أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حسنين الحسنية - قانون الخروف الأسود، هل سيطبق على جرائم الكراهية؟؟؟














المزيد.....

قانون الخروف الأسود، هل سيطبق على جرائم الكراهية؟؟؟


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2085 - 2007 / 10 / 31 - 06:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الفوز الكبير - بالمقاييس السويسرية بالطبع - لحزب الشعب السويسري، يجعل من الضروري أخذ مقترحاته التي سبق و أن طرحها – و إن رفضنا بعضها - بجدية تامة، و أحد تلك المقترحات مشروع القانون الذي تقدم به للشعب السويسري، و الرامي إلى طرد ذوي الأصول الأجنبية من مرتكبي الجرائم إلى خارج الأراضي السويسرية.
إذا كان ليس لأحد أن يقرر للشعب السويسري قوانينه، و منها طريقة تعامله مع الجريمة، و كيفية تطهير مجتمعه من ظاهرة الخروج على القانون، إلا إن ذلك لا يمنع من التعرض بالتعليق، و ذلك بالنقد و السؤال و الإقتراح، و غير ذلك، فتلك هي حرية الرأي.
المشكلة ان القانون إتخذ طابع عنصري، و ربما السبب في ذلك يرجع إلى أن المتقدم بمشروع القانون، حزب - و هو هنا حزب الشعب السويسري - مدموغ بطابع العنصرية، حيث له مواقفه الواضحة من الكراهية للأجانب عموما، و للمسلمين منهم بشكل خاص. و لأنه – أي نفس الحزب – تبنى حملة ترويج عنصرية الطابع، حيث صور الأجنبي المدان بالجريمة في صورة خروف أسود، تقوم بركله الأغنام البيضاء، التي تمثل الشعب السويسري، و ذلك إلى خارج بقعة من الأرض مرسوم عليها العلم السويسري، و تقيم عليها تلك الأغنام السويسرية البيضاء البريئة.
العنصرية في الإعلان جلية، حيث ربط المصمم، أو المصممون، الأجنبي المدان بالجريمة باللون الأسود، بينما بقية الشعب السويسري النقي باللون الأبيض، إنه الربط العنصري العتيق و الكريه، ربط الألوان بالسلوك و الهوية، الأسود للأجانب و للجريمة، و الأبيض للمواطنين الأصليين و السلوك السوي.
كما ذكرت عالية، لكل شعب أن يقرر قوانينه، و لكل شعب أن يقرر الوسيلة التي يتعامل بها مع أي ظاهرة غير مرغوبة له، و لكن لكافة البشر، و كما ذكرت أيضا، الحق في التعليق، و تعليقي هنا مرتبط ليس فقط برفض تعريض أسرة المدان، المنوي طرده إلى خارج القطيع السويسري، للطرد هي أيضاً، لأنه ذلك سيكون عقاباً جماعي، فربما يرتكب أب جريمة ما، و لكن الأم و الأطفال يقرروا البقاء ضمن الخراف البيضاء لأنهم يروا أن حياتهم معهم أفضل من مغادرة القطيع، و هذا حقهم كأبرياء، فلا تزر وازرة وزر أخرى.
تعليقي الأساسي ينصب على نوعية الجرائم التي سيشملها القانون، فجرائم القتل أو السرقة بالطبع من الجرائم الكبرى، و لكنها بأي حال تمس فرد، أو مجموعة ضئيلة من السكان، و هذا لا ينفي خطورتها، و ضرورة إنزال العقاب الصارم بحق مرتكبيها، و لكن هناك جرائم أخرى أعنيها، جرائم تبدو و كأنها جرائم لا تمس الأرواح، و لا تقرب الممتلكات العامة أو الخاصة بسوء، سؤالي عن الموقف الذي سيطبق على جرائم الكراهية ضد الأديان و معتنقيها، و الجرائم التي ترتكب ضد الأعراض بالشتم و القذف.
هناك البعض من الذين إتخذوا من الأراضي و الجنسية السويسرية حصناً، يتحصنون به، لبث كراهيتهم ضد أبناء دين معين، و يطالون على الأخرين بالشتائم و القذف المقذع، من خلال موقعهم على الإنترنت.
إنها جرائم ترتكب من الأراضي السويسرية، و لكن أثرها يغطي مناطق أخرى من العالم، و لكنها بأي حال ترتكب من أرض الخراف البيضاء.
جرائم ترتكب بحق أعداد أكبر بكثير من أي جريمة قتل أو سرقة تتم على الأراضي السويسرية.
فهل سيقوم قطيع الخراف البيضاء، في حال إقرار هذا القانون، بالتعرض لأمثال هؤلاء الذين يبثون كراهيتهم، و يحرضون على الفتن، و يسبون الأخرين، و ينالون من الأعراض؟؟؟؟؟
أم أن القانون لا يشمل إلا المسلمين، في ظل موجة الكراهية العنصرية القميئة، القديمة الجذور، و التي إنطلقت من عقالها في القرن الحالي، و أصبح معها التعرض للمسلمين، دينهم، و كرامتهم الفردية و الجماعية، يتم تحت ناظري القانون؟؟؟؟؟
على أي حال، و دون إنتظار رد أحد، فإن على المسلمين بسويسرا، و في حال إقرار القانون، بإستثماره لصالحهم، و لنا من التجارب الأرمنية في أوروبا، عبرة و درس، حين قام الأرمن بإستثمار القوانين القائمة، و التي لم تكن أساساً موجهة لصالح الأرمن، و لم تخطر مأساة الأرمن أبداً على ذهن أحد من المشرعين الذين أقروها، و لكنهم – أي الأرمن – عرفوا كيف يستفيدوا منها و يوجهوها لصالحهم، كما حدث في فرنسا، بالمثل على مسلمي سويسرا، بل و المسلمين من خارجها، أن يتعلموا كيف يستفيدوا من كل قانون قائم، في بلادهم و خارجها، حتى لو كانت بعض تلك القوانين القانون الهدف منها الإضرار بهم.
قانون الخراف هذا، علينا كمسلمين - سواء من هم في سويسرا أو خارجها، فالجريمة و إن أرتكبت في سويسرا، إلا أن ضحاياها هم عبر الحدود - أن ندرسة جيداً، ثم نرى كيف نطوعه لمصلحتنا، فنوقف كل من يتطاول على الأخرين بالسب و القذف، و يمس أعراضهم، و يروج للكراهية، و يبث الفتن، عند حده، بالإلقاء خارج الجنة السويسرية، و عبر قانون سويسري لم يصمم إلا للنيل من المسلمين، حتى يبقى القطيع السويسري نقي، كما يريده المسلمون و بقية المواطنين الصالحين في سويسرا من الرافضين للعنصرية، لا كما يريده حزب الشعب السويسري.
علينا كمسلمين، أن نكف عن العنف، و الصياح، و لغة التهديد بالعنف، علينا أن نلعبها صح.
لقد خسرنا كثيراً بالعنف و الإرهاب، و حان وقت العمل من خلال القنوات الشرعية في كل بلد.

ملحوظة: المقالات تراجع عدة مرات قبل إرسالها، و لكن رغم ذلك يحدث أحيانا تلاعب في هجاء بعض الكلمات، أو تغيير مضمون بعض العبارات بما يناقض هدف المقال، فرجاء الإنتباه للتلاعب



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موافقة آل مبارك على الإجتياح التركي، قصة تكرار الخطأ
- من سيقود القطاع المصري المسيحي في الثورة القادمة؟؟؟
- الثورة مسألة وقت فحسب
- سيخرج الأزهريون أيضا
- هذا هو حزب كل مصر
- يد بندر في موسوعة الأرقام القياسية
- لا تسمحوا لهم بإخافتكم من الثورة
- إدعموا الفانوس المصري الأصيل في هذه الحرب الثقافية
- يجب رحيل الإحتلال السعودي أولاً
- نريد مسلمين كالطيور لا السلاحف
- تهانينا لوائل عباس و تضامنا مع إبراهيم عيسى و الدستور
- موسم القتل بدأ، فهل أنتم منتظرين؟؟؟
- إنها تقدير للإبداع و الشجاعة و لفت للإنتباه
- يا سحرة السلطة، الإخوان ليسوا بتلك القوة
- اللهم لا تميته الأن، اللهم دعنا نثأر لأنفسنا أولاً
- نعم تصادميين، و هل كان غاندي إلا تصادمي؟
- الكراهية في الصغر كالنقش على الحجر
- من وراء جريدة الدستور؟؟؟
- ثم هرع إلى بوش يستغيث به
- إلا اليونسكو


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حسنين الحسنية - قانون الخروف الأسود، هل سيطبق على جرائم الكراهية؟؟؟