهب أدراج الرياح، و لن تستقبلها إلا آذان من طين، و أخرى من عجين، فطريقهم قد إختاروه، و لن يحيدوا عنه، على الأقل في المستقبل المنظور.
ثانيا: لأسأل من يقفون على أعتاب أبواب البناويين ليتوسلوا إليهم التحرك من أجل التغيير: هل أنتم حقاً على إتفاق معهم؟؟؟
أو لأقل ذلك بصورة أخرى: هل أنتم على إستعداد حقاً لأن تعيشوا في ظل دولة بناوية؟؟؟؟؟
هل الناصريين، و الساداتيين، و تيار حزب الغد، الذي ذهب رئيسه الحقيقي، د. أيمن نور ليتوسل إليهم الدعم في عام 2005، و بقية المنتمين التيارات الأخرى من اليسار و اليمين و الوسط، على إستعداد حقاً، لأن يحيوا في ظل الدولة التي يبشر بها البناويين؟؟؟؟؟
أنا شخصياً، و أنا شخص مسلم متدين، أحفظ تعاليم ديني، لا أستطيع أن أتوافق مع أجندة التيار البناوي، فهل أنتم متوافقين مع أجندتهم، أي مخططاتهم و أهدافهم و تصوراتهم لمصر؟؟؟؟
قد يقول قائل: في الحقيقة نحن لا نتوافق معهم، و لكن نحن نريدهم وسيلة للتغيير، ليس إلا، فقد بلغت قلوبنا الحناجر، و أصبح إستمرار الوضع الحالي لا يطاق.
و لهم أجيب قائلاً: اليد العليا خير من اليد السفلى، فمن يمنح هو أفضل ممن يأخذ، و هم سيكونون من أطاحوا بالنظام الحالي و لهم الفضل عليكم و المنة، و التاريخ يقول لنا: من قاد ثورة لا يتخلى عنها لغيره، فهل تتوقعون أن يتخلى البناويون عن السلطة طواعية، إن هم قادوا الثورة، و نجحوا في الإطاحة بالنظام المستبد الفاسد الحالي؟؟؟؟؟ هيهات، ثم هيهات، و حساباتكم مبنية على أوهام.
ثالثا: هناك مبالغة و تضخيم في قوة التيار البناوي، من جميع الأطراف، فالبناويين بطبيعة الحال من مصلحتهم أن يظل الإعتقاد بأنهم يسيطرون على الشارع المصري، في حضره و ريفه، و آل مبارك كذلك من مصلحتهم ذلك، ليستمر الدعم الأمريكي لهم، أما قيادات التيارات الأخرى فإنها قيادات متكاسلة واهنة ضعيفة، و أكثرها فاسد، متعاون مع السلطة الحالية، و تروج لما تقوله السلطة، و حديثي ليس لهم.
حديثي هو للشعب، للمواطن المصري، الذي وقع في ذلك فخ، و أعني فخ التهويل من قوة و ضخامة التيار البناوي.
أنا لا أنكر أنهم تيار منظم له وجود على الساحة، و لكنهم لا يملكون الشارع المصري، و لا يملك ذلك الشارع أحد، و لن يملكه أحد، مثلما لم يملكه أحد من قبل.
الشارع المصري، كما ذكرت في مقال سابق، مثل أي شارع في العالم، غير مرتبط في أغلبيته بأي تيار سياسي، إنما يختار، عندما يتاح له ذلك، من يعتقد إنه الأقدر على تحقيق آماله، و على إستعداد، مثلما يحدث من أي شعب بالعالم، أن يغير من إختياره عند أول سانحة، إن لم يوفق التيار الذي إختاره في تحقيق طموحاته.
كما إن الشعب المصري، بطبيعته التي نعرفها جميعاً جيداً، بحكم الإنتماء، لا تتوافق طبيعته مع دولة النموذج الإخواني، و على هذا فالبناويين أضعف مما يبدون عليه للبعض، و أصغر من الحجم الذي تروج له سلطة الفساد الحاكمة.
بناء على كل ما سبق، يجب الكف عن الإرتماء على أقدام البناويين، أو أي مخلوق أو جماعة، لتوسل التغيير، فجميعنا، كأفراد عاديين بمقدورنا أن نصنع التغيير مادام يتوافر لدينا الهدف و التخطيط و العزم و التصميم الذي لا يلين.
إننا قادرون على إستعادة مصر بعقولنا و حناجرنا و سواعدنا، و دون إراقة ماء وجوهنا لأحد، و دون لأن يكون لأحد علينا منة أو دين يطوق به أعناقنا و يكسر به نظراتنا، و سوف تثبت الأيام ذلك.



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنه مخاض لعصر أكثر إظلاماً، يا أستاذ هيكل
- و حملها الإنسان، الرد على مفكر النازية المصرية
- مش دورك يا أبو جيمي
- قانون الخروف الأسود، هل سيطبق على جرائم الكراهية؟؟؟
- موافقة آل مبارك على الإجتياح التركي، قصة تكرار الخطأ
- من سيقود القطاع المصري المسيحي في الثورة القادمة؟؟؟
- الثورة مسألة وقت فحسب
- سيخرج الأزهريون أيضا
- هذا هو حزب كل مصر
- يد بندر في موسوعة الأرقام القياسية
- لا تسمحوا لهم بإخافتكم من الثورة
- إدعموا الفانوس المصري الأصيل في هذه الحرب الثقافية
- يجب رحيل الإحتلال السعودي أولاً
- نريد مسلمين كالطيور لا السلاحف
- تهانينا لوائل عباس و تضامنا مع إبراهيم عيسى و الدستور
- موسم القتل بدأ، فهل أنتم منتظرين؟؟؟
- إنها تقدير للإبداع و الشجاعة و لفت للإنتباه
- يا سحرة السلطة، الإخوان ليسوا بتلك القوة
- اللهم لا تميته الأن، اللهم دعنا نثأر لأنفسنا أولاً
- نعم تصادميين، و هل كان غاندي إلا تصادمي؟


المزيد.....




- السيسي يكشف عن أرقام مهولة تحتاجها مصر من قطاع المعلومات
- -عار عليكم-.. مظاهرة داعمة لغزة أمام حفل عشاء مراسلي البيت ا ...
- غزة تلقي بطلالها على خطاب العشاء السنوي لمراسلي البيت الأبيض ...
- نصرة لغزة.. تونسيون يطردون سفير إيطاليا من معرض الكتاب (فيدي ...
- وزير الخارجية الفرنسي في لبنان لاحتواء التصعيد على الحدود مع ...
- مقتل شخص بحادث إطلاق للنار غربي ألمانيا
- أول ظهور لبن غفير بعد خروجه من المستشفى (فيديو)
- من هم المتظاهرون في الجامعات الأمريكية دعما للفلسطينيين وما ...
- إصابة جندي إسرائيلي بصاروخ من لبنان ومساع فرنسية لخفض التصعي ...
- كاميرا الجزيرة ترصد آخر تطورات اعتصام طلاب جامعة كولومبيا بش ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - لا تتوسلوا للبناويين أو لأحد