أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - ثم هرع إلى بوش يستغيث به















المزيد.....

ثم هرع إلى بوش يستغيث به


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2014 - 2007 / 8 / 21 - 08:13
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


هذه العبارة، و التي عنونت بها المقال، أستطيع أن أضعها في نهاية سرد أي قصة حقيقية للتيار المصري المعارض لآل مبارك و الموالي لأمريكا، للضغط على الطاغية الحالي، فبها أستطيع أن أختم القصة نهاية تامة، غير مفتوحة، فلا تسأل عما بعد تلك العبارة.
ففي قضية د. أيمن نور - و أنا هنا لا أضعه في خانة المحسوبين على التيار الأمريكي - قام البعض، من مصريي الداخل و الخارج، من المحسوبين على ذلك التيار، بالهروع إلى أمريكا - أكانت تلك الأمريكا هي بوش، أو بعض أعضاء الكونجرس، أو جماعات الضغط، أو وسائل إعلام، أو مراكز أبحاث - ليستنجدوا بها لتضغط على طاغية مصر ليفرج عنه، فكما لفق له القضية، هو قادر على أن يخرجه منها بأي شكل يريد، أكان بإعادة محاكمة، لتكون ساحته بريئة، و هذا لو كان الضغط شديد، أو بعفو رئاسي، و ذلك حتى يترك بعض الشوائب على ثوب د. ايمن نور، و ليظهر الأمر و كأنه من و إحسان.
كذلك في قضية إعتقال القرآنيين التي، كما يبدو، وليدة ضغط من شيخ الأزهر، لتصفية حساب شخصي قديم، وثأر بايت، بين شيخ الأزهر، من جانب، و أ.د. أحمد صبحي منصور، من جانب أخر، قام أ.د. سعد الدين إبراهيم، بزيارة عاجلة لمقابلة السيد جورج بوش الإبن، ليشرح له، و يستنجد به.
كذلك - و حسبما قرأت في أحد المواقع المعروفة للمعارضة المصرية في بريطانيا - قام أحد نشطاء الأقباط المعروفين - و العهدة هنا على الموقع الذي ذكر الخبر - بالإتصال بأهل أحد الضحايا الأقباط، في جريمة جنائية، ليطمئن بالهم، و يؤكد لهم، أنه سوف يخبر السيد بوش بالحادث.
ليكن حجر الأساس لهذا المقال، هو التأكيد على وطنية كل هؤلاء، فشخصي لا يطعن في ولائهم لمصر، و لا أقبل التشكيك بالتالي في وطنيتهم، و حسن نيتهم، فالأستاذ الدكتور سعد الدين إبراهيم حين تدخل من أجل د. أيمن نور، أو من أجل القرآنيين، فإن تدخله يدل على حسن نواياه، و نضاله ضد التوريث و حبسه من قبل بتهم ملفقة، هو دليل أخر على وطنيته الحارة، و قضية القرآنيين تدل على وجه أخر من أوجه شخصية سيادته، و أعني تمتعه بأخلاقيات النقابيين، كما يطلقون عليها في بريطانيا، أو ما يسميه أبناء المدينة في مصر، أخلاقيات أولاد البلد، أو أخلاقيات شيخ العرب كما يطلق عليها في الريف المصري في الصعيد و بحري، فبعض المعتقلين - من القرآنيين - هم من العاملين، أو المتعاملين، مع مركز ابن خلدون، الذي يديره سيادته.
كذلك فأنا لا أشكك في إخلاص الناشط المصري القبطي، الذي أراد إيصال صوت أهل الضحية إلى أعلى - ربما و دون رغبة منهم - فدافعه، بلا شك، دافع من يريد حماية أبناء طائفته من أي مساس بهم.
لكن أختلف معهم جميعاً في جدوى ذلك، فها قد مضى وقت كافي لتلك الإتصالات لتؤتي ثمرتها المرجوة، و لكن الأحوال لم تتغير، و أنا هنا أعني الأحوال بصفة عامة، و ليس في قضية محددة.
ماذا فعل السيد بوش، بجدية، و أشدد على كلمة بجدية، من أجل د. أيمن نور، و القرآنيين، أو غيرهم، أو من أجل الديمقراطية في مصر؟؟؟؟؟
للأسف فإن التيار الموالي لأمريكا، لازال يعيش في عامي 2002، و2003، حين كان بوش و جوقته، من المحافظين الجدد، يطنطنون بأحاديث الديمقراطية و الحرية، و خلال تلك الفترة أيضا، أطلق الضغط البوشي سراح أ.د. سعد الدين إبراهيم من محبسه، بريئاً من كل التهم التي لفقت له، و لزملائه في مركز ابن خلدون، تلك التهم الملفقة التي كانت بمثابة إنتقام من الأستاذ سعد الدين إبراهيم، مثلما كان يُراد أن يكون عبرة لغيره، ممن يعارضون التوريث.
لكن أصحاب تيار الإستعانة بأمريكا لا يريدون أن يستوعبوا أن العالم تغير كثيراً في هذه السنوات القليلة، فعالم 2003، ليس هو عالم 2007، و بوش الإبن ليس هو نفسه بوش الإبن، و أولويات أمريكا، في المنطقة، إدارة تنفيذية و تشريعية، تغيرت كثيراُ في خلال سنوات قلائل.
مبارك الأب، أصبح اليوم هو المثال الذي ترغبه أمريكا، أو القالب، الذي يود الممسكين بدفة الأمور في أمريكا، أن يتقولب فيه كافة حكام منطقتنا، فهل سوف تقبل أمريكا أن ينكسر القالب، أو حتى يتعرض لشروخ نتيجة ضغطها، و من أجل أفراد، لا يشكلون لها أهمية - مع إحترامي الشخصي لهم، رغم إختلافي معهم في المبادئ و الأفكار - فليس لهم، و لا لمن يحمل صوتهم لها، أي ثقل في الشارع المصري، على الأقل في الوقت الراهن.
إذاً لماذا تغامر أمريكا، فتعرض صفحة الماء الساكنة، أو بالأحرى الراكدة لدرجة العفونة، في مصر للحركة و ما قد يتبعها من إضطراب، قد يضرها، خاصة و أن الأمور تسير على ما يرام؟؟؟؟
أيمن نور معتقل، فهل تسببت محاكمته، و إستمرار حبسة، و ما يتوارد من أنباء عن تدهور حالته الصحية، لأي مشاكل، ملموسة، في مصر؟؟؟
هل إعتقال القرآنيين يشكل تهديد للسياسة الأمريكية في مصر و المنطقة؟؟؟
هل رضا مبارك أهم لدى أمريكا، أم غضب من لا يملكون أي قدرة على تحريك الشارع المصري؟
أما بالنسبة للأقباط، أقول لهم: أمريكا لن تحرك ساكنا، أيضاً، من أجل أحد فيكم، حتى لو رفعتم راية الصليب، و أعلنتم الرغبة في الإستشهاد، كما يحب أن يعلن ذلك، بين حين و أخر، البعض منكم، و عليكم بالنظر لتاريخ التجربة الأرمنية للتعلموا منها الكثير، فرغم كل ما حدث للأرمن - و هم، كما هو معلوم، في أغلبيتهم الساحقة من المسيحيين - لم ترغب بريطانيا أو أمريكا، أو أي دولة أوروبية، في تهديد وجود تركيا، المسلمة في أغلبيتها، أو حتى زعزعة إستقرارها، و أما إن شئتم مثلاً معاصر، فعليكم بالعراق، لتنظروا ما يحدث بحق المسيحيين العراقيين، تحت سمع و بصر الولايات المتحدة، الطليقة اليد هناك، و في وسعها إستخدام كل الوسائل، بكل شكل مشروع و غير مشروع، إنها هناك مهمومة بمشكلتها العويصة، لا مشاكل العراقيين، حتى لو كانوا مسيحيين.
بالمثل للمعارضة المصرية، الموالية لأمريكا، أن تنظر للعراق لتعلم، أن أمريكا لا تستطيع أن تحمل أحد إلى سدة الحكم، و إلا لكان أحمد جلبي، و علاوي، و غيرهما ممن حملتهم القوات الأمريكية معها، هم من يحكمون العراق اليوم.
أمريكا لن تتعامل إلا مع من يملك زمام الأمور، أكان في السلطة، أو معارض لها، و لكن يملك سند شعبي صلب، حتى و إن كانت تمقته. أليس التحالف الشيعي هو الذي يحكم العراق، و هو الذي يتشكل من أحزاب معظمها كان له صلات قوية بإيران، أيام المعارضة لصدام، فهل منعتهم أمريكا من الوصول للحكم، رغم أجندة بعضهم الدينية و السياسية المتعارضة مع السياسة الأمريكية، و تعاون بعضهم لليوم مع العدو اللدود لأمريكا في المنطقة، سراً و علانية؟؟؟
و بالمثل لو حدث و أن تشكل في أفغانستان حزب، أو تحالف سياسي معارض، غير مسلح، له شعبية قوية، و يعارض أمريكا، فإنها لن تستطيع أن تكتم صوته، أو أن تمنعه من أن يصل للحكم بدلاً من الرئيس الأفغاني الحالي، مادام ذلك عبر صناديق الإقتراع، أو ثورة شعبية سلمية.
أمريكا ليست هي الكلمة السحرية التي تحل كل المشاكل، و تفك كل القيود، و تحقق المأمول، إنها ليست السيد أحمد البدوي، رضي الله عنه، فكاك الأسرى، و ليست الإستغاثة ببوش الإبن، وطلب شفاعته، مستجابة دائما، فالإستجابة لديه رهينة بالمصلحة، و حتى إن حمل جميع المعتقلين الجنسية الأمريكية، فإن هذا لا يكفل الإستجابة المضمونة.
من سيحرر الأسرى المصريين - الذين أصبحت أعدادهم بالألاف، و ضاقت بهم المعتقلات، و تعرض، و يتعرض، الكثير منهم للتعذيب - من قبضة مبارك و أسرته، و يحمي المصريين المسيحيين من أي جور عليهم، أو مساس بهم، هو الشعب المصري، فتكتلوا ثم إذهبوا و إستغيثوا به، لا بمؤسس معتقل جوانتانامو، و صاحب سياسة المعتقلات السرية و تقنين التعذيب و إنتهاك الحريات الأساسية، و الذي لا يستطيع بأي وجة أن يلقي على أحد مواعظ عن حقوق الإنسان بعد أن ضربها في مقتل، و انسوا أعضاء الكونجرس، و لا تضيعوا وقتكم و جهدكم، و تجروا وراء سراب، إسمه جماعات الضغط الأمريكية.
الشعب المصري هو فكاك الأسرى، خاصة لو كانوا في يد طاغية يحكمه.

أحمد حسنين الحسنية
بوخارست - رومانيا



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلا اليونسكو
- الإصلاح يحتاج يد صارمة و تفويض شعبي
- الدولة الفاطمية، هذه هي الحقيقة
- لأنني أريد نتيجة و أرفض الوصاية و لا أخشى المنافسة
- و هكذا الإحتلال أيضا يا ناظر العزبة
- فوز حزب العدالة التركي مسمار في نعش آل مبارك علينا إستثماره
- لقد كان نضال وطني و ليس مجرد خلاف فقهي
- إقتحموا الحدود، فالبشر قبل الحدود
- مستثمر رئيسي أم لص شريك؟؟؟
- رسالة إلى حماس، نريد القصاص من هؤلاء المجرمين
- مشروع الهيئة المصرية الأهلية للعدالة
- يوم و نصب المعتقل المصري المجهول
- يوم و نصب المعتقل المجهول
- إضرابات بدون هدف و تنظيم، لا شيء
- مصر ليست أحادية الإنتماء
- الإنقلاب العسكري المصري القادم، أسبابه و مبرراته
- حمر عيناك، تأخذ حقوقك
- حد السرقة في الفقه السعودي
- السيد أحمد فؤاد و السيد سيمون
- ضجة رضاع الكبير فرصة لإحياء الإسلام


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - ثم هرع إلى بوش يستغيث به